منتدى الخليج

منتدى الخليج (https://kleej.com/vb/index.php)
-   قسم المواضيع الإسلامية والقرآن الكريم (https://kleej.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني .. (https://kleej.com/vb/showthread.php?t=81802)

كيان انسان 01-26-2013 09:51 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الإسلام دين سلام أم حرب ... ؟

الرد على الشبهة ،،


سيفاجأ القارىء لهذه السطور بحقائق قد تكون جديدة عليه ، ولكنى سأردد أولاً ما قاله المفكر المسيحى البريطانى توماس كارليل قبل أن نسترسل الحديث ,,
"أرى أن الحق ينشر نفسه بأية طريقة حسبما تقتضيه الحال ... ألم تروا أن النصرانية كانت لا تأنف أن تستخدم السيف أحياناً ، وحسبكم ما فعله شارلمان بقبائل الساكسون ... أنا لا أحفل أكان انتشار الحق بالسيف أم باللسان أم بأية طريقة أخرى ... فلندع الحقائق تنشر سلطانها بالخطابة أو بالصحافة أو بالنار ... لندعها تكافح وتجاهد بأيديها وأرجلها وأظافرها فإنها لن تنهزم أبداً ... ولن يُهزم منها إلا ما يستحق الفناء ... "
هل الإسلام دين سلام أم حرب ؟
وهل السيف وسيلته الوحيدة أم هناك وسائل أخرى تقوم على الإقناع والحب؟
سؤالين بنفس المعنى , هل الإسلام دين سلام أم دين حرب؟
السلام والإسلام مشتقتان من كلمة واحدة السلام اسم من أسماء الله الحسنى – يتقربون إلى الله بهذا الاسم فى الصلاة وفى الدعاء– نسمى به أولادنا أول مانستقبل به الحياة الدنوية بعد التفرغ من لقاء الله –السلام - واستقبال الحياة الدنيا
وإذا كان السلام على الأرض هو أغلى ما يحرص عليه إنسان ، فإن السلام فى الآخرة له وزن كبير عند الله وعند المسلم ... لذلك أطلق الله – جل وعلا – على الجنة "دار السلام"
وكذلك تحية الله لأهل الجنة "سلام" وكذلك تستقبل الملائكة أهل الجنة الفائزين "بالسلام"
فإذا كان الإسلام ضد الحرب ، فلماذا حارب النبى محمد؟
نعم الإسلام ضد الحرب .. ولكن حين تفرض عليك هذه الحرب فلا مناص من المواجهة ولا مفر من القضاء على قوى الطغيان والشر، وهذا مافعله عيسى عليه السلام أيضاً فعلى الرغم من أنه قال: " لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً . 41 وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ . 42 مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. 43 أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" (متى 5: 39 – 44)
فعلى الرغم من هذا السلام الذى يعلمه أتباعه إلا أنه عندما أحس بتآمر اليهود وقوى الشر عليه قال: "لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً." (لوقا 22: 36)
هذا كان تصرفه وهو لم تستمر حياته كنبى غير ثلاث سنوات. فما بالكم لو كانت استمرت فترة نبوته أكثر من ذلك؟
كان من المؤكد أنه سيخوض حروب ضارية للقضاء على قوى الشر فى هذا العالم كما فعل أنبياء بنى إسرائيل من قبله. لأن الفطرة السوية لأى إنسان تكره إراقة الدماء … ولكن الأسوياء من لدن آدم إلى اليوم قلة … فالخير والشر وجِدا مع أول إنسان عرفته هذه الأرض … ألم يقتل قابيل أخاه من أجل امرأة؟ ومتى؟ حين كان عدد أفراد البشرية فى مهدها الأول لا يزيد عن عدد أفراد أسرة واحدة؟


وسيظل الصراع بين الخير والشر ما بقيت الأرض.
لقد سجل المؤرخ والفيلسوف الأمريكى "ول ديورانت" عدد سنوات الحرب التى خاضتها البشرية فوق هذه الأرض فوجدها 3421 عاماً. بينما لم تزد سنوات السلام والهدنة عن 268 عاماً.
أرأيتم إلى أى مدى بلغت قوة الشر؟ إنها لكارثة أن تمضى الحياة على هذا النحو ..

كيان انسان 01-26-2013 09:52 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الجزية فى الإسلام

الرد على الشبهة ،،

المسلمين قد كانوا حريصين كل الحرص على حسن معاملة غير المسلمين في دولتهم، على أن يقوم هؤلاء بواجبهم نحو هذه الدولة بدفع الجزية، وهي مبلغ زهيد يعفى من دفعه ثُلثا غير المسلمين. والقول أن الجزية فريضة ثقيلة أجبرت غير المسلمين على التخلي عن دينهم ودخول الإسلام هو قول لا يستحق إلا السخرية من قائليه، فأي ديانة هي هذه التي ينتسب إليها غير المسلمين حتى يتخلوا عنها بسبب دينار أو أربع دنانير تدفع في السنة؟؟ وكيف يتخلى هؤلاء عن دينهم ويتحولون إلى الإسلام فيدفعون الزكاة وهي أكبر من الجزية ويقاتلون مع المسلمين وقد يخسرون أرواحهم بذلك؟؟
ليست الجزية عقابا لغير المسلمين لأنهم غير مسلمين، وإنما ضريبة يعفى بدفعها غير المسلمين من القتال والمشاركة في الحرب وينعمون بحماية المسلمين، ولتوضيح هذه النقطة قام العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بإلقاء كلمة أمام ندوة قناة 'اقرأ' الفقهية الإعلامية الثامنة لتأصيل قضايا الإعلام والفن التي عقدت يومي 8 و 9 أكتوبر 2005 في جدة بغرب السعودية، ضمن محور مخاطبة غير المسلمين إعلامياً، تحت عنوان "الإسلام يرى البشرية أسرة واحدة"[13] وقال فيها:


"وزيادة في الإيضاح والبيان، ودفعا لكل شبهة، وردًّا لأية فرية، يسرني أن أسجل هنا ما كتبه المؤرخ المعروف سير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" عن الغرض من فرض الجزية وعلى من فُرضت. قال:

"ولم يكن الغرض من فرض هذه الضريبة على المسيحيين، كما يريدنا بعض الباحثين على الظن، لونا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام، وإنما كانوا يؤدونها مع سائر أهل الذمة. وهم غير المسلمين من رعايا الدولة الذين كانت تحول ديانتهم بينهم وبين الخدمة في الجيش، في مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين. ولما قدم أهل الحيرة المال المتفق عليه، ذكروا صراحة أنهم دفعوا هذه الجزية على شريطة: 'أن يمنعونا وأميرهم البغي من المسلمين وغيرهم'. كذلك حدث أن سجل خالد في المعاهدة التي أبرمها مع بعض أهالي المدن المجاورة للحيرة قوله: 'فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا'.

ويمكن الحكم على مدى اعتراف المسلمين الصريح بهذا الشرط، من تلك الحادثة التي وقعت في عهد الخليفة عمر لما حشد الإمبراطور هرقل جيشا ضخما لصد قوات المسلمين المحتلة، كان لزاما على المسلمين، نتيجة لما حدث، أن يركزوا كل نشاطهم في المعركة التي أحدقت بهم. فلما علم بذلك أبو عبيدة قائد العرب كتب إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم برد ما جُبي من الجزية من هذه المدن، وكتب إلى الناس يقول: 'إنما رددنا عليكم أموالكم؛ لأنه بلغنا ما جمع لنا من الجموع، وأنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم، وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم.' وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة، فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين، وقالوا: 'ردكم الله علينا، ونصركم عليهم (أي على الروم) فلو كانوا هم، لم يردوا علينا شيئا، وأخذوا كل شيء بقي لنا'. وقد فرضت الجزية -كما ذكرنا- على القادرين من الذكور مقابل الخدمة العسكرية التي كانوا يُطالبون بها لو كانوا مسلمين، ومن الواضح أن أي جماعة مسيحية كانت تُعفى من أداء هذه الضريبة إذا ما دخلت في خدمة الجيش الإسلامي. وكانت الحال على هذا النحو مع قبيلة 'الجراجمة' وهي مسيحية كانت تقيم بجوار أنطاكية، سالمت المسلمين وتعهدت أن تكون عونا لهم، وأن تقاتل معهم في مغازيهم، على شريطة ألا تؤخذ بالجزية، وأن تعطى نصيبها من الغنائم. ولما اندفعت الفتوح الإسلامية إلى شمال فارس سنة 22هـ، أبرم مثل هذا الحلف مع إحدى القبائل التي تقيم على حدود تلك البلاد، وأعفيت من أداء الجزية مقابل الخدمة العسكرية. ونجد أمثلة شبيهة بهذه للإعفاء من الجزية في حالة المسيحيين الذين عملوا في الجيش أو الأسطول في ظل الحكم التركي. مثال ذلك ما عومل به أهل ميغاريا (Migaria) وهم جماعة من مسيحيي ألبانيا الذين أُعفوا من أداء هذه الضريبة على شريطة أن يقدموا جماعة من الرجال المسلحين لحراسة الدروب على جبال (cithaeron) و(Geraned) التي كانت تؤدي إلى خليج كورنته؛ وكان المسيحيون الذين استخدموا طلائع لمقدمة الفتح التركي، لإصلاح الطرق وإقامة الجسور، وقد أعفوا من أداء الخراج، ومنحوا هبات من الأرض المعفاة من جميع الضرائب. وكذلك لم يدفع أهالي (Hydra) المسيحيون ضرائب مباشرة للسلطان، وإنما قدموا مقابلها فرقة من مائتين وخمسين من أشداء رجال الأسطول، كان ينفق عليهم من بيت المال في تلك الناحية. وقد أعفي أيضا من الضريبة أهالي رومانيا الجنوبية الذين يطلقون عليهم (Armatioli) وكانوا يؤلفون عنصرًا هامًّا من عناصر القوة في الجيش التركي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ثم المرديون (Midrdites) وكان ذلك على شريطة أن يقدموا فرقة مسلحة في زمن الحرب. وبتلك الروح ذاتها لم تقرر جزية الرؤوس على نصارى الإغريق الذين أشرفوا على القناطر التي أمدت القسطنطينية بماء الشرب، ولا على الذين كانوا في حراسة مستودعات البارود في تلك المدينة؛ نظرًا إلى ما قدموه للدولة من خدمات. ومن جهة أخرى أعفي الفلاحون المصريون من الخدمة العسكرية على الرغم من أنهم كانوا على الإسلام. وفرضت عليهم الجزية في نظير ذلك كما فرضت على المسيحيين" [14].




وفي تلخيص لاقتباس القرضاوي عن المؤرخ توماس أرنولد، أريد أن ألفت النظر إلى نقاط عدة:

- تعامل أبو عبيدة قائد العرب مع مسيحيي مدن الشام وكيف أعاد لهم أموال الجزية لما علم أن المسلمين قد يعجزون عن صد قوات هرقل. ورد الجزية لغير المسلمين في هذا الموقف دليل كافٍ وواضح على أن الهدف من الجزية لم يكن أبد نهب الشعوب أو سرقتها أو إجبار الناس على دخول الإسلام. لقد أعاد المسلمون أموال الجزية إلى أصحابها عندما علموا عجزهم عن الدفاع عنهم وهذا هو هدف الجزية.

- إمكانية مشاركة قبائل وفرق عسكرية مسيحية القتال مع المسلمين أو تكليفهم بمهام عسكرية مقابل عدم دفع الجزية على أن يكون لهم نصيب في الغنائم، وقد حصل هذا فعلا كما رأينا. وهذا دليل آخر على أن الجزية يدفعها من لا يشارك في القتال ويعفى منها المقاتلون مع المسلمين من الملل الأخرى.

- أن المسلمين أنفسهم ملزمون بدفع الجزية في حال عدم مشاركتهم في الخدمة العسكرية. وهذا دليل قاطع أن الجزية لم يكن هدفها قط تحويل غير المسلمين عن دينهم أو نهب الشعوب أو غير ذلك من الافتراءات والأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة.


وهكذا قد تبين من خلال هذا الفصل الخاص بالجزية، وبالأدلة القاطعة التي لا مجال للطعن فيها، أن الجزية ليست اختراعا إسلاميا وإنما هي امتداد لعادة دأبت شعوب وأديان سابقة على ممارستها كاليهود والنصارى الذين دفعوها للدولة الرومانية الوثنية، فلماذا يستنكر ويستهجن بعضهم أن يدفعها هؤلاء اليوم للدولة الإسلامية الموحدة التي تؤمن بأن اليهودية والمسيحية ديانتان من عند الله وتمجد أنبياءهما؟ لقد تبين أن غاية الجزية ليست نهب الشعوب وتحويل غير المسلمين عن دينهم، فقد دفعها المسلمون الذين لم يشاركوا في الخدمة العسكرية وردت إلى غير المسلمين عندما علم المسلمون عجزهم عن الدفاع عنهم ضد العدو. إن الجزية، بهذه الصورة، تعد هبة حقيقية لكل معرض عن الخدمة العسكرية، فهي تحفظ روحه من أن تزهق في الحروب مقابل مبلغ زهيد لا يساويها أبدا يدفع مرة واحدة في السنة!

وهي ليست فريضة على غير المسلم الذي اختار الانخراط في الخدمة العسكرية، فأيهم أفضل لغير المسلمين؟ المشاركة في الحرب وتعريض النفس للتلف؟ أم دفع مبلغ زهيد لا يتعدى دينارات قليلة لا تساوي روحه في السنة عوضا عن الاحتمال الأول؟ كما أن الجزية ليست كما يحاول بعض المُغرضين تصويرها على أنها مبلغ يجب على الجميع دفعه من غير المسلمين، فقد رأينا وبشهادة كاتب مسيحي أرثوذكسي أن ما يقارب سبعين بالمائة من غير المسلمين لا يدفعون الجزية وهم ليسوا مجبرين على دفعها، بل إن الفقير الغير قادر على دفعها يعفى منها أو تخفف عنه!! وكل هذه التوضيحات عن الجزية هي إجابة كافية وشافية ليقتنع كل باحث عن الحقيقة بأن الجزية لم تكن أبدا سببا في انتشار الإسلام

كيان انسان 01-26-2013 09:52 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الجزية فى الإسلام

الرد على الشبهة ،،

المسلمين قد كانوا حريصين كل الحرص على حسن معاملة غير المسلمين في دولتهم، على أن يقوم هؤلاء بواجبهم نحو هذه الدولة بدفع الجزية، وهي مبلغ زهيد يعفى من دفعه ثُلثا غير المسلمين. والقول أن الجزية فريضة ثقيلة أجبرت غير المسلمين على التخلي عن دينهم ودخول الإسلام هو قول لا يستحق إلا السخرية من قائليه، فأي ديانة هي هذه التي ينتسب إليها غير المسلمين حتى يتخلوا عنها بسبب دينار أو أربع دنانير تدفع في السنة؟؟ وكيف يتخلى هؤلاء عن دينهم ويتحولون إلى الإسلام فيدفعون الزكاة وهي أكبر من الجزية ويقاتلون مع المسلمين وقد يخسرون أرواحهم بذلك؟؟
ليست الجزية عقابا لغير المسلمين لأنهم غير مسلمين، وإنما ضريبة يعفى بدفعها غير المسلمين من القتال والمشاركة في الحرب وينعمون بحماية المسلمين، ولتوضيح هذه النقطة قام العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بإلقاء كلمة أمام ندوة قناة 'اقرأ' الفقهية الإعلامية الثامنة لتأصيل قضايا الإعلام والفن التي عقدت يومي 8 و 9 أكتوبر 2005 في جدة بغرب السعودية، ضمن محور مخاطبة غير المسلمين إعلامياً، تحت عنوان "الإسلام يرى البشرية أسرة واحدة"[13] وقال فيها:


"وزيادة في الإيضاح والبيان، ودفعا لكل شبهة، وردًّا لأية فرية، يسرني أن أسجل هنا ما كتبه المؤرخ المعروف سير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام" عن الغرض من فرض الجزية وعلى من فُرضت. قال:

"ولم يكن الغرض من فرض هذه الضريبة على المسيحيين، كما يريدنا بعض الباحثين على الظن، لونا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام، وإنما كانوا يؤدونها مع سائر أهل الذمة. وهم غير المسلمين من رعايا الدولة الذين كانت تحول ديانتهم بينهم وبين الخدمة في الجيش، في مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين. ولما قدم أهل الحيرة المال المتفق عليه، ذكروا صراحة أنهم دفعوا هذه الجزية على شريطة: 'أن يمنعونا وأميرهم البغي من المسلمين وغيرهم'. كذلك حدث أن سجل خالد في المعاهدة التي أبرمها مع بعض أهالي المدن المجاورة للحيرة قوله: 'فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا'.

ويمكن الحكم على مدى اعتراف المسلمين الصريح بهذا الشرط، من تلك الحادثة التي وقعت في عهد الخليفة عمر لما حشد الإمبراطور هرقل جيشا ضخما لصد قوات المسلمين المحتلة، كان لزاما على المسلمين، نتيجة لما حدث، أن يركزوا كل نشاطهم في المعركة التي أحدقت بهم. فلما علم بذلك أبو عبيدة قائد العرب كتب إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم برد ما جُبي من الجزية من هذه المدن، وكتب إلى الناس يقول: 'إنما رددنا عليكم أموالكم؛ لأنه بلغنا ما جمع لنا من الجموع، وأنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم، وإنا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم.' وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة، فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين، وقالوا: 'ردكم الله علينا، ونصركم عليهم (أي على الروم) فلو كانوا هم، لم يردوا علينا شيئا، وأخذوا كل شيء بقي لنا'. وقد فرضت الجزية -كما ذكرنا- على القادرين من الذكور مقابل الخدمة العسكرية التي كانوا يُطالبون بها لو كانوا مسلمين، ومن الواضح أن أي جماعة مسيحية كانت تُعفى من أداء هذه الضريبة إذا ما دخلت في خدمة الجيش الإسلامي. وكانت الحال على هذا النحو مع قبيلة 'الجراجمة' وهي مسيحية كانت تقيم بجوار أنطاكية، سالمت المسلمين وتعهدت أن تكون عونا لهم، وأن تقاتل معهم في مغازيهم، على شريطة ألا تؤخذ بالجزية، وأن تعطى نصيبها من الغنائم. ولما اندفعت الفتوح الإسلامية إلى شمال فارس سنة 22هـ، أبرم مثل هذا الحلف مع إحدى القبائل التي تقيم على حدود تلك البلاد، وأعفيت من أداء الجزية مقابل الخدمة العسكرية. ونجد أمثلة شبيهة بهذه للإعفاء من الجزية في حالة المسيحيين الذين عملوا في الجيش أو الأسطول في ظل الحكم التركي. مثال ذلك ما عومل به أهل ميغاريا (Migaria) وهم جماعة من مسيحيي ألبانيا الذين أُعفوا من أداء هذه الضريبة على شريطة أن يقدموا جماعة من الرجال المسلحين لحراسة الدروب على جبال (cithaeron) و(Geraned) التي كانت تؤدي إلى خليج كورنته؛ وكان المسيحيون الذين استخدموا طلائع لمقدمة الفتح التركي، لإصلاح الطرق وإقامة الجسور، وقد أعفوا من أداء الخراج، ومنحوا هبات من الأرض المعفاة من جميع الضرائب. وكذلك لم يدفع أهالي (Hydra) المسيحيون ضرائب مباشرة للسلطان، وإنما قدموا مقابلها فرقة من مائتين وخمسين من أشداء رجال الأسطول، كان ينفق عليهم من بيت المال في تلك الناحية. وقد أعفي أيضا من الضريبة أهالي رومانيا الجنوبية الذين يطلقون عليهم (Armatioli) وكانوا يؤلفون عنصرًا هامًّا من عناصر القوة في الجيش التركي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ثم المرديون (Midrdites) وكان ذلك على شريطة أن يقدموا فرقة مسلحة في زمن الحرب. وبتلك الروح ذاتها لم تقرر جزية الرؤوس على نصارى الإغريق الذين أشرفوا على القناطر التي أمدت القسطنطينية بماء الشرب، ولا على الذين كانوا في حراسة مستودعات البارود في تلك المدينة؛ نظرًا إلى ما قدموه للدولة من خدمات. ومن جهة أخرى أعفي الفلاحون المصريون من الخدمة العسكرية على الرغم من أنهم كانوا على الإسلام. وفرضت عليهم الجزية في نظير ذلك كما فرضت على المسيحيين" [14].




وفي تلخيص لاقتباس القرضاوي عن المؤرخ توماس أرنولد، أريد أن ألفت النظر إلى نقاط عدة:

- تعامل أبو عبيدة قائد العرب مع مسيحيي مدن الشام وكيف أعاد لهم أموال الجزية لما علم أن المسلمين قد يعجزون عن صد قوات هرقل. ورد الجزية لغير المسلمين في هذا الموقف دليل كافٍ وواضح على أن الهدف من الجزية لم يكن أبد نهب الشعوب أو سرقتها أو إجبار الناس على دخول الإسلام. لقد أعاد المسلمون أموال الجزية إلى أصحابها عندما علموا عجزهم عن الدفاع عنهم وهذا هو هدف الجزية.

- إمكانية مشاركة قبائل وفرق عسكرية مسيحية القتال مع المسلمين أو تكليفهم بمهام عسكرية مقابل عدم دفع الجزية على أن يكون لهم نصيب في الغنائم، وقد حصل هذا فعلا كما رأينا. وهذا دليل آخر على أن الجزية يدفعها من لا يشارك في القتال ويعفى منها المقاتلون مع المسلمين من الملل الأخرى.

- أن المسلمين أنفسهم ملزمون بدفع الجزية في حال عدم مشاركتهم في الخدمة العسكرية. وهذا دليل قاطع أن الجزية لم يكن هدفها قط تحويل غير المسلمين عن دينهم أو نهب الشعوب أو غير ذلك من الافتراءات والأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة.


وهكذا قد تبين من خلال هذا الفصل الخاص بالجزية، وبالأدلة القاطعة التي لا مجال للطعن فيها، أن الجزية ليست اختراعا إسلاميا وإنما هي امتداد لعادة دأبت شعوب وأديان سابقة على ممارستها كاليهود والنصارى الذين دفعوها للدولة الرومانية الوثنية، فلماذا يستنكر ويستهجن بعضهم أن يدفعها هؤلاء اليوم للدولة الإسلامية الموحدة التي تؤمن بأن اليهودية والمسيحية ديانتان من عند الله وتمجد أنبياءهما؟ لقد تبين أن غاية الجزية ليست نهب الشعوب وتحويل غير المسلمين عن دينهم، فقد دفعها المسلمون الذين لم يشاركوا في الخدمة العسكرية وردت إلى غير المسلمين عندما علم المسلمون عجزهم عن الدفاع عنهم ضد العدو. إن الجزية، بهذه الصورة، تعد هبة حقيقية لكل معرض عن الخدمة العسكرية، فهي تحفظ روحه من أن تزهق في الحروب مقابل مبلغ زهيد لا يساويها أبدا يدفع مرة واحدة في السنة!

وهي ليست فريضة على غير المسلم الذي اختار الانخراط في الخدمة العسكرية، فأيهم أفضل لغير المسلمين؟ المشاركة في الحرب وتعريض النفس للتلف؟ أم دفع مبلغ زهيد لا يتعدى دينارات قليلة لا تساوي روحه في السنة عوضا عن الاحتمال الأول؟ كما أن الجزية ليست كما يحاول بعض المُغرضين تصويرها على أنها مبلغ يجب على الجميع دفعه من غير المسلمين، فقد رأينا وبشهادة كاتب مسيحي أرثوذكسي أن ما يقارب سبعين بالمائة من غير المسلمين لا يدفعون الجزية وهم ليسوا مجبرين على دفعها، بل إن الفقير الغير قادر على دفعها يعفى منها أو تخفف عنه!! وكل هذه التوضيحات عن الجزية هي إجابة كافية وشافية ليقتنع كل باحث عن الحقيقة بأن الجزية لم تكن أبدا سببا في انتشار الإسلام

كيان انسان 01-26-2013 09:54 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
صوت المرأة عورة !!! ومعنى خلق المرأة من ضلع أعوج !!!


الرد على الشبهة ،،

من الإشاعات التي تروج بين الناس على أنها حقيقة, إشاعة أن الإسلام يعتبر صوت المرأة من العورات التي يجب أن تستر! ولذلك فإننا لن نقف عند هذه الشبهة كثيرا, إذ لا دليل عليها على الإطلاق, بل العكس هو الصحيح, فالأدلة أكثر من أن تحصى على كذب هذا الادعاء.

فالقرآن الكريم, مثلا, يحكي لنا عن ابنتي شعيب وهما يتحدثان إلى موسى-عليه السلام- "ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون, ووجد من دونهما امرأتين تذودان, قال: ما خطبكما؟ قالتا: لا نسقي حتى يصدر الرعاء, وأبونا شيخ كبير" (القصص 23) وحكى القرآن قول إحداهما لموسى-عليه السلام-: "إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا" (القصص 25)

فأين العورة من صوت ابنتي شعيب وهما يكلمان موسى-عليه السلام-؟

ثم هل يعقل أن تمنع المرأة من الكلام, وهي التي أباح لها الإسلام البيع والشراء والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" (التوبة 71)

وقد قامت امرأة وسط المسجد تأمر عمر باتباع آية في كتاب الله, حين أراد أن يحدد المهور, فقامت وقالت: أين أنت من قول الله-تعالى- "وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا" (النساء 20)
فقال قولته المشهورة: أصابت امرأة وأخطأ عمر!

ومن السنة المشرفة نكتفي بهذا الحديث المعبر جدا عن مكانة المرأة في الإسلام:

فعن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية-رضي الله عنها- أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا استأذنت أبا العاص بن الربيع زوجها, وكان مازال مشركا, أن تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها ، فقدمت عليه ، ثم إن أبا العاص لحق بالمدينة ، فأرسل إليها أن خذي لي أمانا من أبيك ، فخرجت فأطلت برأسها من باب حجرتها ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح يصلي بالناس ، فقالت : يا أيها الناس أنا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني قد أجرت أبا العاص ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال : يا أيها الناس إني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ، ألا وإنه يجير على المسلمين أدناهم". والحديث أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة 6-770

ألا ما أروع الإسلام وموقفه من المرأة وتكريمه لها, وما أجهل هؤلاء الذين يروجون أن الإسلام يزدري المرأة ويهدر كرامتها, أولى بهؤلاء أن يدفنوا رؤوسهم في الأرض خجلا من مواقفهم المخزية من المرأة, لقد انتهكوا حرمتها وجعلوا جسدها سلعة تباع وتشترى. إن المتأمل في حال النساء في الغرب يشفق عليهن, لقد استغلهن ذوو الشهوات لإشباع رغباتهم الحرام, ودفعوهن إلى العري باسم حرية المرأة, وإلى الدعارة والعهر باسم الفن والإبداع, فأي إكرام للمرأة في ذلك؟

===============

وهاكم فرية أخرى وشبهة تنضم إلى جيش من الشبهات المتهالكة التي لا تستطيع الصمود أمام الحق "بل نقذف بالحق على الباطل فيزهقه فإذا هو زاهق"

إنه قولهم: إن الإسلام يعتبر أن المرأة خلقت من ضلع أعوج, فلنرجع إذن للحديث الذي ذكر ذلك:

روى الإمام البخاري في صحيحه, أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا "

ماذا يتعلم الإنسان من هذا الحديث النبوي الشريف؟


*أولا: أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يقل إن المرأة خلقت من ضلع أعوج كما يزعم هؤلاء, إنما أخبر أنها خلقت من ضلع, هذا ما أخبر به, وهذا أمر غيبي قد أخبر الله-تعالى- به نبيه-صلى الله عليه وسلم-, كما أخبره غيره من الغيبيات التي يؤمن بها المسلم, فليس فيه أي إساءة إلى المرأة, فهل مثلا عندما يخبرنا الله-عز وجل- أنه خلق الإنسان من طين, هل معنى ذلك أن الإسلام يهين الإنسان؟ كلا, إنما هو مجرد إخبار عن حقيقة غيبية لا يعلمها إلا الخالق-سبحانه- وليس علينا إلا التصديق.

ثانيا: أن إخبار النبي-صلى الله عليه وسلم- عن حقيقة خلق المرأة من ضلع آدم-عليه السلام- كما صرح بذلك القرآن الكريم "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" (النساء 1) يوجهنا إلى حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة وأنها علاقة تكامل وتقارب, فالرجل من المرأة والمرأة من الرجل, كما قال الله-عز وجل- "بعضكم من بعض" (آل عمران 195)

وهذا الإخبار النبوي يأتي في سياق وصية الرجال بالنساء, أن يستوصوا بهن خيرا, وأن يعاملوهن بالمعروف, وأن يصبروا عليهن, لأن طبيعة المرأة هي طبيعة يغلب عليها العاطفة, بحكم خلقهن الذي لا يعلم مبدأه إلا الله-سبحانه- , وللشيخ الشعراوي-رحمه الله- كلام طيب في سياق تفسيره لقوله-تعالى- "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة, وخلق منها زوجها" (النساء 1)

يقول الشيخ الإمام:


(الحق يقول: { وَجَعَلَ مِنْهَا } ، فإن كانت مخلوقة من الضلع ف « مِنْ » تبعيضية ، وإن كانت مخلوقة مثل آدم تكون « مِنْ » بيانية ، أي من جنسها ، مثلها مثلما يقول ربنا, وقال في موطن آخر من دروس تفسيره:فالخالق - عز وجل - قبل أنْ يخلق يعلم ما يخلق ، ويعلم المهمة التي سيؤديها؛ لذلك يخلق سبحانه على مواصفات تحقق هذه الغاية ، وتؤدي هذه المهمة .وقد يُخيَّل لك أن بعض المخلوقات لا مهمةَ لها في الحياة ، أو أن بعضها كان من الممكن أنْ يُخلَق على هيئة أفضل مما هي عليها .ونذكر هنا الرجل الذي تأمل في كون الله فقال : ليس في الإمكان أبدعُ مما كان . والولد الذي رأى الحداد يأخذ عيدان الحديد المستقيمة ، فيلويها ويُعْوِجها ، فقال الولد لأبيه : لماذا لا يترك الحداد عيدان الحديد على استقامتها؟ فعلَّمه الوالد أن هذه العيدان لا تؤدي مهمتها إلا باعوجاجها ، وتأمل مثلاً الخطَّاف وآلة جمع الثمار من على الأشجار ، إنها لو كانت مستقيمة لما أدَّتْ مهمتها .وفي ضوء هذه المسألة نفهم الحديث النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم - عن النساء : « إنهن خُلِقْنَ من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإنْ ذهبتَ تقيمه كسرته ، وإنْ تركته لم يَزَلْ أعوج ، فاستوصوا بالنساء » .حين تتأمل الضلوع في قفصك الصدري تجد أنها لا تؤدي مهمتها في حماية القلب والرئتين إلا بهذه الهيئة المعْوَجة التي تحنو على أهم عضوين في جسمك ، فكأن هذا الاعوجاج رأفة وحُنُو وحماية ، وهكذا مهمة المرأة في الحياة ، ألاَ تراها في أثناء الحمل مثلاً تترفق بحملها وتحافظ عليه ، وتحميه حتى إذا وضعتْه كانت أشدَّ رفقاً ، وأكثر حناناً عليه؟


إذن : هذا الوصف من رسول الله ليس سُبَّة في حق النساء ، ولا إنقاصاً من شأنهن؛ لأن هذا الاعوجاج في طبيعة المرأة هو المتمم لمهمتها؛ لذلك نجد أن حنان المرأة أغلب من استواء عقلها ، ومهمة المرأة تقتضي هذه الطبيعة ، أما الرجل فعقله أغلب ليناسب مهمته في الحياة ، حيث يُنَاط به العمل وترتيب الأمور فيما وُلِّي عليه . إذن : خلق الله كلاً لمهمة ، وفي كل مِنَّا مهما كان فيه من نقص ظاهر)

كيان انسان 01-26-2013 09:56 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
قاتل محمد صلى الله عليه وسلم فى الشهر الحرام

وذلك لما ورد فى آيات سورة البقرة:
(يسألونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه قل قتال فيه كبير وصدٌّ عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) (1).


