مسجد أبو الحجاج بمعبد الأقصر من الخارج والداخل
أنشئ مسجد “أبو الحجاج الأقصري” سنة 658ه - 1286م
في ساحة معبد الأقصر الذي بناه رمسيس الثاني على نسق المساجد الفاطمية القديمة، أي منذ أكثر من 850 عاماً خلال العصر الأيوبي .
والمسجد عبارة عن ساحة مربعة الشكل، مغطاة بقبو، ومدخله الرئيسي يقع بالجهة الغربية جرت له عمارات عديدة في العصور الأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، والحديثة، وهو مشيد على الجهة الشمالية الشرقية لمعبد الأقصر، ويبلغ ارتفاع مدخله 12 متراً، ويخلو من الزخارف الهندسية والنباتية واللوحات الخطية المعروفة في العمارة الإسلامية، ويعلو المسجد شريط من الشرفات المبنية بالطوب الأحمر .
والمئذنة الأثرية هي أقدم أجزاء المسجد القديم، وتعود إلى عصر أبي الحجاج، وتتكون من ثلاث طبقات، الأولى مربعة الشكل، والثانية والثالثة على شكل أسطواني، وقرب نهايتها مجموعة من النوافذ والفتحات، وهي مبنية بالطوب اللبن، والجزء الأسفل المربع مقوى بأعمدة خشبية، وتشبه مئذنة مسجد أبي الحجاج مآذن الصعيد القديمة ذات الطراز الفاطمي، ومنها مئذنة قوص، ومئذنة إسنا، وأيضا مئذنة مسجد الجيوشي بالقاهرة، وتقع مئذنة أبي الحجاج بالجهة الشمالية الشرقية ويبلغ ارتفاعها 14 مترا و15 سنتيمترا .
أجريت للمسجد عدة عمارات وتوسعات، أعيد بناء المسجد في القرن التاسع عشر الميلادي، وتم ترميمه أوائل القرن العشرين، وخلال النصف الأول من القرن نفسه أنشئ مسجد جديد على الطراز ذاته بجوار المسجد القديم . وفي العام 2009 انتهت أعمال ترميم في المسجد استغرقت عامين، وجرت تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، وبلغت تكلفتها سبعة ملايين جنيه، وشملت العمارة الجديدة توسعة ساحة الصلاة وتدعيم القبة، وتغيير الأسقف، بعد أن تعرض المسجد لحريق عام 2007 .
ولد أبو الحجاج الأقصري أوائل القرن السادس الهجري بمدينة بغداد، في عهد الخليفة العباسي المقتفي بأمر الله، ينتمي أبو الحجاج إلى أسرة كريمة، ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية . وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما .
أشرف أبو الحجاج على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي .
ترك أبو الحجاج العمل الرسمي، وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، سافر إلى الإسكندرية والتقى فيها بأعلام الصوفية خاصة الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولي، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه .
عاد أبو الحجاج إلى الأقصر، والتقى بالشيخ عبد الرحيم القنائي (صاحب مسجد قنا الشهير)، وأقام واستقر بالأقصر، حتى وفاته في عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبي عن 90 عاما، وكان له مجلس علم يقصده الناس من كل مكان .
ترك أبو الحجاج تراثاً علمياً، من أشهره منظومته الشعرية في علم التوحيد، وتقع في 99 بابا، وتشتمل على 1233 بيتا، يقول في مطلعها:
الحمد لله العلي الصمد ….الأول والآخر بلا أمد
باقي أجزاء المعبد شيدها أمنحتب الثالث، ويبدأ بقاعة الأعمدة الضخمة ذات الأربعة عشر عموداً مقسمة إلى صفين
ونصل بعد ذلك إلى الفناء الكبير المفتوح ويحيط به من ثلاث جوانب صفان من الأعمدة – ثم نصل إلى بهو الأعمدة ويضم 32 عموداً – ونتقدم داخل المعبد لنصل إلى غرفة القارب المقدس وقد استطاع الإسكندر الأكبر أن يشيد مقصورة صغيرة له تحمل أسمه داخل مقصورة أمنحتب الثالث .وأخيراً نصل إلى قدس الأقداس حيث حجرة التمثال المقدس وبها أربعة أعمدة .