مدينة دبا ذات التاريخ المغرق في العراقه والقدم , تحدث عنها أبو حيان التوحيدي
في كتاب ( الإمتاع والمؤانسه)
وسرد لنا قصتها المرزوقي المتوفي عام 421 هـ في كتاب ( الأزمنه و الأمكنه)
وقد ورد اسم هذه المدينه في كتابين هما مراصد الإطلاع و أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
كل هؤلاء قالوا عنها أنها كانت أحد أسواق العرب في الجاهليه وسوقها المعروف بإسم سوق دبا
وكان واليها هو الجلندي بن المستكبر
وعندما أشرق الإسلام بنوره على المنطقه كان أهل دبا ومعهم أهل المنطقه قد استاجبوا للدعوه الإلهيه
وهو من جملة أسواق العرب ويقوم سوقها في آخر يوم من رجب وتجمع بين تجار جزيرة العرب والهند والسند والصين.
ويبدو أنها كانت ذات شأن ثم اضمحل مركزها , ولعل السوق المذكور كان عندما فتحها المسلمون أيام الخليفه أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 11 هجريه وكانت العاده ألاّ يباع فيه شيء حتى يبيع ملكها الجلندي بن المستكبر كل ما عنده , وذكر أبو حيان التوحيدى سنة 400 هـ , في الإمتاع والمؤانسه أنه من أسواق العرب .
تقع شرقي خورفكان بينما تفصل إمارة الفجيره بين كلبا وخورفكان , وهو ساحل نظيف على خليج عمان تحده جبال عمان التي تستمر حتى خليج عمان , وبها الكثير من الأخاديد العميقه , تنحدر منها المياه إلى السهول لتسقى المزارع والبساتين شتاء , أما الساحل فتقدر سعة مدخله بحوالي سبعة كيلو مترات , والقسم التابع لإمارة الشارقه
من دبا يسمى دبا الحصن وبه ميناء للصيد وسوق تجاري.
ظهر فيها قادة وعلماء ، منهم كعب بن سوار بن بكر
الذي تولى قضاء البصره في عهد الخليفه الراشد عمر بن الخطاب
والمهلب بن أبي صفره الذي كان قائداً لجيوش المسلمين في عهد الدوله الأمويه.
وفي العصر الحديث اشتهر بها الشيخ صالح بن محمد الكمزاري الشحي
الذي ورد ذكره في كتاب "مخاطر الاستكشاف" في الجزيره العربيه لمؤلفه "وليام توماس" .
ومن المعالم الأثريه في دبا تلك القلعه المسماه "السيبه"
كما يوجد بها قلعة "سبطان" والمقبره المعروفه بمقبرة "أمير الجيش" والتي ينسب وجودها إلى حروب الرده.
ومن معالمها السياحيه ، وجود الخلجان الواسعه الواقعه في وسط الجبال ، والمعروفه بخلجان "الغباين" والتي يتخذها الصيادون ملجأ لهم عند هياج البحر ، ومن أهم هذه الخلجان خور معلى والميم ، كما يوجد عين ماء يسمونها "السقطه" إلى جانب عدد من الكهوف الواسعه داخل الجبال .
وفي دبا عدد من الحرف والصناعات والفنون التقليديه ، فمن أهم الحرف : صيد الأسماك – الزراعه – تربية الماشيه.
ومن أهم صناعاتها التقليديه : صناعة السفن الصغيره – الحداده – السعفيات – النسيج .
ومن فنونها الشعبيه : الندبه ، الرزيف والدان ...
أما المسجد المسمى بمسجد القلعه أو مسجد العثمانيين والذي يقع في الطريق من دبا إلى الفجيره فيعد إعجازاً هندسياًّ أثرياًّ رغم صغر مساحته حيث أن سقفه مكون من أربع قباب يحملها عمود واحد وهذا المسجد ليس له شبيه أو مثيل في جميع أنحاء العالم مما يجعله متفرداً بهذا الشكل والتصميم والطراز حيث أن النسق الذي بني عليه بقبابه المحموله يستهدف تكبير الصوت داخل المسجد من خلال الصدى ورغم أن تاريخ بنائه غير محدد على وجه الدقه إلاّ أنه مبني في العصر العثماني.