والمسلمون جميعاً وعلى رأسهم إمامهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم هم أحفظ الناس لحرمة الأشهر الحرم وعدم القتال فيها واعتبار القتال فيها حدثًا كبيرًا أو كأنه كبيرة من الكبائر..
لكن ما الذى يفعله المسلمون إذا ما ووجهوا من أعدائهم من المشركين بالقتال والعدوان على الأنفس والأموال والأعراض ، ليس هذا فحسب بل ماذا يفعل المسلمون إذا فوجئوا بمن يخرجهم من المسجد الحرام وهم أهله وهم أولى به من غيرهم ؟!


إن قانون " الدفع الحضارى " الذى يقره القرآن الكريم لحماية الكون من إفساد المتجبرين والظلمة ، ثم لحماية بيوت العبادة للمسلمين والنصارى واليهود أيضًا ، والذى عبرت عنه الآيتان الكريمتان: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) (2). وقوله: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز) (3). هذا القانون القرآنى ـ وليس قانون من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ـ هو وحده الذى يحمى الكون والناس من إفساد المتجبرين وظلم الظالمين.



وذلك على أساس أن من يمكن الله لهم فى الأرض بما يمنحهم من القوة والثروة والعلم يجب - وبحسب القانون القرآنى - أن يكونوا صالحين وأخيارًا ؛ بمعنى: أن يستخدموا قوتهم وثروتهم وعلمهم لا فى الطغيان والتجبر ولكن فى حماية القيم النبيلة التى تحمى بها العدل والحق وتمكن لكل ما هو خير ، وتنفى كل ما هو شر حتى تنعم البشرية بالأمن والاستقرار ، وتعتدل أمور الحياة والناس.
وهذا ما جاءت الآية التالية للآيتين السابقتين لتقره حيث يقول: (الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) (4).
ولأن إقرار حقوق عباد الله فى أرض الله وحماية المستضعفين من بطش المتجبرين لا يقل حرمة عند الله من حرمة الأشهر الحرم فقد أبيح القتال فيها لمن ظُلموا من المسلمين ومن فُتنوا فى دينهم وأُخرجوا من ديارهم ظلمًا وعدوانًا.


وهذا ما تقرره الآية:(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) (5).


====================


كيان انسان 01-26-2013 09:57 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
محمد صلى الله عليه وسلم كان يعظم الحجر الأسود



إنهم فى هذه المقولة ـ يريدون أن يتهموه بأنه كان يعظم الحجر الأسود ـ بل ويعظم الكعبة كلها بالطواف حولها وهى حجر لا يختلف فى زعمهم عن الأحجار التى كانت تصنع منها الأوثان فى الجاهلية وكأن الأمر سواء !!
وحقيقة الأمر أن من بعض ما استبقاه الإسلام من أحوال السابقين ما كان فيه من تعاون على خير أو أمر بمعروف ونهى عن منكر ، من ذلك ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على حلف كان فى الجاهلية يسمى " حلف الفضول " وهو عمل إنسانى كريم كان يتم من خلاله التعاون على نصرة المظلوم ، وفداء الأسير ، وإعانة الغارمين ، وحماية الغريب من ظلم أهل مكة وهكذا..
وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الحلف وقال: لو دعيت إلى مثله لأجبت سيرة ابن هشام (1/135،133).
وأيضًا كان مما استبقاه الإسلام من فضائل السابقين مما ورثوه عن إبراهيم - عليه السلام - تعظيمهم للبيت الحرام وطوافهم به ؛ بل وتقبيلهم للحجر الأسود.

وهناك بعض مرويات تقول إن هذا الحجر من أحجار الجنة.
وهنا فقط لا يكون أمامنا إلا ما ثبت من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل الحجر الأسود عند طوافه بالبيت ، وهو ما تنطق به الرواية عن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ أنه قال عن تقبيله لهذا الحجر:
(والله إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أنى رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك (متفق عليه
وهنا نقول:
من المستحيل أن يكون تقبيل الرسول صلى الله عليه وسلم للحجر الأسود من باب المجاراة أو المشاكلة لعبدة الأصنام فيما كانوا يفعلون.
ومستحيل أيضًا أن يكون صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك - أى تقبيل الحجر الأسود - دون وحى أو إلهام وجهه صلى الله عليه وسلم إلى تقبيل الحجر بعيدًا بعيدًا عن أى شبهة وثنية أو مجاراة لعبدة الأصنام.
ولأنه صلى الله عليه وسلم قال: [خذوا عنى مناسككم] أخرجه أبونعيم في المستخرج (2997) والبيهقي (5/125) فقد أصبح تقبيل الحجر الأسود من بعض مناسك الحجاج والعمار للبيت الحرام.
كما أن تعظيم الحجر الأسود هو امتثال لأوامر الله الذى أمر بتعظيم هذا الحجر بالذات ، وهو سبحانه الذى أمر برجم حجر آخر كمنسك من مناسك الحج فالأمر بالنسبة للتعظيم أو الرجم لا يعدو كونه إقرارًا بالعبودية لله تعالى وامتثالاً لأوامره عز وجل واستسلامًا لأحكامه.

كيان انسان 01-26-2013 10:00 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
قالوا إنه صلى الله عليه وسلم:

* تزوج زوجة ابنه بالتبنى (زيد بن حارثة).
* أباح لنفسه الزواج من أى امرأة تهبه نفسها (الخلاصة أنه شهوانى).


الرد على الشبهة ،،

الثابت المشهور من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من العمر.
والثابت كذلك أن الزواج المبكر كان من أعراف المجتمع الجاهلى رغبة فى الاستكثار من البنين خاصة ليكونوا للقبيلة عِزًّا ومنعة بين القبائل.
ومن الثابت كذلك فى سيرته الشخصية صلى الله عليه وسلم اشتهاره بالاستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة ، رغم امتلاء المجتمع الجاهلى بشرائح من الزانيات اللاتى كانت لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها " رايات " ليعرفها طلاب المتع المحرمة.
ومع هذا كله ـ مع توفر أسباب الانحراف والسقوط فى الفاحشة فى مجتمع مكة ـ لم يُعرَف عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلا التعفف والطهارة بين جميع قرنائه ؛ ذلك لأن عين السماء كانت تحرسه وتصرف عنه كيد الشيطان.
ويُرْوَى فى ذلك أن بعض أترابه الشباب أخذوه ذات يوم إلى أحد مواقع المعازف واللهو فغشَّاه الله بالنوم فما أفاق منه إلا حين أيقظه أترابه للعودة إلى دورهم.
هذه واحدة..

أما الثانية فهى أنه حين بلغ الخامسة والعشرين ورغب فى الزواج لم يبحث عن " البكر " التى تكون أحظى للقبول وأولى للباحثين عن مجرد المتعة. وإنما تزوج امرأة تكبره بحوالى خمسة عشر عامًا ، ثم إنها ليست بكرًا بل هى ثيب ، ولها أولاد كبار أعمار أحدهم يقترب من العشرين ؛ وهى السيدة خديجة وفوق هذا كله فمشهور أنها هى التى اختارته بعد ما لمست بنفسها ـ من خلال مباشرته لتجارتها ـ من أمانته وعفته وطيب شمائله صلى الله عليه وسلم.


والثالثة أنه صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها دامت عشرته بها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه إلى رحاب الله. وقضى معها - رضى الله عنها - زهرة شبابه وكان له منها أولاده جميعًا إلا إبراهيم الذى كانت أمه السيدة " مارية " القبطية.



والرابعة أنه صلى الله عليه وسلم عاش عمره بعد وفاتها - رضى الله عنها - محبًّا لها يحفظ لها أطيب الذكريات ويعدد مآثرها وهى مآثر لها خصوص فى حياته وفى نجاح دعوته فيقول فى بعض ما قال عنها) صدقتنى إذ كذبنى الناس وأعانتنى بمالها). بل كان صلى الله عليه وسلم لا يكف عن الثناء عليها والوفاء لذكراها والترحيب بمن كن من صديقاتها ، حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة - رضى الله عنها.
أما تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم فكان كشأن غيره من الأنبياء له أسبابه منها:
أولاً: كان عُمْرُ محمد صلى الله عليه وسلم فى أول زواج له صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة تجاوز الخمسين وهى السنّ التى تنطفىء فيها جذوة الشهوة وتنام الغرائز الحسية بدنيًّا ، وتقل فيها الحاجة الجنسية إلى الأنثى وتعلو فيها الحاجة إلى من يؤنس الوحشة ويقوم بأمر الأولاد والبنات اللاتى تركتهم خديجة - رضى الله عنها -.


وفيما يلى بيان هذا الزواج وظروفه.
الزوجة الأولى بعد السيدة خديجة: السيدة سودة بنت زمعة: كان رحيل السيدة خديجة - رضى الله عنها - مثير أحزان كبرى فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم وفى محيط الصحابة - رضوان الله عليهم - إشفاقًا عليه من الوحدة وافتقاد من يرعى شئونه وشئون أولاده. ثم تصادف فقدانه صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب نصيره وظهيره وسُمِّىَ العام الذى رحل فيه نصيراه خديجة وأبو طالب عام الحزن.
فى هذا المناخ.. مناخ الحزن والوحدة وافتقاد من يرعى شئون الرسول وشئون أولاده سعت إلى بيت الرسول واحدة من المسلمات تُسمى خولة بنت حكيم السلمية وقالت: له يا رسول الله كأنى أراك قد دخلتك خلّة لفقد خديجة فأجاب صلى الله عليه وسلم: [ أجل كانت أم العيال وربة البيت ] ، فقالت يا رسول الله: ألا أخطب عليك ؟.


فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ولكن – من بعد خديخة ؟! فذكرت له عائشة بنت أبى بكر فقال الرسول: لكنها ما تزال صغيره فقالت: تخطبها اليوم ثم تنتظر حتى تنضج.. قال الرسول ولكن من للبيت ومن لبنات الرسول يخدمهن ؟ فقالت خولة: إنها سودة بنت زمعة ، وعرض الأمر على سودة ووالدها: فتم الزواج ودخل بها صلى الله عليه وسلم بمكة.


وهنا تجدر الإشارة إلى أن سودة هذه كانت زوجة للسكران بن عمرو وتوفى عنها زوجها بمكة فلما حلّت تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، وكان ذلك فى رمضان سنة عشر من النبوة.
وعجب المجتمع المكى لهذا الزواج لأن " سودة " هذه ليست بذات جمال ولا حسب ولا تصلح أن تكون خلفًا لأم المؤمنين خديجة التى كانت عند زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها جميلة وضيئة وحسيبة تطمح إليها الأنظار.


وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هى الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة ، فهى مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.
وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفى زوجها وتركها امرأة تحتاج هى وبنوها إلى من يرعاهم.


الزوجة الثانية بعد السيدة خديجة: السيدة عائشة بنت أبى بكر الذى يقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن من آمن الناس علىّ فى ماله وصحبته أبا بكر ، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام..".
ومعروف من هو أبو بكر الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن عطائه للدعوة " ما نفعنى مالٌ قط ما نفعنى مال أبى بكر " ، وأم عائشة هى أم رومان بنت عامر الكنانى من الصحابيات الجليلات ، ولما توفيت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها واستغفرلها وقال: " اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفى رسولك صلى الله عليه وسلم " ، وقال عنها يوم وفاتها:
" من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان " ولم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين ؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً ؛ ولذا لم يجد أى رجل من المشركين فى هذا الزواج أى مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.



وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا فى ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد صلى الله عليه وسلم - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول وتشهيرًا به بأنه رجل شهوانى غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا فى ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما فى هذه النماذج:
- فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم من هالة بنت عم آمنة التى تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها.
ـ وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذى بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين " عائشة " (1).
كان هذا واقع المجتمع الذى تزوج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة. لكن المستشرقين والممتلئة قلوبهم حقدًا من بعض أهل الكتاب لم ترَ أعينهم إلا زواج محمد بعائشة والتى جعلوها حدث الأحداث - على حد مقولاتهم - أن يتزوج الرجل الكهل بالطفلة الغريرة العذراء (2).
قاتل الله الهوى حين يعمى الأبصار والبصائر !


الزوجة الثالثة: السيدة حفصة بنت عمر الأرملة الشابة:
توفى عنها زوجها حنيس بن حذافة السهمى وهو صحابى جليل من أصحاب الهجرتين - إلى الحبشة ثم إلى المدينة - ذلك بعد جراحة أصابته فى غزوة أُحد حيث فارق الحياة وأصبحت حفصة بنت عمر بن الخطاب أرملة وهى شابة.
وكان ترمّلها مثار ألم دائم لأبيها عمر بن الخطاب الذى كان يحزنه أن يرى جمال ابنته وحيويتها تخبو يومًا بعد يوم..
وبمشاعر الأبوة الحانية وطبيعة المجتمع الذى لا يتردد فيه الرجل من أن يخطب لابنته من يراه أهلاً لها..
بهذه المشاعر تحدث عمر إلى الصديق " أبى بكر " يعرض عليه الزواج من حفصة لكن أبا بكر يلتزم الصمت ولا يرد بالإيجاب أو بالسلب.فيتركه عمر ويمضى إلى ذى النورين عثمان بن عفان فيعرض عليه الزواج من حفصة فيفاجئه عثمان بالرفض..فتضيق به الدنيا ويمضى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث فيكون رد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه هو قوله: [ يتزوج حفصةَ خيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان خيرًا من حفصة ] (3). وأدركها عمر - رضى الله عنه - بفطرته إذ معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما استشعره عمر هو أن من سيتزوج ابنته حفصة هو الرسول نفسه وسيتزوج عثمان إحدى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.وانطلق عمر إلى حفصة والدنيا لا تكاد تسعه من الفرحة وارتياح القلب إلى أن الله قد فرّج كرب ابنته.




الزوجة الرابعة: السيدة أم سلمة بنت زاد الراكب:
من المهاجرين الأولين إلى الحبشة وكان زوجها (أبو سلمة) عبد الله ابن عبد الأسد المخزومى أول من هاجر إلى يثرب (المدينة) من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. جاءت إلى بيت النبى صلى الله عليه وسلم كزوجة بعد وفاة " أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية " بزمن غير قصير.
سليلة بيت كريم ، فأبوها أحد أجواد قريش المعروفين بلقب زاد الراكب ؛ إذ كان لا يرافقه أحد فى سفر إلا كفاه زاده.
وزوجها الذى مات عنها صحابى من بنى مخزوم ابن عمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة ذو الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وكانت هى و زوجها من السابقين إلى الإسلام. وكانت هجرتهما إلى المدينة معًا وقد حدث لها ولطفلها أحداث أليمة ومثيرة ذكرتها كتب السير. رضى الله عن أم سلمة.. ولا نامت أعين المرجفين.


الزوجة الخامسة: السيدة زينب بنت جحش:
لم أرَ امرأة قط خيرًا فى الدين من زينب ، وأتقى لله وأصدق حديثًا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبديلا إلا لنفسها فى العمل الذى تتصدق وتتقرب به إلى الله عز وجل ؟ (4).
هكذا تحدثت أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها– عن " ضرّتها " زينب بنت جحش. أما المبطلون الحاقدون من بعض أهل الكتاب فقالوا:
أُعْجِب محمد صلى الله عليه وسلم ـ وحاشا له - بزوجة متبناه " زيد بن حارثة " فطلقها منه وتزوجها.
ويرد الدكتور هيكل فى كتابه " حياة محمد " (5) صلى الله عليه وسلم على هذا فيقول: إنها شهوة التبشير المكشوف تارة والتبشير باسم العلم تارة أخرى ، والخصومة القديمة للإسلام تأصلت فى النفوس منذ الحروب الصليبية هى التى تملى على هؤلاء جميعًا ما يكتبون.
والحق الذى كنا نود أن يلتفت إليه المبطلون الحاقدون على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم.. هو أن زواج محمد صلى الله عليه وسلم من زوجة ابنه بالتبنى زيد بن حارثة إنما كان لحكمة تشريعية أرادها الإسلام لإبطال هذه العادة ـ عادة التبنى ـ التى هى فى الحقيقة تزييف لحقائق الأمور كان لها فى واقع الناس والحياة آثار غير حميدة.


ولأن هذه العادة كانت قد تأصلت فى مجتمع الجاهلية اختارت السماء بيت النبوة بل نبى الرسالة الخاتمة نفسه صلى الله عليه وسلم ليتم على يديه وفى بيته الإعلان العلمى عن إبطال هذه العادة.
وتجدر الإشارة هنا إلى مجموعة الآيات القرآنية التى جاءت إعلاناً عن هذا الحكم المخالف لعادات الجاهلية وتفسيرًا للتشريع الجديد فى هذه ـ المسألة و فى موضوع الزواج بزينب حيث تقول:
(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (6).


(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم ) (7).
(وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً) (8).
مرة أخرى نذكر بأن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب لم تكن وراءه أبدًا شهوة أو رغبة جنسية وإنما كان أمرًا من قدر الله وإرادته لإبطال عادة التبنى من خلال تشريع يتردد صداه بأقوى قوة فى المجتمع الجاهلى الذى كانت عادة التبنى أصلاً من أصوله وتقليدًا مستقرًا فيه ، فكان السبيل لأبطالها أن يتم التغيير فى بيت النبوة وعلى يد الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم.
وقد فطنت السيدة " زينب بنت جحش " نفسها إلى هذا الأمر فكانت تباهى به ضراتها وتقول لهن: " زوجكن أهاليكن وزوجنى ربى من فوق سبع سمَوات " (9).


أما لماذا كان زيد بن حارثة نفسه يتردد على الرسول معربًا عن رغبته فى تطليق زينب ؛ فلم يكن - كما زعم المرجفون - أنه شعر أن الرسول يرغب فيها فأراد أن يتنازل عنها له..
ولكن لأن حياته معها لم تكن على الوفاق أو التواد المرغوب فيه ؛ ذلك أن زينب بنت جحش لم تنس أبدًا ـ وهى الحسيبة الشريفة والجميلة أيضًا أنها أصبحت زوجًا لرجل كان رقيقًا عند بعض أهلها وأنه ـ عند الزواج بها ـ كان مولىً للرسول صلى الله عليه وسلم أعتقه بعد ما اشتراه ممن أسره من قريش وباعه بمكة.


فهو ـ وإن تبناه محمد وبات يسمى زيد بن محمد فى عرف المجتمع المكى كله ، لكنه عند العروس الحسيبة الشريفة والجميلة أيضا ما يزال ـ كما كان بالأمس - الأسير الرقيق الذى لا يمثل حُلم من تكون فى مثل حالها من الحسب والجمال وليس هذا بغريب بل إنه من طبائع الأشياء.
ومن ثم لم تتوهج سعادتها بهذا الزواج ، وانعكس الحال على زيد بن حارثة فانطفأ فى نفسه توهج السعادة هو الآخر ، وبات مهيأ النفس لفراقها بل لقد ذهب زيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو زينب إليه كما جاء فى البخارى من حديث أنس قال: جاء زيد يشكو إلى الرسول فجعل صلى الله عليه وسلم يقول له: [ أمسك عليك زوجك واتق الله ] (10) قال أنس: لو كان النبى كاتمًا شيئًا لكتم هذا الحديث.


لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول له كما حكته الآية: أمسك عليك زوجك ولا تسارع بتطليقها.وزينب بنت جحش هى بنت عمة الرسول صلى الله عليه وسلم - كما سبقت الإشارة – وهو الذى زوجها لمولاه " زيد " ولو كانت به رغبة فيها لاختارها لنفسه ؛
وخاصة أنه رآها كثيراً قبل فرض الحجاب ، وكان النساء فى المجتمع الجاهلى غير محجبات فما كان يمنعه – إذًا – من أن يتزوجها من البداية ؟! ؛ ولكنه لم يفعل.
فالأمر كله ليس من عمل الإرادة البشرية لهم جميعًا: لا لزينب ولا لزيد ولا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أمر قدرى شاءته إرادة الله لإعلان حكم وتشريع جديدين فى قضية إبطال عادة " التبنى " التى كانت سائدة فى المجتمع آنذاك.


يؤكد هذا ويدل عليه مجموع الآيات الكريمة التى تعلقت بالموضوع فى سورة الأحزاب.
أما الجملة التى وردت فى قوله تعالىhttp://montada.rasoulallah.net/publi...efault/sad.gifوتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) (11). فإن ما أخفاه النبى صلى الله عليه وسلم هو كتم ما كان الله قد أخبره به من أن زينب ـ يومًا ما ـ ستكون زوجًا له ؛ لكنه لم يصرح به خشية أن يقول الناس: إنه تزوج زوجة ابنه بالتبنى (12).

الزوجة السادسة: السيدة جويرية بنت الحارث الخزاعية:
الأميرة الحسناء التى لم تكن امرأة أعظم بركة على قومها منها فقد أعتق الرسول صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بها أهل مائة بيت من بنى المصطلق (التى هى منهم).
كانت ممن وقع فى الأسر بعد هزيمة بنى المصطلق من اليهود فى الغزوة المسماة باسمهم. وكاتبها من وقعت فى أسره على مال فذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها: " أو خير من ذلك ؟.
قالت: وما هو ؟ قال: أقضى عنك كتابتك وأتزوجك.
قالت: وقد أفاقت من مشاعر الهوان والحزن: نعم يا رسول الله.
قال: قد فعلت " (13).
وذاع الخبر بين المسلمين: أن رسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج بنت الحارث بن ضرار زعيم بنى المصطلق وقائدهم فى هذه الغزوة..
معنى هذا أن جميع من بأيديهم من أسرى بنى المصطلق قد أصبحوا بعد هذا الزواج كأنهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا تيار من الوفاء والمجاملة من المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم تجسد فى إطلاق المسلمين لكل من بأيديهم من أسرى بنى المصطلق وهم يقولون: أصهار رسول الله ، فلا نبقيهم أسرى.
ومع أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الأسيرة بنت سيد قومها والذى جاءته ضارعة مذعورة مما يمكن أن تتعرض له من الذل من بعد عزة.. فإذا هو يرحمها بالزواج ، ثم يتيح لها الفرصة لأن تعلن إسلامها وبذا تصبح واحدة من أمهات المؤمنين.
ويقولون: إنه نظر إليها.


وأقول: أما أنه نظر إليها فهذا لا يعيبه ـ وربما كان نظره إليها ضارعة مذعورة – هو الذى حرك فى نفسه صلى الله عليه وسلم عاطفة الرحمة التى كان يأمر بها بمن فى مثل حالتها ويقول: [ ارحموا عزيز قوم ذل ] ، فرحمها وخيرها فاختارت ما يحميها من هوان الأسر ومذلة الأعزة من الناس.
على أن النظر شرعًا مأذون به عند الإقدام على الزواج - كما فى هذه الحالة - وكما أمر به صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه عند رغبته فى الزواج - قائلاً له: [ انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ] (14).
وقد توفيت فى دولة بنى أمية وصلى عليها عبد الملك بن مروان وهى فى السبعين من العمر - رضى الله عنها.


الزوجة السابعة: السيدة صفية بنت حُيىّ ـ عقيلة بنى النضير:
إحدى السبايا اللاتى وقعن فى الأسر بعد هزيمة يهود بنى النضير أمام المسلمين فى الوقعة المسماة بهذا الاسم ، كانت من نصيب النبى صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها: فماذا فى ذلك ؟ ولم يكن عتقه إياها وتزوجها بدعًا فى ذلك ؛ وإنما كان موقفًا جانب الإنسانية فيه هو الأغلب والأسبق.
فلم يكن هذا الموقف إعجابًا بصفية وجمالها ؛ ولكنه موقف الإنسانية النبيلة التى يعبر عنها السلوك النبيل بالعفو عند المقدرة والرحمة والرفق بمن أوقعتهن ظروف الهزيمة فى الحرب فى حالة الاستضعاف والمذلة لا سيما وقد أسلمن وحسن إسلامهن.
فقد فعل ذلك مع " صفية بنت حُيىّ " بنت الحارس عقيلة بنى النضير (اليهود) أمام المسلمين فى الموقعة المعروفة باسم (غزوة بنى قريظة) بعد انهزام الأحزاب وردّهم مدحورين من وقعة الخندق.

الزوجة الثامنة: السيدة أم حبيبة بنت أبى سفيان نجدة نبوية لمسلمة فى محنة:
إنها أم حبيبة " رملة " بنت أبى سفيان كبير مشركى مكة وأشد أهلها خصومة لمحمد صلوات الله وسلامه عليه.كانت زوجًا لعبيد الله بن جحش وخرجا معًا مهاجرين بإسلامهما فى الهجرة الأولى إلى الحبشة ، وكما هو معروف أن الحبشة فى عهد النجاشى كانت هى المهجر الآمن للفارين بدينهم من المسلمين حتى يخلصوا من بطش المشركين بهم وعدوانهم عليهم ؛ فإذا هم يجدون فى – ظل النجاشى – رعاية وعناية لما كان يتمتع به من حس إيمانى جعله يرحب بأتباع النبى الجديد الذى تم التبشير بمقدمه فى كتبهم على لسان عيسى بن مريم– عليه السلام – كما تحدث القرآن عن ذلك فى صورة الصف فى قوله وإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدى من التوراة ومبشرًا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد) (15).


لكن أم حبيبة بنت أبى سفيان كانت وحدها التى تعرضت لمحنة قاسية لم يتعرض لمثلها أحد من هؤلاء المهاجرين الأوائل إلى الحبشة ؛ ذلك أن زوجها عبيد الله بن جحش قد أعلن ارتداده عن الإسلام ودخوله فى النصرانية وما أصعب وأدق حال امرأة باتت فى محنة مضاعفة: محنتها فى زوجها الذى ارتد وخان.. ومحنتها السابقة مع أبيها الذى فارقته مغاضبة إياه فى مكة منذ دخلت فى دين الله (الإسلام)..
وفوق هاتين المحنتين كانت محنة الاغتراب حيث لا أهل ولا وطن ثم كانت محنة حملها بالوليدة التى كانت تنتظرها والتى رزقت بها من بعد وأسمتها " حبيبة ".. كان هذا كله أكبر من عزم هذه المسلمة الممتحنة من كل ناحية والمبتلاة بالأب الغاضب والزوج الخائن !!


لكن عين الله ثم عين محمد صلى الله عليه وسلم سخرت لها من لطف الرعاية وسخائها ما يسّر العين ويهون الخطب ، وعادت بنت أبى سفيان تحمل كنية جديدة ، وبدل أن كانت " أم حبيبة " أصبحت " أم المؤمنين " وزوج سيد المسلمين - صلوات الله وسلامه عليه.
والحق أقول: لقد كان نجاشى الحبشة من خلّص النصارى فأكرم وفادة المهاجرين عامة وأم المؤمنين بنت أبى سفيان بصفة خاصة. فأنفذ فى أمرها مما بعث به إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخطبها له.


وكانت خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة بنت أبى سفيان نعم الإنقاذ والنجدة لهذه المسلمة المبتلاة فى الغربة ؛ عوضتها عن الزوج الخائن برعاية سيد البشر صلى الله عليه وسلم ؛ وعوضتها عن غضب الأب " أبى سفيان " برعاية الزوج الحانى الكريم صلوات الله عليه.
كما كانت هذه الخطبة فى مردودها السياسى ـ لطمة كبيرة لرأس الكفر فى مكة أبى سفيان بن حرب الذى كان تعقيبه على زواج محمد لابنته هو قوله: " إن هذا الفحل لا يجدع أنفه " ؛ كناية عن الاعتراف بأن محمدًا لن تنال منه الأيام ولن يقوى أهل مكة - وهو على رأسهم - على هزيمته والخلاص منه لأنه ينتقل كل يوم من نصر إلى نصر.
كان هذا الاعتراف من أبى سفيان بخطر محمد وقوته كأنه استشفاف لستر الغيب أو كما يقول المعاصرون: تنبؤ بالمستقبل القريب وتمام الفتح.
فما لبث أن قبل أبو سفيان دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إياه إلى الإسلام وشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.


وتقدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله قائلاً: " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فهلا جعلت له ما يحل عقدته ويسكن حقده وغيظه ، فقال صلوات الله وسلامه عليه فى ضمن إعلانه التاريخى الحضارى العظيم لأهل مكة عند استسلامهم وخضوعهم بين يديه:
* من دخل داره فهو آمن.
* ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن.
* ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن "(16).
وانتصر الإسلام وارتفع لواء التوحيد ودخل الناس فى دين الله أفواجًا. وفى مناخ النصر العظيم.. كانت هى سيدة غمرتها السعادة الكبرى بانتصار الزوج ونجاة الأب والأهل من شر كان يوشك أن يحيط بهم.
تلكم هى أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبى سفيان التى أحاطتها النجدة النبوية من خيانة الزوج وبلاء الغربة ووضعتها فى أعز مكان من بيت النبوة.


الزوجة التاسعة: السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية أرملة يسعدها أن يكون لها رجل:
آخر أمهات المؤمنين.. توفى عنها زوجها أبو رهم بن عبد العزّى العامرى ؛ فانتهت ولاية أمرها إلى زوج أختها العباس الذى زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث بنى بها الرسول ـ فى " سرف " قرب " التنعيم" على مقربة من مكة حيث يكون بدء الإحرام للمعتمرين من أهل مكة والمقيمين بها.
وقيل: إنه لما جاءها الخاطب بالبشرى قفزت من فوق بعيرها وقالت: البعير وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل: إنها هى التى وهبت نفسها للنبى والتى نزل فيها قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..) (17).
كانت آخر آمهات المؤمنين وآخر زوجاته صلوات الله وسلامه عليه.

كيان انسان 01-26-2013 10:01 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
قالوا إنه صلى الله عليه وسلم:

* تزوج زوجة ابنه بالتبنى (زيد بن حارثة).
* أباح لنفسه الزواج من أى امرأة تهبه نفسها (الخلاصة أنه شهوانى).


الرد على الشبهة ،،

الثابت المشهور من سيرته صلى الله عليه وسلم أنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من العمر.
والثابت كذلك أن الزواج المبكر كان من أعراف المجتمع الجاهلى رغبة فى الاستكثار من البنين خاصة ليكونوا للقبيلة عِزًّا ومنعة بين القبائل.
ومن الثابت كذلك فى سيرته الشخصية صلى الله عليه وسلم اشتهاره بالاستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة ، رغم امتلاء المجتمع الجاهلى بشرائح من الزانيات اللاتى كانت لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها " رايات " ليعرفها طلاب المتع المحرمة.
ومع هذا كله ـ مع توفر أسباب الانحراف والسقوط فى الفاحشة فى مجتمع مكة ـ لم يُعرَف عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلا التعفف والطهارة بين جميع قرنائه ؛ ذلك لأن عين السماء كانت تحرسه وتصرف عنه كيد الشيطان.
ويُرْوَى فى ذلك أن بعض أترابه الشباب أخذوه ذات يوم إلى أحد مواقع المعازف واللهو فغشَّاه الله بالنوم فما أفاق منه إلا حين أيقظه أترابه للعودة إلى دورهم.
هذه واحدة..

أما الثانية فهى أنه حين بلغ الخامسة والعشرين ورغب فى الزواج لم يبحث عن " البكر " التى تكون أحظى للقبول وأولى للباحثين عن مجرد المتعة. وإنما تزوج امرأة تكبره بحوالى خمسة عشر عامًا ، ثم إنها ليست بكرًا بل هى ثيب ، ولها أولاد كبار أعمار أحدهم يقترب من العشرين ؛ وهى السيدة خديجة وفوق هذا كله فمشهور أنها هى التى اختارته بعد ما لمست بنفسها ـ من خلال مباشرته لتجارتها ـ من أمانته وعفته وطيب شمائله صلى الله عليه وسلم.


والثالثة أنه صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها دامت عشرته بها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه إلى رحاب الله. وقضى معها - رضى الله عنها - زهرة شبابه وكان له منها أولاده جميعًا إلا إبراهيم الذى كانت أمه السيدة " مارية " القبطية.



