منتدى الخليج

منتدى الخليج (https://kleej.com/vb/index.php)
-   قسم المواضيع الإسلامية والقرآن الكريم (https://kleej.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حقيقة الدنيا الفانية (https://kleej.com/vb/showthread.php?t=114136)

الوحيد والقمر 04-19-2015 02:02 PM

حقيقة الدنيا الفانية
 
والتي تحدَّث فيها عن
الدنيا وحقيقتها التي ينبغي أن تكون راسخة في قلبِ كل مؤمنٍ،

وهي أنها زائلةٌ فانيةٌ، وأن الآخرة هي الباقيةُ، مُذكِّرًا في ذلك بأكبر واعظٍ في تلك الحياة الدنيا،

ألا هو الموتُ الذي هو حقٌّ على كل حيٍّ، وقد سردَ شيئًا من الأدلةِ الواردة في الوحيَيْن

عن الموت والفناءِ والاستعداد للآخرة بالزهدِ في الدنيا، وفعلِ الطاعات، وترك المُنكرات



{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}

[ سبأ: 1]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

[الأحزاب: 70، 71].

أيها المسلمون:

إنالدنيا مزرعةٌ للآخرة؛ فالسعيدُ من زهَدَ في هذه الدار، وأشغلَ جوارِحَه بمُراقبة العزيز الغفَّار،

وألزَمَ نفسَه الاتِّعاظَ والادِّكارَ، ودأَبَ في طاعة الأوامر والاستجابةِ

والمُحافظة على ذلك مع تغايُرِ الأحوال والأطوارِ.

المُوفَّقُ في هذه الدنيا من تأهَّبَ لدار القرار، وكان على حذَرٍ من سخَطِ الجبَّار

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

[ آل عمران: 102].

فيا أخي المُسلم:

سلْ نقسَك: هل أعددتَ للموت عملًا صالِحًا؟ أم الدنيا
شغلَتك عن المَنِيَّة والإعداد للآخرة؟!

ويا مَن تُحبُّ نفسَك! تذكَّر وقوفَك بين يدَي الرحمن وأنت تُسألُ عن مظالِمِ فُلان وفُلان،

وعن ماذا عمِلتَ في الاستجابةِ لأوامر العزيز المنَّان.

أيها المُسلمون:

إن هذه الدنيا دارُ ممرٍّ وليست بدار قرارٍ،

{ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}

[ النساء: 77].

المُوفَّقُ في هذه الحياة هو من يُسارِع إلى طاعة ربِّه - عز وجل -،

وإلى الاستجابة لأوامر رسولِه - صلى الله عليه وسلم -،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }

[ الأنفال: 24.]

إن الكَيِّسَ الذي تيقَّنَ تلك الحقيقةِ، فكان مُغلِّبًا لآخرته على دُنياه، مُحكِّمًا هواه بتقوَى مَولاه،

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}

[ فاطر: 5]،

{ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }

[العنكبوت: 64]

إن الفَطِنَ هو من حَظِيَ بتوفيق ربِّه، فبادرَ قبل العوارِضِ، وسارعَ قبل الشواغِلِ،

واستعدَّ لدار القرارِ، ولم ينشغِل بدار البَوار،

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ

فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ }

[المنافقون: 9، 10]،

}حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ

كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

].المؤمنون: 99، 100]


ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم - يُحذِّرُ من الانشغالِ عن يوم الحِسابِ،

فيقولُ - فيما رواهُ البخاري -:

( نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصحةُ والفراغُ ).

ورُوِيَ عنه - صلى الله عليه وسلم –

أنه قال:

( بادِروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسِيًا؟ أو غِنًى مُطغِيًا؟ أو مرضًا مُفسِدًا؟

أو هرَمًا مُفنِّدًا؟ أو موتًا مُجهِزًا؟ أو الدَّجالَ فشرُّ غائبٍ يُنتَظَر؟

أو الساعةَ فالساعةُ أدهَى وأمَرُّ؟ )

؛ رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ".

وفيما أوصَى به النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدَ الصحابة - وهي وصيةٌ لجميع الأمة -،

حينما وصَّى ابنَ عُمر - رضي الله عنهما -،

قال ابنُ عمر:

أخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم – بمنكِبَيَّ

ثم قال:

( كُن في الدنيا كأنَّك غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ )

وكان ابنُ عُمر - رضي الله عنهما - يقول:

[إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباحَ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وخُذ من صحَّتك لمرضك،

ومن حياتِك لموتِك ]

رواه البخاري.

إخوة الإسلام:

الدنيا دارٌ يجبُ أن تُعمرَ بكل ما يُقرِّبُ إلى الله - جل وعلا -،

ويجبُ على المُسلم فيها أن يكون فائزًا برضا الله - سبحانه -، فبذلك يحصُلُ الخيرُ المُطلقُ،

وبفُقدان ذلك يحصُلُ الشرُّ المُحقَّق - والعياذ بالله -،

{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر }

[ العصر: 1- 3]

القلب 04-19-2015 05:03 PM

رد: حقيقة الدنيا الفانية
 
يسلمو الوحيد والقمر
على هذا الطرح وجزاك الله خير الجزاء ويعطيك ألف عافية

نوف 04-21-2015 01:23 AM

رد: حقيقة الدنيا الفانية
 
جزاك الله كل خير
ويعطيك الف عافية

فطوووم 04-21-2015 08:59 AM

رد: حقيقة الدنيا الفانية
 
جعله الله في ميزآن حسنـآإتك ..
عسـآإآك على القوؤوؤة وربي يعطيك الع ـآإآفية

الوتين .. 04-21-2015 07:12 PM

رد: حقيقة الدنيا الفانية
 
يسلمو على الطرح وجزاك الله خير الجزاء
ويعطيك ألف عافية

كنز الغلا 04-22-2015 08:42 PM

رد: حقيقة الدنيا الفانية
 
جزاك الله خير لطرحك
يعطيك ربي العافية

مجازف 04-23-2015 05:04 AM

رد: حقيقة الدنيا الفانية
 
الله يعطيك العافيه

تحيتي وتقديري لك


 

جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الخليج - © Kleej.com

( 2007 - 2025 )


جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر العضو نفسه ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى