منتدى الخليج - «مشعل» و «دانة» يربطان سماء عرفات بتهاني طيارين وفرحة الحج الميسر

هادي الفقيه ـ عرفات :

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/...08/a12-big.jpg

«أنتم معانا ...حياكم الله»، بصوت واحد رحب الرائد طيار فهيد الحربي، والنقيب طيار عاطف الشهري، بضيوفهما المقبلين لنقل صورة أرض عرفات من السماء. يتوقف الطياران أبو مشعل، وأبو دانة، لإجراء مهاتفات سريعة للاطمئنان على الواقفين في الطرف الآخر والبحث عن «صباح الخير يا بابا»، وتناول الطعام قبل معانقة السماء, قبل الإقلاع يعطي الطياران درساً سريعاً في إجراءات السلامة الاحترازية، لمرافقيهم الجدد، ويرتبان التوصيلات الإلكترونية لإجراء حوار بينهم مع «عكاظ» عن الارتفاع إلى السماء، تربط الأحزمة وتنطلق الرحلة تدريجياً. من ارتفاع 200 قدم يبدأ الحديث مع النقيب الشهري «9 أعوام أتشرف بالعمل في الحج أستطيع أن أقول إن هذا الموسم استثنائي الآن 11:20 دقيقة، وجميع الحجاج وصلوا إلى عرفات، هذا لم يحدث من قبل ويستحق الفخر». يتقاطع صوت الشهري مع زميله على الأرض الذي انطلق في حديث معه بلغة الطيارين، ويلتقف زمام الحديث مساعد قائد الطائرة الحربي: «هذه تجربة فريدة بالنسبة لي بالفعل تشعر بالمهابة العظيمة لهذا المكان والموقف الأعظم بين يدي الله سبحانه».
يسهل أبو مشعل لرفيقه أبو دانة مهامه في الجو فمساعد قائد الطائرة يضطلع بمهام رئيسة ابرزها متابعة الدوائر الإلكترونية والمؤشرات التي امامه، ويعيد له الاتصالات والنداءات التي قد تفوته بسبب ارتفاع صوت الطائرة في السماء.
يميل النقيب الشهري بالطائرة صوب جبل الرحمة مع حديث عفوي مملوء بالشكر لله سبحانه :» نستشعر عظمة المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقي وزميلي، لذلك نحرص على نقل أبسط التفاصيل للجهات التي نعمل بالتنسيق معها»، يعود صوت زميلهم على الأرض ليأخذ منه الجديد ويسلم لهم آخر مالديه، والحديث لا يتوقف عن عرفات الإنسيابية وجمال حركة الناس على الأرض متدثرين بالبياض والدعوات والامنيات التي تصعد وكأنه ماء كتبوا عليه أمنياتهم.
يتمنى أبو مشعل ان يهمس في أذني أكثر من مليوني حاج احتضنتهم عرفات أمس حول مسجد نمرة :» أود أن أقول لهم عين الله ترعاكم وكم أغبطكم على هذا الموقف الروحاني».
منظر عرفات من السماء كان حديثه مختصراً :»عرفات هادئة لأن لاحج بلا تصريح»، انتظام السيارات والبشر على الأرض شكل لوحة فريدة، ألوانها بشر اجتمعوا من أقصى الأرض تلبية لنداء ربهم.
يميل النقيب طيار عاطف الشهري بطوافته متجهاً إلى القاعدة الجوية بعد أن تلقى إشارة «OK» من مساعده وابتسامات تزف تهاني نجاح الرحلة، وعند سؤالهما عن معايدتهما من السماء إلى من يبثونها ألقيا بها سريعاً «إلى مشعل ودانة وإخوانهما».