والرابعة أنه صلى الله عليه وسلم عاش عمره بعد وفاتها - رضى الله عنها - محبًّا لها يحفظ لها أطيب الذكريات ويعدد مآثرها وهى مآثر لها خصوص فى حياته وفى نجاح دعوته فيقول فى بعض ما قال عنها) صدقتنى إذ كذبنى الناس وأعانتنى بمالها). بل كان صلى الله عليه وسلم لا يكف عن الثناء عليها والوفاء لذكراها والترحيب بمن كن من صديقاتها ، حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة - رضى الله عنها.
أما تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم فكان كشأن غيره من الأنبياء له أسبابه منها:
أولاً: كان عُمْرُ محمد صلى الله عليه وسلم فى أول زواج له صلى الله عليه وسلم بعد وفاة خديجة تجاوز الخمسين وهى السنّ التى تنطفىء فيها جذوة الشهوة وتنام الغرائز الحسية بدنيًّا ، وتقل فيها الحاجة الجنسية إلى الأنثى وتعلو فيها الحاجة إلى من يؤنس الوحشة ويقوم بأمر الأولاد والبنات اللاتى تركتهم خديجة - رضى الله عنها -.


وفيما يلى بيان هذا الزواج وظروفه.
الزوجة الأولى بعد السيدة خديجة: السيدة سودة بنت زمعة: كان رحيل السيدة خديجة - رضى الله عنها - مثير أحزان كبرى فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم وفى محيط الصحابة - رضوان الله عليهم - إشفاقًا عليه من الوحدة وافتقاد من يرعى شئونه وشئون أولاده. ثم تصادف فقدانه صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب نصيره وظهيره وسُمِّىَ العام الذى رحل فيه نصيراه خديجة وأبو طالب عام الحزن.
فى هذا المناخ.. مناخ الحزن والوحدة وافتقاد من يرعى شئون الرسول وشئون أولاده سعت إلى بيت الرسول واحدة من المسلمات تُسمى خولة بنت حكيم السلمية وقالت: له يا رسول الله كأنى أراك قد دخلتك خلّة لفقد خديجة فأجاب صلى الله عليه وسلم: [ أجل كانت أم العيال وربة البيت ] ، فقالت يا رسول الله: ألا أخطب عليك ؟.


فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ولكن – من بعد خديخة ؟! فذكرت له عائشة بنت أبى بكر فقال الرسول: لكنها ما تزال صغيره فقالت: تخطبها اليوم ثم تنتظر حتى تنضج.. قال الرسول ولكن من للبيت ومن لبنات الرسول يخدمهن ؟ فقالت خولة: إنها سودة بنت زمعة ، وعرض الأمر على سودة ووالدها: فتم الزواج ودخل بها صلى الله عليه وسلم بمكة.


وهنا تجدر الإشارة إلى أن سودة هذه كانت زوجة للسكران بن عمرو وتوفى عنها زوجها بمكة فلما حلّت تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت أول امرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد خديجة ، وكان ذلك فى رمضان سنة عشر من النبوة.
وعجب المجتمع المكى لهذا الزواج لأن " سودة " هذه ليست بذات جمال ولا حسب ولا تصلح أن تكون خلفًا لأم المؤمنين خديجة التى كانت عند زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها جميلة وضيئة وحسيبة تطمح إليها الأنظار.


وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هى الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة ، فهى مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.
وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفى زوجها وتركها امرأة تحتاج هى وبنوها إلى من يرعاهم.


الزوجة الثانية بعد السيدة خديجة: السيدة عائشة بنت أبى بكر الذى يقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن من آمن الناس علىّ فى ماله وصحبته أبا بكر ، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام..".
ومعروف من هو أبو بكر الذى قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن عطائه للدعوة " ما نفعنى مالٌ قط ما نفعنى مال أبى بكر " ، وأم عائشة هى أم رومان بنت عامر الكنانى من الصحابيات الجليلات ، ولما توفيت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها واستغفرلها وقال: " اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفى رسولك صلى الله عليه وسلم " ، وقال عنها يوم وفاتها:
" من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان " ولم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين ؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً ؛ ولذا لم يجد أى رجل من المشركين فى هذا الزواج أى مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.



وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا فى ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد صلى الله عليه وسلم - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول وتشهيرًا به بأنه رجل شهوانى غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا فى ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما فى هذه النماذج:
- فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم من هالة بنت عم آمنة التى تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول صلى الله عليه وسلم.
- وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها.
ـ وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذى بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين " عائشة " (1).
كان هذا واقع المجتمع الذى تزوج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة. لكن المستشرقين والممتلئة قلوبهم حقدًا من بعض أهل الكتاب لم ترَ أعينهم إلا زواج محمد بعائشة والتى جعلوها حدث الأحداث - على حد مقولاتهم - أن يتزوج الرجل الكهل بالطفلة الغريرة العذراء (2).
قاتل الله الهوى حين يعمى الأبصار والبصائر !


الزوجة الثالثة: السيدة حفصة بنت عمر الأرملة الشابة:
توفى عنها زوجها حنيس بن حذافة السهمى وهو صحابى جليل من أصحاب الهجرتين - إلى الحبشة ثم إلى المدينة - ذلك بعد جراحة أصابته فى غزوة أُحد حيث فارق الحياة وأصبحت حفصة بنت عمر بن الخطاب أرملة وهى شابة.
وكان ترمّلها مثار ألم دائم لأبيها عمر بن الخطاب الذى كان يحزنه أن يرى جمال ابنته وحيويتها تخبو يومًا بعد يوم..
وبمشاعر الأبوة الحانية وطبيعة المجتمع الذى لا يتردد فيه الرجل من أن يخطب لابنته من يراه أهلاً لها..
بهذه المشاعر تحدث عمر إلى الصديق " أبى بكر " يعرض عليه الزواج من حفصة لكن أبا بكر يلتزم الصمت ولا يرد بالإيجاب أو بالسلب.فيتركه عمر ويمضى إلى ذى النورين عثمان بن عفان فيعرض عليه الزواج من حفصة فيفاجئه عثمان بالرفض..فتضيق به الدنيا ويمضى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يخبره بما حدث فيكون رد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه هو قوله: [ يتزوج حفصةَ خيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان خيرًا من حفصة ] (3). وأدركها عمر - رضى الله عنه - بفطرته إذ معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما استشعره عمر هو أن من سيتزوج ابنته حفصة هو الرسول نفسه وسيتزوج عثمان إحدى بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.وانطلق عمر إلى حفصة والدنيا لا تكاد تسعه من الفرحة وارتياح القلب إلى أن الله قد فرّج كرب ابنته.




الزوجة الرابعة: السيدة أم سلمة بنت زاد الراكب:
من المهاجرين الأولين إلى الحبشة وكان زوجها (أبو سلمة) عبد الله ابن عبد الأسد المخزومى أول من هاجر إلى يثرب (المدينة) من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. جاءت إلى بيت النبى صلى الله عليه وسلم كزوجة بعد وفاة " أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية " بزمن غير قصير.
سليلة بيت كريم ، فأبوها أحد أجواد قريش المعروفين بلقب زاد الراكب ؛ إذ كان لا يرافقه أحد فى سفر إلا كفاه زاده.
وزوجها الذى مات عنها صحابى من بنى مخزوم ابن عمة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة ذو الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وكانت هى و زوجها من السابقين إلى الإسلام. وكانت هجرتهما إلى المدينة معًا وقد حدث لها ولطفلها أحداث أليمة ومثيرة ذكرتها كتب السير. رضى الله عن أم سلمة.. ولا نامت أعين المرجفين.


الزوجة الخامسة: السيدة زينب بنت جحش:
لم أرَ امرأة قط خيرًا فى الدين من زينب ، وأتقى لله وأصدق حديثًا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبديلا إلا لنفسها فى العمل الذى تتصدق وتتقرب به إلى الله عز وجل ؟ (4).
هكذا تحدثت أم المؤمنين عائشة - رضى الله عنها– عن " ضرّتها " زينب بنت جحش. أما المبطلون الحاقدون من بعض أهل الكتاب فقالوا:
أُعْجِب محمد صلى الله عليه وسلم ـ وحاشا له - بزوجة متبناه " زيد بن حارثة " فطلقها منه وتزوجها.
ويرد الدكتور هيكل فى كتابه " حياة محمد " (5) صلى الله عليه وسلم على هذا فيقول: إنها شهوة التبشير المكشوف تارة والتبشير باسم العلم تارة أخرى ، والخصومة القديمة للإسلام تأصلت فى النفوس منذ الحروب الصليبية هى التى تملى على هؤلاء جميعًا ما يكتبون.
والحق الذى كنا نود أن يلتفت إليه المبطلون الحاقدون على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم.. هو أن زواج محمد صلى الله عليه وسلم من زوجة ابنه بالتبنى زيد بن حارثة إنما كان لحكمة تشريعية أرادها الإسلام لإبطال هذه العادة ـ عادة التبنى ـ التى هى فى الحقيقة تزييف لحقائق الأمور كان لها فى واقع الناس والحياة آثار غير حميدة.


ولأن هذه العادة كانت قد تأصلت فى مجتمع الجاهلية اختارت السماء بيت النبوة بل نبى الرسالة الخاتمة نفسه صلى الله عليه وسلم ليتم على يديه وفى بيته الإعلان العلمى عن إبطال هذه العادة.
وتجدر الإشارة هنا إلى مجموعة الآيات القرآنية التى جاءت إعلاناً عن هذا الحكم المخالف لعادات الجاهلية وتفسيرًا للتشريع الجديد فى هذه ـ المسألة و فى موضوع الزواج بزينب حيث تقول:
(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (6).


(ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم ) (7).
(وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاً) (8).
مرة أخرى نذكر بأن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب لم تكن وراءه أبدًا شهوة أو رغبة جنسية وإنما كان أمرًا من قدر الله وإرادته لإبطال عادة التبنى من خلال تشريع يتردد صداه بأقوى قوة فى المجتمع الجاهلى الذى كانت عادة التبنى أصلاً من أصوله وتقليدًا مستقرًا فيه ، فكان السبيل لأبطالها أن يتم التغيير فى بيت النبوة وعلى يد الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم.
وقد فطنت السيدة " زينب بنت جحش " نفسها إلى هذا الأمر فكانت تباهى به ضراتها وتقول لهن: " زوجكن أهاليكن وزوجنى ربى من فوق سبع سمَوات " (9).


أما لماذا كان زيد بن حارثة نفسه يتردد على الرسول معربًا عن رغبته فى تطليق زينب ؛ فلم يكن - كما زعم المرجفون - أنه شعر أن الرسول يرغب فيها فأراد أن يتنازل عنها له..
ولكن لأن حياته معها لم تكن على الوفاق أو التواد المرغوب فيه ؛ ذلك أن زينب بنت جحش لم تنس أبدًا ـ وهى الحسيبة الشريفة والجميلة أيضًا أنها أصبحت زوجًا لرجل كان رقيقًا عند بعض أهلها وأنه ـ عند الزواج بها ـ كان مولىً للرسول صلى الله عليه وسلم أعتقه بعد ما اشتراه ممن أسره من قريش وباعه بمكة.


فهو ـ وإن تبناه محمد وبات يسمى زيد بن محمد فى عرف المجتمع المكى كله ، لكنه عند العروس الحسيبة الشريفة والجميلة أيضا ما يزال ـ كما كان بالأمس - الأسير الرقيق الذى لا يمثل حُلم من تكون فى مثل حالها من الحسب والجمال وليس هذا بغريب بل إنه من طبائع الأشياء.
ومن ثم لم تتوهج سعادتها بهذا الزواج ، وانعكس الحال على زيد بن حارثة فانطفأ فى نفسه توهج السعادة هو الآخر ، وبات مهيأ النفس لفراقها بل لقد ذهب زيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يشكو زينب إليه كما جاء فى البخارى من حديث أنس قال: جاء زيد يشكو إلى الرسول فجعل صلى الله عليه وسلم يقول له: [ أمسك عليك زوجك واتق الله ] (10) قال أنس: لو كان النبى كاتمًا شيئًا لكتم هذا الحديث.


لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول له كما حكته الآية: أمسك عليك زوجك ولا تسارع بتطليقها.وزينب بنت جحش هى بنت عمة الرسول صلى الله عليه وسلم - كما سبقت الإشارة – وهو الذى زوجها لمولاه " زيد " ولو كانت به رغبة فيها لاختارها لنفسه ؛
وخاصة أنه رآها كثيراً قبل فرض الحجاب ، وكان النساء فى المجتمع الجاهلى غير محجبات فما كان يمنعه – إذًا – من أن يتزوجها من البداية ؟! ؛ ولكنه لم يفعل.
فالأمر كله ليس من عمل الإرادة البشرية لهم جميعًا: لا لزينب ولا لزيد ولا لمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنه أمر قدرى شاءته إرادة الله لإعلان حكم وتشريع جديدين فى قضية إبطال عادة " التبنى " التى كانت سائدة فى المجتمع آنذاك.


يؤكد هذا ويدل عليه مجموع الآيات الكريمة التى تعلقت بالموضوع فى سورة الأحزاب.
أما الجملة التى وردت فى قوله تعالىhttp://montada.rasoulallah.net/publi...efault/sad.gifوتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) (11). فإن ما أخفاه النبى صلى الله عليه وسلم هو كتم ما كان الله قد أخبره به من أن زينب ـ يومًا ما ـ ستكون زوجًا له ؛ لكنه لم يصرح به خشية أن يقول الناس: إنه تزوج زوجة ابنه بالتبنى (12).

الزوجة السادسة: السيدة جويرية بنت الحارث الخزاعية:
الأميرة الحسناء التى لم تكن امرأة أعظم بركة على قومها منها فقد أعتق الرسول صلى الله عليه وسلم بعد زواجه بها أهل مائة بيت من بنى المصطلق (التى هى منهم).
كانت ممن وقع فى الأسر بعد هزيمة بنى المصطلق من اليهود فى الغزوة المسماة باسمهم. وكاتبها من وقعت فى أسره على مال فذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها: " أو خير من ذلك ؟.
قالت: وما هو ؟ قال: أقضى عنك كتابتك وأتزوجك.
قالت: وقد أفاقت من مشاعر الهوان والحزن: نعم يا رسول الله.
قال: قد فعلت " (13).
وذاع الخبر بين المسلمين: أن رسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج بنت الحارث بن ضرار زعيم بنى المصطلق وقائدهم فى هذه الغزوة..
معنى هذا أن جميع من بأيديهم من أسرى بنى المصطلق قد أصبحوا بعد هذا الزواج كأنهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإذا تيار من الوفاء والمجاملة من المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم تجسد فى إطلاق المسلمين لكل من بأيديهم من أسرى بنى المصطلق وهم يقولون: أصهار رسول الله ، فلا نبقيهم أسرى.
ومع أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الأسيرة بنت سيد قومها والذى جاءته ضارعة مذعورة مما يمكن أن تتعرض له من الذل من بعد عزة.. فإذا هو يرحمها بالزواج ، ثم يتيح لها الفرصة لأن تعلن إسلامها وبذا تصبح واحدة من أمهات المؤمنين.
ويقولون: إنه نظر إليها.


وأقول: أما أنه نظر إليها فهذا لا يعيبه ـ وربما كان نظره إليها ضارعة مذعورة – هو الذى حرك فى نفسه صلى الله عليه وسلم عاطفة الرحمة التى كان يأمر بها بمن فى مثل حالتها ويقول: [ ارحموا عزيز قوم ذل ] ، فرحمها وخيرها فاختارت ما يحميها من هوان الأسر ومذلة الأعزة من الناس.
على أن النظر شرعًا مأذون به عند الإقدام على الزواج - كما فى هذه الحالة - وكما أمر به صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه عند رغبته فى الزواج - قائلاً له: [ انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ] (14).
وقد توفيت فى دولة بنى أمية وصلى عليها عبد الملك بن مروان وهى فى السبعين من العمر - رضى الله عنها.


الزوجة السابعة: السيدة صفية بنت حُيىّ ـ عقيلة بنى النضير:
إحدى السبايا اللاتى وقعن فى الأسر بعد هزيمة يهود بنى النضير أمام المسلمين فى الوقعة المسماة بهذا الاسم ، كانت من نصيب النبى صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزوجها: فماذا فى ذلك ؟ ولم يكن عتقه إياها وتزوجها بدعًا فى ذلك ؛ وإنما كان موقفًا جانب الإنسانية فيه هو الأغلب والأسبق.
فلم يكن هذا الموقف إعجابًا بصفية وجمالها ؛ ولكنه موقف الإنسانية النبيلة التى يعبر عنها السلوك النبيل بالعفو عند المقدرة والرحمة والرفق بمن أوقعتهن ظروف الهزيمة فى الحرب فى حالة الاستضعاف والمذلة لا سيما وقد أسلمن وحسن إسلامهن.
فقد فعل ذلك مع " صفية بنت حُيىّ " بنت الحارس عقيلة بنى النضير (اليهود) أمام المسلمين فى الموقعة المعروفة باسم (غزوة بنى قريظة) بعد انهزام الأحزاب وردّهم مدحورين من وقعة الخندق.

الزوجة الثامنة: السيدة أم حبيبة بنت أبى سفيان نجدة نبوية لمسلمة فى محنة:
إنها أم حبيبة " رملة " بنت أبى سفيان كبير مشركى مكة وأشد أهلها خصومة لمحمد صلوات الله وسلامه عليه.كانت زوجًا لعبيد الله بن جحش وخرجا معًا مهاجرين بإسلامهما فى الهجرة الأولى إلى الحبشة ، وكما هو معروف أن الحبشة فى عهد النجاشى كانت هى المهجر الآمن للفارين بدينهم من المسلمين حتى يخلصوا من بطش المشركين بهم وعدوانهم عليهم ؛ فإذا هم يجدون فى – ظل النجاشى – رعاية وعناية لما كان يتمتع به من حس إيمانى جعله يرحب بأتباع النبى الجديد الذى تم التبشير بمقدمه فى كتبهم على لسان عيسى بن مريم– عليه السلام – كما تحدث القرآن عن ذلك فى صورة الصف فى قوله وإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدى من التوراة ومبشرًا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد) (15).


لكن أم حبيبة بنت أبى سفيان كانت وحدها التى تعرضت لمحنة قاسية لم يتعرض لمثلها أحد من هؤلاء المهاجرين الأوائل إلى الحبشة ؛ ذلك أن زوجها عبيد الله بن جحش قد أعلن ارتداده عن الإسلام ودخوله فى النصرانية وما أصعب وأدق حال امرأة باتت فى محنة مضاعفة: محنتها فى زوجها الذى ارتد وخان.. ومحنتها السابقة مع أبيها الذى فارقته مغاضبة إياه فى مكة منذ دخلت فى دين الله (الإسلام)..
وفوق هاتين المحنتين كانت محنة الاغتراب حيث لا أهل ولا وطن ثم كانت محنة حملها بالوليدة التى كانت تنتظرها والتى رزقت بها من بعد وأسمتها " حبيبة ".. كان هذا كله أكبر من عزم هذه المسلمة الممتحنة من كل ناحية والمبتلاة بالأب الغاضب والزوج الخائن !!


لكن عين الله ثم عين محمد صلى الله عليه وسلم سخرت لها من لطف الرعاية وسخائها ما يسّر العين ويهون الخطب ، وعادت بنت أبى سفيان تحمل كنية جديدة ، وبدل أن كانت " أم حبيبة " أصبحت " أم المؤمنين " وزوج سيد المسلمين - صلوات الله وسلامه عليه.
والحق أقول: لقد كان نجاشى الحبشة من خلّص النصارى فأكرم وفادة المهاجرين عامة وأم المؤمنين بنت أبى سفيان بصفة خاصة. فأنفذ فى أمرها مما بعث به إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخطبها له.


وكانت خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة بنت أبى سفيان نعم الإنقاذ والنجدة لهذه المسلمة المبتلاة فى الغربة ؛ عوضتها عن الزوج الخائن برعاية سيد البشر صلى الله عليه وسلم ؛ وعوضتها عن غضب الأب " أبى سفيان " برعاية الزوج الحانى الكريم صلوات الله عليه.
كما كانت هذه الخطبة فى مردودها السياسى ـ لطمة كبيرة لرأس الكفر فى مكة أبى سفيان بن حرب الذى كان تعقيبه على زواج محمد لابنته هو قوله: " إن هذا الفحل لا يجدع أنفه " ؛ كناية عن الاعتراف بأن محمدًا لن تنال منه الأيام ولن يقوى أهل مكة - وهو على رأسهم - على هزيمته والخلاص منه لأنه ينتقل كل يوم من نصر إلى نصر.
كان هذا الاعتراف من أبى سفيان بخطر محمد وقوته كأنه استشفاف لستر الغيب أو كما يقول المعاصرون: تنبؤ بالمستقبل القريب وتمام الفتح.
فما لبث أن قبل أبو سفيان دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إياه إلى الإسلام وشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.


وتقدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله قائلاً: " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فهلا جعلت له ما يحل عقدته ويسكن حقده وغيظه ، فقال صلوات الله وسلامه عليه فى ضمن إعلانه التاريخى الحضارى العظيم لأهل مكة عند استسلامهم وخضوعهم بين يديه:
* من دخل داره فهو آمن.
* ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن.
* ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن "(16).
وانتصر الإسلام وارتفع لواء التوحيد ودخل الناس فى دين الله أفواجًا. وفى مناخ النصر العظيم.. كانت هى سيدة غمرتها السعادة الكبرى بانتصار الزوج ونجاة الأب والأهل من شر كان يوشك أن يحيط بهم.
تلكم هى أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبى سفيان التى أحاطتها النجدة النبوية من خيانة الزوج وبلاء الغربة ووضعتها فى أعز مكان من بيت النبوة.


الزوجة التاسعة: السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية أرملة يسعدها أن يكون لها رجل:
آخر أمهات المؤمنين.. توفى عنها زوجها أبو رهم بن عبد العزّى العامرى ؛ فانتهت ولاية أمرها إلى زوج أختها العباس الذى زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ حيث بنى بها الرسول ـ فى " سرف " قرب " التنعيم" على مقربة من مكة حيث يكون بدء الإحرام للمعتمرين من أهل مكة والمقيمين بها.
وقيل: إنه لما جاءها الخاطب بالبشرى قفزت من فوق بعيرها وقالت: البعير وما عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل: إنها هى التى وهبت نفسها للنبى والتى نزل فيها قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..) (17).
كانت آخر آمهات المؤمنين وآخر زوجاته صلوات الله وسلامه عليه.

كيان انسان 01-26-2013 10:20 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
كيف وصف الله الآخرة بالحيوان ؟!!!

الرد على الشبهة ،،






كيف توصف الآخرة بالحيوان


قال تعالى "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان " العنكبوت




وتعالوا بنا نتجول سويا فى أقوال أهل التفسير فى معنى كلمة الحيوان الواردة فى تلك الآية الكريمة لنعلم معناها الحقيقى لا الذى فهمه هؤلاء الذين أغلق على قلوبهم ولكن أذكر حضارتكم ونفسي بأن الآية الكريمة ختمت بقوله تعالى: لو كانوا يعلمون





الحيوان:أي الحياةالدائمة الحق الذي لا زوال له ولا انقضاء بل هى مستمرة أبد الآباد


الحيوان:أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا موت فيها


الحيوان:أي الحياة الدائمة الباقية والحيوان بمعنى الحياة أي فيها الحياة الدائمة


الحيوان:الحياة الدائمة


الحيوان:حياة لا يموت أهلها


الحيوان:الحياة قال الواحدي وهو قول جميع المفسرين ذهبوا إلى أن معنى الحيوان هاهنا الحياة وأنه مصدر بمنزلة الحياة فيكون كالنزوان والغليان ويكون التقدير وإن الدار الآخرة لهي دار الحيوان أو ذات الحيوان أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا ينغصها موت ولا مرض ولا هم ولا غم.







إذا فإنه يتضح مما سبق أن المقصود بكلمة الحيوان فى القرآن الكريم إنما هى الدار الآخرة التى لا موت ولازوال ولا فناء ولا هلاك فيها خلافا للحياة الدنيا التى لا تخلوا من اللهو واللعب وكل ما فيها زائل زائف .





لماذا عبر الله بالحيوان ؟



الحياة: ما يمضيه الإنسان منفترة زمنية قبل الموت طالت أم قصرت فهي منتهية لا محالة وهذه هي الصورة


الحيوان:أصل الحياة التى لاتنتهى إلى أبد الآبدين مهما طالت فهى ممدودة غير مقصورة .


إذا فالحياة صورة للحيوان الذى هو الأصل لأن الأولى لا تدوم والثانية تدوم

تغير اللفظ تغير لمراده ...


كيان انسان 01-26-2013 10:30 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهات وردود
الحلقة الثانية : الرد على الشبهات التي أثارتها نشرة الشورى حول النص على الإمام علي (ع)</SPAN>
الفصل الخامس : الشورى السداسية برواية عمر بن ميمون

قال البغدادي : ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك حصر عمر الشورى بالستة كان ترشيحا خاضعا للقبول والرفض من الأمة .
اقول : قال الماوردي ان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة ، وقد روت المصادر السنية المعتبرة ان عمر قال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار فأجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم فإن اجتمع خمسة ورضوا واحدا وأبى واحد فاشدخ رأسه .
نص الشبهة

قال البغدادي : « ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك استخلاف عمر للستة كان ترشيحا خاضعا للقبول أو الرفض من الأمة » .
الرد على الشبهة

اقول : ان قوله هذا رأىٌ شاذ وافقه عليه بعض السنة .
قال الماوردي : « وأما انعقاد الإمامة بعهد من قبله ، فهو مما انعقد الإجماع على جوازه ، ووقع الاتفاق على صحته ، لأمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما :
أحدهما : ان أبا بكر عهد بها إلى عمر فاثبت المسلمون إمامته بعهده .
والثاني : ان عمر عهد بها إلى أهل الشورى فقبلت الجماعة دخولهم فيها وخرج باقي الصحابة منها . . . فان لم يكن ولدا ولا والدا جاز ان ينفرد بعقد البيعة له وبتفويض العهد إليه وان لم يستشر فيه أحدا من أهل الاختيار لكن اختلفوا هل يكون ظهور الرضا منهم شرطا في انعقاد بيعته أولا ؟
فذهب بعض علماء أهل البصرة إلى ان رضا أهل الاختيار شرط في لزومها للامة . .
والصحيح ان بيعته منعقدة ، وان الرضا بها غير معتبر لان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة » (1) .
وقال النووي وغيره : « اجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ، وعلى انعقادها بأهل الحل والعقد لإنسان حيث لا يكون هناك استخلاف غيره » (2) .
وقصة الشورى واستخلاف عثمان صريحة في أنها كانت بيعة من عبد الرحمن لعثمان بعد ما فوضه الأربعة ان يكون الأمر أمره ، ومن هنا قال عبد الرحمن لعلي بايع وإلاّ ضربت عنقك (3) .
ونحن نورد فقرات من رواية مفصلة رواها الطبري عن عمر بن شبة بأسانيده إلى عمرو بن ميمون .
قصة الشورى :

قال عمرو بن ميمون :
« ان عمر لما طُعِنَ قيل له يا أمير المؤمنين لو استخلفت ! قال : من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته فان سألني ربي قلت : سمعت نبيك يقول (انه أمين هذه الأمة) (4) .
ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته فان سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول (ان سالما شديد الحب لله) (5) .
فقال له رجل أدلك عليه ، عبد الله بن عمر . . . قال بحسب آل عمر ان يحاسب منهم رجل واحد . . ان استخلفت فقد استخلف من هو خير مني ، وان اترك فقد ترك من هو خير مني ، ولن يضيع الله دينه .
فخرجوا ثم رجعوا فقالوا يا أمير المؤمنين لو عهدت عهدا ، فقال كنت عزمت بعد مقالتي لكم ان انظر فأولي رجلا أمركم ، هو أحراكم ان يحملكم على الحق وأشار إلى علي (6) . . . فما أريد ان أتحملها حيا وميتاً (7) .
عليكم بهؤلاء الرهط الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (انهم من أهل الجنة) علي وعثمان وعبد الرحمن وسعد وطلحة والزبير فليختاروا رجلا . ثم دعا بهم وقال لهم إني نظرت فوجدتكم رؤساءهم وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلاّ فيكم .
وقال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار ، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم ، فان اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه ، وان اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ، فان رضي ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر ، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم ، فان لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس (8) .
واستشار عبد الرحمن الناس (9) فقال له عمار بن ياسر ان أردت ان لا يختلف المسلمون فبايع عليا ، فقال المقداد بن الأسود صدق عمار ان بايعت عليا قلنا سمعنا واطعنا .
وقال ابن أبي سرح ان أردت إلا تختلف قريش فبايع عثمان ، فقال عبد الله بن أبي ربيعة صدق ان بايعت عثمان قلنا سمعنا واطعنا .
وقال عمار : أيها الناس ان الله عز وجل أكرمنا بنبيه وأعزنا بدينه فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم .
فقال رجل من بني مخزوم لقد عدوت طورك يا ابن سمية وما أنت وتأمير قريش لأنفسها (10) .
فقال سعد بن أبي وقاص : يا عبد الرحمن افرغ قبل ان يفتتن الناس .
ودعا عبد الرحمن على ا فقال له عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده .
قال أرجو ان افعل واعمل بمبلغ علمي وطاقتي (11) .
ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي ، فقال نعم فبايعه (12) .
فقال علي : حبوته حبو دهر ، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، والله ما وليت عثمان إلاّ ليرد الأمر إليك (13) .
فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا فأني قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان .
فقال المقداد : ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا لا أقول ان أحداً اعلم ولا أقضى منه بالعدل أما والله لو أجد عليه أعوانا (14) .
فقال عبد الرحمن يا مقداد اتق الله فإني خائف عليك الفتنة » (15) .
أقول ان هذه الرواية لا تدع شكا في ان حصر عمر الأمر في الستة على ان يبايعوا أحدهم لم يكن مجرد ترشيح ولو كان كذلك فما الداعي إلى الأمر بقتل الواحد إذا خالف الخمسة والاثنين إذا خالفا الأربعة ؟
ان التأمل في الفقرات التي أوردناها تلفت نظر القارئ إلى ان السلطة كانت بيد قريش وان المسلمين كانوا مغلوبين على أمرهم ، وان مثل عمار بن ياسر الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (ان عمارا ملئ أيمانا إلى أخمص قدميه) (من ابغض عمار ابغضه الله تعالى) (16) كان يقال له حين هتف باسم علي ما أنت وتأمير قريش لأنفسها) .
ومن هنا قال المقداد (17) قوله « أما والله لو أجد عليه أعوانا » الآنف الذكر .
علي (عليه السلام) يتظلم من قريش :

