آخر 10 مشاركات
|
الإهداءات |
|
![]() |
|
|
| #1 | ||||||||||||
![]()
|
فرج البنعلي .. يفتح قلبه لـ«عكاظ» ويحكي قصة الهروب الكبير ![]() صالح الفهيد (دارين) تصوير - عبدالرزاق العوض : كان كل يوم يمر على جزيرة دارين.. مثل اليوم الذي قبله.. تتشابه الأيام والليالي في هذه الجزيرة الصغيرة التي تغفو وسط خاصرة الخليج.. ما عدا اليوم المشؤوم (قبل اربعين عاماً) حيث استيقظت فيه الجزيرة لتكتشف واقعة سرقة تناقلتها الألسن من بيت الى بيت.. ومن مركب الى آخر.. ولم تدر (دارين) عن الفاعلين.. وبدأ البحث.. حتى حصر الاتهام بمجموعة من شبان الجزيرة. هنا يلتقط فرج البنعلي خيط الحديث.. ليقول: فوجئت بهم يزجون باسمي مع المتهمين.. كنت بريئاً.. اتهموني فقط لأنني كنت رفيقاً للمتهمين الآخرين.. لم استطع تبرئة نفسي. وفي ذلك الزمن.. عندما يقرر شيخ القرية شيئاً يصبح كالقضاء والقدر ولا احد يستطيع ان يناقش فيه.. اخذوني وجلدوني.. جلداً مبرحاً.. حتى اغمي عليّ.. لا زلت اذكر تلك العصي المصنوعة من جريد النخل الاخضر الرطب وهي تهوي على جسدي الضعيف النحيل دون رحمة او شفقة.. لقد تركت عملية الجلد جروحاً دامية في جسمي حتى انني لم اقو بعدها على النوم على ظهري لعدة ايام.. ولا زلت اذكر والدتي -رحمها الله- وهي تأخذني الى شاطئ البحر لتغطسني بالماء المالح لعله يخفف من آلام الجلد التي كانت تحرمني من النوم. الجرح العميق ولكن يبدو ان الجرح الأعمق الذي لم يبرأ منه حتى الآن كان احساسه العميق بالظلم الفادح الذي وقع عليه.. والذي ترافق مع عجزه الكامل عن الدفاع عن نفسه.. وانسداد كل الطرق امامه لتبرئة ساحته.. ولهذا قال لي بصوت متهدج.. وهو يضغط باصبعه على صدره.. وعلى موقع القلب منه: لقد طابت جروح جسدي وبقي الجرح هنا دامياً حتى اليوم!! ثم يضيف بعد ان مسح دموعه بطرف غترته: أتذكر الآن انني قررت ترك الجزيرة نهائياً.. بينما كانت امي تعريني من ثيابي وتغطسني على شاطئ الخليج.. كنت اغتنم بعض اللحظات التي يخف فيها الألم لأفكر في مستقبلي بعد ما حدث.. فبرقت في ذهني فكرة الهجرة وترك دارين.. كان قراري ان لا أعود ابداً.. وان لا يعرف عن مصيري احد.. كنت غاضباً.. وحانقاً.. ومستاءً من الجميع حتى أقرب الأقربين. يستطرد العم فرج البنعلي وهو ينظر الى المجهول: عندما قررت ترك الجزيرة.. والسفر بعيداً واجهتني مشكلتان.. الاولى كانت تلك النظرات البريئة التي كانت تناظرني بها ابنتي الصغيرة «طيبة» وخوفي عليها من ان تتعرض للظلم كما تعرض له والدها..وفي لحظة من اللحظات المستعرة بداخلي قررت صرف النظر عن السفر.. والجلوس.. لحماية «طيبة» والضيف القادم الذي كان جنيناً في بطن امه.. ولكنني ويا للسخرية.. اكتشفت انني لم استطع ان احمي نفسي.. فكيف استطيع ان احمي ابنائي!!. اما المشكلة الثانية فتتمثل في انني لا املك قرشاً واحداً لتأمين مصروف السفر وتأمين الأكل والشرب حتى اجد عملاً.. خصوصاً انني عزمت على الهروب من الجزيرة سراً.. وبواسطة المراكب التي تنطلق من الخبر.. لا عن طريق مراكب جزيرة دارين التي يعرفني بحارتها واحداً واحد. وكيف حلّلت المشكلة الثانية.. سألته.. فأجاب: - لجأت الى عمتي.. وأفشيت لها سري وطلبت منها نقوداً.. مع