البلطجية مطربة مخضرمة على فراش المرض

#1

هاني اللحياني ـ مكة المكرمة

عقب 60 عاما من الغناء المتواصل، أحيت خلالها أعراسا عديدة، على أنغام «يا عروس الروض يا ذات الجناح يا حمامة.. سافري مصحوبة عند الصباح بالسلامة»، تعيش الفنانة صالحة حسن مدني (97 عاما) الملقبة بـ «صالحة البلطجية» بين جدران منزلها في حي الحجون وسط مكة المكرمة.
وظلت لأعوام خلت إلى جوار مطربات آنذاك، كـ «فوزية كاكولا، كاكا جنة، وفوزية تنكة»، نجوم أفراح وأعراس مكة ومناطق المملكة، بيد أنها لا تعيش حالة ترف كما يعتقد البعض، إذ فقدت كل شيء، أموالها التي كانت تهبها بشكل مستمر للفقراء والمحتاجين، ورحيل أبنائها تركي، عبد الله، وراوية.
وأوضحت صالحة أن ما بقي لها من هذه الحياة هو ابنها سعود (70 عاما) المتقاعد منذ 20 عاما، حيث يعيش وأسرته في المدينة المنورة ويعاني وضعا صحيا مترديا، عقب معاناته من فشل كلوي، مضيفة: «يتولى نسيبي الذي يزورني بشكل دائم، أمر رعايتي، بعد رحيل أبنائي ومرض ابني سعود، فهو يواسيني، ويوفر لي احتياجاتي اليومية من الغذاء وخلافه».
هذا ليس كل شيء في حياة صالحة، فهي إلى جانب معاناتها السابقة مقعدة منذ عشرة أعوام، ووسيلة الحركة الوحيدة التي تتنقل بها في منزلها، هي الزحف على يديها للوصول إلى غايتها، في حين أنها مهددة بمغادرة منزلها، إثر نزاع عائلي على المأوى الذي تقطنه.
وفي خضم كل هذه المعاناة، تحتفظ المسنة صالحة بالعديد من الصور التي تنضح بها ذاكرتها، بدءا بمسيرتها التي استهلتها في العاشرة من عمرها، إبان إعجابها بعزف والدها الراحل الفنان حسن مدني، الذي كان عازفا للعود، فبدأت بالغناء في المنزل والحارة، إلى أن ذاع صيتها واحترفت الغناء في الأعراس.
وخلصت إلى أنها لا تزال تحتفظ بالعديد من الذكريات الجميلة، والعلاقات الطيبة مع عدد من مسؤولي الدولة السابقين، الذين لم يكفوا عن التواصل معها رغم تردي صحتها، خصوصا أنها ساهمت في أحياء أعراس بنات الكثير منهم في فترات سابقة.

المصدر: منتدى الخليج