وقد نبَّه علي (عليه السلام) في أحاديثه مرارا إلى هذه الحقيقة المرة في تغلب قريش بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) على الأمر كما في قوله : « اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم ، فانهم قطعوا رحمي ، وصغرّوا عظيم منزلتي ، واكفأوا إنائي ، واجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا إلا ان في الحق ان تأخذه ، وفي الحق ان تُمنعه ، فاصبر مغموما ، أو مُت متأسفا ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنية ، فاغضيت على القذى ، وجرعت ريقي على الشجاوصبرت من كظم الغيظ على أمرِّ من العلقم ، وآلم للقلب من حز الشفار (18) .
وقوله (عليه السلام) : « فجزى قريشا عني الجوازي فانهم ظلموني حقي واغتصبوني سلطان ابن امي » (19) .
وقوله : « لقد أخافتني قريش صغيرا ، وانصبتني كبيرا ، حتى قبض الله رسوله فكانت الطامة الكبرى » (20) .
وقوله في رسالته لاخيه عقيل : « فان قريشا قد اجتمعت على حرب اخيك اجتماعها على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل اليوم ، وجهلوا حقي ، وجحدوا فضلي ، ونصبوا لي الحرب ، وجدُّوا في اطفاء نور الله ، اللهم فاجزِ قريشا عني بفعالها ، قد قطعت رحمي وظاهرت عليَّ . . . » (21) .
وقوله : « أما والله لقد تقمصها (22) فلان (23) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ، (24) فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا (25) ، وطفقت ارتئي بين ان أصول بيد جذاء (26) ، أو أصبر على طخية عمياء (27) . . . فرأيت الصبر على هاتا احجى . . . حتى إذا مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده . . . فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لَشَدَّما تشطرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزة خشناء ، يغلظ كَلْمُها . . . فصبرت على طول المدةوشدة المحنة (28) ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة ، زعم أني أحدهم ، فيالله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت اقرن إلى هذه النظائرولكني أسففت إذ أسفوا ، وطرت إذ طاروا (29) ، فصغا رجل (30) منهم لضغنه ، ومال (31) الآخر لصهره ، مع هن وهن (32) ، إلى ان قام ثالث (33) القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى ان انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بِطنته .
فما راعني إلا وانثيال الناس كعرف الضبع (34) إليَّ ينثالون عليَّ من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالآمر نكثت طائفة (35) ومرقت أخرى (36) وقسط آخرون (37) . . . أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كِظَّةِ ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غار بها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز » (38) .
ومن الواضح ان الأنصار واغلب المهاجرين بعد ان انفلتوا من سلطان قريش (39) وعادت إليهم حريتهم تهافتوا على علي (عليه السلام) كتهافت الفراش يطلبون منه البيعة بصفته الشخص الذي دعا الكتاب والسنة إلى بيعته أما في زمن أبي بكر وعمر فلم تكن لهم حرية ان يبايعوا من أرادوا وأراده الكتاب والسنة إذ بايع خمسة أشخاص أبا بكر وهم عمر وأبو عبيدة وسالم من المهاجرين واسيد بن حضير وبشير بن سعد ومن تبعهما من الأنصار ممن كان حاضرا ولبّس الأمر على طائفة من الأنصار بسبب العصبية القبلية وأُجبِر الباقي على البيعة بشكل أو بآخر ، وقد أشار علي (عليه السلام) إلى هذه الحرية في إحدى خطبه بقوله « ولئن رُدَّ عليكم أمركم أنكم لسعداء » (40) . وأشار إلى التلبيس بقوله « ما ختلتكم عن أمركم ولا لبَّسته عليكم » .
______________________
(1) الأحكام السلطانية : 10 .
(2) فتح الباري ج16 : 334 .
(3) انساب الأشراف ج4 : 508 . واللفظ في صحيح البخاري ج9 : 98(فلا تجعل على نفسك سبيلا) .
(4) مما لا شك فيه ان هذا الحديث من الموضوعات وقد وضع في قبال ما عرف عن علي (عليه السلام)والأئمة من ولده أنهم أمناء الله في أرضه وحججه على عباده ، وتوجد زيارة لقبر علي (عليه السلام)معروفة بزيارة أمين الله .
(5) انظر أيضا في طبقات عمر بن سعد ج3 : 343 وتاريخ المدينة لابن شبة922 ومسند احمد بن حنبل ج1 : 20 ومختصر تاريخ بن عساكر ج4319 وقد كان أبو عبيدة وسالم أول من حضر من المهاجرين أمر السقيفة (الأحكام السلطانية ص7) قال في الاستيعاب : 568 في ترجمة سالم (وكان سالم من أهل فارس معدودا من المهاجرين لانه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة وتبناه أبو حذيفة وقد روي انه هاجر مع عمر ونفر من الصحابة من مكة وكان يؤمهم إذا سافر معهم وقد كان عمر يفرط في الثناء عليه ، وقد روي عنه انه قال لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى وذلك بعدما طعن فجعلها شورى) أقول والحديث من الموضوعات ولو تنزلنا وسلمنا به فان من الغريب ان يخضع أبو حفص لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في سالم (ان سالم شديد الحب لله) ولا يخضع لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في علي يوم خيبر (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يده) ثم دعا عليا (عليه السلام) وهو ارمد فأعطاه الراية وكان الفتح على يده .
(6) انظر أيضا طبقات ابن سعد ج3 : 342 وفي انساب الاشراف ج3 : 103 قال عمر لئن ولوها الاجيلح ليركبن بهم الطريق، وانظر ايضا المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج5 : 446 ، وفي الرياض النضرة لمحب الدين الطبري (تـ 694) ط2 بمصر 373 ، ج2 : 95 قال عمر لله درهم ان ولوها الأصلع كيف يحملهم على الحق وان كان السيف على عنقه قال محمد بن كعب فقلت أتعلم ذلك منه ولا توليه فقال ان تركتهم فقد تركهم من هو خير مني .
(7) وفي رواية البلاذري 4 : 501 قال (اكره ان أتحملها حيا وميتا) قلت (بل تحمل أبو حفص حيا وميتا مسئولية إبعاد علي(عليه السلام) عن موقعه الذي وضعه الله ورسوله فيه ، اما تحمله لذلك حياً فقد تبين حين شدَّ عن وسطه وذبَّ عن بيعة أبي بكر وفرضها على المسلمين بكل وسيلة ممكنة حتى لو ادى ذلك إحراق باب فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما مر تفصيله في الفصل الثالث ، واما تحمله للأمر ميتا فقد تبيَّن حين ابتكر الشورى السداسية وعيَّن أفرادها وفرض على علي(عليه السلام) ان يكون أحدهم ليضمن ثلاثة أمور الأول : ان لا يبايَع علي(عليه السلام) إذ ليس له من أصوات الخمسة الآخرين الاصوت الزبير في قبال عثمان الذي له اربعة اصوات هذا مضافا الى شرط جديد في البيعة وهو العمل بسيرة الشيخين وهو يعلم جيدا ان عليا سوف يرفض مثل هذا الشرط . الثاني : ان تُضمن بيعة علي لعثمان ولو كرها قبل ان يخرجوا من البيت وهو يعلم من تجربة السقيفة ان عليا سوف يمتنع من البيعة ويطالب المسلمين بنصرته وانه اذا بايع ولو كرها امنوا من تحركه ضدهم . الثالث : ان تخلق الاندادلعلي (عليه السلام) كالزبير الذي كان بالامس جنديا لعلي (عليه السلام) يدافع عنه في قصة السقيفة ثم صار بعد قتل عثمان نِدّاً له ينافسه على الامر ويقاتله عليه . وتذكر المصادر التاريخية ان عمر كان على يقين من ان الشورى السداسية ستكون لصالح عثمان . قال ابن سعد في طبقاته بترجمة سعيد بن العاص ما خلاصته : « ان سعيد بن العاص اتى الخليفة عمر يستزيده في الأرض ليوسع داره فوعده الخليفة بعد صلاة الغداة وذهب معه الى داره قال سعيد فزادني وخط لي برجليه فقلت يا امير المؤمنين زدني فانه نَبَتَتْ لي نابتة من ولد واهل فقال حسبك واختبئ عندك انه سيلي الامر من بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان... فوصلني واحسن وقضى حاجتي واشركني في امانته » . وسعيد بن العاص هو من اقرباء عثمان فهو سعيد بن العاص بن سعيد بن احيحة بن امية وعثمان هو ابن عفان بن ابي العاص بن امية.
قال العلامة العسكري « ويتضح من هذه المحاورة ان امر تولية عثمان الخلافة كان قد بُتَّ فيه في حياة الخليفة عمر وتعيين الستة في الشورى كان من اجل تمرير هذا الامر.. » معالم الدرستين ج1/183.
(8) في طبقات بن سعد بسنده عن سماك ان عمر قال للانصار ادخلوهم بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والاّ فأدخلوا عليهم فاضربوا اعناقهم ج3 : 342 ، وفي انساب الأشراف للبلاذري4 : 503 قال عمر ليتبع الاقل الاكثر فمن خالفكم فاضربوا عنقه ومثله في كنز العمال 12 : 681 .
(9) وفي صحيح البخاري ج9 : 97 قال عبد الرحمن لاهل الشورى لست بالذي انافسكم على هذا الامر ولكنكم ان شئتم اخترت منكم فجعلوا ذلك الى عبد الرحمن ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه وفي ج5 : 22 قال عبد الرحمن لاهل الشورى اجعلوا امركم الى ثلاثة منكم فقال الزبير جعلت امري الى علي فقال طلحة جعلت امري الى عثمان وقال سعد قد جعلت امري الى عبد الرحمن بن عوف ثم قال عبد الرحمن لعلي وعثمان اجعلوه اليّ والله عليّ ان لاآلوا عن افضلكم .
(10) انظر ايضا انساب الاشراف تحقيق المحمودي ج2 : 144 خبر 142 .
(11) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 ان عليا (عليه السلام) قال لعبد الرحمن لما عرض عليه البيعة على كتاب الله وسنة النبي وسيرة ابي بكر وعمر قال : « ان كتاب الله وسنة نبيه لايحتاج معهما الى اجّيري أحد » . والأجيري بالكسر والتشديد : العادة والطريقة) .
(12) وفي صحيح البخاري:ابايعك على سنة الله وسنة رسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبدالرحمنوبايعه الناسس المهاجرونوالانصاروامراءالأجنادوالمسلمون
(13) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 قال علي (عليه السلام) لعبد الرحمن بن عوف انت مجتهد ان تزوي هذا الامر عني .
(14) جاء في تاريخ اليعقوبي ج2 : 163 قول المقداد : واعجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن اهل بيت نبيهم . وفي مروج الذهب ج2:343 قال المقداد : يا عبد الرحمن اعجب من قريش انما تطولهم على الناس بفضل اهل هذا البيت قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعده من ايديهم ، اما وايم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش انصارا لقاتلتهم كقتالي أياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر).
(قال المسعودي وجرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابنا أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار) .
قلت قد أورد الكلام مفصلا ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 9 : 56) نقلا عن سقيفة الجوهري :
قال عوانة قال إسماعيل قال الشعبي فحدثني عبد الرحمن بن جندب عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي قال كنت جالسا بالمدينة حيث بويع عثمان فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو فسمعته يقول ... اما و الله لو ان لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد فقال عبد الرحمن ثكلتك أمك لا يسمعن هذا الكلام الناس فإني أخاف ان تكون صاحب فتنة و فرقة. قال المقداد ان من دعا إلى الحق و أهله و ولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة و لكن من أقحم الناس في الباطل و آثر الهوى على الحق فذلك صاحب الفتنة و الفرقة. قال فتربد وجه عبد الرحمن ثم قال لو اعلم انك إياي تعنى لكان لي و لك شأن. قال المقداد إياي تهدد يا بن أم عبد الرحمن ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف. قال جندب بن عبد الله فاتبعته و قلت له يا عبد الله أنا من أعوانك ، فقال رحمك الله ان هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان و لا الثلاثة ، قال فدخلت من فوري ذلك على علي (عليه السلام) فلما جلست إليه قلت يا أبا الحسن و الله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك فقال صبر جميل و الله المستعان. فقلت و الله انك لصبور قال فان لم اصبر فما ذا اصنع ، قلت إني جلست إلى المقداد بن عمرو آنفا و عبد الرحمن بن عوف فقالا كذا و كذا ثم قام المقداد فاتبعته فقلت له كذا فقال لي كذا فقال علي (عليه السلام) لقد صدق المقداد ، فماذا اصنع ؟ فقلت تقوم فى الناس فتدعوهم إلى نفسك وبخبرهم انك أولى بالنبي (صلى الله عليه وآله) ، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك فإذا أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين ، فان دانوا لك فذاك وإلا قاتلتهم وكنت أولى بالعذر قتلت أو بقيت ، وكنت أعلى عند الله حجة ، فقال (عليه السلام) : اترجو يا جندب ان يبا يعني من كل عشرة واحد ؟ قلت ارجو ذلك ، قال لكني لا ارجو ذلك ، لا والله ولا من المائة واحد وسأخبرك ان الناس ينظرون إلى قريش فيقولون هم قوم محمد وقبيله واما قريش بينها تقول ان آل محمد يرون لهم على الناس بنبوته فضلا ويرون انهم اولياء هذا الأمر دون قريش ودون غيرهم من الناس وهم ان وَلَوْه لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبدا و متى كان في غيرهم تداولته قريش بينها لا و الله لا يدفع الناس إلينا هذا الأمر طائعين أبدا. فقلت جعلت فداك يا بن عم رسول الله لقد صدعت قلبي بهذا القول ا فلا ارجع إلى المصر فأوذن الناس بمقالتك و أدعو الناس إليك فقال يا جندب ليس هذا زمان ذاك. قال فانصرفت إلى العراق فكنت اذكر فضل علي على الناس فلا اعدم رجلا يقول لي ما اكره واحسن ما اسمعه قول من يقول دع عنك هذا وخذ فيما ينفعك فأقول ان هذا مما ينفعني و ينفعك فيقوم عني و يدعني .
و زاد أبو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري حتى رُفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبه أيام وَلِيَنا فبعث إليَّ فحبسني حتى كُلِّم فيَّ فخلى سبيلي .
وروى الجوهري قال نادى عمار بن ياسر ذلك اليوم يا معشر المسلمين أنا قد كنا ما كنا نستطيع الكلام قلة و ذلة فأعزنا الله بدينه و وأكرمنا برسوله فالحمد لله رب العالمين يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مره و هاهنا مره ما أنا آمن ان ينزعه الله منكم و يضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله و وضعتموه في غير أهله. فقال له هشام بن الوليد بن المغيرة يا بن سمية لقد عدوت طورك و ما عرفت قدرك ما أنت و ما رأت قريش لأنفسها انك لست في شىء من أمرها و إماراتها فتنح عنها. و تكلمت قريش بأجمعها فصاحوا بعمار و انتهروه فقال الحمد لله رب العالمين ما زال أعوان الحق أذلاء ثم قام فانصرف.
(15) تاريخ الطبري ج4 : 224 عن عمر بن شبة عن علي بن محمد (المدائني) عن وكيع عن الاعمش عن ابراهيم (التيمي) ومحمد بن عبد الله الانصاري عن ابن ابي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب ، وابي مخنف عن يوسف بن يزيد عن عباس بن سهل ، ومبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر ويونس بن ابي اسحق عن عمر و بن ميمون الاودي ، وفي تاريخ المدينة المطبوع لابن شبة ج3 ص 924 سقط من الرواية نحو من ثلاث ورقات من اولها مع الاسانيد . وقد روى الرواية ايضا ابن عبد ربه في العقد الفريد ج2744-280 روى القسم الاول منها عن يونس عن الحسن وهشام بن عروة عن ابيه ، ومن هذا القسم قول عمر لابي طلحة « وقم على رؤوسهم (اي الستة اهل الشورى) فان اجتمع خمسة على رأي واحد وابي واحد فاشدخ راسه بالسيف . . » وروى القسم الثاني (ومنه قول المقداد واختلاف بني امية وبني هاشم) عن ابي الحسن المدائني وكلا القسمين لم ينسبهما الى عمرو بن ميمون . وقد حاول يحيى اليحيي في رسالته للماجستير (مرويات ابي مخنف) ط الرياض 1410 ان يجعل متن الرواية بقسميها على انها رواية ابي مخنف وان قصة الشورى في الطبري انما هي تلفيق بين متون رواية ابراهيم التيمي وشهربن حوشب وابي مخنف ، ولا دليل له على ذلك اذ لو كان الطبري قد صنع ذلك لاشار اليه كما هو ديدنه (نظير ما صنعه في المورد الذي رواه في ج4 ،213 ، وج4 : 198وغيرها) ولو كان ابن شبة صنعه لاشار اليه ولو اشار اليه لذكره الطبري عنه لان روايته انما هي رواية ابن شبة باسانيدها التي ذكرها ولم يضف اليها شيئا آخر . وقد حاول مؤلف رسالة الماجستير ايضا تضعيف رواية ابن سعد في الطبقات ج3 : 342 بسنده الى سماك بن حرب التي تفيد ان عمر امر بادخال اهل الشورى بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والا فلتضرب اعناقهم . بدعوى ان سليمان بن حرب ضعيف ونقل ذلك عن التقريب لابن حجر غير ان المؤلف لم ينقل للقارىء بأمانة ما وجده في المصدر اذ قال ابن حجر في التقريب (ان سماك بن حرب صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة) ، وهذا التخصيص قد قال به ابن المدائني قبل ابن حجر ، وفي ميزان الاعتدال للذهبي قال في ترجمة سماك (صدوق صالح من اوعية العلم مشهور وقال يعقوب بن شيبة هو في عكرمة غير صالح) .
(16) الاستيعاب : 1138 ترجمة عمار .
(17) قال في الاستيعاب : 1480 في ترجمته : كان قديم الاسلام وهو من السبعة الاوائل الذين اظهروا الاسلام بمكة وقد شهد مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) كلها .
(18) كلام : 217 نهج البلاغة الخطبة : 172 .
(19) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج9 : 306 .
(20) شرح النهج ج9 : 54 ومروج الذهب ج3 : 12 .
(21) الامامة والسياسة ج1 : 56 انساب الاشراف ج2 : 75 الاغاني ج15 : 46 نهج البلاغة ج3 : 68 حمهرة رسائل العرب ج1 : 595 .
(22) الضمير يرجع الى الخلافة والامرة
(23) يريد ابا بكر .
(24) أي لا يضاهيه في منزلته في زمانه احد .
(25) الكشح بين الخاصرة والجنب وطويت عنها كشحا كناية عن تركها .
(26) الجذاء المقطوعة .
(27) الطخية هي الظلمة ونسبة العمى اليها مجاز عقلي وانما يعمى القائمون فيها اذ لا يهتدون الى الحق ، والمعنى فكرت في حالين حال القيام وليس من ناصر الا اهل بيتي وافراد قلائل وهم لا يكفون للنصرة او الصبر على ظلمة وبعد عن الحق وعودة الى الجاهلية بأسم الاسلام وهي ظلمة يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير كناية عن شدتها وطولها . ثم رأى (عليه السلام) ان الصبر على الحال الاخيرة احجى أي الزم واجدر عقلا وشرعا .
(28) استمرت هذه المحنة التي اشار اليها(عليه السلام) خمسا وعشرين سنة وتمثلت بالانقلاب على الاعقاب وكان ابرز مظاهره اضافة الى العدول عمن نصبه الله ورسوله حجة يهتدون بهديه ويحتكمون اليه لا الى غيره احياء بعض الاعراف الجاهلية (انظر الفصل السابع من هذا الكتاب) والمنع من نشر احاديث النبي (صلى الله عليه وآله)وبخاصة تلك التي ترتبط بالتعريف بأهل بيته (عليهم السلام) انظر مصادر ذلك صفحة 159 - 163 ، من وقد نتج عن هذه السياسة جهل صغار الصحابة فضلا عن اهل البلاد المفتوحة شرقا وغربا بمنزلة اهل البيت (عليهم السلام) وقد اشار إلى ذلك (عليه السلام) في كلام يتحدث فيه عن حال قريش ايام حكم الثلاثة حيث الفتوح بقيادتها وارتفاع ذكرها في تلك الأيام وخمول ذكره (عليه السلام) (فكنا ممن خمل ذكره وخبت ناره وانقطع صوبه وصيته حتى اكل الدهر علينا وشرب) شرح النهج 2 : 299.
(29) اسـف الـطائر دنا مـن الارض . والمعنـى انه (عليه السلام) سالمهم فدنا منهم واقتـرب حين كانوا يرغبون بذلك وابتعد عنهـم حين يجد رغبتهـم فــي ذلك .
(30) يشير الى سعد بن ابي وقاص قال الشيخ محمد عبده في شرحه للنهج « وكان في نفسه (أي سعد) شىء من علي كرم الله وجهه من قبل اخواله لان امه حمنة بنت سفيان بن امية بن عبد شمس ولعلي في قتل صناديدهم ما هو معروف ومشهور » .
(31) يشير الى عبد الرحمن بن عوف فقد كان صهرا لعثمان لان زوجته ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط كانت اختا لعثمان من امه .
(32) يشير الى اغراض اخرى كره ذكرها .
(33) يشير الى عثمان وقوله نافجا حضنيه أي رافعا لهما والحضن ما بين الابط والكشح ويقال للمتكبر جاء نافجا حضنيه . والنثيل الروث . والخضم : الاكل باقصى الاضراس او ملء الفم بالمأكول . والبطنة البطر والاشر .
(34) عرف الضبع : ما كثر على عنقها من الشعر ويضرب به المثل في الكثرة والازدحام . وينثالون يتتابعون مزدحمين .
(35) يشير إلى طلحة والزبير وأتباعهما .
(36) يشير إلى أهل النهروان .
(37) يشير إلى أهل صفين .
(38) الخطبة : 3 . وهذه الخطبة هي المعروفة با الشقشقية وقد ذكروا في سبب تسميتها بذلك انه (عليه السلام) لما بلغ كلامه إلى الموضع الانف الذكر قام اليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فاقبل ينظر فيه فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس (رضي الله عنه) يا امير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيت فقال هيهات يابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
قال ابن عباس فوالله ما اسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام الا يكون امير المؤمنين بلغ منه حيث اراد .
قال ابن ابي الحديد حدثني شيخي ابو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة ، قال : قرأت على الشيخ ابي محمد عبد الله بن احمد المعروف يابن الخشاب هذه الخطبة ، فلما انتهيت الى هذا الموضع ، قال لي : لو سمعت ابن عباس يقول هذا لقلت له : وهل بقي في نفس ابن عمك امر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف الا يكون بلغ كلامه ما اراد والله مارجع عن الاولين ولاعن الاخرين ، ولا بقي في نفسه احد لم يذكره الا رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
قال مصدق : وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل . قال : فقلت له : اتقول انها منحولة ! فقال : لا والله ، واني لأعلم انها كلامه ، كما اعلم انك مصدق . قال : فقلت له : ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضي رحمه الله تعالى فقال انى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب ! قد وقفنا على رسائل الرضي ، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر . ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنِّفَت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها ، واعرف خطوط من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي .
قال ابن ابي الحديد : وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي امام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت ايضا كثيرا منها في كتاب ابي جعفر بن قبة احد متكلمي الامامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الانصاف) وكان ابو جعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 : 203-206 .
(39) كان ذلك بسبب عوامل عدة اهمها اختلاف قريش مع عثمان بسبب ايثاره بالولايات والاموال بني امية دون غيرهم من قبائل قريش .

كيان انسان 01-26-2013 10:35 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهات وردود
الحلقة الثانية : الرد على الشبهات التي أثارتها نشرة الشورى حول النص على الإمام علي (ع)</SPAN>
الفصل الخامس : الشورى السداسية برواية عمر بن ميمون

قال البغدادي : ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك حصر عمر الشورى بالستة كان ترشيحا خاضعا للقبول والرفض من الأمة .
اقول : قال الماوردي ان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة ، وقد روت المصادر السنية المعتبرة ان عمر قال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار فأجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم فإن اجتمع خمسة ورضوا واحدا وأبى واحد فاشدخ رأسه .
نص الشبهة

قال البغدادي : « ان استخلاف أبي بكر لعمر وكذلك استخلاف عمر للستة كان ترشيحا خاضعا للقبول أو الرفض من الأمة » .
الرد على الشبهة

اقول : ان قوله هذا رأىٌ شاذ وافقه عليه بعض السنة .
قال الماوردي : « وأما انعقاد الإمامة بعهد من قبله ، فهو مما انعقد الإجماع على جوازه ، ووقع الاتفاق على صحته ، لأمرين عمل المسلمون بهما ولم يتناكروهما :
أحدهما : ان أبا بكر عهد بها إلى عمر فاثبت المسلمون إمامته بعهده .
والثاني : ان عمر عهد بها إلى أهل الشورى فقبلت الجماعة دخولهم فيها وخرج باقي الصحابة منها . . . فان لم يكن ولدا ولا والدا جاز ان ينفرد بعقد البيعة له وبتفويض العهد إليه وان لم يستشر فيه أحدا من أهل الاختيار لكن اختلفوا هل يكون ظهور الرضا منهم شرطا في انعقاد بيعته أولا ؟
فذهب بعض علماء أهل البصرة إلى ان رضا أهل الاختيار شرط في لزومها للامة . .
والصحيح ان بيعته منعقدة ، وان الرضا بها غير معتبر لان بيعة عمر لم تتوقف على رضا الصحابة » (1) .
وقال النووي وغيره : « اجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف ، وعلى انعقادها بأهل الحل والعقد لإنسان حيث لا يكون هناك استخلاف غيره » (2) .
وقصة الشورى واستخلاف عثمان صريحة في أنها كانت بيعة من عبد الرحمن لعثمان بعد ما فوضه الأربعة ان يكون الأمر أمره ، ومن هنا قال عبد الرحمن لعلي بايع وإلاّ ضربت عنقك (3) .
ونحن نورد فقرات من رواية مفصلة رواها الطبري عن عمر بن شبة بأسانيده إلى عمرو بن ميمون .
قصة الشورى :

قال عمرو بن ميمون :
« ان عمر لما طُعِنَ قيل له يا أمير المؤمنين لو استخلفت ! قال : من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته فان سألني ربي قلت : سمعت نبيك يقول (انه أمين هذه الأمة) (4) .
ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته فان سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول (ان سالما شديد الحب لله) (5) .
فقال له رجل أدلك عليه ، عبد الله بن عمر . . . قال بحسب آل عمر ان يحاسب منهم رجل واحد . . ان استخلفت فقد استخلف من هو خير مني ، وان اترك فقد ترك من هو خير مني ، ولن يضيع الله دينه .
فخرجوا ثم رجعوا فقالوا يا أمير المؤمنين لو عهدت عهدا ، فقال كنت عزمت بعد مقالتي لكم ان انظر فأولي رجلا أمركم ، هو أحراكم ان يحملكم على الحق وأشار إلى علي (6) . . . فما أريد ان أتحملها حيا وميتاً (7) .
عليكم بهؤلاء الرهط الذين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (انهم من أهل الجنة) علي وعثمان وعبد الرحمن وسعد وطلحة والزبير فليختاروا رجلا . ثم دعا بهم وقال لهم إني نظرت فوجدتكم رؤساءهم وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلاّ فيكم .
وقال لأبي طلحة الأنصاري اختر خمسين رجلا من الأنصار ، فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم ، فان اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه ، وان اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ، فان رضي ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر ، فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم ، فان لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين ان رغبوا عما اجتمع عليه الناس (8) .
واستشار عبد الرحمن الناس (9) فقال له عمار بن ياسر ان أردت ان لا يختلف المسلمون فبايع عليا ، فقال المقداد بن الأسود صدق عمار ان بايعت عليا قلنا سمعنا واطعنا .
وقال ابن أبي سرح ان أردت إلا تختلف قريش فبايع عثمان ، فقال عبد الله بن أبي ربيعة صدق ان بايعت عثمان قلنا سمعنا واطعنا .
وقال عمار : أيها الناس ان الله عز وجل أكرمنا بنبيه وأعزنا بدينه فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم .
فقال رجل من بني مخزوم لقد عدوت طورك يا ابن سمية وما أنت وتأمير قريش لأنفسها (10) .
فقال سعد بن أبي وقاص : يا عبد الرحمن افرغ قبل ان يفتتن الناس .
ودعا عبد الرحمن على ا فقال له عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده .
قال أرجو ان افعل واعمل بمبلغ علمي وطاقتي (11) .
ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي ، فقال نعم فبايعه (12) .
فقال علي : حبوته حبو دهر ، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، والله ما وليت عثمان إلاّ ليرد الأمر إليك (13) .
فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا فأني قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان .
فقال المقداد : ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا لا أقول ان أحداً اعلم ولا أقضى منه بالعدل أما والله لو أجد عليه أعوانا (14) .
فقال عبد الرحمن يا مقداد اتق الله فإني خائف عليك الفتنة » (15) .
أقول ان هذه الرواية لا تدع شكا في ان حصر عمر الأمر في الستة على ان يبايعوا أحدهم لم يكن مجرد ترشيح ولو كان كذلك فما الداعي إلى الأمر بقتل الواحد إذا خالف الخمسة والاثنين إذا خالفا الأربعة ؟
ان التأمل في الفقرات التي أوردناها تلفت نظر القارئ إلى ان السلطة كانت بيد قريش وان المسلمين كانوا مغلوبين على أمرهم ، وان مثل عمار بن ياسر الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (ان عمارا ملئ أيمانا إلى أخمص قدميه) (من ابغض عمار ابغضه الله تعالى) (16) كان يقال له حين هتف باسم علي ما أنت وتأمير قريش لأنفسها) .
ومن هنا قال المقداد (17) قوله « أما والله لو أجد عليه أعوانا » الآنف الذكر .
علي (عليه السلام) يتظلم من قريش :

