![]() |
![]() |
|
![]() |
|
#1 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
ما هي المقومات التي إذا اتصف بها المسلم صار مسلما صحيح الإسلام، أو مؤمنا صحيح الإيمان، أو مهاجرا صحيح الهجرة؟ متى نستدل على المسلم وبماذا نصفه بأنه مسلم كامل الإسلام؟ هل بصلاته وزكاته وصيامه وحجه فقط، أم أن هناك لوازم لابد منها ليكون المسلم مسلما حقا، والمؤمن مؤمنا صدقا، والمهاجر مهاجرا صحيح النية خالصها؟ هذه أسئلة شغلتني طويلاً وأنا أرى أحوال المسلمين في تخلف دائم، وفي تقهقر مستمر، وهم مهزومون نفسيا قبل أن يكونوا مهزومين عسكريا، وهم يشكون الضعف والهوان بين الأمم كلها. نعم، أسئلة محرجة لابد من أن نجد لها جوابا شافيا، وعلة مستحكمة لابد من علاجها لتعود إلى الجسد الإسلامي عافيته، ولتسترد الأعضاء كفاءتها لتواصل عملها من أجل استعادة مكانة الأمة الإسلامية وسابق مجدها بين الأمم. من خلال رصد لأحوال الأمة الإسلامية، وما تعانيه من أمراض مزمنة، وآلام مبرحة، نستطيع أن نقول وباجتهاد شخصي لا نلزم به أحداً، ان المسلمين مسلمون ولكن مع إيقاف التنفيذ، هذا إذا فهمتا الإسلام بأنه ليس صلاة وزكاة وحجا وصوما فقط، بل منهاج حياة كاملا يعنى بالجسد والروح، وتشغله هموم الانسان المعيشية، وأشواقه الروحية، وهو يدعو إلى نهضة الانسان، وارتفاعه ليكون شامة بين الناس، يُستدل عليه بسلوكه القويم، ويُسر بصحبته، ويُرجع إليه في الأزمات حين تختلف السبل، وتتوه الخطى بحثاً عن سبل السلام. الإسلام ليس صلاة وزكاة وحجا وصوما فقط، وليس هو انكبابا على تلاوة القرآن فحسب، وليس هو ذكرا وتسبيحا، الإسلام كل هذا وفوق هذا هو عمل صالح مبرور، وسعي دائم إلى الإصلاح، إصلاح النفس وإصلاح الآخرين. لا يرفع الإثم عن المسلم أن يكون صالحاً في ذاته بل لابد فوق صلاحه في ذاته أن يكون مصلحا لغيره، ولا يشفع له أن يكون مهديا بل لابد أن يكون هاديا لغيره. هذه هي رسالته التي ورثها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويؤمن بالله تعالى، بل ان استحقاق الأمة الإسلامية للخيرية على الأمم جميعاً لم يأت من فراغ، ولم يتحقق لها المجد وهي قابعة في حالة من الكسل والاسترخاء، بل حصلت على كل ذلك بالعمل الجاد والمضني، وكانت تقول لكل أمر أو نهي يأتيها من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم: "سمعنا وأطعنا" وكانت تسارع إلى إلحاق الفعل بالقول، وها هو سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يخبرنا بمنهج صحابها رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعامل مع القرآن العظيم يقول: كانت تنزل الخمس أو العشر آيات لا نفارقها حتى نحفظها قولا وعملا، فصاروا بحق قرآنا يمشون في الأسواق. إذاً فالمسلم حتى يكون مسلما حقا لابد له من أن يلحق القول الفعل، ويجسد تعاليم الإسلام سلوكا اجتماعيا ينثر عبيره وشذاه بين الناس فيستشعرون بأنه كان هنا مسلم يعمل ويتقن عمله. ولندرك البون الشاسع بين إسلامنا العظيم وبين فهمنا القاصر له، دعونا نستهدي بالقرآن العظيم وبالسنة المطهرة، فهما الحكم الفصل في هذه القضية الشائكة، يقول المولى عز وجل وهو سبحانه يبين لنا حقيقة الإسلام والفهم الصحيح له: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" (البقرة/177). يا له من بيان رائع، وكشف لحقيقة الإسلام الباهر! الإسلام ليس هو ركيعات تركعها في وقت لا يتجاوز ساعة واحدة بل هو حركة دائبة، وسعي مستمر، واخلاص في القول والفعل، واحسان فيهما. الإسلام ترجمة حقيقية للمبادئ والقيم التي جاء بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجعلها منهاج حياته، بل الغاية التي بُعث من أجلها، ألم يقل صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (الإمام مالك)؟ ألم يكن هو صلى الله عليه وسلم عنوانا عليها، ودليلا إليها؟ نعم، لقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، والقدوة العظيمة، في عباداته، وفي معاملاته، وفي أخلاقه، وفي خضوعه واستسلامه لأوامر ربه ونواهيه. نعم، ليس البر ــ وهو كما نعلم جماع كل خير ــ هو أن نولّي وجوهنا قبل المشرق والمغرب، فهذا أسهل شيء يقوم به المسلم لا يتطلب جهدا كبيرا، ولا سعيا مستمرا، بل هو ساعة يقضيها المسلم في مصلاه، فإذا أدى ما عليه بقي له من يومه ما يربو على العشرين ساعة، فماذا هو فاعل بها وفيها؟ فهل عليه أن يكتفي بانتظار الصلاة حتى يحين وقتها أم أن عليه أن يبادر إلى العمل والسعي من أجل تعمير الأرض وهي الغاية التي خلق الله تعالى آدم عليه السلام من أجلها حين قال الله تعالى للملائكة: "إني جاعل في الأرض خليفة" (البقرة/30)؟ ومن واقع هذا الفهم النبوي الراقي لرسالة الإسلام التي بعث صلى الله عليه وسلم ليبشر بها ويدعو الناس إليها لنستمع إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يضع في أيدينا الموازين القسط لمعرفة المسلم الحق، يقول عليه الصلاة والسلام: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" (متفق عليه/ أخرجه البخاري برقم (10) ومسلم برقم (40) واللفظ للبخاري). هذا الميزان الدقيق والعظيم بإمكان المسلم ان يزن به إسلامه، وأن يعرف درجة هذا الإسلام في نفسه، وهل هو قريب من مراد الله تعالى أم هو بعيد عنه؟ إن من تجليات رحمة هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم أنه وضع أيدينا على الكثير من الأسرار، وكشف لنا الكثير من الغوامض، فصار المسلم وحده هو الذي يملك أصول المعرفة وصحيحها لأن مصدر معرفته هو الوحي المقدس والمبلغ لهذا الوحي هو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. فالمسلمون على كثرة عددهم، وكثرة عدتهم، إلا أنهم مسلمون مع إيقاف التنفيذ لأنهم فهموا الإسلام على أنه عبادات فقط ولا شيء بعدها أو معها، ولم يفهموا أن العبادة مدلول شامل، ومعنى جامع لكل سعي مبرور، ولقد تكفل القرآن الكريم في حديثه عن معنى البر بتأكيد هذا المعنى. ولقد فهم المسلمون في عصور الإسلام الزاهرة حقيقة الإسلام، وتمثلوها سلوكا في حياتهم، فصاروا الأمة الوحيدة في التاريخ التي جمعت بين الإيمان والعمل الصالح، وشيدت حضارة لم يشهد التاريخ لها نظيراً، فهي حضارة متدينة تعنى بالرقي المادي في أعلى درجاته، وقمة ترقياته، ومع هذا تحتل الأخلاق والقيم العالية مكان الصدارة في اهتماماتها، وحينما تخلى المسلمون عن هذين العنصرين: الأخلاق والعمل الصالح تهاوت حضارتهم، وغربت شمس رقيهم، وسبقهم من كان يجلس بين يدي علمائهم مجلس التلميذ، وبعد أن كانت وفود الطلبة تأتي إليهم من كل مكان أغلقت جامعاتهم، وسرح أساتذتها، وطوى علماؤها سجلاتهم، واختبأوا في دورهم، منهم من هرب مخافة السلطان الجائر، ومنهم من اعتزل عندما شعر باليأس في الإصلاح، فانطفأ النور الذي كان يشع من ديار الإسلام وتوجهت الأنظار إلى غيرهم يستقون منهم الحضارة والمدنية. إن المسلمين يعيشون مرحلة الجمود، وهم مسلمون ولكن مع إيقاف التنفيذ، ولن تقوم لهم قائمة إلا إذا رجعوا إلى صحيح الإسلام، وأدركوا مقاصده العظيمة، وساروا على منهاج النبوة، وأحيوا مواريث أجدادهم التي كانت سبيلهم إلى الرقي والسبق في كل ميدان من ميادين الحياة. فمتى ينهض المسلمون من كبوتهم التي طالت؟ علم ذلك عند الله تعالى ومرهون باليقظة من سباتهم. المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
#2 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]()
|
بدر البدور جزاك ِ الله عنا خير الجزاء على الطرح المميز في موازين حسناتك إن شاء الله
|
|||||||||||
#3 | |||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
|
||||||||||||
#4 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
يعطيك العافيه حفظك المولى
|
|||||||||||
#5 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
ويعطيك ألف عاافيه
|
||||||||||||
#6 | ||||||||||||
![]()
|
وجزاك الله خير الجزاء ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
#7 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
جزاك الله خير عالطرح تقبلي مروري المتواضع
|
|||||||||||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|