وعد مني بإعادتها لها متى ما تسنى لي ذلك.. ومع الأسف لم تكن تملك نقوداً.. فخلعت قطعاً من حليها الذهبية.. واعطتني اياها.. احتضنتني وهي تبكي.. وكانت هي الوحيدة من اهل دارين التي ودعتها.. خرجت ليلاً باتجاه الخبر.. قطعت المسافة مشياً على الاقدام.. بل مشياً على الآلام.. وعندما وصلت الى «فرضة» الخبر.. حيث كانت المراكب الصغيرة تنتقل بشكل منتظم بين الخبر والبحرين.. نمت تلك الليلة في «الفرضة» وفي الصباح باكراً استقللت اول مركب تحرك باتجاه البحرين.. اختبأت بالمركب كنت لا اريد ان يراني احد.. كان لدي شعور قوي بأن اهل دارين يلاحقونني.. خفت ان يأتي منهم من يعيدني الى دارين.. ولم ارتح حتى وصلت المنامة. حياة جديدة ويستطرد العم فرج البنعلي.. متذكراً تفاصيل المعاناة المدفونة تحت ركام السنين.. فيقول: عندما وضعت قدمي على ارض البحرين قررت ان ابدأ حياة جديدة.. وان انسى الماضي كله.. قررت ان اواجه مصيري.. وخياري بتحد وصبر.. وعزيمة.. كنت مستعداً لتحمل كل شيء.. واي شيء.. كنت اعرف انني سلكت طريقا صعبا.. ومليئا بالمفاجآت ومفتوحا على كل الاحتمالات.. كنت استطيع ان اجد فرصة سهلة في العمل داخل المنامة صبيا في دكان.. او عاملا في اسواقها.. ولكني قررت ركوب البحر.. فأنا ابن دارين.. ابن ماء.. فاما ان تحملني امواجه عاليا.. واما ان تأخذني للحضيض.. لم ابرح الميناء حتى وجدت عملا على احدى السفن التي تنقل البضائع والمسافرين «العبريه» بين المنامة والبصرة ودبي وهكذا بدأت حياتي الجديدة في البحر.. وعلى ظهور السفن.. حيث اعيش.. واعمل.. وانام.. لا أرى اليابسة.. الا في ايام متباعدة اصبحت السفينة هي عالمي الواسع.. نسيت كل شيء.. ما عدا جرحي الدامي في «بسرة القلب» كان يذكرني غصباً بدارين.. ومشهد الجلد امام جموع المتفرجين.. كانت تطاردني كوابيس مزعجة.. تحرمني النوم.. فأقضي معظم الليل على سطح السفينة.. متأملا بالبحر.. اشكو له مواجعي.. واحكي له بصمت قصتي.. حتى أتعب من الحكي والشكوى.. ويتعب هو من الاستماع فأنام على سطح السفينة احيانا دون غطاء.. يقرصني البرد.. ويعضني «ناب» المعاناة.. تلوح أمامي صورة ابنتي طيبة أو «طيوبة» كما كنت ادلعها.. وهي تنظر لي قبل ايام من سفري بارتياب دون ان تدري ان والدها قرر تركها الى الأبد مكرها.. ومضطراً.. وبعد ان تمتلئ جفوني بالدموع.. كنت اغمض عيني وأنام..!! المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
| #2 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
|
|||||||||||
| #3 | ||||||||||||
![]()
|
على مرورك الكريم ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
| #4 | |||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
|
||||||||||
| #5 | ||||||||||||
![]()
|
على مرورك الكريم ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
| #6 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
الله ع الظالم اهم شي رد سال حق بناته القلب الحزين يعطيك ربي الف عافية على الخبريه تقبل خالص احترامي
|
|||||||||||
| #7 | ||||||||||||
![]()
|
على مرورك الكريم ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
![]() |
|
|