وقد نبَّه علي (عليه السلام) في أحاديثه مرارا إلى هذه الحقيقة المرة في تغلب قريش بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) على الأمر كما في قوله : « اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم ، فانهم قطعوا رحمي ، وصغرّوا عظيم منزلتي ، واكفأوا إنائي ، واجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا إلا ان في الحق ان تأخذه ، وفي الحق ان تُمنعه ، فاصبر مغموما ، أو مُت متأسفا ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي ، فضننت بهم عن المنية ، فاغضيت على القذى ، وجرعت ريقي على الشجاوصبرت من كظم الغيظ على أمرِّ من العلقم ، وآلم للقلب من حز الشفار (18) .
وقوله (عليه السلام) : « فجزى قريشا عني الجوازي فانهم ظلموني حقي واغتصبوني سلطان ابن امي » (19) .
وقوله : « لقد أخافتني قريش صغيرا ، وانصبتني كبيرا ، حتى قبض الله رسوله فكانت الطامة الكبرى » (20) .
وقوله في رسالته لاخيه عقيل : « فان قريشا قد اجتمعت على حرب اخيك اجتماعها على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل اليوم ، وجهلوا حقي ، وجحدوا فضلي ، ونصبوا لي الحرب ، وجدُّوا في اطفاء نور الله ، اللهم فاجزِ قريشا عني بفعالها ، قد قطعت رحمي وظاهرت عليَّ . . . » (21) .
وقوله : « أما والله لقد تقمصها (22) فلان (23) وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير ، (24) فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا (25) ، وطفقت ارتئي بين ان أصول بيد جذاء (26) ، أو أصبر على طخية عمياء (27) . . . فرأيت الصبر على هاتا احجى . . . حتى إذا مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده . . . فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لَشَدَّما تشطرا ضرعيها ، فصيّرها في حوزة خشناء ، يغلظ كَلْمُها . . . فصبرت على طول المدةوشدة المحنة (28) ، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة ، زعم أني أحدهم ، فيالله وللشورى متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت اقرن إلى هذه النظائرولكني أسففت إذ أسفوا ، وطرت إذ طاروا (29) ، فصغا رجل (30) منهم لضغنه ، ومال (31) الآخر لصهره ، مع هن وهن (32) ، إلى ان قام ثالث (33) القوم نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى ان انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بِطنته .
فما راعني إلا وانثيال الناس كعرف الضبع (34) إليَّ ينثالون عليَّ من كل جانب حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالآمر نكثت طائفة (35) ومرقت أخرى (36) وقسط آخرون (37) . . . أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كِظَّةِ ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غار بها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز » (38) .
ومن الواضح ان الأنصار واغلب المهاجرين بعد ان انفلتوا من سلطان قريش (39) وعادت إليهم حريتهم تهافتوا على علي (عليه السلام) كتهافت الفراش يطلبون منه البيعة بصفته الشخص الذي دعا الكتاب والسنة إلى بيعته أما في زمن أبي بكر وعمر فلم تكن لهم حرية ان يبايعوا من أرادوا وأراده الكتاب والسنة إذ بايع خمسة أشخاص أبا بكر وهم عمر وأبو عبيدة وسالم من المهاجرين واسيد بن حضير وبشير بن سعد ومن تبعهما من الأنصار ممن كان حاضرا ولبّس الأمر على طائفة من الأنصار بسبب العصبية القبلية وأُجبِر الباقي على البيعة بشكل أو بآخر ، وقد أشار علي (عليه السلام) إلى هذه الحرية في إحدى خطبه بقوله « ولئن رُدَّ عليكم أمركم أنكم لسعداء » (40) . وأشار إلى التلبيس بقوله « ما ختلتكم عن أمركم ولا لبَّسته عليكم » .
______________________
(1) الأحكام السلطانية : 10 .
(2) فتح الباري ج16 : 334 .
(3) انساب الأشراف ج4 : 508 . واللفظ في صحيح البخاري ج9 : 98(فلا تجعل على نفسك سبيلا) .
(4) مما لا شك فيه ان هذا الحديث من الموضوعات وقد وضع في قبال ما عرف عن علي (عليه السلام)والأئمة من ولده أنهم أمناء الله في أرضه وحججه على عباده ، وتوجد زيارة لقبر علي (عليه السلام)معروفة بزيارة أمين الله .
(5) انظر أيضا في طبقات عمر بن سعد ج3 : 343 وتاريخ المدينة لابن شبة922 ومسند احمد بن حنبل ج1 : 20 ومختصر تاريخ بن عساكر ج4319 وقد كان أبو عبيدة وسالم أول من حضر من المهاجرين أمر السقيفة (الأحكام السلطانية ص7) قال في الاستيعاب : 568 في ترجمة سالم (وكان سالم من أهل فارس معدودا من المهاجرين لانه لما أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة وتبناه أبو حذيفة وقد روي انه هاجر مع عمر ونفر من الصحابة من مكة وكان يؤمهم إذا سافر معهم وقد كان عمر يفرط في الثناء عليه ، وقد روي عنه انه قال لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى وذلك بعدما طعن فجعلها شورى) أقول والحديث من الموضوعات ولو تنزلنا وسلمنا به فان من الغريب ان يخضع أبو حفص لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في سالم (ان سالم شديد الحب لله) ولا يخضع لقول النبي (صلى الله عليه وآله) في علي يوم خيبر (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار يفتح الله على يده) ثم دعا عليا (عليه السلام) وهو ارمد فأعطاه الراية وكان الفتح على يده .
(6) انظر أيضا طبقات ابن سعد ج3 : 342 وفي انساب الاشراف ج3 : 103 قال عمر لئن ولوها الاجيلح ليركبن بهم الطريق، وانظر ايضا المصنف لعبد الرزاق الصنعاني ج5 : 446 ، وفي الرياض النضرة لمحب الدين الطبري (تـ 694) ط2 بمصر 373 ، ج2 : 95 قال عمر لله درهم ان ولوها الأصلع كيف يحملهم على الحق وان كان السيف على عنقه قال محمد بن كعب فقلت أتعلم ذلك منه ولا توليه فقال ان تركتهم فقد تركهم من هو خير مني .
(7) وفي رواية البلاذري 4 : 501 قال (اكره ان أتحملها حيا وميتا) قلت (بل تحمل أبو حفص حيا وميتا مسئولية إبعاد علي(عليه السلام) عن موقعه الذي وضعه الله ورسوله فيه ، اما تحمله لذلك حياً فقد تبين حين شدَّ عن وسطه وذبَّ عن بيعة أبي بكر وفرضها على المسلمين بكل وسيلة ممكنة حتى لو ادى ذلك إحراق باب فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما مر تفصيله في الفصل الثالث ، واما تحمله للأمر ميتا فقد تبيَّن حين ابتكر الشورى السداسية وعيَّن أفرادها وفرض على علي(عليه السلام) ان يكون أحدهم ليضمن ثلاثة أمور الأول : ان لا يبايَع علي(عليه السلام) إذ ليس له من أصوات الخمسة الآخرين الاصوت الزبير في قبال عثمان الذي له اربعة اصوات هذا مضافا الى شرط جديد في البيعة وهو العمل بسيرة الشيخين وهو يعلم جيدا ان عليا سوف يرفض مثل هذا الشرط . الثاني : ان تُضمن بيعة علي لعثمان ولو كرها قبل ان يخرجوا من البيت وهو يعلم من تجربة السقيفة ان عليا سوف يمتنع من البيعة ويطالب المسلمين بنصرته وانه اذا بايع ولو كرها امنوا من تحركه ضدهم . الثالث : ان تخلق الاندادلعلي (عليه السلام) كالزبير الذي كان بالامس جنديا لعلي (عليه السلام) يدافع عنه في قصة السقيفة ثم صار بعد قتل عثمان نِدّاً له ينافسه على الامر ويقاتله عليه . وتذكر المصادر التاريخية ان عمر كان على يقين من ان الشورى السداسية ستكون لصالح عثمان . قال ابن سعد في طبقاته بترجمة سعيد بن العاص ما خلاصته : « ان سعيد بن العاص اتى الخليفة عمر يستزيده في الأرض ليوسع داره فوعده الخليفة بعد صلاة الغداة وذهب معه الى داره قال سعيد فزادني وخط لي برجليه فقلت يا امير المؤمنين زدني فانه نَبَتَتْ لي نابتة من ولد واهل فقال حسبك واختبئ عندك انه سيلي الامر من بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان... فوصلني واحسن وقضى حاجتي واشركني في امانته » . وسعيد بن العاص هو من اقرباء عثمان فهو سعيد بن العاص بن سعيد بن احيحة بن امية وعثمان هو ابن عفان بن ابي العاص بن امية.
قال العلامة العسكري « ويتضح من هذه المحاورة ان امر تولية عثمان الخلافة كان قد بُتَّ فيه في حياة الخليفة عمر وتعيين الستة في الشورى كان من اجل تمرير هذا الامر.. » معالم الدرستين ج1/183.
(8) في طبقات بن سعد بسنده عن سماك ان عمر قال للانصار ادخلوهم بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والاّ فأدخلوا عليهم فاضربوا اعناقهم ج3 : 342 ، وفي انساب الأشراف للبلاذري4 : 503 قال عمر ليتبع الاقل الاكثر فمن خالفكم فاضربوا عنقه ومثله في كنز العمال 12 : 681 .
(9) وفي صحيح البخاري ج9 : 97 قال عبد الرحمن لاهل الشورى لست بالذي انافسكم على هذا الامر ولكنكم ان شئتم اخترت منكم فجعلوا ذلك الى عبد الرحمن ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه وفي ج5 : 22 قال عبد الرحمن لاهل الشورى اجعلوا امركم الى ثلاثة منكم فقال الزبير جعلت امري الى علي فقال طلحة جعلت امري الى عثمان وقال سعد قد جعلت امري الى عبد الرحمن بن عوف ثم قال عبد الرحمن لعلي وعثمان اجعلوه اليّ والله عليّ ان لاآلوا عن افضلكم .
(10) انظر ايضا انساب الاشراف تحقيق المحمودي ج2 : 144 خبر 142 .
(11) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 ان عليا (عليه السلام) قال لعبد الرحمن لما عرض عليه البيعة على كتاب الله وسنة النبي وسيرة ابي بكر وعمر قال : « ان كتاب الله وسنة نبيه لايحتاج معهما الى اجّيري أحد » . والأجيري بالكسر والتشديد : العادة والطريقة) .
(12) وفي صحيح البخاري:ابايعك على سنة الله وسنة رسوله والخليفتين من بعده فبايعه عبدالرحمنوبايعه الناسس المهاجرونوالانصاروامراءالأجنادوالمسلمون
(13) وفي تاريخ اليعقوبي 1 : 162 قال علي (عليه السلام) لعبد الرحمن بن عوف انت مجتهد ان تزوي هذا الامر عني .
(14) جاء في تاريخ اليعقوبي ج2 : 163 قول المقداد : واعجبا لقريش ودفعهم هذا الامر عن اهل بيت نبيهم . وفي مروج الذهب ج2:343 قال المقداد : يا عبد الرحمن اعجب من قريش انما تطولهم على الناس بفضل اهل هذا البيت قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله (صلى الله عليه وآله)بعده من ايديهم ، اما وايم الله يا عبد الرحمن لو أجد على قريش انصارا لقاتلتهم كقتالي أياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر).
(قال المسعودي وجرى بينهم من الكلام خطب طويل قد أتينا على ذكره في كتابنا أخبار الزمان في أخبار الشورى والدار) .
قلت قد أورد الكلام مفصلا ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج 9 : 56) نقلا عن سقيفة الجوهري :
قال عوانة قال إسماعيل قال الشعبي فحدثني عبد الرحمن بن جندب عن أبيه جندب بن عبد الله الأزدي قال كنت جالسا بالمدينة حيث بويع عثمان فجئت فجلست إلى المقداد بن عمرو فسمعته يقول ... اما و الله لو ان لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم ببدر وأحد فقال عبد الرحمن ثكلتك أمك لا يسمعن هذا الكلام الناس فإني أخاف ان تكون صاحب فتنة و فرقة. قال المقداد ان من دعا إلى الحق و أهله و ولاة الأمر لا يكون صاحب فتنة و لكن من أقحم الناس في الباطل و آثر الهوى على الحق فذلك صاحب الفتنة و الفرقة. قال فتربد وجه عبد الرحمن ثم قال لو اعلم انك إياي تعنى لكان لي و لك شأن. قال المقداد إياي تهدد يا بن أم عبد الرحمن ثم قام عن عبد الرحمن فانصرف. قال جندب بن عبد الله فاتبعته و قلت له يا عبد الله أنا من أعوانك ، فقال رحمك الله ان هذا الأمر لا يغني فيه الرجلان و لا الثلاثة ، قال فدخلت من فوري ذلك على علي (عليه السلام) فلما جلست إليه قلت يا أبا الحسن و الله ما أصاب قومك بصرف هذا الأمر عنك فقال صبر جميل و الله المستعان. فقلت و الله انك لصبور قال فان لم اصبر فما ذا اصنع ، قلت إني جلست إلى المقداد بن عمرو آنفا و عبد الرحمن بن عوف فقالا كذا و كذا ثم قام المقداد فاتبعته فقلت له كذا فقال لي كذا فقال علي (عليه السلام) لقد صدق المقداد ، فماذا اصنع ؟ فقلت تقوم فى الناس فتدعوهم إلى نفسك وبخبرهم انك أولى بالنبي (صلى الله عليه وآله) ، وتسألهم النصر على هؤلاء المتظاهرين عليك فإذا أجابك عشرة من مائة شددت بهم على الباقين ، فان دانوا لك فذاك وإلا قاتلتهم وكنت أولى بالعذر قتلت أو بقيت ، وكنت أعلى عند الله حجة ، فقال (عليه السلام) : اترجو يا جندب ان يبا يعني من كل عشرة واحد ؟ قلت ارجو ذلك ، قال لكني لا ارجو ذلك ، لا والله ولا من المائة واحد وسأخبرك ان الناس ينظرون إلى قريش فيقولون هم قوم محمد وقبيله واما قريش بينها تقول ان آل محمد يرون لهم على الناس بنبوته فضلا ويرون انهم اولياء هذا الأمر دون قريش ودون غيرهم من الناس وهم ان وَلَوْه لم يخرج السلطان منهم إلى أحد أبدا و متى كان في غيرهم تداولته قريش بينها لا و الله لا يدفع الناس إلينا هذا الأمر طائعين أبدا. فقلت جعلت فداك يا بن عم رسول الله لقد صدعت قلبي بهذا القول ا فلا ارجع إلى المصر فأوذن الناس بمقالتك و أدعو الناس إليك فقال يا جندب ليس هذا زمان ذاك. قال فانصرفت إلى العراق فكنت اذكر فضل علي على الناس فلا اعدم رجلا يقول لي ما اكره واحسن ما اسمعه قول من يقول دع عنك هذا وخذ فيما ينفعك فأقول ان هذا مما ينفعني و ينفعك فيقوم عني و يدعني .
و زاد أبو بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري حتى رُفع ذلك من قولي إلى الوليد بن عقبه أيام وَلِيَنا فبعث إليَّ فحبسني حتى كُلِّم فيَّ فخلى سبيلي .
وروى الجوهري قال نادى عمار بن ياسر ذلك اليوم يا معشر المسلمين أنا قد كنا ما كنا نستطيع الكلام قلة و ذلة فأعزنا الله بدينه و وأكرمنا برسوله فالحمد لله رب العالمين يا معشر قريش إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم تحولونه هاهنا مره و هاهنا مره ما أنا آمن ان ينزعه الله منكم و يضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله و وضعتموه في غير أهله. فقال له هشام بن الوليد بن المغيرة يا بن سمية لقد عدوت طورك و ما عرفت قدرك ما أنت و ما رأت قريش لأنفسها انك لست في شىء من أمرها و إماراتها فتنح عنها. و تكلمت قريش بأجمعها فصاحوا بعمار و انتهروه فقال الحمد لله رب العالمين ما زال أعوان الحق أذلاء ثم قام فانصرف.
(15) تاريخ الطبري ج4 : 224 عن عمر بن شبة عن علي بن محمد (المدائني) عن وكيع عن الاعمش عن ابراهيم (التيمي) ومحمد بن عبد الله الانصاري عن ابن ابي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب ، وابي مخنف عن يوسف بن يزيد عن عباس بن سهل ، ومبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر ويونس بن ابي اسحق عن عمر و بن ميمون الاودي ، وفي تاريخ المدينة المطبوع لابن شبة ج3 ص 924 سقط من الرواية نحو من ثلاث ورقات من اولها مع الاسانيد . وقد روى الرواية ايضا ابن عبد ربه في العقد الفريد ج2744-280 روى القسم الاول منها عن يونس عن الحسن وهشام بن عروة عن ابيه ، ومن هذا القسم قول عمر لابي طلحة « وقم على رؤوسهم (اي الستة اهل الشورى) فان اجتمع خمسة على رأي واحد وابي واحد فاشدخ راسه بالسيف . . » وروى القسم الثاني (ومنه قول المقداد واختلاف بني امية وبني هاشم) عن ابي الحسن المدائني وكلا القسمين لم ينسبهما الى عمرو بن ميمون . وقد حاول يحيى اليحيي في رسالته للماجستير (مرويات ابي مخنف) ط الرياض 1410 ان يجعل متن الرواية بقسميها على انها رواية ابي مخنف وان قصة الشورى في الطبري انما هي تلفيق بين متون رواية ابراهيم التيمي وشهربن حوشب وابي مخنف ، ولا دليل له على ذلك اذ لو كان الطبري قد صنع ذلك لاشار اليه كما هو ديدنه (نظير ما صنعه في المورد الذي رواه في ج4 ،213 ، وج4 : 198وغيرها) ولو كان ابن شبة صنعه لاشار اليه ولو اشار اليه لذكره الطبري عنه لان روايته انما هي رواية ابن شبة باسانيدها التي ذكرها ولم يضف اليها شيئا آخر . وقد حاول مؤلف رسالة الماجستير ايضا تضعيف رواية ابن سعد في الطبقات ج3 : 342 بسنده الى سماك بن حرب التي تفيد ان عمر امر بادخال اهل الشورى بيتا ثلاثة ايام فان استقاموا والا فلتضرب اعناقهم . بدعوى ان سليمان بن حرب ضعيف ونقل ذلك عن التقريب لابن حجر غير ان المؤلف لم ينقل للقارىء بأمانة ما وجده في المصدر اذ قال ابن حجر في التقريب (ان سماك بن حرب صدوق وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة) ، وهذا التخصيص قد قال به ابن المدائني قبل ابن حجر ، وفي ميزان الاعتدال للذهبي قال في ترجمة سماك (صدوق صالح من اوعية العلم مشهور وقال يعقوب بن شيبة هو في عكرمة غير صالح) .
(16) الاستيعاب : 1138 ترجمة عمار .
(17) قال في الاستيعاب : 1480 في ترجمته : كان قديم الاسلام وهو من السبعة الاوائل الذين اظهروا الاسلام بمكة وقد شهد مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) كلها .
(18) كلام : 217 نهج البلاغة الخطبة : 172 .
(19) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج9 : 306 .
(20) شرح النهج ج9 : 54 ومروج الذهب ج3 : 12 .
(21) الامامة والسياسة ج1 : 56 انساب الاشراف ج2 : 75 الاغاني ج15 : 46 نهج البلاغة ج3 : 68 حمهرة رسائل العرب ج1 : 595 .
(22) الضمير يرجع الى الخلافة والامرة
(23) يريد ابا بكر .
(24) أي لا يضاهيه في منزلته في زمانه احد .
(25) الكشح بين الخاصرة والجنب وطويت عنها كشحا كناية عن تركها .
(26) الجذاء المقطوعة .
(27) الطخية هي الظلمة ونسبة العمى اليها مجاز عقلي وانما يعمى القائمون فيها اذ لا يهتدون الى الحق ، والمعنى فكرت في حالين حال القيام وليس من ناصر الا اهل بيتي وافراد قلائل وهم لا يكفون للنصرة او الصبر على ظلمة وبعد عن الحق وعودة الى الجاهلية بأسم الاسلام وهي ظلمة يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير كناية عن شدتها وطولها . ثم رأى (عليه السلام) ان الصبر على الحال الاخيرة احجى أي الزم واجدر عقلا وشرعا .
(28) استمرت هذه المحنة التي اشار اليها(عليه السلام) خمسا وعشرين سنة وتمثلت بالانقلاب على الاعقاب وكان ابرز مظاهره اضافة الى العدول عمن نصبه الله ورسوله حجة يهتدون بهديه ويحتكمون اليه لا الى غيره احياء بعض الاعراف الجاهلية (انظر الفصل السابع من هذا الكتاب) والمنع من نشر احاديث النبي (صلى الله عليه وآله)وبخاصة تلك التي ترتبط بالتعريف بأهل بيته (عليهم السلام) انظر مصادر ذلك صفحة 159 - 163 ، من وقد نتج عن هذه السياسة جهل صغار الصحابة فضلا عن اهل البلاد المفتوحة شرقا وغربا بمنزلة اهل البيت (عليهم السلام) وقد اشار إلى ذلك (عليه السلام) في كلام يتحدث فيه عن حال قريش ايام حكم الثلاثة حيث الفتوح بقيادتها وارتفاع ذكرها في تلك الأيام وخمول ذكره (عليه السلام) (فكنا ممن خمل ذكره وخبت ناره وانقطع صوبه وصيته حتى اكل الدهر علينا وشرب) شرح النهج 2 : 299.
(29) اسـف الـطائر دنا مـن الارض . والمعنـى انه (عليه السلام) سالمهم فدنا منهم واقتـرب حين كانوا يرغبون بذلك وابتعد عنهـم حين يجد رغبتهـم فــي ذلك .
(30) يشير الى سعد بن ابي وقاص قال الشيخ محمد عبده في شرحه للنهج « وكان في نفسه (أي سعد) شىء من علي كرم الله وجهه من قبل اخواله لان امه حمنة بنت سفيان بن امية بن عبد شمس ولعلي في قتل صناديدهم ما هو معروف ومشهور » .
(31) يشير الى عبد الرحمن بن عوف فقد كان صهرا لعثمان لان زوجته ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط كانت اختا لعثمان من امه .
(32) يشير الى اغراض اخرى كره ذكرها .
(33) يشير الى عثمان وقوله نافجا حضنيه أي رافعا لهما والحضن ما بين الابط والكشح ويقال للمتكبر جاء نافجا حضنيه . والنثيل الروث . والخضم : الاكل باقصى الاضراس او ملء الفم بالمأكول . والبطنة البطر والاشر .
(34) عرف الضبع : ما كثر على عنقها من الشعر ويضرب به المثل في الكثرة والازدحام . وينثالون يتتابعون مزدحمين .
(35) يشير إلى طلحة والزبير وأتباعهما .
(36) يشير إلى أهل النهروان .
(37) يشير إلى أهل صفين .
(38) الخطبة : 3 . وهذه الخطبة هي المعروفة با الشقشقية وقد ذكروا في سبب تسميتها بذلك انه (عليه السلام) لما بلغ كلامه إلى الموضع الانف الذكر قام اليه رجل من أهل السواد فناوله كتابا فاقبل ينظر فيه فلما فرغ من قراءته قال له ابن عباس (رضي الله عنه) يا امير المؤمنين لو اطردت مقالتك من حيث افضيت فقال هيهات يابن عباس تلك شقشقة هدرت ثم قرت .
قال ابن عباس فوالله ما اسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام الا يكون امير المؤمنين بلغ منه حيث اراد .
قال ابن ابي الحديد حدثني شيخي ابو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة ، قال : قرأت على الشيخ ابي محمد عبد الله بن احمد المعروف يابن الخشاب هذه الخطبة ، فلما انتهيت الى هذا الموضع ، قال لي : لو سمعت ابن عباس يقول هذا لقلت له : وهل بقي في نفس ابن عمك امر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف الا يكون بلغ كلامه ما اراد والله مارجع عن الاولين ولاعن الاخرين ، ولا بقي في نفسه احد لم يذكره الا رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
قال مصدق : وكان ابن الخشاب صاحب دعابة وهزل . قال : فقلت له : اتقول انها منحولة ! فقال : لا والله ، واني لأعلم انها كلامه ، كما اعلم انك مصدق . قال : فقلت له : ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضي رحمه الله تعالى فقال انى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب ! قد وقفنا على رسائل الرضي ، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر . ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صُنِّفَت قبل ان يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها ، واعرف خطوط من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي .
قال ابن ابي الحديد : وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي امام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت ايضا كثيرا منها في كتاب ابي جعفر بن قبة احد متكلمي الامامية وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب (الانصاف) وكان ابو جعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج1 : 203-206 .
(39) كان ذلك بسبب عوامل عدة اهمها اختلاف قريش مع عثمان بسبب ايثاره بالولايات والاموال بني امية دون غيرهم من قبائل قريش .

كيان انسان 01-26-2013 10:48 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهة حديث الاسراء والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
يعد الاسراء والمعراج معجزة ثالبتة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم. ولهذا فقد حاول اعداء هذا الدين ترويج شبهات وافتراءات حول هذه المعجزة الخالدة. وقد كان اكثر تركيز هؤلاء الحاقدين ومن ضمنهم منتديات القذارة النصرانية على حديث نبوي رواه الامام البخاري في صحيحه.
وقبل ان نشرع في الرد عليهم من كتب علماؤنا الافاضل وفتاويهم الجليلة لا بد ان نعرض بشيء من الاختصار الى حادثة الاسراء والمعراج نفسها.
يقول تعالى في محكم التنزيل "سبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولهُ لنُرِيَهُ من آياتنا إنَّهُ هو السميعُ البصير" الاسراء 1
روى الامام مسلم في كتاب (باب الاسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم وفرض الصلاة) حدثنا شيبان بن فروخ حثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُتيتُ البراق- وهو دابة ابيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه- قال فركبته حتى اتيت بيت المقدس-قال- فربطته بالحلقة التي يربط به الانبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجائني جبريل -عليه السلام- باناء من خمر واناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل - صلى الله عليه وسلم- اخترتَ الفطرة ثم عرج بنا الى السماء ......" الى اخر الحديث بطوله.
اما اقوال العلماء في هذه الحادثة فنوردها على الاجمال وهي مبسوطة في كتب التفسير لمن شاء الاستزادة.
يقول الامام السيوطي في كتابه (الاسراء والمعراج):
"اختلف في الاسراء والمعراج هل كانا في ليلة واحدة ام لا وايهما كان قبل الاخر وهل كان في اليقظة او في المنام او بعضه في اليقظة وبعضه في المنام وهل كان مرة او مرتين او مرات ... إلا أن ما اتفق عليه الجمهور والفقهاء والمتكلمين الى انهما وقعا في ليلة واحدة في اليقظة وتواردت عليه الاخبار الصحيحة. اذ ان العبد مجموع من الروح والجسد ولو كان مناما لم يقل (بعبده) بل بروح عبده ولانه حُملَ على البراق والروح لا تحمل انما البدن" انتهى
ويقول الامام ابن كثير في تفسيره (تفسير القران العظيم):
" والحق انه عليه السلام أسريَ به يقظة لا مناما من مكة الى بيت المقدس وربط الدابة عند الباب ودخل فصلى في قبلة المسجد تحية المسجد ركعتين ثم اتى المعراج وهو كالسلم ذو درج يرقى فيها فصعد فيه الى السماء الدنيا ثم الى بقية السماوات السبع فتلقاه من كل سماء مقربوها وسلم عليه الانبياء عليهم السلام الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم"انتهى (قلت: والحلقة التي ربط بها النبي صلى الله عليه وسلم البراق كانت في باب المغاربة احد ابواب القدس ولقد سرقها يهود عليهم لعائن الله)
ويقول الامام الشعراوي في تفسيره:
"ان الاسراء حدث ليلا فكانت هذه كافية للدلالة على وقوع الحادثة ليلا (لان السرى المشي ليلا) فقد يقول قائل لماذا لم يحدث الاسراء نهارا؟ نقول: حدث الاسراء ليلا لتظل المعجزة غيبا فلو ذهب في النهار لرأه الناس في الطريق ذهابا وايابا فتكون المسالة اذا حسية مشاهدة لا مجال فيها للايمان بالغيب. ولذلك قال الصديق رضي الله عنه "انا لنصدقه في ابعد من هذا نصدقه في خبر السماء - الوحي- فكيف لا نصدقه في هذا؟" اذن الحق سبحانه جعل هذا الحادث محكاً للايمان وممحصاً ليقين الناس. والاسراء كان بالروح والجسد معا فهذا مجال الاعجاز ولو كان بالروح فقط ما كذبه كفار مكة" انتهى
اذا تقرر هذا فالمعجزة ثابتة لا مجال لانكارها.
ولكن ما هي الشبهة التي يروجها هؤلاء الحاقدون؟؟
ورد في صحيح البخاري حديث الاسراء في كتاب التوحيد برواية شريك بن ابي نمر.
وقد علق العلماء على هذه الرواية كثيرا وانه قد ورد فيها الفاظ منكرة. وهذا ما استغله الحاقدون فروجوا الامر على انه شبهة من شدة جهلهم وقلة عقولهم.
ومن اهم ما انكره العلماء على رواية شريك هذا:
1- مخالفته محل سدرة المنتهى وانها فوق السماء الدنيا
2- ذكر الكوثر انه في السماء الدنيا وهو في الجنة
3- نسبة الدنو والتدلي لله عز وجل والمشهور في الحديث انه لجبريل عليه السلام
4- رجوعه صلى الله عليه وسلم الى رب العزة ليساله تخفيف الصلاة الى اقل من الخمس مع العلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن ذلك.
اما موقف العلماء من هذا الحديث فهو كما يلي:
أولا: قال الامام ابن كثير ما نصه "شريك بن عبد الله بن ابي نمر اضطرب في هذا الحديث وساء حفظه ولم يضبطه" انظر تفسير ابن كثير
وقال البيهقي في دلائل النبوة " في حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم انه صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه سبحانه"
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم "وقد جاء في رواية شريك في هذا الحديث اوهام انكرها عليه العلماء وقد نبه الامام مسلم على ذلك بقوله(فقد قدم واخر وزاد ونقص) وقد زاد شريك زيادة مجهولة واتى بالفاظ غير معروفة وشريك ليس بالحافظ عند اهل الحديث"
وقال الالباني رحمه الله في كتابه (الاسراء والمعراج):
"ولعل هذا الاختلاف من شريك نفسه فانه وان كان من رجال الشيخين فقد تكلموا في حفظه كما تراه مبسوطا في كتب الرجال وقد قال عنه ابن حجر نفسه الذي شرح صحيح البخاري في كتابه (التقريب) : صدوق يخطىء." انتهى
اذا تقرر هذا فلا حجة لاعداء الدين في التعليق على هذه الشبهة التي يروجون لها كثيرا عبر مواقعهم النتنة وحتى لو جاءت هذه الرواية في صحيح البخاري.
صحيح ان الامة قد تلقت صحيح البخاري ومسلم بالقبول ولكن العلماء قد اوردوا فيهما اخطاء لا تقلل من مكانتهما عند المسلمين والعصمة فقط للانبياء. علما ان هذه الاخطاء هي قليلة جدا وفي احاديث محدودة لا تتجاوز المئتي حديث
والله الهادي الى سواء السبيل



كيان انسان 01-27-2013 10:46 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
باركالله فيكم

كيان انسان 01-29-2013 06:02 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهات وردود
قوله أن النبي نهي عن الصلاة البتراء
نقول أن حديث ( لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء ) غير موجود في كتب السنة على الإطلاق , وهو موجود بكل تأكيد في عقول الكذابين الذين يتخذون من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناً يتعبدون الله به!!

قوله " قولوا اللهم صلّ على محمد وآل محمد " دليل على لزوم الصلاة على الآل .

نقول لقد وردت أحاديث أخرى تبين أن الصلاة على الآل ليس واجبة , منها قوله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علي صلاة لم تزل الملائكة تصلى عليه ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر ورواه ابن ماجة من حديث شعبة به . مسند أحمد (( 15126 )) وكذلك قوله أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة. سنن الترمذي (( 446 )) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم إن جبريل عليه السلام قال لي ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه . مسند أحمد (( 1574 )) وكل هذه الأحاديث وغيرها لم يُذكر فيها الصلاة على الآل .

قوله أنه لا دليل على جواز الصلاة على الصحابة .

نقول اختلف أهل السنة في حكم الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم فقال بالمنع مالك والشافعي والمجد ابن تيمية، وحجتهم في ذلك أن ابن عباس قال (( لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار )) وقال بالجواز أحمد بن حنبل واختاره أكثر أصحابه كالقاضي وابن عقيل والشيخ عبد القادر واحتجوا بما روى عن على أنه قال لعمر: صلى الله عليك .. راجع مجموع الفتاوى جـ22 ص (472 ـ 474). واتفقوا على جواز جعل غير الأنبياء تبعاً لهم في الصلاة فيقال (( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه، للأحاديث الصحيحة في ذلك، وقد أمرنا به في التشهد، ولم يزل السلف عليه خارج الصلاة أيضاً )) الأذكار للإمام النووي ص (177) وانظر مسائل من فقه الكتاب والسنة لعمر الأشقر ص (62 ـ 63).

كيان انسان 01-29-2013 06:02 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهات وردود
قوله " وجعلت لي الأرض مسجداً " دليل على جواز الصلاة على التربة

قال العراقي: أراد بالطيبة الطاهرة وبالطهور المطهر لغيره فلو كان معنى طهوراً طاهراً لزم تحصيل الحاصل وفيه أن الأصل في الأشياء الطهارة وإن غلب ظن النجاسة وأن الصلاة بالمسجد لا تجب وإن أمكن بسهولة وكان جاراً بالمسجد وخبر لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد لم يثبت وبفرضه المراد لا صلاة كاملة وهذا الخبر وما بعده قد احتجت به الحنفية على جواز التيمم بسائر ما على وجه الأرض ولو غير تراب وأخذ منه بعض المجتهدين أنه يصح التيمم بنية الطهارة المجردة لأنه لو لم يكن طهارة لم تجز الصلاة به وخالف الشافعي وردَّ ذلك بأنه مجاز لتبادر غيره والأحكام تناط باسم الحقيقة دون المجاز وبأنه لا يلزم من نفي الطهارة الحقيقية نفي المجازية.

قوله أن الصحابة كانوا يأخذون الحصى ويصلون عليها .

أقول سوف أنقل الرواية كاملة حتى تتبين لنا الأمانة التي ألتزم بها القوم !! جاء في سنن أبي داود وغيره عن جابر بن عبد الله، قال: كنت أصلِّي الظهر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فآخذ قبضةً من الحصى لتبرد في كفي، أضعها لجبهتي أسجد عليها لشدة الحر (!!) وعند البيهقي عن أنس في شدّة الحرّ فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإذا برد وضعه وسجد عليه (!) فهذه الأحاديث واضحة بفضل الله ولا تحتاج إلى شرح طويل , فصحابة الكرام لم يفعلوا ذلك تقرباً إلى الله كما يفعل الرافضة المبطلة, إنما فعلوا ذلك لأجل حاجة والتي هي شّدة الحّر .

كيان انسان 01-29-2013 06:07 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
أ.د محمود حمدي زقزوق
قالوا إنه http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif:

·
تزوج زوجة ابنه بالتبني http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifزيد بن حارثةhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

· أباح لنفسه الزواج من أي امرأة تهبه نفسها http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifالخلاصة أنه شهوانيhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

الرد على الشبهة
:

الثابت المشهور من سيرته http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif أنه لم يتزوج إلا بعد أن بلغ الخامسة والعشرين من العمر.

والثابت كذلك أن الزواج المبكر كان من أعراف المجتمع الجاهلي رغبة في الاستكثار من البنين خاصة ليكونوا للقبيلة عِزًّا ومنعة بين القبائل.

ومن الثابت كذلك في سيرته الشخصية http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif اشتهاره بالاستقامة والتعفف عن الفاحشة والتصريف الشائن الحرام للشهوة، رغم امتلاء المجتمع الجاهلي بشرائح من الزانيات اللاتي كانت لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها " رايات " ليعرفها طلاب المتع المحرمة.

