منتدى الخليج - معرض فني لرسومات رجل مجنون أنجز 1300 عمل في سويسرا

معرض فني لرسومات رجل مجنون أنجز 1300 عمل في سويسرا

جنيف: ماجد الجميل

يَعرض متحف بيرن للفنون الجميلة لوحات فنيّة ونصوصاً أدبية، رسمها وكتبها رجل سويسري "مجنون" عندما كان يخضع للعلاج مِن مرض انفصام الشخصية في مستشفى للأمراض العقلية قُرب العاصمة السويسرية، بيرن.
واحتفى المتحف برسومات الفلاح، أدولف فولفلي، باعتباره من "الفن الغريب".
وكان فولفي حكم عليه بالسجن عام 1895 لارتكابه جريمة ثم أرسِلَ بعد سنوات قليلة إلى مستشفى للأمراض العقلية ليبقى فيها حتى وفاته عام 1930.
وفور دخوله المستشفى، انتابت فولفي فورة عارمة مِن الرسم والإلهام الأدبي، ليُنجِز خلال الأعوام الثلاثين التي أمضاها في المستشفى أكثر مِن 1.300 لوحة فنية، ونحو 25.000 صفحة مِن النصوص الأدبية احتوت على 44 دفتراً، ونحو 150 مؤلفة موسيقية، هي الآن تحت أعين زوّار المُعرض الذي أطلِقَ عليه اسم "عالم أدولف فولفي".
لم يَظهر مرض فولفي العقلي في رسوماته بقدر ما ظهر واضحاً في النصوص التي كتبها, ففي كتاباته كانت هناك نماذج غريبة مِن الكلمات، واضطراب واضح في الأفكار، كما قدَّم نظريات علمية واجتماعية. كتب عن طفولته، لكنه بدلاً مِن أن يسرد حقائق، كالعوق البدني الذي أصابه، وفقدانه أبويه وهو طفل، وحياته البائسة التي عاشها، تحدث عن كُثرة أسفاره، وعن ثروة هائلة كان يملكها. وفي واحدة مِن رواياته أسمى نفسه "القديس أدولف الثاني".
أما رسوم فولفي فهي مُطرَّزة ومُزيَّنة بعدد كبير مِن العلامات والنقوش التي منحت لوحاته أسلوباً خاصاً في الرسم.
لكن ليس بمقدور أي شخص أن يدرك وحده أنَّ هذه اللوحات أنتجها مريض مُختل عقلياً.
وضعَ فولفي أغلب رسوماته على الورق، والقليل منها على الورق المُقوّى. أغلبها مصحوبة بخطوط مُلّتفة كالدوامة، ووجوه صغيرة ذات حواجب كثّة، وطيور، وأشرطة مُزخرفة. جميع رسوماته الأولى كانت بالقلم الرصاص ثم ظهرت لوحاته بالألوان.
خلال الحلقة الدراسية التي نظَّمها المتحف لتحليل رسوم وكتابات فولفي، اتفقَ فنانون، ونُقّاد، وأطباء نفسيون، على أنَّ مرض فولفي العقلي قد ساعده بصورة غير مُباشرة ليصبح فنّاناً وكاتباً, وأنَّ مستشفى الأمراض العقلية هو الذي أعطاه الفرصة ليكونَ خلاقاً... وأنه ما كان له أن يتمتع بهذه المواهب لو كان خارج المُستشفى.

جريدة الوطن
الاثنين 25 رجب 1429هـ الموافق 28 يوليو 2008م