منتدى الخليج - الفــــراغ والصحـبــة الســيئـة والتفكــك الأسـري أهـم عـوامل انحـراف الشباب

أكد الشيخ أحمد البوعينين أن الشباب قوة في المجتمعات وهم عماده فإذا صلح الشباب صلح المجتمع والأمة معا، وإذا فسد وانحرف انعكس ذلك على المجتمع.

وشرح عوامل الانحراف لدى الشباب وهي: الفراغ عند الشباب، والصحبة السيئة، والتفكك الأسري، والإعلام وتأثيره السلبي، والبيئة المحيطة التي يعيش فيها الشاب.

أولا: الفراغ: يقول النبي صلى الله عليه وسلم «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» ويقول الرسول أيضا «اغتنم خمسا قبل خمس وذكر: فراغك قبل شغلك».

إذا لم يغتنم الشاب الفراغ تحول إلى شبح مخيف وإن أكبر أسباب الجرائم هو الفراغ، فالفراغ مدعاة إلى الهواجس الشيطانية، فإذا اختلى بنفسه في أوقات فراغه وردت عليه الأفكار الحالمة والهواجس السارحة والأهواء الآثمة والتخيلات الجنسية المثيرة فلا يجد نفسه الأمارة بالسوء إلا تحركت في المحظور.

ثانيا: الصحبة السيئة: لا شك أن الرفقة حاجة نفسية متأصلة في النفس البشرية من يوم يبدأ يدرك ويفهم، فإذا صلحت الرفقة صلح الإنسان وإذا حدث العكس فسد الإنسان، فالرفيق والصاحب يؤثر على عقيدة الإنسان وقناعاته الفكرية وهذه من أعمق المؤثرات التي يهملها المربون كالآباء والمدرسين «لا تسأل عن المرء واسأل عن قرينه»، «علمني من صاحبك أقل لك من أنت؟».

ثالثا: التفكك الأسري: الأسرة والبيت هما التربة التي ينبت فيها الشاب ويترعرع في كنفها ولها تأثير في صقل شخصية الشاب واكتمال شخصيته والوالدان يعتبران القدوة الفعالة في نفس الشباب.

والتفكك الأسري من الأسباب التي تدفع إلى انحراف الشاب فإذا وجدا الشاب والفتاة إن الأبوين دائما الخلافات فالأم في ناحية والأب في ناحية والأب لا يأبه إلى البيت ولا لتربية أبنائه فكل هذه الأمور تسبب قلقا لدى الطفل وهذا القلق النفسي يؤدي إلى انحراف الشاب والفتاة.

وأيضا الإعلام وتأثيره السلبي على الشاب: إن الإعلام له تأثير على عقول الناس جميعا كبيرهم وصغيرهم وقد يتنوع الإعلام في عصرنا إلى مرئي ومسموع فانتشر التلفاز والفيديو في الزمن السابق وهما من الإعلام المرئي وانتشرت المجلات والكتب والراديو وفي هذا الزمان انتشر بما يسمى «الدش» الذي يأتي بالخير والشر وبما أننا نتكلم عن التأثير السلبي فإن الدش هذا الجهاز الصغير الذي يوضع فيه بطاقة صغيرة بها شرور الدنيا كلها بل من الأخطاء السلبية أننا وضعنا هذه الأجهزة في بيوتنا بل في غرفة نوم أبنائنا وبناتنا.

أصبح الإعلام الخطير الذي يهدد بيوت كثير من الناس بل هدم كثيرا من أخلاق العقلاء وأصبح طريقا للانحراف الفكري والسلوكي.

وكذلك البيئة المحيطة بالشباب: للبيئة تأثير خاص فإن عاش في بيئة تعتز بالفضيلة والأخلاق الحسنة صار الإنسان يعتز بالفضيلة والأخلاق الحسنة وإن عاش في بيئة موبوءة بالسموم الأخلاقية والفكرية أصبح كذلك فالإنسان يؤثر ويتأثر.

يقول المصطفى «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».

والنفس البشرية قابلة للخير أو الشر وعندها استعداد للاستقامة أو الانحراف.

فالبيئة لها تأثير بيئة البيت وبيئة الشارع وبيئة الأصدقاء، فلابد من إصلاح هذه البيئة: بيئة البيت والشارع والأصدقاء.

ونحن على عتبة الصيف والشباب إذا تركناهم لهذا الفراغ دون أن نحدد لهم الطريق المناسب في استغلال الوقت، وحيث إن الدولة هي مراكز للشباب ومركز صهيب الرومي الصيفي على الأبواب خلال شهر يوليو، وعلى الآباء أن يعملوا جدول لأبنائهم بشغل فراغهم خلال الفترة الصيفية بما يعود عليهم بالنفع والبعد كل البعد عن الفراغ، لأننا تكلمنا عن أسباب الانحراف أول سبب هو الفراغ.