ومع هذا كله ـ مع توفر أسباب الانحراف والسقوط في الفاحشة في مجتمع مكة ـ لم يُعرَف عن الرسول محمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif إلا التعفف والطهارة بين جميع قرنائه؛ ذلك لأن عين السماء كانت تحرسه وتصرف عنه كيد الشيطان.

ويُرْوَى في ذلك أن بعض أترابه الشباب أخذوه ذات يوم إلى أحد مواقع المعازف واللهو فغشَّاه الله بالنوم فما أفاق منه إلا حين أيقظه أترابه للعودة إلى دورهم.
هذه
واحدة..

أما الثانية
فهي أنه حين بلغ الخامسة والعشرين ورغب في الزواج لم يبحث عن "البكر" التي تكون أحظى للقبول وأولى للباحثين عن مجرد المتعة. وإنما تزوج امرأة تكبره بحوالي خمسة عشر عامًا، ثم إنها ليست بكرًا بل هي ثيب، ولها أولاد كبار أعمار أحدهم يقترب من العشرين؛ وهي السيدة خديجة وفوق هذا كله فمشهور أنها هي التي اختارته بعد ما لمست بنفسها ـ من خلال مباشرته لتجارتها ـ من أمانته وعفته وطيب شمائله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif.

والثالثة
أنه http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بعد زواجه منها دامت عشرته بها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه إلى رحاب الله. وقضى معها - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifا - زهرة شبابه وكان له منها أولاده جميعًا إلا إبراهيم الذي كانت أمه السيدة "مارية" القبطية.

والرابعة
أنه http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif عاش عمره بعد وفاتها - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifا - محبًّا لها يحفظ لها أطيب الذكريات ويعدد مآثرها وهي مآثر لها خصوص في حياته وفي نجاح دعوته فيقول في بعض ما قال عنها: [ صدقتني إذ كذبني الناس وأعانتني بمالها ]. بل كان http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif لا يكف عن الثناء عليها والوفاء لذكراها والترحيب بمن كن من صديقاتها، حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifا.

أما تعدد زوجاته http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif فكان كشأن غيره من الأنبياء له أسبابه منها
:

أولاً
: كان عُمْرُ محمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif في أول زواج له http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بعد وفاة خديجة تجاوز الخمسين وهي السنّ التي تنطفئ فيها جذوة الشهوة وتنام الغرائز الحسية بدنيًّا، وتقل فيها الحاجة الجنسية إلى الأنثى وتعلو فيها الحاجة إلى من يؤنس الوحشة ويقوم بأمر الأولاد والبنات اللاتي تركتهم خديجة - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifا -.

وفيما يلي بيان هذا الزواج وظروفه.

الزوجة الأولى
: سودة بنت زمعة: كان رحيل السيدة خديجة - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifا - مثير أحزان كبرى في بيت النبي http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif وفي محيط الصحابة - رضوان الله عليهم - إشفاقًا عليه من الوحدة وافتقاد من يرعى شئونه وشئون أولاده. ثم تصادف فقدانه http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif عمه أبا طالب نصيره وظهيره وسُمِّىَ العام الذي رحل فيه نصيراه خديجة وأبو طالب عام الحزن.

في هذا المناخ.. مناخ الحزن والوحدة وافتقاد من يرعى شئون الرسول وشئون أولاده سعت إلى بيت الرسول واحدة من المسلمات تُسمى خولة بنت حكيم السلمية وقالت: له يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلّة لفقد خديجة فأجاب http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif: [ أجل كانت أم العيال وربة البيت]، فقالت يا رسول الله: ألا أخطب عليك http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif.
فقال الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif: ولكن – من بعد خديجة http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif! فذكرت له عائشة بنت أبى بكر فقال الرسول: لكنها ما تزال صغيره فقالت: تخطبها اليوم ثم تنتظر حتى تنضج.. قال الرسول ولكن من للبيت ومن لبنات الرسول يخدمهن http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif فقالت خولة: إنها سودة بنت زمعة، وعرض الأمر على سودة ووالدها: فتم الزواج ودخل بها http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بمكة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن سودة هذه كانت زوجة للسكران بن عمرو وتوفي عنها زوجها بمكة فلما حلّت تزوجها الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif وكانت أول امرأة تزوجها http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بعد خديجة، وكان ذلك في رمضان سنة عشر من النبوة.

وعجب المجتمع المكي لهذا الزواج لأن "سودة" هذه ليست بذات جمال ولا حسب ولا تصلح أن تكون خلفًا لأم المؤمنين خديجة التي كانت عند زواج الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بها جميلة وضيئة وحسيبة تطمح إليها الأنظار.

وهنا أقول للمرجفين الحاقدين: هذه هي الزوجة الأولى للرسول بعد خديجة، فهي مؤمنة هاجرت الهجرة الأولى مع من فرّوا بدينهم إلى الحبشة وقد قَبِلَ الرسول زواجها حماية لها وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة.

وليس الزواج بها سعارَ شهوة للرسول ولكنه كان جبرًا لخاطر امرأة مؤمنة خرجت مع زوجها من أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة ولما عادا توفي زوجها وتركها امرأة تحتاج هي وبنوها إلى من يرعاهم.

الزوجة الثانية بعد خديجة
: عائشة بنت أبى بكر الذي يقول عنه الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif: "إن من آمن الناس علىّ في ماله وصحبته أبا بكر، ولو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام..".

ومعروف من هو أبو بكر الذي قال عنه الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif متحدثاً عن عطائه للدعوة " ما نفعني مالٌ قط ما نفعني مال أبى بكر "، وأم عائشة هي أم رومان بنت عامر الكناني من الصحابيات الجليلات، ولما توفيت نزل رسول الله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif إلى قبرها واستغفر لها وقال: "اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif"، وقال عنها يوم وفاتها:

"من سرّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان" ولم يدهش مكة نبأ المصاهرة بين أعز صاحبين؛ بل استقبلته كما تستقبل أمرًا متوقعاً؛ ولذا لم يجد أي رجل من المشركين في هذا الزواج أي مطعن - وهم الذين لم يتركوا مجالاً للطعن إلا سلكوه ولو كان زورًا وافتراء.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن زواج الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بفتاة بينه وبينها قرابة خمسين عامًا ليس بدعا ولا غريبًا لأن هذا الأمر كان مألوفًا في ذلك المجتمع. لكن المستشرقين ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب - على محمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif - جعلوا من هذا الزواج اتهامًا للرسول وتشهيرًا به بأنه رجل شهواني غافلين بل عامدين إلى تجاهل ما كان واقعًا في ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات كما في هذه النماذج:
- فقد تزوج عبد المطلب جد الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif من هالة بنت عم آمنة التي تزوجها أصغر أبنائه عبد الله ـ والد الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif.

- وتزوج عمر بن الخطاب ابنة على بن أبى طالب وهو أكبر سنًّا من أبيها.

- وعرض عمر على أبى بكر أن يتزوج ابنته الشابة " حفصة " وبينهما من فارق السن مثل الذي بين المصطفي http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif وبين " عائشة " http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif1http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.
كان هذا واقع المجتمع الذي تزوج فيه الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بعائشة. لكن المستشرقين والممتلئة قلوبهم حقدًا من بعض أهل الكتاب لم ترَ أعينهم إلا زواج محمد بعائشة والتي جعلوها حدث الأحداث - على حد مقولاتهم - أن يتزوج الرجل الكهل بالطفلة الغريرة العذراء http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif2http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

قاتل الله الهوى حين يعمى الأبصار والبصائر!

الزوجة الثالثة
: حفصة بنت عمر الأرملة الشابة: توفي عنها زوجها حنيس بن حذافة السهمي وهو صحابي جليل من أصحاب الهجرتين - إلى الحبشة ثم إلى المدينة - ذلك بعد جراحة أصابته في غزوة أُحد حيث فارق الحياة وأصبحت حفصة بنت عمر بن الخطاب أرملة وهي شابة.

وكان ترمّلها مثار ألم دائم لأبيها عمر بن الخطاب الذي كان يحزنه أن يرى جمال ابنته وحيويتها تخبو يومًا بعد يوم..

وبمشاعر الأبوة الحانية وطبيعة المجتمع الذي لا يتردد فيه الرجل من أن يخطب لابنته من يراه أهلاً لها..

بهذه المشاعر تحدث عمر إلى الصديق " أبى بكر " يعرض عليه الزواج من حفصة لكن أبا بكر يلتزم الصمت ولا يرد بالإيجاب أو بالسلب.

فيتركه عمر ويمضى إلى ذي النورين عثمان بن عفان فيعرض عليه الزواج من حفصة فيفاجئه عثمان بالرفض..

فتضيق به الدنيا ويمضى إلى الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif يخبره بما حدث فيكون رد الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif عليه هو قوله: [يتزوج حفصةَ خيرٌ من عثمان ويتزوج عثمان خيرًا من حفصة] http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif3http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

وأدركها عمر - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif - بفطرته إذ معنى قول الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif فيما استشعره عمر هو أن من سيتزوج ابنته حفصة هو الرسول نفسه وسيتزوج عثمان إحدى بنات الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif.

وانطلق عمر إلى حفصة والدنيا لا تكاد تسعه من الفرحة وارتياح القلب إلى أن الله قد فرّج كرب ابنته.

الزوجة الرابعة
: أم سلمة بنت زاد الراكب: من المهاجرين الأولين إلى الحبشة وكان زوجها http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifأبو سلمةhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif عبد الله ابن عبد الأسد المخزومي أول من هاجر إلى يثرب http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifالمدينةhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif من أصحاب محمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif. جاءت إلى بيت النبي http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif كزوجة بعد وفاة " أم المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية " بزمن غير قصير.
سليلة بيت كريم، فأبوها أحد أجواد قريش المعروفين بلقب زاد الراكب؛ إذ كان لا يرافقه أحد في سفر إلا كفاه زاده.

وزوجها الذي مات عنها صحابي من بني مخزوم ابن عمة المصطفي http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif وأخوه من الرضاعة ذو الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وكانت هي و زوجها من السابقين إلى الإسلام. وكانت هجرتهما إلى المدينة معًا وقد حدث لها ولطفلها أحداث أليمة ومثيرة ذكرتها كتب السير. رضي الله عن أم سلمة..

ولا نامت أعين المرجفين.

الزوجة الخامسة
: زينب بنت جحش: لم أرَ امرأة قط خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثًا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبديلا إلا لنفسها في العمل الذي تتصدق وتتقرب به إلى الله عز وجلhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif4http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

هكذا تحدثت أم المؤمنين عائشة - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifا– عن " ضرّتها " زينب بنت جحش. أما المبطلون الحاقدون من بعض أهل الكتاب فقالوا: أُعْجِب محمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif ـ وحاشا له - بزوجة متبناه " زيد بن حارثة " فطلقها منه وتزوجها.

ويرد الدكتور هيكل في كتابه "حياة محمد"http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif5http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif على هذا فيقول: إنها شهوة التبشير المكشوف تارة والتبشير باسم العلم تارة أخرى، والخصومة القديمة للإسلام تأصلت في النفوس منذ الحروب الصليبية هي التي تملى على هؤلاء جميعًا ما يكتبون.

والحق الذي كنا نود أن يلتفت إليه المبطلون الحاقدون على الإسلام ورسوله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif.. هو أن زواج محمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif من زوجة ابنه بالتبني زيد بن حارثة إنما كان لحكمة تشريعية أرادها الإسلام لإبطال هذه العادة ـ عادة التبني ـ التي هي في الحقيقة تزييف لحقائق الأمور كان لها في واقع الناس والحياة آثار غير حميدة.

ولأن هذه العادة كانت قد تأصلت في مجتمع الجاهلية اختارت السماء بيت النبوة بل نبي الرسالة الخاتمة نفسه http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif ليتم على يديه وفي بيته الإعلان العلمي عن إبطال هذه العادة.

وتجدر الإشارة هنا إلى مجموعة الآيات القرآنية التي جاءت إعلاناً عن هذا الحكم المخالف لعادات الجاهلية وتفسيرًا للتشريع الجديد في هذه ـ المسألة و في موضوع الزواج بزينب حيث تقول: http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيينhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gifhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif6http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gifhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif7http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifوإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرًا وكان أمر الله مفعولاًhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gifhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif8http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.
مرة أخرى نذكر بأن زواج الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif من زينب لم تكن وراءه أبدًا شهوة أو رغبة جنسية وإنما كان أمرًا من قدر الله وإرادته لإبطال عادة التبني من خلال تشريع يتردد صداه بأقوى قوة في المجتمع الجاهلي الذي كانت عادة التبني أصلاً من أصوله وتقليدًا مستقرًا فيه، فكان السبيل لأبطالها أن يتم التغيير في بيت النبوة وعلى يد الرسول نفسه http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif.

وقد فطنت السيدة " زينب بنت جحش " نفسها إلى هذا الأمر فكانت تباهي به ضراتها وتقول لهن:" زوجكن أهاليكن وزوجني ربي من فوق سبع سمَاوات"http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif9http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

أما لماذا كان زيد بن حارثة نفسه يتردد على الرسول معربًا عن رغبته في تطليق زينب؛ فلم يكن - كما زعم المرجفون - أنه شعر أن الرسول يرغب فيها فأراد أن يتنازل عنها له..

ولكن لأن حياته معها لم تكن على الوفاق أو التواد المرغوب فيه؛ ذلك أن زينب بنت جحش لم تنس أبدًا ـ وهي الحسيبة الشريفة والجميلة أيضًا أنها أصبحت زوجًا لرجل كان رقيقًا عند بعض أهلها وأنه ـ عند الزواج بها ـ كان مولىً للرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif أعتقه بعد ما اشتراه ممن أسره من قريش وباعه بمكة.

فهو ـ وإن تبناه محمد وبات يسمى زيد بن محمد في عرف المجتمع المكي كله، لكنه عند العروس الحسيبة الشريفة والجميلة أيضا ما يزال ـ كما كان بالأمس - الأسير الرقيق الذي لا يمثل حُلم من تكون في مثل حالها من الحسب والجمال وليس هذا بغريب بل إنه من طبائع الأشياء.

ومن ثم لم تتوهج سعادتها بهذا الزواج، وانعكس الحال على زيد بن حارثة فانطفأ في نفسه توهج السعادة هو الآخر، وبات مهيأ النفس لفراقها بل لقد ذهب زيد إلى الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif يشكو زينب إليه كما جاء في البخاري من حديث أنس قال: جاء زيد يشكو إلى الرسول فجعل http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif يقول له: [أمسك عليك زوجك واتق الله]http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif10http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif قال أنس: لو كان النبي كاتمًا شيئًا لكتم هذا الحديث.

لكن الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif كان يقول له كما حكته الآية: أمسك عليك زوجك ولا تسارع بتطليقها.

وزينب بنت جحش هي بنت عمة الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif - كما سبقت الإشارة – وهو الذي زوجها لمولاه "زيد" ولو كانت به رغبة فيها لاختارها لنفسه؛ وخاصة أنه رآها كثيراً قبل فرض الحجاب، وكان النساء في المجتمع الجاهلي غير محجبات فما كان يمنعه – إذًا – من أن يتزوجها من البدايةhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif! ولكنه لم يفعل.

فالأمر كله ليس من عمل الإرادة البشرية لهم جميعًا: لا لزينب ولا لزيد ولا لمحمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif، ولكنه أمر قدري شاءته إرادة الله لإعلان حكم وتشريع جديدين في قضية إبطال عادة "التبني" التي كانت سائدة في المجتمع آنذاك.

يؤكد هذا ويدل عليه مجموع الآيات الكريمة التي تعلقت بالموضوع في سورة الأحزاب.
أما الجملة التي وردت في قوله تعالى: http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifوتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاهhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gifhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif11http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif. فإن ما أخفاه النبي http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif هو كتم ما كان الله قد أخبره به من أن زينب ـ يومًا ما ـ ستكون زوجًا له؛ لكنه لم يصرح به خشية أن يقول الناس: إنه تزوج زوجة ابنه بالتبنيhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif12http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

الزوجة السادسة
: جويرية بنت الحارث الخزاعية: الأميرة الحسناء التي لم تكن امرأة أعظم بركة على قومها منها فقد أعتق الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بعد زواجه بها أهل مائة بيت من بني المصطلق http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifالتي هي منهمhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

كانت ممن وقع في الأسر بعد هزيمة بني المصطلق من اليهود في الغزوة المسماة باسمهم. وكاتبها من وقعت في أسره على مال فذهبت إلى الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif فقال لها: "أو خير من ذلكhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif قالت: وما هوhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif قال: أقضى عنك كتابتك وأتزوجك. قالت: وقد أفاقت من مشاعر الهوان والحزن: نعم يا رسول الله. قال: قد فعلت"http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif13http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

وذاع الخبر بين المسلمين: أن رسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif قد تزوج بنت الحارث بن ضرار زعيم بني المصطلق وقائدهم في هذه الغزوة..

معنى هذا أن جميع من بأيديهم من أسرى بني المصطلق قد أصبحوا بعد هذا الزواج كأنهم أصهار رسول الله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif.

وإذا تيار من الوفاء والمجاملة من المسلمين للرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif تجسد في إطلاق المسلمين لكل من بأيديهم من أسرى بني المصطلق وهم يقولون: أصهار رسول الله، فلا نبقيهم أسرى.

ومع أن زواج الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif بهذه الأسيرة بنت سيد قومها والذي جاءته ضارعة مذعورة مما يمكن أن تتعرض له من الذل من بعد عزة.. فإذا هو يرحمها بالزواج، ثم يتيح لها الفرصة لأن تعلن إسلامها وبذا تصبح واحدة من أمهات المؤمنين.
ويقولون: إنه نظر إليها.

وأقول: أما أنه نظر إليها فهذا لا يعيبه ـ وربما كان نظره إليها ضارعة مذعورة – هو الذي حرك في نفسه http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif عاطفة الرحمة التي كان يأمر بها بمن في مثل حالتها ويقول: [ارحموا عزيز قوم ذل]، فرحمها وخيرها فاختارت ما يحميها من هوان الأسر ومذلة الأعزة من الناس.

على أن النظر شرعًا مأذون به عند الإقدام على الزواج - كما في هذه الحالة - وكما أمر به http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif أحد أصحابه عند رغبته في الزواج - قائلاً له: [انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما]http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif14http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

وقد توفيت في دولة بنى أمية وصلى عليها عبد الملك بن مروان وهي في السبعين من العمر - http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gifا.

الزوجة السابعة
: صفية بنت حُيىّ ـ عقيلة بنى النضير: إحدى السبايا اللاتي وقعن في الأسر بعد هزيمة يهود بني النضير أمام المسلمين في الوقعة المسماة بهذا الاسم، كانت من نصيب النبي http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif فأعتقها وتزوجها: فماذا في ذلكhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063212.gif! ولم يكن عتقه إياها وتزوجها بدعًا في ذلك؛ وإنما كان موقفًا جانب الإنسانية فيه هو الأغلب والأسبق.
فلم يكن هذا الموقف إعجابًا بصفية وجمالها؛ ولكنه موقف الإنسانية النبيلة التي يعبر عنها السلوك النبيل بالعفو عند المقدرة والرحمة والرفق بمن أوقعتهن ظروف الهزيمة في الحرب في حالة الاستضعاف والمذلة, لا سيما وقد أسلمن وحسن إسلامهن.

فقد فعل ذلك مع "صفية بنت حُيىّ" بنت الحارس عقيلة بني النضير http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifاليهودhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif أمام المسلمين في الموقعة المعروفة باسم http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifغزوة بني قريظةhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif بعد انهزام الأحزاب وردّهم مدحورين من وقعة الخندق.

الزوجة الثامنة
: أم حبيبة بنت أبى سفيان نجدة نبوية لمسلمة في محنة: إنها أم حبيبة "رملة" بنت أبى سفيان كبير مشركي مكة وأشد أهلها خصومة لمحمد صلوات الله وسلامه عليه.

كانت زوجًا لعبيد الله بن جحش وخرجا معًا مهاجرين بإسلامهما في الهجرة الأولى إلى الحبشة، وكما هو معروف أن الحبشة في عهد النجاشي كانت هي المهجر الآمن للفارين بدينهم من المسلمين حتى يخلصوا من بطش المشركين بهم وعدوانهم عليهم؛ فإذا هم يجدون في – ظل النجاشي – رعاية وعناية لما كان يتمتع به من حس إيماني جعله يرحب بأتباع النبي الجديد الذي تم التبشير بمقدمه في كتبهم على لسان عيسى بن مريم– عليه السلام – كما تحدث القرآن عن ذلك في صورة الصف في قوله: http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifوإذ قال عيسى بن مريم يا بنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يدي من التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمدhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gifhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif15http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.
لكن أم حبيبة بنت أبى سفيان كانت وحدها التي تعرضت لمحنة قاسية لم يتعرض لمثلها أحد من هؤلاء المهاجرين الأوائل إلى الحبشة؛ ذلك أن زوجها عبيد الله بن جحش قد أعلن ارتداده عن الإسلام ودخوله في النصرانية وما أصعب وأدق حال امرأة باتت في محنة مضاعفة: محنتها في زوجها الذي ارتد وخان..

ومحنتها السابقة مع أبيها الذي فارقته مغاضبة إياه في مكة منذ دخلت في دين الله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifالإسلامhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif..

وفوق هاتين المحنتين كانت محنة الاغتراب حيث لا أهل ولا وطن ثم كانت محنة حملها بالوليدة التي كانت تنتظرها والتي رزقت بها من بعد وأسمتها "حبيبة".. كان هذا كله أكبر من عزم هذه المسلمة الممتحنة من كل ناحية والمبتلاة بالأب الغاضب والزوج الخائن!!
لكن عين الله ثم عين محمد http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif سخرت لها من لطف الرعاية وسخائها ما يسّر العين ويهون الخطب، وعادت بنت أبى سفيان تحمل كنية جديدة، وبدل أن كانت " أم حبيبة " أصبحت " أم المؤمنين " وزوج سيد المسلمين - صلوات الله وسلامه عليه.
والحق أقول: لقد كان نجاشي الحبشة من خلّص النصارى فأكرم وفادة المهاجرين عامة وأم المؤمنين بنت أبى سفيان بصفة خاصة. فأنفذ في أمرها مما بعث به إليه رسول الله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif أن يخطبها له.

وكانت خطبة الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif لأم حبيبة بنت أبى سفيان نعم الإنقاذ والنجدة لهذه المسلمة المبتلاة في الغربة؛ عوضتها عن الزوج الخائن برعاية سيد البشر http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif؛ وعوضتها عن غضب الأب "أبى سفيان" برعاية الزوج الحاني الكريم صلوات الله عليه.

كما كانت هذه الخطبة في مردودها السياسي ـ لطمة كبيرة لرأس الكفر في مكة أبى سفيان بن حرب الذي كان تعقيبه على زواج محمد لابنته هو قوله: "إن هذا الفحل لا يجدع أنفه"؛ كناية عن الاعتراف بأن محمدًا لن تنال منه الأيام ولن يقوى أهل مكة - وهو على رأسهم - على هزيمته والخلاص منه لأنه ينتقل كل يوم من نصر إلى نصر.

كان هذا الاعتراف من أبى سفيان بخطر محمد وقوته كأنه استشفاف لستر الغيب أو كما يقول المعاصرون: تنبؤ بالمستقبل القريب وتمام الفتح.

فما لبث أن قبل أبو سفيان دعوة الرسول http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif إياه إلى الإسلام وشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

وتقدم أحد الصحابة إلى رسول الله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif يسأله قائلاً: " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فهلا جعلت له ما يحل عقدته ويسكن حقده وغيظه، فقال صلوات الله وسلامه عليه في ضمن إعلانه التاريخي الحضاري العظيم لأهل مكة عند استسلامهم وخضوعهم بين يديه:

· من دخل داره فهو آمن.

· ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن.

· ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن "http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif16http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

وانتصر الإسلام وارتفع لواء التوحيد ودخل الناس في دين الله أفواجًا. وفي مناخ النصر العظيم.. كانت هي سيدة غمرتها السعادة الكبرى بانتصار الزوج ونجاة الأب والأهل من شر كان يوشك أن يحيط بهم.

تلكم هي أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبى سفيان التي أحاطتها النجدة النبوية من خيانة الزوج وبلاء الغربة ووضعتها في أعز مكان من بيت النبوة.

الزوجة التاسعة: ميمونة بنت الحارث الهلالية أرملة يسعدها أن يكون لها رجل: آخر أمهات المؤمنين.. توفي عنها زوجها أبو رهم بن عبد العزّى العامري؛ فانتهت ولاية أمرها إلى زوج أختها العباس الذي زوجها رسول الله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif؛ حيث بنى بها الرسول ـ في " سرف " قرب " التنعيم" على مقربة من مكة حيث يكون بدء الإحرام للمعتمرين من أهل مكة والمقيمين بها.

وقيل: إنه لما جاءها الخاطب بالبشرى قفزت من فوق بعيرها وقالت: البعير وما عليه لرسول الله http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359060577.gif، وقيل: إنها هي التي وهبت نفسها للنبي والتي نزل فيها قوله تعالى: http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifوامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gifhttp://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif17http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

كانت آخر أمهات المؤمنين وآخر زوجاته صلوات الله وسلامه عليه.
----------------
http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif1http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif تراجم لسيدات بيت النبوة للدكتورة بنت الشاطئ: ص 250 وما بعدها.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif2http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif المصدر السابق.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif3http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif انظر سيدات بيت النبوة للدكتورة بنت الشاطئ ص 324 http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif4http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif صحيح مسلم كتاب الفضائل.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif5http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif حياة محمد ص 29.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif6http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif الأحزاب: 40.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif7http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif الأحزاب: 5.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif8http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif الأحزاب: 37.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif9http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif رواه البخاري http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifكتال التوحيد 6108http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif10http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif رواه البخاري http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gifكتاب التوحيدhttp://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif11http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif الأحزاب: 37.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif12http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif انظر فتح الباري 8 / 371 عن سيدات بيت النبوة لبنت الشاطئ ص 354.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif13http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif رواه البخاري: فتح الباري _ كتال النكاح باب 14.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif14http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif رواه البخاري: فتح الباري ـ كتاب النكاح باب 36.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif15http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif الصف: 6.

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif16http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif رواه البخاري – فتح الباري – " كتاب المغازي ".

http://www.factway.net/vb/uploaded/2...1359063338.gif17http://www.factway.net/vb/uploaded/1252_01359111953.gif الأحزاب: 50.

كيان انسان 01-29-2013 06:39 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهات وردود على حكم الاحتفال بالمولد النبوي
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه مجموعة من الشبه التي استدل بها الصوفية في جواز الاحتفال بالمولد النبوي قال الله تعالى ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )

وقد تم سرد كل شبهة استدلوا بها ثم تم الرد عليها بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال السلف الصالح وأقوال الائمة الاعلام .

الشبهة الأولى :

( ذكرهم ماذا يحدث فى المولد النبوي من الأفعال والأقوال الحسنةوأنهم يرشدون الناس لاتباع السنة مما يدل على جوازه )

الرد : الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ومحدثة لم تعرف فى عهد النبى صلىالله عليه وسلم ولا فى عهد خلفائه الاربعة ولا فى عهد التابعين وتابع التابعين فسواء اشتملت على أفعال حسنة أو قبيحة فتضل بدعة وما من مسلم الا ويعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من البدع وبين الى أي مكان تورده فقال { واياكم ومحدثاث الامور فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار } و قول الله تعالى { فليحذر الذين يخالفو ن عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم } وأما قوله بأنهم يرشدون الناس لاتباع السنة فأنى لهم هذا وشيخهم كما عرفته يحذر من سنن كثيرة كسنة اعفاء اللحى ورفع الازار والمسح على الخفين وغيرها من السنن الصحيحة الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم ومن جهله بما يقول وصفه السلفية بأنهم جماعة قال الله قال رسوله ولاندري قول من يريد والله تعالى{ وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم } .

الشبهة التانية :

( قولهم بأن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعظم يوم مولده معبراَ عن ذالك بالصيام )

الرد : الجواب على هذه الشبهة يكون من ثلاثة وجوه :

الوجه الاول : ما علاقة الصيام بالاحتفال , وهل اذا صام النبى صلى الله عليه وسلم يوما من الايام فيدلنا ذالك على الاحتفال به فان كان جوابكم { لا } فالحمد لله رددتم شبهتكم بألسنتكم وان قلتم { نعم } فأقول لكم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصوم الاثنين والخميس وذالك فى قوله { تعرض الاعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم } راوه الترمذى وقال حديث حسن . وكذالك روى الترمذي أن النبى صلى الله عليه وسلم قال { اذا صمت من الشهر ثلاثا قصم ثلاثة عشرة وأربعة عشرة وخمسة عشرة } وقال النبي صلى الله عليه وسلم { أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ........... } رواه مسلم . وكذالك صوم رمضان بل وفرض الله صيامه فلماذا لايحتفل هؤلاء يهذه الايام والشهور ثم أقول هل اذا أراد المرء أن يحتفل بيوم من الايام يصوم ذالك اليوم ؟ بل بالعكس تجده يلبس أفضل الثياب ويأكل ويشرب ما لد وطاب احتفالا وفرحا بهذا اليوم فلو كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم احتفالا به كما قال اصحاب هذا المقال لكان من الأحرا أن ينهانا عن الصيام فيه كما نهانا عن صوم يومي العيد وأمرنا بالأكل والشرب واللباس الحسن احتفالا بهاذين اليومين العظيمين .

الوجه الثانى : عندما كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم احتفالا به كما يقولون هل احتفل الصحابة معه ؟ فان قلتم { لا } فأقول لماذا هل لأنهم لم يبلغوا مقدار حبكم للنبى صلى الله عليه وسلم لا أعتقد أن هناك مسلم يقول بأنه أحب النبى أكثر من صحابته . وان قلتم { نعم } فأقول لكم هل احتفلوا معه بصيام ذالك اليوم وحثوا الناس على صيامه أم كانوا يأكلون ويشربون ويتغنون ويمدحون ويجتمعون فى مكان واحد سواء عندما كان بينهم أو عند مماته فالجواب واضح كانوا يصومون ويبلغون الناس أجر صيام هذا اليوم وغيره من الايام ثم أقول هل وجدت أحداً من هؤلاء الذين يحتفلون بهذا اليوم يحث الناس على صيام هذا اليوم ؟ قل ونذر ان وجد فأنا خالطتهم كثيراً ماسمعت أحداً منهم يذكرنا فى كل اسبوع بصيام هذا اليوم .

الوجه الثالث : هل كان النبى صلى الله عليه وسلم يصوم هذا اليوم فى كل اسبوع أم فى السنة مرة واحدة فالجواب واضح . لماذا فى كل اسبوع هل لأنه ولد فيه كما جاء فى الحديث فقظ فالجواب كلا بل أيضا لانه تعرض الاعمال فيه فأحب أن يعرض عمله وهو صائم فكيف بعقول سليمة ميزت عن الدواب تستدل بهذا الحديث يتخصيص يوم من السنة للاحتفال به وهو يصوم هذ اليوم فى السنة ما يقارب 50 مرة وليس مرة واحدة .

كيان انسان 01-29-2013 06:40 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهات وردود على حكم الاحتفال بالمولد النبوي
الشبهة الثالثة :
استدلالهم بقوله تعالى { قل بفضل الله وبرحمته فبذالك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } على أنها تدل على الفرح بالنبي ولذالك نقوم بالإحتفال بيوم مولده .

الرد : الجواب عليها يكون من وجهين :

الوجه الاول : لننظر سوياً الى تفسير الاية الكريمة من قبل المفسرين الذين لايختلف في فقههم وعلمهم رجلان :
1} الامام القرطبى رحمه الله

قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون

قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته قال أبو سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهما : فضل الله القرآن ، ورحمته الإسلام . وعنهما أيضا : فضل الله القرآن ، ورحمته أن جعلكم من أهله . وعن الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة : فضل الله الإيمان ، ورحمته القرآن ; على العكس من القول الأول . وقيل غير هذا .

