أسلمت في الثانوية

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

أسلمت في الثانوية

سؤال وردني من إحدى المتابعات ..
والتي قرأت مقالي عن التدبر ...
حيث قلت : أنني أسلمت في الثانوية ..!!
وطلبت أن أحكي كيف أسلمت ؟؟
ووعدتها أن أجيب عليها بمقالة ..
فقد يظنّ بي أحدهم أني كنت ـ لاسمح الله ـ يهودية ..أو شيء من هذا القبيل..
لذا لزم التوضيح

أما قبل :....
ـ مسلم بالوراثة ...
تعني فقط أنك ولدت من أبوين مسلمين ..
يسعيان كل جهدهما لدعوتك للصلاة والقيام بشعائر الإسلام ..
قد تقوم بـ(طجّ) الركعات بدون وضوء .
.أو تصلّي فقط لتثبت لوالديك أنك مسلم ..
.دون أن تدرك معنى الصلاة.

الحقيقة هذا ماكنا نفهمه صغاراً عن الإسلام لم ندخل في الإسلام حبّاً ..
بل سقنا إليه كـ عادة .. أو خوفاً ..وعلى سيرة الخوف ..
كل من حولك يخبرك بشطارة ..
.أن كل ما تفعل من خطأ فأنت في النار (لامجال للخطأ أبداً)
الفرق بين أن تكون مسلما أو لاتكون ..أن تترك صلاة ..
إن لم تصلّ فأنت في النار..وإن صليت متأخرا فأنت (برضو) في النار ..
وإن تركت صلاة عمدا فأنت في النار
إن كذبت ...أو غششت ..أو أخذت لعبة من صديقك عنوة ...
أيضا في النار خالداً مخلداً
لهجة الخطاب الديني الذي يصدر من حولك ..
.جار ...معلم ...صديق للعائلة ....
كلهم يتدخلون بشكل أو بآخر في تشكيل شخصية الطفل .
.(أسلوب التخويف المتبع آنذاك على طريقة بشار ...
سلخ ... سحل ..جلد ...تسطير.. تكفيخ .. خيزران ..)
إن لم تكف هذه الوسائل التعزيرية لتأديبك ... عندها(النار مآلك وبئس المصير) ....
جارتنا ليس لديها ما تخيف به ابنتها الصغيرة ذات الخمسة أعوام إلا قول
(ربّنا بيحطك في النار)
عندها تنتفض الطفلة ..ويقشعر ريشها الغضّ وتصرخ طالبة النجدة...
.وقد تلصّص ذات يوم ...على عبارة الأم ...بعض أطفال أنذال ..
.فتحينوا فرصة غياب الأم ... وجعلوا الطفلة ...
ترقص على حبل من الخوف ...من صيحاتهم المتتالية
(ربنا يحطك في النار)
أسأل الله أن تكون الطفلة مازالت مسلمة بعد تلك البصمة الأليمة
التي تركها هؤلاء الأوغاد الصغار ..

ـ في حصة التوحيد ..
تسرد المعلمة ...التوحيد ثلاثة ..ربوبية ..ألوهية ..أسماء وصفات ...
ثم تقول احفظوها هكذا (وهي لا تفهم ماهوالتوحيد)
ولعلها معلمة رياضة تشرح مادة التوحيد أومعلمة معهد فنون وموسيقى ..
. وحين نسألها ما الذي تعنيه هذه الكلمات تقول :
هي واضحة لا تحتاج إلى شرح ....

هكذا كان زماننا ..المهم أن تقوم المعلمة بارتكاب حصة حتى لو من غيرتخصصها...
ومن أجل اكتمال نصيب الحصص لدى كل معلمة ..يستبدلونهم كما لعبة الشطرنج ...
أهم شيء أن تمشي الحصة (كما يقولون)

ـ معلمة الدين ... ملكا عضوداً ...تتوارثه .. يحكون أنّ لها باعاً طويلاً ...
في التدريس .. وهي التي ضربت أسوأ الأمثلة للشخصية المسلمة ...
تضرب كل من يخطر ببالها ... تستهزئ بمن شاءت ...
ربما طلبت من الطالبات حمل طاولة ووضعها فوق إحداهن ..
والضحك عليها ...أو رفع رجل والوقوف على أخرى طيلة الحصة ..
أو رفع اليدين والوجه على السبورة ...كنت ضمن المعتقلات عندها .
.ذات مرة بعد أن أساءت لي كثيراً..
إذ كنت أعاقب بدون سبب من بعض أساليبها في التعذيب ... .
.قررت الحديث مع ابنتها التي تشاركني المرحلة الإبتدائية ....
فأخبرتني أن لاعيب فيّ سوى أنّ رئيسكم (حافظ الأسد) ذبحنا في (تلّ الزعتر)..
صدمت رغم أني لاأعرف السالفة..
لكنها أشعرتني بأني متواطئة بالذنب .
..فقد بدا لي سببا وجيهاً لحقدها عليّ ..
ونقلت بدوري هذه المعلومة لوالدي الذين أوصلاها للإدارة ..
. ولم أر وجهها بعد ...

لا تسألوني عن (تل الزعتر) فأنا مذ تلك اللحظة لم أبحث عن المعلومة
إن كانت صحيحة أم لا؟!!
وإن كانت صحيحة فأنا أتقدم بالشكر لمعلمتي دون مسامحتها
(على تعريفي بهذه المعلومة.
في ذلك الزمان ..كنت تصفع ..لأغراض سياسية ..أو مزاجية ..
. أو وحدة معصّب منها زوجها ..وحبّت تفرّغ شحناتها في الطالبات .
..هكذا الأمر ببساطة.

ـ في ذلك الزمان ...اختفت فجأة كل أحاديث التوبة ...
وقاتل التسع وتسعون نفساً... وحديث آخر أهل الجنة دخولاً...
وحديث البطاقة .... وزد على ذلك ...
.كتب لاتصلح للقراءة لمن هم دون الـ 15.. كـ روايات نجيب الكيلاني والمنفلوطي ...
كانت تجلب جرعة كبيرة من سمّ البدن والقهر
لا تستفيق منها شهراً..
كل تلك المبررات بشكل أو بآخر ..لاتسوّغ لك أن تعيش بعيداً عن الله ..
. لكن ذكرتها ليتفطّن المربون ..
إلى حجم الكوارث التي يفرزها المجتمع ويؤثر على تربيتهم إن لم يهدمها ...

وحتى لا أظلم المجتمع ... ظهر لي من بينه ..
.صديقة (هدية) من الله... ...أخذت بيدي نحو الإسلام الصحيح ...
عرفتني معنى التوحيد وحبّ الله ...وجمال العبودية ...
. ولذّة الطاعة عندها صلّيت لله شكرا...
صلّيت لله محبّة..
أصبح للصلاة معنى...ولوجودي معنى..
.أحببت الله طوعاً ...ليس من أجل الخوف من ناره ..
.بل لأنه ربُّ كريم رحيم .
..فأنا بين خوف ورجاء ...
وطمعي أن سيدخلني الله الجنة برحمته ...
‫

فاطمة الجراد