وعثر كذلك في مدينة دبا على بعض
العملات القديمه بالقرب من القبور التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول الهجري، وفى وادي (منساره ) عثر على فخار اسلامي مزجج ذي بريق يشبه الفخار الهلنتي كما اكتشف نوع آخر من الفخار له لون بني غامق مصقول وكلها من المقتنيات الأثريه التي عثر عليها المنقبون أثناء بعثات التنقيب المتتاليه على المنطقه.
يذكر المؤرخون أن دبا كانت مركزاً تجارياًّ هاماًّ في عهد الفينيقيين ، وقد دخل أهل دبا الإسلام عام 620 ميلاديه وقال الأصمعي.
أن دبا سوق من أسواق العرب وهي مدينه قديمه مشهوره لها ذكر في أيام العرب وأخبارها وأشعارها، وكانت توصف قديماً بأنها قصبة عمان ولعل هذا السوق المذكور فتحه المسلمون في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه عنوه سنة 11 هجريه.
فلقد اشتهرت ببيئتها الخصبه المليئه بالأصداف البحريه الكبيره اللازمه لصناعة الخزف والنقوش للمباني وصناعة أزرار الملابس وغيرها من الاستخدامات الصناعيه الأوروبيه في ذلك الوقت.
ولتجارة الأصداف في دبا قديماً أصول وقواعد تتبع حيث كانت تباع بالوزن ويصل سعر المن حينذاك حوالي 25 روبيه وكانت السفينه تجلب في رحله واحده حوالي من ألف إلى ألف وخمسمائه من الأصداف - وكان المن الواحد من تلك الأصداف يساوي حوالي (5) أصداف كبيره.
كما كانت دبا أيضاً تشتهر بصيد الأسماك وتصدير أنواع كبيره منها مثل أسماك السردين ( العومه ) والمالح والشعاريف إلى الخارج – إضافه إلى توافر أسماك أم الروبيان ( اللوبستر) قرب سواحلها حيث تعيش تلك الأنواع من الأسماك على الصخور – ولم يكن الأهالي يهتمون بصيد هذا النوع من الأسماك برغم سهولة صيدها حيث يسلط عليها ضوء فتقترب من هذا الضوء ويمكن إمساكها باليد.
وبرغم وجود المدينه على ساحل البحر إلا أنها تتمتع بمصادر عذبه ووفيره للمياه بجانب تربه زراعيه خصبه لذا فهي بيئه زراعيه يحرص الكثير من أهلها على العمل بالزراعه واستثمارها خير استثمار وتحوي العديد من الثمار والنخيل المثمره إلى جانب أشجار الليمون والمانجو والرمان والفرصاد ( التوت ) وغيرها من أنواع الحمضيات والفواكه المختلفه.
واحة الحضاره والأصاله
دبـا .. مدينة الحضاره والتاريخ واحة الإمارات الخضراء ومعقل التراث والآثار الخالده التي تعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
هي بحق رمز من رموز التقدم والعطاء ، وتحفه فنيه وحضاريه.
مدينه عصريه حديثه تسر الناظرين عندما تشتاق إلى الأصاله ويشدك الحنين إلى الماضي فبين حدائقها السندسيه الخضراء المطرزه بالورود والرياحين ستجد روعة الحاضر الزاهر وأصالة التاريخ يتعانقان على أرضها.
تمتاز مدينة دبا بموقعها الجغرافي الرائع على الساحل الشرقي لدولة الإمارات وهي مناراً سياحياًّ لما تمتاز به من مناظر طبيعيه خلابه وجبال وأوديه وشلالات وينابيع طبيعيه وقلاع أثريه وشواطئها الجميله.وتطل شواطئها على خليج عمان والمحيط الهندي لتضفي روعه أخرى إلى روعة الساحل الشرقي.
دبي : هي تصغير لكلمة "دبا" - التي كانت سوقاً مشهوراً ولقد سميت دبي بهذا الإسم تشبيهاً لها بسوق دبا.
وقيل تصغير دبا وهو الجراد الذي لم تثبت له الأجنحه بعد
سميت بذلك لأنها كان ينتشر فيها الجراد آنذاك قبل أن تسكن ومن أسمائها الوصل