فبذلك فليفرحوا إشارة إلى الفضل والرحمة . والعرب تأتي " بذلك " للواحد والاثنين والجمع . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ " فبذلك فلتفرحوا " بالتاء ; وهي قراءة يزيد بن القعقاع ويعقوب وغيرهما ; وفي الحديث لتأخذوا مصافكم . والفرح لذة في القلب بإدراك المحبوب . وقد ذم الفرح في مواضع ; كقوله : لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وقوله : إنه لفرح فخور ولكنه مطلق . [ ص: 264 ] فإذا قيد الفرح لم يكن ذما ; لقوله : فرحين بما آتاهم الله من فضله وهاهنا قال تبارك وتعالى : فبذلك فليفرحوا أي بالقرآن والإسلام فليفرحوا ; فقيد . قال هارون : وفي حرف أبي " فبذلك فافرحوا " . قال النحاس : سبيل الأمر أن يكون باللام ليكون معه حرف جازم كما أن مع النهي حرفا ; إلا أنهم يحذفون من الأمر للمخاطب استغناء بمخاطبته ، وربما جاءوا به على الأصل ; منه " فبذلك فلتفرحوا " .

هو خير مما يجمعون يعني في الدنيا . وقراءة العامة بالياء في الفعلين ; وروي عن ابن عامر أنه قرأ فليفرحوا بالياء " تجمعون " بالتاء خطابا للكافرين . وروي عن الحسن أنه قرأ بالتاء في الأول ; و يجمعون بالياء على العكس . وروى أبان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون .

2} الامام ابن كثير رحمه الله

وقوله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) أي : بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا ، فإنه أولى ما يفرحون به ، ( هو خير مما يجمعون ) أي : من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة ، كما قال ابن أبي حاتم ، في تفسير هذه الآية : " وذكر عن بقية - يعني ابن الوليد - عن صفوان بن عمرو ، سمعت أيفع بن عبد الكلاعي يقول : لما قدم خراج العراق إلى عمر ، رضي الله عنه ، خرج عمر ومولى له فجعل عمر يعد الإبل ، فإذا هي أكثر من ذلك ، فجعل عمر يقول : الحمد لله تعالى ، ويقول مولاه : هذا والله من فضل الله ورحمته . فقال عمر : كذبت . ليس هذا ، هو الذي يقول الله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) وهذا مما يجمعون .

وقد أسنده الحافظ أبو القاسم الطبراني ، فرواه عن أبي زرعة الدمشقي ، عن حيوة بن شريح ، عن بقية ، فذكره .

3} الامام الطبرى رحمه الله

القول في تأويل قوله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ( 58 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المكذبين بك وبما أنزل إليك من عند ربك ( بفضل الله ) ، أيها الناس ، الذي تفضل به عليكم ، وهو الإسلام ، فبينه لكم ، ودعاكم إليه ( وبرحمته ) ، التي رحمكم بها ، فأنزلها إليكم ، فعلمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتابه ، وبصركم بها في معالم دينكم ، وذلك القرآن ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) يقول : فإن الإسلام الذي دعاهم إليه ، والقرآن الذي أنزله عليهم ، خير مما يجمعون من حطام الدنيا وأموالها وكنوزها . [ ص: 106 ]

وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

17668 - حدثني علي بن الحسن الأزدي قال : حدثنا أبو معاوية عن الحجاج عن عطية عن أبي سعيد الخدري في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : بفضل الله ، القرآن ( وبرحمته ) أن جعلكم من أهله .

17669 - حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال : حدثنا فضيل عن منصور عن هلال بن يساف : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : بالإسلام الذي هداكم ، وبالقرآن الذي علمكم .

17670 - حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : حدثنا ابن يمان قال : حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : بالإسلام والقرآن ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، من الذهب والفضة .

17671 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : " فضل الله " ، الإسلام ، و " رحمته " القرآن .

17672 - حدثني علي بن سهل قال : حدثنا زيد قال : حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : الإسلام والقرآن . [ ص: 107 ]

17673 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف مثله .

17674 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن منصور عن هلال مثله .

17675 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، أما فضله فالإسلام ، وأما رحمته فالقرآن .

17676 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الحسن : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : فضله : الإسلام ، ورحمته القرآن .

17677 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( قل بفضل الله وبرحمته ) ، قال : القرآن .

17678 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : ( وبرحمته ) ، قال : القرآن .

17679 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج عن ابن جريج قال : قال ابن عباس قوله : ( هو خير مما يجمعون ) ، قال : الأموال وغيرها .

17680 - حدثنا علي بن داود قال : حدثني أبو صالح قال : حدثني معاوية عن علي عن ابن عباس : ( قل بفضل الله وبرحمته ) يقول : فضله الإسلام ، ورحمته القرآن .

17681 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير عن منصور عن هلال : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : بكتاب الله ، وبالإسلام ( هو خير مما يجمعون ) . [ ص: 108 ]

وقال آخرون : بل " الفضل " القرآن ، و " الرحمة " الإسلام .

ذكر من قال ذلك :

17682 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، قال : ( بفضل الله ) ، القرآن ، ( وبرحمته ) ، حين جعلهم من أهل القرآن .

17683 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا جعفر بن عون قال : حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال : " فضل الله " القرآن ، و " رحمته " الإسلام .

17684 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم عن جويبر عن الضحاك قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته ) قال : ( بفضل الله ) القرآن ، ( وبرحمته ) ، الإسلام .

17685 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ، قال : كان أبي يقول : فضله القرآن ، ورحمته الإسلام .

واختلفت القرأة في قراءة قوله : ( فبذلك فليفرحوا ) .

فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار : ( فليفرحوا ) بالياء ( هو خير مما يجمعون ) بالياء أيضا على التأويل الذي تأولناه ، من أنه خبر عن أهل الشرك بالله . يقول : فبالإسلام والقرآن الذي دعاهم إليه ، فليفرح هؤلاء المشركون ، لا بالمال الذي يجمعون ، فإن الإسلام والقرآن خير من المال الذي يجمعون ، وكذلك :

17686 - حدثت عن عبد الوهاب بن عطاء عن هارون عن أبي التياح : [ ص: 109 ] ( فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، يعني الكفار .

وروي عن أبي بن كعب في ذلك ما :

17687 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سفيان عن أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ، عن أبي بن كعب : أنه كان يقرأ : ( فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون ) بالتاء .

17688 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم عن الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ، عن أبي بن كعب مثل ذلك .

وكذلك كان الحسن البصري يقول : غير أنه فيما ذكر عنه كان يقرأ قوله : ( هو خير مما يجمعون ) بالياء; الأول على وجه الخطاب ، والثاني على وجه الخبر عن الغائب .

وكان أبو جعفر القارئ ، فيما ذكر عنه ، يقرأ ذلك نحو قراءة أبي بالتاء جميعا .

قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قراء الأمصار من قراءة الحرفين جميعا بالياء : ( فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) لمعنيين :

أحدهما : إجماع الحجة من القراء عليه .

والثاني : صحته في العربية ، وذلك أن العرب لا تكاد تأمر المخاطب باللام والتاء ، وإنما تأمره فتقول : " افعل ولا تفعل " .

وبعد ؛ فإني لا أعلم أحدا من أهل العربية إلا وهو يستردئ أمر المخاطب باللام ، ويرى أنها لغة مرغوب عنها ، غير الفراء فإنه كان يزعم أن اللام في [ ص: 110 ] الأمر [ هي البناء الذي خلق له ] واجهت به أم لم تواجه ، إلا أن العرب حذفت اللام من فعل المأمور المواجه ، لكثرة الأمر خاصة في كلامهم ، كما حذفوا التاء من الفعل . قال : وأنت تعلم أن الجازم والناصب لا يقعان إلا على الفعل الذي أوله الياء والتاء والنون والألف ، فلما حذفت التاء ذهبت اللام ، وأحدثت الألف في قولك : " اضرب " و " افرح " لأن الفاء ساكنة ، فلم يستقم أن يستأنف بحرف ساكن ، فأدخلوا ألفا خفيفة يقع بها الابتداء ، كما قال : ( اداركوا ) ، [ سورة الأعراف : 38 ]

و ( اثاقلتم ) ، [ سورة التوبة : 38 ] .

وهذا الذي اعتل به الفراء عليه لا له ، وذلك أن العرب إن كانت قد حذفت اللام في المواجه وتركتها ، فليس لغيرها إذا نطق بكلامها أن يدخل فيها ما ليس منه ما دام متكلما بلغتها . فإن فعل ذلك ، كان خارجا عن لغتها ، وكتاب الله الذي أنزله على محمد بلسانها ، فليس لأحد أن يتلوه إلا بالأفصح من كلامها ، وإن كان معروفا بعض ذلك من لغة بعضها ، فكيف بما ليس بمعروف من لغة حي ولا قبيلة منها ؟ وإنما هو دعوى لا تثبت بها [ حجة ] ولا صحة .


وانظر كذاللك تفسير ابن العربى والبغوى وغيرهم .

وقد قال ابن القيم - رحمه الله - في‏ «اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية» (ص38): :( وقد دارت أقوال السلف في تفسير قوله تعالى { قل بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) على أن فضل الله ورحمته - أي في هذه الآية - الإسلام والسنة ) اهـ.

الوجه الثانى .: لو سلمنا بأن الرحمة المذكورة في الاية مقصود بها النبى صلى الله عليه وسلم ولذالك نفرح به فأقول لكم مالمقصود بالفرح فى هذه الاية هل هو الفرح بأن منا الله علينا بهذا النبى الذي أنقدنا الله به من الظلمت الى النور فان قلتم { نعم } فأقول لكم كيف نعبر عن هذا الفرح فستقولون بالاحتفال بمولده قأقول كيف يكون الاحتفال به هل بالاجتماع فى مكان ما وأن يكون فى هذا الاجتماع ذكر الله والصلاة على النبى وذكر القصائد والمدائح واطعام الطعام وغير ذالك من الامور فستقولون { نعم } فأقول أما نحن فنفرح به وذالك بالثناء عليه وندعوا الله أن يجازيه عنا خير الجزاء فأقول تعالوا نقارن بيننا وبينكم من منا الذى فعله مطابق لفعل الصحابة هل نحن أم أنتم فليس عندكم ما تقولون الا ثلاثة أمور :

الامر الاول : ان تقولو أن الصحابة اجتمعوا وفعلوا مثل ما تفعلون وهذا والذى نفسى بيده لافتراء عظيم

الامر الثانى : أن تقولوا ان الصحابة جهلوا أن معنى الرحمة المذكورة فى الاية مقصود بها النبى صلى الله عليه وسلم ولذالك لم يفرحوا وهذا لايقول به رجل صاحب سنة وعلم مقدار علم الصحابة ومن بينهم عبد الله ابن عباس رضى الله عنه الملقب بترجمان القرءان

الامر الثالث : أن تقولوا أنهم فقهوا وفهموا وأدركوا هذا المعنى ولكنهم أبوا أن يفرحوا بهذا اليوم وذالك بالاحتفال به بالطريقة التى تفعلونها أنتم وهذا لايقول به مسلم

كيان انسان 01-29-2013 06:42 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الشبهة الرابعة :
( قولهم ان الله سماه رحمة وقد أمرنا الله بالفرح بهذه الرحمة في اءلاية السابقة )
الرد : أسئلكم سؤالا هل النبى صلى الله عليه وسلم أدرى وأعلم بأسمائه أم أنتم أعلم بها منه فالنبى صلى الله عليه وسلم قال { لى خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمدو أنا الماحى الذى يمحوا الله به الكفر و أنا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى وأنا العاقب } رواه البخاري وذكره أيضا الامام مالك فى الموطأ باب أسماء النبى فهل ذكر النبى اسم الرحمة أوغيره من الاسماء التى اخترعها الصوفية فى هذه الايام حتى أوصلوها الى الى مايتجاوز المأئة وكل فرقة من الصوفية لهم اسماء قد لاتجدها فى القرق الاخرى مثل { أحيد, أحود , حامد , ..... } فكل ما عدا هذه الاسماء المذكورة فى الحديث ليست من أسمائه وإن قلتم هناك أسماء أخرى فأطالبكم بالدليل .

ثم أقول :( إن الرحمة للناس لم تكن بولادة النبي وإنما كانت ببعثه وإرساله إليهم، وعلى هذا تدل النصوص من الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقول الله ]الانبياء:107[?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ فنص تعالى: على أن الرحمة للعالمين إنما كانت في إرساله r، ولم يتعرض لذكر ولادته.
:?وأما السنة ففي «صحيح مسلم» عن أبي هريرة قيل: يا رسول الله ادع علَى المشركين. قال: « إني لم أبعث لعاناً.وإنما بعثت رحمة ».
?وروى الإمام أحمد وأبو داود بإسناد حسن عن سلمان رسول الله r خطب فقال: « أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة »)

الشبهة الخامسة :

( قولهم بانه كما نتذاكر قصة غزوة بدر وذكرى الهجرة يوم الهجرة وغير ذالك فنحن نتكلم عن ذكرى المولد يوم المولد. )

الرد : الجواب عليه من وجهين :

الوجه الاول : نرجع الى الكلام السابق هل عندما يأتى يوم مولده يجتمع الصحابة مع بعضهم ويتذاكرون قصته ويمدحون ويطعمون الطعام وغير ذالك من الافعال التي تقومون بها الجواب واضح . فنحن نفعل كما فعل سلفنا الصالح ( الصحابة والتابعين وتابع التابعين ) كما قال النبى صلى الله عليه وسلم { خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم }
الوجه الثانى : ان كنتم أنتم لا تتذاكرون غزوة بدر وذكرى هجرة النبى وأصحابه الافى اليوم الذى حدتث فيه فانما يدل ذالك على غفلتكم فأما نحن فنتذاكر هذه الامور وغيرها كل ما خطر ببالنا ولانتذاكرها فى يومها فقظ لان قصصهم عبرة وفيها من الفوائد العظيمة كذالك تأسيا بهم قال الله تعالى يخبرنا عن قصص الأولين ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ) أما أنتم فتذكرون قصصهم ليس تأسيا بهم واخذ العبرة منهم فعلى سبيل المثال تذكرون في يوم إحتفالكم بمولد النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم _ أن من صفاته إعفاء اللحية__ فأين التأسى به فى هذا الفعل بل تصفون كل من أعفى لحيته بأنه زنديق وأنا أتحداكم أن تدعوا رجلا يعفى لحيته بالقرءاة معكم فشرط القرءاة معكم هو تلميع الوجه وأن يصافح سروالك حذاءك وكذلك تعلمون أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يترك صلاة الجماعة حتى فى حين مرضه فأين أنتم من هذا الا القليل منكم والله المستعان .


الشبهة السادسة :
( ذكرهم بأن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من السنن الحسنة وتارة يقولون أنه من البدع الحسنة وذالك استدلالاً بقوله صلى الله عليه وسلم ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها.........ألخ ) )

الجواب : نعم هذا حديث ثابت في الصحيحين أو أحدهما، شرح الحديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) سبب ذلك: أنه قدم أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وهم فقراء فحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فجاء رجل ومعه صرة قد أثقلت يده فوضعها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) فيكون معنى الحديث: من ابتدأ العمل بسنة ولنضرب لهذا مثلاً في وقتنا: لو فرضنا أن رجلاً من أهل العلم ذكر الناس بشيء لم يكونوا يعرفونه وهو من السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فقام أحدهم فعمل به وصار هو أول من قام نقول: هذا الرجل سن سنة حسنة، والمعنى: أنه عمل بسنة أول من عمل بها هو؛ فصار سن سنة حسنة للعمل بها أول من عمل، هذا أمر .
المعنى الثاني: (من سن في الإسلام سنة حسنة) بمعنى: أن السنة اندثرت ونسيها الناس فقام رجل فعمل بها فسنها للناس، هذا أيضاً سن سنة حسنة، ودليل هذا : أن عمر رضي الله عنه لما أمر الناس أن يجتمعوا في قيام رمضان على إمام واحد قال: [نعمت البدعة هذه] فسماها بدعة وهي سنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلها، لكن هي سنة باعتبار أنها تركت وهجرت ثم ابتدأها عمر رضي الله عنه. وأما أن يسن شيئاً من العبادات غير مشروع ويقول: هذه سنة حسنة كما يوجد في بعض الطوائف كطوائف أهل البدع فلا، لا يمكن أبداً أن يكون هذا حسناً، ولهذا زعم بعض أهل البدع الذين سنوا عبادات ما أنزل الله بها من سلطان، زعموا أن هذه سنة حسنة، فيقال: لا يمكن أن تكون حسنة وهي بدعة أبداً، كل بدعة ضلالة. إذاً.. صار معنى : (من سن سنة حسنة). إذا هو بدأ بها أو أول من عمل بها بعد الدعوة إليها

( قلت ) أما قولكم بأنها بدعة حسنة فليس في دين الإسلام بدعة تسمى بدعة حسنة، فإنه صلى الله عليه وسلم قال : "وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وزاد النسائي في رواية أخرى "وكل ضلالة في النار".
وقد ذكر الشاطبي في كتابه "الاعتصام" أن ابن الماجشون" قال: سمعت مالكاً يقول: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول {اليوم أكملت لكم دينكم} فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً".
ثم إنه صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي لفظ مسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
فهل عمل بدعة الاحتفال بالمولد النبوي من دين الإسلام الذي ذكره الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم لنا، وهل فعل هذه البدعة كان عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذكر الإمام ابن بطة في كتاب "الإبانة" عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قوله: "كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة" وذكره محمد بن نصر المروزي في كتاب السنة بسند صحيح.
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه (20750) واللفظ له، وأخرجه كذلك أبو داود (4611) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "فيوشك قائل أن يقول: ما هم بمتبعي فيتبعوني وقد قرأت القرآن؟! ثم يقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره! فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة.."

ورحمة الله على الإمام مالك الذي كان كثيراً ما ينشد:

وخير أمور الدين ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البــدع

وقال الإمام أحمـد -رحمـه الله-: ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء وترك البدع وكل بدعة فهي ضلال ) .

وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: ( عليك بالأثر وطريق السلف ، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة ) ،

وأقول : إن الصوفية الذين عندنا هنا كلما ناظرتهم فى مسألة يقولون لك نحن أتباع الامام مالك فعلى سبيل المثال إذا قلت لهم لماذا لاتضعون أيمانكم على شمائلكم فى الصلاة أو لماذا لا تشرعون فى التكبيرات التى ورد أن النبى صلى الله ىعليه وسلم كان يرفع يديه فيها عندما يكبر وهى عند تكبيرة الإحرام و تكبيرة الركوع والرفع منه وعند الرفع من التشهد الأول فجوابهم يكون دائما نحن أتباع الإمام مالك فالإمام مالك لم يفعل هذه الأمور فلذالك نترك هذه الأمور فأقول لهم لماذا لا تتركون الإحتفال بالمولد لأن الامام مالك لم يحتفل به أعلم أنكم ستقولون أن هذا الأمر لايحتاج إلى إتباع الإمام مالك فيه لأن هذا الأمر متعلق بحب النبى فأقول وهل تتهمون الإمام مالك بأنه لايحب النبى أم ماذا ستجيبون , أم أن الإمام مالك عندكم كالأكل والشرب تأتونه كلما جعتم وتتركونه كلما وجدتم الطعام عند غيره صدق الله حين قال { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله }
وقوله { قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون } .

( قلت ) أما من أراد أن يعرف رأي الإمام مالك في مسألة وضع اليمين على الشمال في الصلاة ومسألة رفع اليدين عند الركوع والرفع منه وعند الرفع من التشهد الأول فليرجع إلى موطأ الإمام مالك ( باب الصلاة )

أما قول الشافعى البدعة بدعتان ممدوحة ومذمومة___ فيجب على كل شخص اذا أراد أن يعرف معنى كلمة ما , أن يرجع الى قالها ويفقه مذا يقصد قالها منها ولا يفسرها حسب مايشتهى والجواب عليها هو :
فهذا رد من الشيخ سليم الهلالي على من ينسب الى الشافعي قوله بجواز البدع في الدين وذلك إستدلالا بقول البدعة بعتان بدعة محمودة و.................. الخ )
وقول ما أحدث وخالف كتابا او...................................... الخ)

قال الشيخ سليم الهلالي في " البدعة وأثرها السيئ في الأمة " راداً على من يستدل بقول الشافعيي ص63ـ 66 ) :

بالنسبة لما أخرجه أبو نعيم في " الحلية "‏ ( 9 / 113 ) ففي سنده عبدالله بن محمد العطشي ، ذكره الخطيب البغدادي في " تاريخه " والسمعاني في " الأنساب " ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً . وأما بالنسبة لما أخرجه البيهقي ففيه محمد بن موسى الفضل ، لم أجد له ترجمة ( 61 ) . ثانياً : قول الشافعي إن صح لا يصح أن يكون معارضاً أو مخصصاً لعموم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . والشافعي نفسه ـ رحمه الله ـ نقل عنه أصحابه أن قول الصحابي إذا انفرد ليس حجة ، ولا يجب على من بعده تقليده ، ومع كون ما نسب إلى الإمام الشافعي فيه نظر بدليل ما في " الرسالة "‏ للشافعي ( ص597ـ 598 ) ، فكيف يكون قول الشافعي حجة وقول الصحابي ليس بحجة ؟ ثالثاً: كيف يقول الشافعي رحمه الله بالبدعة الحسنة وهو القائل : من استحسن فقد شرع "والقائل في " الرسالة " ( ص507 ) : " إنما الاستحسان تلذذ ".وعقد فصلاً في كتابه " الأم "‏ ( 7 / 293 ـ 304 ) بعنوان : " إبطال الاستحسان ". لذلك ؛ من أراد أن يفسر كلام الشافعي ـ رحمه الله ـ فليفعل ضمن قواعد وأصول الشافعي ، وهذا يقتضي أن يفهم أصوله ، وهذا الأمر مشهود في كل العلوم ، فمن جهل اصطلاحات أربابها جهل معنى أقاويلهم ، وأبعد النجعة في تفسيرها. أن المتأمل في كلام الشافعي ـ رحمه الله ـ لا يشك أنه قصد بالبدعة المحمودة البدعة في اللغة ، وهذا واضح في احتجاج الشافعي ـ رحمه الله ـ بقول عمر رضي الله عنه ، وعلى هذا الأصل يفسر كلام الشافعي ، وأنه أراد ما أراده عمر بن الخطاب رضي الله عنه أي : البدعة اللغوية ( كما سبق بيانه ) لا الشرعية ؛ فإنها كلها ضلالة ؛ لأنها تخالف الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والأثر ) انتهى كلامه

كيان انسان 01-29-2013 06:43 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الشبهة السابعة :
( إستدلالهم بأقوال بعض الأئمة على جواز الإحتفال بالمولد النبويمثل ( ابن عابدين , ابن عباد المالكي , ابن حجر العسقلاني , أبوشامة , السخاوي , ابن رجب الحنبلي , ابن تيمية , ابن القيم ) .

فالجواب يكون عليه من وجهين :

الوجه الأول : أنا أقول لكم لو اجتمعت أغلب الأمة على رأى وكان هذا الرأى يخالف قول الله أو قول رسوله فإن هذا الرأى يضرب به عرض الحائط فكيف إذا كان أدنى من ذالك قال النبى صلى الله عليه وسلم { تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتى } أو كما قال , وقال الامام مالك { اذا رأيتم قولى مخالفا للكتاب والسنة فاضربوا به عرض الحائط } وقال أيضا { كلايؤخد من قوله ويرد الاصاحب هذا القبر وأشار باصبعه الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم } وقال العلماء {من تتبع رخص العلماء فقد تزندق } وقال ابن القيم رحمه الله الذي كذبتم عليه وقلتم أنه يجيز الإحتفال بمولد النبي ___ قال { العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ...... الخ } فأقول أين الأدلة الصحيحة التى استدل بها هؤلاء العلماء الاجلاء الفضلاء على جواز الاحتفال بالمولد فهم أصلا أقروا بأنفسهم بأن هذا الأحتفال بدعة لم يفعلها أحد من السلف الصالح ولكن حسنوا هذه البدعة فقالوا هذه بدعة حسنة هذا هو قولهم ولكن تعالوا نعرف قول النبى صلى الله عليه وسلم فى البدع قال صلى الله عليه وسلم { كل بدعة ضلالة } فكل عربى أعتقد أنه يفهم جيدا معنى { كل } فالنبى صلى الله عليه وسلم لم يستثنى أى نوع من البدع بل قال { كل بدعة ضلالة } وكذالك قول ابن عمر رحمه الله { كل بدعة ضلالة ولو رأها الناس حسنا } وغيره من أقوال الصحابة فبالله عليكم من الذى نأخذ بكلامه النبى صلى الله عليه وسلم أم هؤلاء الائمة الفضلاء أعتقد أنه قد سقطت شبهتكم الا اذا قلتم نأخذ برأيهم أو ان النبى صلى اله عليه وسلم قدأخطأ فى وصفه بأن كل البدع ضلالة فهناك بدع حسنة وهذا عين الضلال .

قال أحد الشعراء :
أقول قال الله قال رسوله *** فتجيب شيخي أنه قد قالَ


، وقد قال أبو بكر بن أبي داود:

ودع عنك آراء الرجال وقولهم *** فقول رسول الله أزكى وأشرح

أما استدلالكم بالائمة الأحناف فقد نقلتم قول ابن عابدين دون ذكر الصفحة وهذا مما يدل على حبكم للمرواغة والتضليل
وأما استدلالكم بأقوال الائمة الحنابلة فكله كذب وزور ويهتان عليهم فقد رجعت أقوالهم فلم أجد صحت ماتقولون فقد قال الله فى أمثالكم { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم }

وأما ابن رجب الحنبلى فكلامه الذى نقلتموه فليس له أى علاقة بجواز الاحتفال بالمولد النبوى فهو يتكلم عن صيام يوم الاثنين الذى يتكرر فى كل أسبوع وليس مرة فى السنة ولكن لننظر رأيه فى البدع ومن ذالكم نستنبط رأيه فى الاحتفال بالمولد .

فقد قال في ( جاامع العلوم والحكم (البدعة: ما أحدث ممّا لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، أمّا ما كان له أصل في الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعاً وإن كان بدعة لغةة

الوجه الثانى : تعالوا أنقل لكم أقوال العلماء فى عدم جواز الاحتفال بالمولد وأن هذا لاحتفال بدعة

1} الامام الفاكهاني المالكي رسالة "المورد في عمل المولد" وأنكر هذه البدعة وقال: "لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون" إلى آخر ما قال رحمه الله (1/ 8ـ9) من كتاب "رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي"، تحت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء.

2} قال العلامة ابن الحاج المالكي - رحمه الله - في «المدخل» (2/312) نقلاً من «القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل» للعلامة اسماعيل الأنصاري - رحمه الله- (2/442 ضمن «رسائل في حكم الاحتفال بالمولد»):( فإن خلا - أي عمل المولد- منه - أي من السماع - وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الاخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي من المفاسد- فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس اتباعاً لسنة رسول الله r، وتعظيماً له ولسنته r، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم... الخ ).

شيخ الاسلام ابن تيمية :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن الاحتفال بالمولدالنبوي في «اقتضاء الصراط المستقيم» (2/619):( لم يفعله السلف، مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة?ولو كان هذا خيراً محضا، أو راجحاً لكان السلف لرسول الله r وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنّته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان ) اهـ.

وقال الشيخ محمد بن عبد السلام الشقيري في «السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات» (ص138-139):( فاتخاذ مولده موسماً والاحتفال به بدعة منكرة ضلالة لم يرد بها شرع ولا عقل، ولو كان في هذا خير كيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة وأتباعهم؟

قلت : فهاهي قد اختلفت أرآء الرجال فما السبيل الى معرفة الصواب ؟ فما عليا أنا وإياكم إلا الإنقياد لقوله تعالى { فما اختلفتم فيه من شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم اءلاخر ذالك خير وأحسن تأويلاً } وقوله تعالى { وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله } إلا إذا قلتم لانرضى بأن يحكم الله ورسوله بيننا .

الشبهة الثامنة :

( ذكرهم بأن البلاد الليبية والازهر الشريف يحتفلون بالمولد النبوي )

الرد : هل خرج مصدر جديد للتشريع كان مفقود منذ عقود والاءن وجده الصوفية يقال له البلاد الليبية والأزهر الشريف يأخوة اتقوا الله في أنفسكم ولا تلبسوا على الناس أمور دينهم .


التعقيب على ماجاء في ءاخرالرسالة (( الدعاء )) :

1} قولهم { فسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يثبتنا على اتباع سلفنا الصالح في مدحهم للمصطفى }

الرد : الجواب يكون عليه من وجهين :

الوجه الاول : أقول لك ان الدعاء بدون عمل لايقبل كالذي يطلب الهداية من الله ولايزال يرتكب المعاصي ولايجاهد نفسه في الانتهاء عما حرم الله كما قال الله تعالى { ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } فأقول لك بارك الله فيك السلف الصالح أجمعوا على حرمة البدع في الدين فلعلك تنتهي عن هذا الأمر حتى يقبل الله دعاءك

الوجه الثاني : راجع كيف كان السلف الصالح يمدحون النبي صلى الله عليه وسلم هل ذكروا في أحد أبيات شعرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب أو أنه يلاذ به أو يستغاث به مع الله جل وعلا راجع مدحهم للنبي فأنتم طلبتم هذه الأمور من أشخاص أقل من النبي صلى الله عليه وسلم كقولكم { هم الاقمار قد وطؤا الثريا ولا يشقى الذي يلجأ اليهم } فإذا أصابت العبد مصيبة يلجأ لمن أليس الى الله كذالك قولكم فى قصيدة { قطب الكمالي } يقولون إن عبد السلام الأسمر قال { يا تارك ذكري بطل ما تندهش بي } فالعبد إذا كان في شدة ينده ويستغيث بمن أليس بالله { أمن يجيب المضطر إذا دعاءه ويكشف السوء } صدق الله حين قال { أفلايتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها } والكثير من هذه الابيات الموجودة بكثرة في قصائدكم البدعية وزد عليها أن فيها أبيات شركية وهنا نلاحظ شيئا وهو الفرق بين مشائخ السلفية ومشائخ الصوفبة فمشائخ السلفية يرشدونك الى طلب الدعاء والاستغاثة من وبالله وأما الصوفبة يطلبون منك الاستغاثة بهم عند المصائب و هناك كتاب قد أخرجه لنا أحدهم عندما



كنت أقرأ معهم ينسبونه الى عبد القادر الجيلاني يقول فيه ( أنا الذي نجيت موسى من الغرق بكذا وكذا وأنا الذي نجيت يونس من بطن الحوت بكذا وكذا وأنا وأنا .... ألخ ) فيذكر مجموعة من الانبياء أنه هو الذي نجاهم ونحن نعلم يقينا أن هذا الشيخ الجليل لم يقله وانما هو كذب عليه كما ذكر ذالك كثيرا من علمائنا أن هذا الرجل صاحب عقيدة سليمة تخلوا من هذه الأقوال الكفرية و الشركية ولكن المشكلة هم يصدقون تلك الاقوال المكذوبة على الشيخ رحمه الله بل وصلوا الى أن جعلوا أن الأولياء أفضل من الأنبياء وذالك استدلالا بذالك الكتاب الذي ذكر وكذالك قول أحدهم { لقد خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله } فهناك فرق بين مدحكم ومدحهم راجعوا كيف كانوا يمدحون النبي صلى الله عليه وسلم


2} قولهم { وأن يعيدنا الله من بدع الجفاء والإنكار }

الرد : السلف الصالح أجمعوا على حرمة البدع فى الدين الحسن منها والقبيح كل ذالك عندهم محرم فهل تسعيذ بالله من انكارهم لها لاحول ولاقوة الا بالله .


3} قولهم { وأن يحشرنا الله في محبيه ومادحيه ومتبعيه }

الرد : أما قوله { محبيه } فشرط المحبة الإتباع وترك الإبتداع قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه { إتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم } رواه الدارمي { 211 } ( وقال عثمان بن حاضر دخلت على ابن عباس فقلت أوصني فقال نعم عليك بتقوى الله والاستقامة انبع ولاتبتدع } رواه الدارمي { 141 } وقال أحد الشعراء { لو كان حبك صادقا لاطعته + + + ان المحب لمن يحب مطيع }
وأما قوله { مادحيه } فشرط ذالك أن يكون على وفق الكتاب والسنة و منهج سلف الأمة فيخلوا من الغلو والشرك .

