منتدى الخليج - مكانة المرأة في الإسلام

أولى الاسلام المرأة اهتماما عظيما، وأكد حقوقها، وكفل الاسلام للمرأة كل مقومات الحياة الكريمة، وأعطاها حق الحياة كالرجل من دون تفريق بينهما، كما كفل الاسلام للمرأة حرية الاعتقاد والعمل والتملك... الخ.

والمرأة في الاسلام مكلفة، أي مسئولة عن تصرفاتها، وعن تعاملاتها، وتتحمل تبعات أعمالها، وكل ذلك يدل على أن المرأة في الاسلام لها استقلالية فيما يخصها من تجارة وتملك وبيع وشراء... الخ، فهي اهل للتصرف، وأهلية المرأة في الاسلام كاملة غير منقوصة، بشرط ان تتوافر فيها شروط اهلية التصرف، مثلها مثل الرجل تماما.

ولقد جاء تكريم المرأة في الاسلام على ضربين: الأول: تكريمها بصفة العموم، وذلك حينما كرّم الانسان وفضله وميزه على سائر الخلق، قال تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا» (الاسراء/٧٠).

وهذا التكريم الوارد في الآية لكل بني آدم الرجال والنساء، الذكور والاناث، وكل خطاب ونداء في القرآن جاء بصيغة يا أيها الناس، يا أيها الذين آمنوا، فانه يشمل الرجال والنساء، من غير شك، لأن المقصود كل الناس رجالا ونساء، وكل المؤمنين رجالا ونساء.

الثاني: تكريم المرأة بصفة الخصوص، كما في قوله تعالى: «ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن» (النساء/٣٢)، وكما في قوله تعالى: «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض» (آل عمران/١٩٥)، كما خص الله النساء في القرآن بكثير من الآيات، كآيات الرضاعة، والآيات التي تتحدث عن زمن العدة للمرأة المطلقة أو التي توفي عنها زوجها... الخ.

وفي القرآن (سورة النساء) وفيه سورة (الطلاق)، التي تسمى (النساء الصغرى) وفي القرآن سورة (مريم)، وكل ذلك يدل على مكانة المرأة وتخصيصها بهذا التكريم، الذي لم تحظ به امرأة في أي تشريع، حتى جعل القرآن الكريم المرأة نموذجا للعمل الصالح، وقدوة للمؤمنين: الرجال والنساء.

يقول تعالى: «وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي بيتا عندك في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين» (التحريم/١١).

إن المرأة في الاسلام كيان مستقل ولها منزلة عظيمة، وهي مسئولة ومكلفة مثلها مثل الرجال.

يقول تعالى: «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة» (البقرة/٢٢٨)، انها درجة تحمل الأعباء عن المرأة، أي أن الشرع خفف عن المرأة أعباء كثيرة وألزم بها الرجل، تكريما للمرأة وصونا لها، وحين يتحدث القرآن عن خلق الناس بين أن أصل الناس من ذكر وأنثى.

يقول تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات/١٣).

هل يبقى بعد هذا أن يدعي البعض أن الاسلام اضطهد المرأة وأنقصها حقها، وقد اعطاها أكثر مما اعطى الرجال؟ لأن المرأة في الاسلام إما أن تكون أما وإما بنتا وإما زوجة وإما أختا وإما جدة، وكل هؤلاء أوصى بهن الاسلام خيرا، وخصهن بالذكر في القرآن، وعهد الله الينا بالاحسان اليهن، والحياة لا تكتمل الا بوجود الرجل والمرأة معا.

ولقد نظم الاسلام الحياة الزوجية، وبين حقوق الزوجة وحقوق الزوج، وحقوق الابناء وحقوق الآباء، وقد ورد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) انه قال: (النساء شقائق الرجال).

ولقد اولى الاسلام المرأة اهتماما في جميع مراحل حياتها حتى موتها، واذا تتبعنا تكريم الاسلام للمرأة منذ ولادتها مرورا بفترة شبابها، وأمومتها، وفترة شيخوختها حتى مفارقتها الحياة، نجد مدى اهتمام الاسلام ورعايته للمرأة.

واليك أيها القارئ الكريم بيانا شافيا باهتمام الاسلام بالمرأة منذ لحظة ولادتها، وتربيتها في طفولتها:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (من ولدت له ابنة فلم يهنها ولم يؤثر ولده عليها ؟ يعني الذكر ؟ ادخله الله الجنة) مصنف ابن أبي شيبة.

فانظر ايها المسلم وأيتها المسلمة الى هذا الخير الذي يبشر به الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو الصادق الصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، فالجنة ؟ وهي غاية كل مؤمن وقصده ؟ جعل الاسلام احد الطرق المؤدية الى الجنة حسن استقبال المولودة الانثى، وحسن تربيتها، وعدم تفضيل الابن الذكر عليها، فاذا قارنا ما جاء في الاسلام وما كان في الجاهلية من سوء معاملة الأنثى، وقتلها حية، ومن استبقاها حية أمسكها على ذل وهوان، ولقي قومه يعلو وجهه الخزي والعار، ويعلوه السواد والغضب، عرفنا مدى تكريم الإسلام للمرأة.

يقول تعالى: «وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون» (النحل ٥٨-٥٩).

فلما جاء الاسلام أكرم البنات، وأحسن اليهن، وجعل تربيتهن طريقا الى الجنة.

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: نعم الولد البنات ملطفات مؤنسات (المقاصد الحسنة).

وخص الاسلام المرأة بهذا التكريم من دون الذكور، لأن تفضيل الذكور صفة في نفوس البشر قديما وحديثا، فنهى الاسلام عن هذا التمايز بين الذكر والأنثى، ولما للمرأة من دور عظيم في الحياة، وما تسهم به في المجتمع، اذا تم الاعتناء بالبنت من طفولتها لاعدادها لتكون أما مربية ناجحة صالحة تربي النشء وترقى بالمجتمع علميا وحضاريا وأخلاقيا.

يقول الشاعر:

الأم مدرسة اذا أعددتها

أعددت شعبا طيب الأعراق