لو وبخك أحدهم ، هل ستتغير نظرتك لذاتك ؟
نتأثر جميعاً بالظروف المحيطه بنا وبالناس، الذين نتعامل معهم وبالأحداث، التي نتعرض لها ..
كل هذه التجارب تضيف لنا الكثير من الخبراتالتي نتعامل مع العالم من خلالها
لكن ، هل تؤثر هذه الظروف الخارجيه في نظرتك لذاتك ؟
البعض منا يستمد هذه الثقه من الآخرين
- لو ابتسم لك رئيسك في العمل فهذا يعني أنك شخص رائع
- لو وبّخك فهذا يعني أنك في الحضيض و لا داعِ لحياتك أساساً
هل هكذا تسير الأمور بينك و بين نفسك ؟
هل تقديرك لذاتك يعتمد – أساساً – على تقدير الآخرين لك ؟
لو كانت الإجابه نعم فاقرأ هذا الموضوع جيداً
كلٌّ منا ينظر للعالم من حوله طبقاً لمنظوره هو ..
لا كما يجب أن يرى العالم
الناس يحكمون على الآخرين طبقاً لخبراتهم هم لا طبقاً لحقيقة الآخرين
كي تفهم ما أعنيه سأحكي لك هذه القصه :
كانت هناك قريه صغيره لم يعرف أهلها التمدن بعد وكانوا يسمعون الأعاجيب عن المدينه وعاداتها المختلفه وكانوا يريدون أن يعرفوا حقيقة ما يسمعوم عنها طوال الوقت
وفي أحد الأيام سافر منهم رجلان إلى المدينه
غابا لفتره ثم عاد واحد منهم التفّوا حوله و سألوه ..
كيف وجدت المدينه ؟
كيف هم أهلها ؟
ما حقيقة ما كنا نسمع عنها ؟
أجابهم الرجل بثقه :
لقد ذهبت بنفسي و عرفت الحقيقه
الحقيقه هي أن :
المدينه هي مرتع الفساد وكل أهلها سكّيرون لا يدينون بشيء لقد كرهت المدينه
عرف الناس الإجابه التي انتظروها طويلاً فانفضوا و عاد كلٌّ منهم لعمله
وبعدها بأيام عاد الرجل الثاني
لم يهتموا بسؤاله عن رأيه
إلا أنهم التفوا حوله حين وجدوا له رأياً لم يتوقعوه :
لقد ذهبت بنفسي وعرفت الحقيقه
والحقيقة هي أن :
المدينه مليئه بدور العباده وكل أهلها متدينون طيبون
لقد أحببت المدينه
أصيب الناس بالارتباك ، هل المدينه سيئه أم جيده ؟
هل أهلها طيبون أم أشرار ؟
لم يجدوا مجيباً على هذه الأسئله إلا حكيم القريه
كان شيخاً كبيراً خبر الحياة وعرف الكثير ويثق الجميع في رأيه كان هو ملاذهم الوحيد
ذهبوا إليه بالقصه وسألوه :
أحدهم قال أن المدينه فاسده مليئه بالأشرار
والآخر قال أنها مدينه فاضله مليئه بالأطهار
أيٌّ منهم نصدق ؟
أجاب الحكيم :
كلاهما صادق
وحين رأى نظرات الحيره على وجوههم
استطرد :
الأول ، لا أخلاق له لذا ذهب إلى أقرب حانه حين وصل للمدينه فوجدها ممتلئه بالناس
بينما الثاني ، متدين صالح
لذا ذهب إلى المسجد حين وصل للمدينه فوجده ممتلئاً بالناس
وأضاف : من يرى الخير فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه
ومن يرى الشر فهو لا يرى إلا مافي داخل نفسه
هل عرفت ما أقصد ؟
فكر في شخص رائع تحبه ، فليكن نبياًّ أو ملكاً أو قائداً
لو دققت النظر ستجد أن من المستحيل أن يجمع الناس على تقبّل شخصٍ ما ، أيًّا كان
لأن الناس لا يرون إلا ما في داخل نفوسهم
لذلك لا تكترث كثيراً برأي من يحاول إحباطك
أنت جيد في جوانب كثيره في حياتك و لست في انتظار شخص مثله ليخبرك كم أنت رائع
لسبب بسيط
هو أنك تدرك هذا جيداً و لست محتاجاً لسماعه من أحد
نظرتك لنفسك هي ما تحدد ما أنت عليه لا نظرة الناس لك