منتدى الخليج - القول النافع في الدعاء الجامع

احبتي في هذا المنتدى الرائع لنا في روسلنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه فقد كان عليه الصلاة واتم التسلم يدعوا بهذا الدعاء وانا على يقين بان الجميع يعلم فضل الدعاء وعواقبه الحسنه في الدنيا والاخره وكلي أمل بان نرطب السنتنا بهذه الدعوه المباركه

(( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )) في كل وقت.

*في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )

*وعن مسلم قال سأل أنسا " أي دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم
أكثر ؟ قال : كان أكثر دعوة يدعو بها يقول ( اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )

قال : " وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها , فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه "

*وفيه فوائــــــــــــــد :

*الأولى : هذا الدعاء دعاء عظيم وهو أجمع الدعاء وأنفعه قال القاضي عياض " إنما كان –يعني النبي صلى الله عليه وسلم- يدعو بهذه الآية جمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا و الآخرة " , قال : "والحسنة عندهم هاهنا النعمة , فسأل نعيم الدنيا والآخرة والوقاية من العذاب , نسأل الله أن يمن علينا بذلك "
وقال الشيخ السعدي –رحمه الله " هذا الدعاء أجمع دعاء وأكمله , وأولاه بالإيثار ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به ويحث عليه " .

قلت : وقد ثبت في صحيح مسلم ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حث عليه , فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا رجلا من المسلمين قد خفت- أي ضعف- فصار مثل الفرخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه أفلا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار " قال : فدعا الله فشفاه .

*الثانية : اختلفت عبارات السلف رحمهم الله في المراد بالحسنتين على أقوال كثيرة لكن قال القرطبي " والذي عليه أكثر أهل العلم أن المراد بالحسنتين نعم الدنيا والآخرة وهذا هو الصحيح فإن اللفظ يقتضي هذا كله فإن ( حسنة ) ذكرة سياق الدعاء فهو محتمل لكل حسنة من الحسنات البدل وحسنة الاخرة : الجنة بالإجماع , وقيل لم يرد حسنة واحدة بل أراد : أعطنا في الدنيا عطية حسنة , فحذف الاسم "

وقال الحافظ ابن كثير " الحسنة في الدنيا تشم كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة , وزوجة حسناء وولد بار , ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح وكرب هنئ وثناء جميل , إلى غير ذلك مما شملته عباراتهم , فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا , وأما الحسنة في الاخرة فأعلاها دخول الجنة , وتوابعها من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات , وتيسير الحساب , وغير ذلك من أمور الاخرة , وأما الوقاية من عذاب النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا واجتناب المحارم وترك الشهوات "

*الثالثة : هذا الدعاء الجامع ينبغي أن يلازمه العبد في كل وقت وعلى كل حال . ولكنه يتأكد من مواضع منها : بين الركنين في الطواف فقد روى أبوداود وأحمد وغيرهما عن عبدالله بن السائب رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين ركن بني جمح والركن الأسود " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار "

قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب ( الأم ) بعد ذكره هذا الحديث " وهذا أحب ما يقال في الطواف وأحب أن يقال كله "
وروى البيهقي عن عمر أنه كان يقول في الطواف " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .
وقال ابن جريج " بلغني أنه كان يأمر –يعني عمر- أن يكون أكثر دعاء المسلم في الموقف هذه الآية ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) .

-ومنها دبر كل صلاة قبل السلام منها , لما روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إلتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إن الله هو السلام , فإذا صلى أحدكم فليقل : التحيات لله والصلوات والطيبات .. " الحديث وفيه " ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه إليه فيدعو "

وهذا الدعاء هو من أجمع الأدعية وأنفعها في هذا الموطن .
-ومنها بعد التكبيرة الرابعة من صلاة الجنازة لورود ذلك عن بعض السلف . قال النووي " قال صاحب الحاوي ( حكى أبوعلي بن أبي هريرة : أن المتقدمين كانوا يقولون في الرابعة : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) "
وقال بن قدامة : قال ابن أبي موسى و أبو الخطاب : يقول – يعني المصلي على الجنازة بعد الرابعة- " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "

-ومنها : إذا استيقظ من الليل , لما روى عن البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : اللهم اغفر لي –أو دعا- استجيب له , فإن توضأ قبلت صلاته "
ولا شك أن أجمع دعاء وأنفعه هو " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .

والله الموفق

المصدرمجلة الدعوة العدد1846

هذا والله اسأل ان يوفقكم جميع لما فيه الخير والثبات على دين الحق وستر حالنا وحالكم فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض .. دمتم جميعاً بود الرحمن.

منقول