وأما قوله { متبعيه } فالدلالة على إتباع النبى صلى الله عليه وسلم هو أن تكون أقوالك وأفعالك موافقة للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة قال الله تعالى { قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } وقول النبي صلى الله عليه وسلم { عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي نمسكو ا بها وعضوا عليها بالنواجد واياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثة بدعة ولل بدعة ضلالة } رواه أبو داوود وقوله { كلكم يدخل الجنة إلامن أبى قالو ومن يأبى يارسول قال من
أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى } رواه البخاري .

كيان انسان 01-29-2013 06:44 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الشبهة التاسعة :
( استدلالهم بقصة أبي لهب في جواز الإحتفال بالمولد النبوي )

الرد : أن هذا الخبر لا يجوز الاستدلال به لأمور:

أولاً: أنه مرسل كما يتبين من «ويحرم من{وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ}سياقه عند البخاري في باب الرضاعة ما يحرم من النسب» من صحيحه فقد قال:(حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها أنها قالت:( يا رسول الله انكِحْ أختي بنت أبي سفيان، فقال: « أو تحبين ذلك؟ » فقلت: نعم، لست لك بمخليةٍ، وأحب من شاركني في خيرٍ أختي. فقال النبي r:« إن ذلك لا يحل لي ».
قلت: فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة.قال: بنت أم سلمة؟
قلت: نعم.فقال: « لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ماحلت لي. إنها لاَبنة أخي من الرضاعة. أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ».
قال عروة: وثويبة مولاة لأبي لهبٍ وكان أبو لهبٍ أعتقها فأرضعت النبي r، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشر حِيبةٍ، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم. غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة)).
ولهذا قال الحافظ ابن حجر «فتح الباري» ‏(9/49):( إن الخبر - أي المتعلق بتلك القضية - مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدثه به...الخ ).
وبهذا نعلم أنه لا يـجوز الاستدلال بهذا الـخبر لأنه مرسل، والمرسل من قسـم
الضعيف لأننا لا نعلم صدق من أخبر عروة بذلك الخبر؛ والبخاري - رحمه الله - لم يشترط الصحة في كتابه إلا على الأحاديث المتصلة السند.

ثانياً: أن ذلك الخبر لو كان موصولاً لا حجة فيه لأنه رؤيا منام ورؤيا المنام لا يثبت بها حكم شرعي ذكر ذلك أيضا الحافظ ابن حجر.
وقد قال علوي بن عباس المالكي - والد محمد المالكي - في «نفحات الإسلام من البلد الحرام»‏ (ص164-165) والذي جمع مواضيعه ورتبه محمد المالكي نفسه؛ أثناء إنكاره القصة المشهورة الباطلة عن الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية:( النبي r قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وترك للناس شريعة واحدة لا تحتاج إلى تتميم برؤيا في المنام، والرؤيا المنامة ليست طريقاً للتشريع ولا مستنداً لحكم شرعي أصلاً لأن النائم لا يضبط لغفلته بمنامه فكيف يعتمد على رؤياه...الخ

ثالثاً: أن ما في مرسل عروة هذا يخالف ما عند أهل السير من أنrمن أن إعتاق أبي لهب ثويبة كان قبل إرضاعها النبي إعتاق أبى لهب إياها كان بعد ذلك الإرضاع بدهر طويل كما ذكر الحافظ ابن حجر في «‏الفتح» (9/48) وأوضحه في «‏الإصابة في تمييز الصحابة» (4/250) والحافظ ابن عبدالبر في «الاستيعاب في أسماء الأصحاب» (1/12) والحافظ ابن الجوزي ‏في «الوفا بأحوال المصطفى»‏ (1/106).


رابعاً: أن هذا الخبر مخالف لظاهر القرآن كما أوضحه الحافظ ابن حجر في «الفتح» ‏حيث قال في كلامه عليه (9/49):( وفي الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة؛ لكنه مخالف لظاهر القرآن، قال الله وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً}تعالى ]الفرقان:23[ ) ثم نقل عن حاشية ابن المنير أن ما في ذلك المرسل من{مَنْثُوراً اعتبار طاعة الكافر مع كفره محال لأن شرط الطاعة أن تقع بقصد صحيح وذلك مفقود مع الكافر.
فإعتاق أبى لهب لثويبة ما دام الأمر كذلك لم يكن قربة معتبرة فإن قيل إن قصة إعتاق أبى لهب ثويبة مخصوصة من ذلك كقصة أبى طالب قلنا: إن تخفيف العذاب عن أبـى طالب ثبت بنـص صحيح عن النبي rوأمـا ما وقع لأبى لهب في ذلـك المرسـل
فمستنده مجرد كلام لأبى لهب في المنام فشتان ما بين الأمرين )( ).
يضاف إلى ذلك ان تخفيف العذاب عن أبي طالب كان بسبب شفاعة الرسول r كما قال الرسول r: « لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منها دماغه ».


خامساً:( أن الفرح الذي فرحه أبو لهب بمولود لأخيه فرح طبيعي لا تعبدي، إذ كل إنسان يفرح بالمولود يولد له، أو لأحد إخوانه أو أقاربه، والفرح إن لم يكن لله لا يثاب عليه فاعله، وهذا يضعف هذه الرواية و يبطلها )( ).


سادساً:( لم يجيء في هذه الرواية مع ضعفها أنه يخفف عن أبي لهب العذاب كل إثنين ولا أن أبا لهب أعتق ثويبة من أجل بشارتها إياه بولادة المصطفى r، فكل هذا من التقول على البخاري )( ).


سابعاً:( لم يثبت من طريق صحيح أن أبا لهب فرح بولادة النبي r، ولا أن ثويبة بشرته بولادته، فكل هذا لم يثبت، ومن ادعى ثبوت شيء من ذلك فعليه إقامة الدليل على ما ادعاه.ولن يجد إلى الدليل الصحيح سبيلاً )( ).


ثامناً: قول المالكي:( وهذه القصة رواها البخاري في «الصحيح» في كتاب النكاح ونقلها الحافظ ابن حجر في «الفتح» - إلى ان قال - وهي وان كانت مرسلة الا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث
بين المناقب والأحكام.
وأما انتفاع الكفار بأعمالهم ففيه كلام بين العلماء ليس هذا بسطه والأصل فيه ما جاء في الصحيح من التخفيف عن أبي طالب بطلب رسول الله r ) يثير عندي بعض الأسئلة وهي:
من أين نقل الحافظ ابن حجر هذه القصة في «الفتح» ؟!
ولماذا أورد المالكي هذه القصة؟!
إن كتاب الحافظ ابن حجر «فتح الباري» إنما هو شرح للأحاديث والآثار الواردة في «صحيح البخاري»، فما معنى التفريق بين إخراج البخاري لهذه القصة في «صحيحه» وبين نقل ابن حجر لها في «الفتح»؟! أم ان المقصود تكثير المصادر ليوهم السذج؟
ثم إن المالكي إنما أورد هذه القصة ليستدل بها على جواز بل سنية الاحتفال بالمولد كما مر معنا سابقاً، فما معنى قوله عن هذه القصة:( أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ لذلك ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام )؟!
هل يقصد انه لا يريد ذكر هذه القصة لبيان حلال أو حرام وإنما لبيان للمناقب والخصائص؟ فما فائدة ذكرها كدليل على جواز الاحتفال بالمولد؟
وأما بالنسبة إلى تخفيف العذاب عن الكافر فقد مر معنا قول ابن حجر في ذلك واستدلاله بالآية، والأصل في ذلك تلك الآية بالإضافة إلى بعض الأحاديث الصحيحة ومنها ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت:( يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: « لا ينفعه إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ».
فهذا هو الأصل، وقد قال محمد بن علوي المالكي نفسه في «شرح منظومة الورقات» (‏ص28) في باب النهي:( الكفار داخلون في الخطاب بجميع فروع الشريعة فهم مخاطبون بها مع انتفاء شرطها وهو الإسلام فيعذبون حينئذ على أمرين: على ترك الفروع وعلى ترك الإسلام الذي بدونه فروع الشريعة ممنوعة لا تصح ومع كونهم مخاطبين بالفروع إلا أنها لا تصح منهم إذا فعلوها إلا بالإسلام ) اهـ.
أما تخفيف العذاب عن أبي طالب فإنه مستثنى من هذا الأصل وذلك بسبب شفاعة r كما مر معنا وباعتراف المالكي!.

* * *

من الذي ابتدع هذه البدعة وما رأي العلماء في هذه الطائفة ومااسم هذه الطائفة ؟


قال تقي الدين المقريزي - رحمه الله : - في «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» (1/490)؛ تحت عنوان «ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم » :( كان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم، وهي موسم رأس السنة وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد ، ومولد الحسن ومولد الحسين عليهما السلام، ومولدtالنبي r، ومولد علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه...) اهـ.
-
2 – وقال أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي : في «صبح الأعشى في صناعة الإنشاء» (3/498) في كلام له طويل في جلوسات الخليفة الفاطمي، قال بعد أن ذكر جلوسه في المجلس العام أيام المواكب، وجلوسه ليلة أول رجب وليلة نصفه وليلة أول شعبان وليلة نصفه للقاضي والشهود في ليالي الوقود في الثاني عشر من شهرrالأربع من كل سنة قال: (الجلوس الثالث: جلوسه في مولد النبي ربيع الأول
- ).
{ 3- وقال مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بن بخيت المطيعي - رحمه الله- : في «أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام» (ص44):( مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله.. الخ).
-
{ 4 - وقال الشيخ علي محفوظ - رحمه الله - : وهو من كبار علماء مصر- في «الإبداع في مضار الابتداع» (ص251):( قيل أول من أحدثها - أي الموالد- بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، فابتدعوا ستة ، ومولد السيدة فاطمة الزهراء رضي اللهtموالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد الخليفة الحاضر... الخ ).
-
- 5} - وقال الدكتوران حسن إبراهيم حسن : مدير جامعة أسيوط سابقاً وطه أحمد شرف مفتش المواد الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم في كتابهما «المعز لدين الله» (ص284) تحت عنوان «الحفلات والأعياد»:( ان المعز كان يشترك مع رعاياه في الاحتفال بعيد رأس السنة الهجرية، ومولد النبي r، وليلة أول رجب ونصفه، وأول شعبان ونصفه، وموسم غرة رمضان، حتى لا يثير نفوس السنيين! ويقرب مسافة الخلف بين المبادئ السنية والعقائد الشيعية!! وكذلك كان المعز لدين الله يستغل هذه الأعياد التي كان زخر بها عهده في نشر خصائص المذهب الإسماعيلي وعقائده!! لذلك كان يحتفل بيوم عاشوراء ليحيي فيها ، كما كان يحي ذكرى مولد كثير من الأئمة، وذكرى مولد الخليفة القائمtذكرى الحسين بالأمر، وهكذا اتخذ المعز من الاحتفال بهذه الأعياد وسيلة لجذب رعاياه إليه ونشر مبادئ المذهب الإسماعيلي ) اهـ.

-

أما إسمهم فيسمون { بالعبيديون }
-
- رأي الأئمة فيهم :
-
-
1} قال الإمام ابن كثير- رحمه الله - : في «البداية والنهاية» (12/267): ( كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة وأخبثهم سريرة ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشة .
-
2} وقال الإمام الذهبي - رحمه الله - : في «العبر في خبر من عبر» (2/199): (المهديُّ عبيد الله والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية افترى انه من ولد جعفر الصادق وكان بسلمية فبعث دعاته إلى اليمن والمغرب وحاصل الأمر انه استولى على مملكة المغرب وامتدت دولته بضعًا وعشرين سنة ومات في ربيع الأول بالمهدية التي بناها وكان يظهر الرَّفض ويبطن الزندقة‏).
وقال أيضاً: (سنة اثنتين وأربعمائة فيها أذن فخر الملك أبو غالب الذي وليّ العراق بعد عميد الجيوش بعمل المأتم يوم عاشوراء‏.‏
وفيها كتب محضر ببغداد في قدح النسب الذي تدّعيه خلفاء مصر والقدح في عقائدهم وأنهم زنادقة وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرَّمي إخوان الكافرين شهادة يتقرَّب بها إلى الله شهدوا جميعًا أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار‏.‏
إلى أن قال‏:‏ فانه لما صار - يعني المهدي - إلى المغرب وتسمى بعبيد الله وتلقّب بالمهدي وهو مع من تقدّمه من سلفه الأنجاس أدعياء خوارج لا نسب ولا يعلمون أن أحدًا من الطالبيين توقّف عن إطلاق القول في هؤلاءtلهم في ولد عليّ الخوارج إنهم أدعياء وقد كان هذا الإنكار شائعًا بالحرمين وأن هذا الناجم بمصر وسلفه كفّار وفسّاق لمذهب الثَّنويّة والمجوسية معتقدون قد عطّلوا الحدود وأباحوا الفروج وسفكوا الدماء وسبُّوا الأنبياء ولعنوا السَّلف وادّعوا الربوبية ).
-
3 } قال السيوطي – رحمه الله – : في «تاريخ الخلفاء»: (ص4): (ولم أورد أحدا من الخلفاء العبيديين لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور منها أنهم غير قرشيين وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام وإلا فجدهم مجوسى قال القاضي عبد الجبار البصرى اسم جد الخلفاء المصريين سعيد كان أبوه يهوديا حدادا نشابة وقال القاضي أبو بكر الباقلاني القداح جد عبيد الله الذي يسمى بالمهدى كان مجوسيا ودخل عبيد الله المغرب وادعى أنه علوى ولم يعرفه أحد من علماء النسب وسماهم جهلة الناس الفاطميين وقال ابن خلكان أكثر أهل العلم لا يصححون نسب المهدى عبيد الله جد خلفاء مصر
-
4} قال الإمام الشاطبيّ : في «الاعتصام» (2/44):( العبيدية الذين ملكوا مصر وأفريقية زعمت أن الاحكام الشرعية إنما هى خاصة بالعوام وأما الخواص منهم فقد ترقوا عن تلك المرتبة فالنساء بإطلاق حلال لهم كما أن جميع ما فى الكون من رطب ويابس حلال لهم أيضا مستدلين على ذلك بخرافات عجائز لا يرضاها ذو عقل
-
( قلت ) : والأئمة متفقون على ذمهم ، لخبث ملتهم وفشو البدع في عهدهم ، وإنما ذكرت ذلك حتى يعلم المخالفون الذين يحيون الموالد من هو سلفهم في هذا الأمر ، فيرغبون عن هديهم والتشبه بهم ، فإنه من غير المعقول أن تكون هذه الأعياد المحدثة محمودة مندوباً إليها ، فتقصر عنها الأمة كلها طوال القرون الفاضلة، ويسبقهم إليها أولئك الظلمة الضلال .


وبعد ما انتهينا من الرد على كل الشبه التى حالت بين الصوفية والحق فأعتقد أنه على كل صوفي عاقل يبحث عن الحق قد اتضح له الحق وماعليه اءلان الا اتباعه كما قال الله تعالى { وأنى هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتيعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون } .

احساس انثى 01-30-2013 10:34 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
ما شاء الله
رااائعة
http://www.nawasreh.com/welcome/up/11933898317186.gif

كيان انسان 02-02-2013 05:49 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
بارك الله فى مرورك

كيان انسان 02-02-2013 05:58 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
هل يجوز في الردود السخرية بأهل البدع والمستهزئين بالشرع والفسَّاق ؟
ar
Share |




السؤال: دائماً يا شيخ - حفظك الله - إذا أخطأ شيخ فاضل ، أو طالب علم ، أو أحد من الناس ، وكان كلامه خطأ ، أو ظنّاً منَّا أنه أخطأ ، فنسمع المقولة الدائمة من أخطأ علناً نرد عليه علناً ، فهل ذلك صحيح ، أرجو تبين المسألة بالتفصيل ؛ للإشكال فيها . والسؤال الثاني هو : هل يجوز لنا التكلم على أحد الفساق ، أو أحد الذين يكتبون في الصحف ويتكلمون في الدين ، فنرد عليه - مثلاً - بمقال ساخر يسخر منه في المنتديات ، فالبعض قالوا لنا : إنها غيبة ، وردَّ عليهم بعض الإخوة بأنها تجوز من باب قوله تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) ، وما جاء في تفسير " التحرير والتنوير " للطاهر بن عاشور : ( ..أي : أن المُجازي يجازي من فَعَل معه فَعلةً تسوؤه بفعلة سيئة مثل فعلتِه في السوء ، وليس المراد بالسيئة هنا المعصية التي لا يرضاها الله ، فلا إشكال في إطلاق السيئة على الأذَى الذي يُلحق بالظالم ) . فيقولون : يجوز أن نلحق به الأذى بالسخرية من كتاباته ، وأن نستهزئ به ؛ لأنه يستهزئ بالإسلام ، وهو مسلم في الحقيقة ، والسخرية منه ، والتنقص : جزاء لسوء عباراته ، وأما أن نؤذيه بالكلام بالضوابط الشرعية : فهذا جائز ( وليس واجباً أو مندوباً ) وإنما جائز ، وهناك نصوص توضح مثل هذا الأصل ، ومنها قول الله تعالى : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم ..) فما هو الحكم يا شيخ حفظك الله ونفع بك ؟ .


الجواب : الحمد لله
أولاً:
من المسلَّمات التي لا يختلف عليها العقلاء : أن الخطأ لا يسلم منه أحد ، لا الدعاة ، ولا العلماء ، ولا من دونهم , وهذه سنَّة الله في خلقه ، لا تتبدل .

ثانياً:
إن النصيحة من أعظم أخلاق هذا الدين العظيم ، كما جاء في حديث تَمِيمٍ الدَّارِيِ أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) رواه مسلم ( 55 ) .
والأصل في النصح : الرفق ، والستر :
أما الرفق : فهو أدعى لقبول الحق ، والتراجع عن الخطأ ، ففي الحديث عنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلاَّ شَانَهُ ) رواه مسلم ( 2594 ) .
ومن أمثلته : ما جاء في الحديث عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَ أَعْرَابِي فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَهْ ، مَهْ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تُزْرِمُوهُ ، دَعُوهُ ) ، فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ : ( إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِي لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ) ،
قَالَ : فَأَمَرَ رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ .
رواه البخاري ( 5679 ) ومسلم ( 285 ) .
وأما الستر : فلحديث أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( لاَ يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم (2590) .
ومن أمثلة ذلك : ما جاء عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّيءُ لَمْ يَقُلْ مَا بَالُ فُلاَنٍ يَقُولُ وَلَكِنْ يَقُولُ:( مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ).
رواه أبو داود ( 4788 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
ومن كلام الشافعي - رحمه الله - :
تعمَّدني بنصحك في انفرادي ** وجنِّبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ** من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ** فلا تجزع إذا لم تعط طاعـه
ويستثنى من ذلك : المجاهر بالمعصية ، أو بدعة , والمصر عليها ، والداعي لها , وانظر جواب السؤال رقم : ( 9057 ) .

ثالثاً:
السخرية بأقوال أهل البدع ، وأقوال المجاهرين بالمعصية ، والذين يتكلمون في الدين وأهله : مباحة , بشرط أن لا يُسخر من خِلقتهم ، وأن تكون في " طور الرزانة والحق ، وألا يتخذها عادة وديدناً ، وألا يغلب هزله على جدِّه " ، وانظر جواب السؤال رقم : ( 9057 ) .
وقد يستدل لذلك بقوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ . وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ . فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) المطففين/ 29 – 34 .
قال الألوسي- رحمه الله - :
فإنه صريح في أن ضحك المؤمنين منهم جزاء لضحكهم منهم في الدنيا ، فلا بد من المجانسة ، والمشاكلة حتماً .
" روح المعاني " ( 30 / 77 ) .
ويستدل لذلك – أيضاً – بقوله تعالى :) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ) المجادلة/ 20 .
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني - حاكياً اعتقاد السلف أهل الحديث - :
واتفقـوا مع ذلك : على القول بقهر أهل البدع ، وإذلالهم ، وإخزائهم ، وإبعادهم ، وإقصائهم ، والتباعد منهم ، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم ، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ، ومهاجرتهم .
" عقيدة السلف وأصحاب الحديث " ( ص 123 ) .

والذين يسخرون من الإسلام وشعائره وأهله : يقعون في الكفر المخرج من الملة ، باتفاق أهل السنَّة ، وتسقط حرمتهم ، ويجوز معاملتهم بالمثل بالسخرية منهم ، ومن بدعهم ، وضلالهم ، كما قال تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) البقرة/ 194 ، وقال تعالى ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) النحل/ 126 .
وأما الاستدلال بالآية الكريمة وهي قوله تعالى ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) الشورى/ 40 : فالاستدلال بها صحيح .
قال ابن الجوزي - رحمه الله - :
قوله تعالى : ( وجزاءُ سيِّئةٍ سيِّئةٌ مِثْلُها ) قال مجاهد ، والسدِّي : هو جواب القبيح ، إذا قال له كلمة أجابه بمثْلها ، من غير أن يعتديَ .
" زاد المسير " ( 5 / 325 ) .
وهذا كله في المجاهر ، والمبتدع ، والمتربص بالدِّين وأهله , وأما المشايخ ، والدعاة ، وطلبة العلم : فقد تقدم الجواب على الأصول والضوابط في الرد عليهم ، وبيان أخطائهم , فانظر جواب السؤال رقم : ( 93211 ) .
ومع أننا ذكرنا ما يدل على جواز السخرية بأقوال أهل البدع ، والمجاهرين بضلالهم ، والكائدين للإسلام وأهله بأقلامهم : إلا أننا نرى عدم فعل ذلك أثناء الرد عليهم ، والاكتفاء بنقض أقوالهم ، وردها عليهم ، دون اللجوء إلى أسلوب السخرية والاستهزاء ؛ خشية من الوقوع في المحظور وعدم الالتزام بالضوابط الشرعية ، وتنزيهاً لأقلام أهل السنَّة أن تكتب ما لا يعلم جوازه عامة أهل السنَّة ، فلا يعود فعل ذلك إلا بالضرر عليهم .

فخلاصة الجواب أنه يجوز السخرية بأولئك المحادين لله ورسوله ودينه ، والكمال في ترك ذلك ، والاكتفاء بالردود العلمية الرصينة ، خاصة إذا لم تكن مصلحة شرعية من تلك السخرية .
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم (138629)
والله أعلم


كيان انسان 02-02-2013 06:03 PM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
تعليق على منع بعض الدول الحجاب والنقاب ، وحكم تبرج الكافرة في بلاد الإسلام
السؤال: من المعلوم ما يحصل الآن في " فرنسا " وفي عدد من بعض الدول الإسلامية قبل الغربية من محاربة للحجاب ، حيث أصبحت محل نقاش في بعض المجالس والمنتديات , حتى أصبحنا نرى البعض يقول : كيف تطالبون غيركم أن يمنحوكم الحرية في لبس الحجاب على الطريقة التي تريدون في حين أنكم تجبرونهم على لبس الحجاب في بلادكم ، إذا فالكفتان متساويتان . لو كنتم حقّاً ترون أن إجبار النساء على خلع النقاب تدخل في الحريات فإن ما تفعلونه هنا من إجبار النساء على لبس العباءة يعد تدخلاً في الحرية ، دعوكم من التعصب ، ولستم مجبرين على العيش في بلادهم ، ولكم حق الهجرة وإلا فالزموا الصمت وارضوا بقوانينهم ! . أريد من فضيلتكم ردّاً علميّاً مقنعاً كما تعودنا منكم في مثل هذه الأحداث . جزاكم الله خيراً على ما قدمتم وتقدمون ، ونفع بعلمكم ، فأنتم وبحق خير خلف لخير سلف ، حفظكم الله .


الجواب :
الحمد لله
أولاً:
إن المسلم الغيور على دينه ليتألم أشد الألم مما يراه من محاربة للإسلام وشعائره ، لا من الكفار وحدهم بل ومن أهله المنتسبين له في الظاهر ، ومن هؤلاء من يتكلم بجهل ، ومنهم من يتكلم انطلاقاً من خبث وزندقة .
وعندما نقارن بين حرب الستر والعفاف بين دول الكفر وبعض الدول المنتسبة للإسلام نجد أن حرب تلك الدول الأخيرة أشد وأعظم ، فهي تسن القوانين لمنع غطاء الرأس ! وأما تلك الدول الكافرة – كفرنسا وبلجيكا – فهي تسن القوانين لمنع غطاء الوجه فحسب ! وبين الأمرين فرق ظاهر ، وكان – ولا يزال - الألم يعتصر قلوب الغيورين على الإسلام لأسباب :
1. أن هذه الدول محسوبة على الإسلام ، وليس على النصارى ولا اليهود .
2. أنهم يمنعون غطاء الرأس ، ويعاقبون عليه ، ويهينون المرأة العفيفة التي تلبسه ، ويمنعونها من الدراسة والعمل والعلاج .
3. أن حربهم على العفاف والستر قديم ، وقد سبقوا دول الكفر بعشرات السنوات .
ثانياً:
وأما دعوى بعض الانهزاميين أننا إذا انتقدنا الكفار في منعهم النقاب من باب " الحرية الشخصية " فكيف نلزم نساءهم بالعباءة – أو بالستر – في بلادنا : فالجواب عليه :
1. أنه لا يوجد في بلاد الإسلام من يلزم المرأة الكافرة بستر بدنها حين تخرج للشارع إلا دولة واحدة وهي " السعودية " ونسأل الله تعالى أن يبقي هذا الخير ولا يتغير ، وأما باقي دول الإسلام فإنهم لا يلزمون نساءهم بالستر فكيف سيلزمون الكافرات ؟! .
2. أن التبرج والتهتك والعري ليس مسموحاً به عند النصارى ولا اليهود في أصل دينهم ، فالأمر لهم بالستر هو أمر بما في أصل دينهم .
3. أننا لا نعتب على الكفار بمنعهم غطاء الوجه عن النساء المسلمات ، لو كان منطلقهم من ذلك دينهم ! ولكن العتب عليهم من وجوه ، منها :
أ. أنهم يزعمون أنهم علمانيون ، وأنهم قد فصلوا الدين عن الدولة ، فما بالهم هنا يحاربون شعيرة دينية ؟! .
ب. أنهم يزعمون أنهم دعاة حماية " الحرية الشخصية " فلماذا يطبقون هذا على كل من " تخلع " ثيابها أو أكثرها ! ولا يطبقونه على من " تستر " بدنها أو أكثره ؟! .
ج. أنهم لم يحاربوا سوى الإسلام في لباس نسائه ، وهذه دول العالم يختلف لباسهم بعضهم عن بعض – رجالاً ونساءً – فلماذا تُركت نساء أهل تلك الأديان والطوائف والمذاهب ليلبسن ما يشأن إلا النساء المسلمات فإنه يضيَّق عليهن فيما هو واجب أصلاً عليهن في الشرع ؟! .

ثالثاً:
ويُسأل من ألزم النساء الكافرات بالعباءة والستر : هل ألزمتَ نساء أهل بلدك ؟ وسيجيب بالإيجاب ، ويسأل : هل تفرِّق بين كافرة من دين وكافرة من دين آخر ؟ سيقول : لا أفرِّق ، ويُسأل - أخيراً – هل دينك يأمرك بهذا ؟ وسيكون جوابه : نعم .
ولذلك لا يعتب أحد على من حكم بالعلمانية أو بغيرها في السماح للكافرات بالتبرج في بلادهم ، أما من حكَّم الشريعة فإنه لا ينبغي أن يلام ولا يُعتب عليه ، فالعلمانية تسمح للكافرات بالتبرج ، والدين الإسلامي يمنع من ذلك ، فذاك سمح لهن ، وهذا منعهن ، ومن هنا توجه العقلاء لدول الكفر بالعتب واللوم ، حيث هم يحكمون بالعلمانية ومع ذلك يمعنون من غطاء الوجه مع أن مبدأهم لا يمنع من ذلك ، فضلاً عن تجريم من غطَّت وجهها ، أو تجريم من دعاها لذلك أو أمرها به من أهلها ، فإن لم تكن هذه " ديكتاتورية " و " فاشية " و " إرهاب " فما هي هذه الأشياء إذن ؟! .
رابعاً:
ولا يجوز لأي ولي أمر بلد من بلاد الإسلام أن يسمح بكشف العورات والتبرج لأي أحد في بلاده ، وهو مسئول عن كل معصية تُرتكب فيما تولَّى عليه ، ولو كان من الكفار ، فلا فرق بين مسلمة وكافرة في منعها من التبرج والتعري ، كما لا فرق بينهما في تحريم النظر .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فوائد حديث حاطب - :
قال ابن المنيِّر : ليس في الحديث بيان هل كانت المرأة مسلمة أو ذمية ، لكن لما استوى حكمهما في تحريم النظر لغير حاجة شملهما الدليل .
" فتح الباري " ( 6 / 191 ) .
وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ثمة زي خاص بنساء الكفار ؛ ذلك أنهن لم يُعرف عنهن التبرج والتعري ، بل وحتى النساء في الجاهلية لم يكن يُعرف عنهن اللباس الفاضح ، وقد صرَّح النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يرَ هذا الصنف من الناس حيث قال ( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) .
رواه مسلم ( 2128 ) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ الله عنه .
وحتى على القول باحترام الحرية الشخصية فإن منع المرأة الكافرة من التعري والتبرج ليس فيه ما يخالف ذلك المبدأ – تنزلاً على القول به - ، بخلاف منع المسلمة من تغطية رأسها أو وجهها فإن فيه ما يخالف مبدأهم في " الحرية الشخصية " .
قال الشيخ محماس بن جلعود – حفظه الله - :
وخروج النساء الكافرات في وسط المجتمع المسلم بلباس يدعو إلى الإثارة والفتنة : إما أن يكون داخلاً ضمن حدود " القانون المدني " أو ضمن " دائرة الحقوق الشخصية " ، وفي كلا الحالين فإنه غير جائز تكشف النساء الكافرات في المجتمع المسلم .
فـ " القانون المدني " مبني على وجوب احترام مشاعر الناس جميعًا ولا يجوز أن يتعرض أحد لمشاعرهم وغرائزهم بالإثارة وإحداث الألم فيها ، وهذه المظاهر التي تظهر بها النساء الكافرات في دار الإسلام اعتداء على مشاعر الناس ، وإيذاء لأرواحهم ، سواء كان الناظر في ذلك مسلمًا أو كافرًا ؛ وذلك لأمرين :
الأمر الأول : إذا كان الناظر إلى تلك النساء الكافرات العاريات من لباس العفة والفضيلة مسلمًا : فإنه يجد في تلك المظاهر ما يثير غيرته الدينية على هذا المنكر الظاهر وهذه الصور التي تتنافى مع أحكام الإسلام ، وإن كان من ضعاف الإيمان : فقد يجد من الإثارة الجنسية ما يسبب له الألم والحرج والضيق ، فهو ، مهما يكن ، إنسان حسَّاس ، ذو لحم ودم ، يحس بما يرى ويسمع ، فيتأثر بذلك سلبًا أو إيجابًا .
الأمر الثاني : لو فرضنا أن المسلمين غضوا أبصارهم عن تلك المناظر العارية والصور الخليعة : فإن الذكور من الكفار سيصيبهم من تلك المظاهر ما يشعل نار الفاقة والشعور بالحرمان ، في أنفسهم مما يدفعهم إلى ارتكاب جرائم متعددة الأنواع والأشكال كي يطفئوا تلك النار الملتهبة في أنفسهم ، والتي لا تجد ما يحد من قوتها ، أو يوجهها التوجيه السليم ؛ نظرًا لبعدهم عن الإيمان والإسلام .
ففي " القانون المدني " المبني على الشريعة الإسلامية نص يدل على تساوي المسلمين وأهل الذمة في " التكاليف الظاهرة في الجانب الأخلاقي " ولم يستثن من ذلك في حق الذميين سوى الخمر والخنزير ، فلهم أن يصنعوا الخمر ويشربوها خفية دون أن يخرج منها أو من أذاها شيء إلى المسلمين ، ولهم أن يربوا الخنازير ويأكلوها ويبيعوها بينهم .
هذا إذا قلنا إن عدم خروج النساء الكافرات بمظاهر العري والتكشف من الحقوق المدنية .
أما إذا قال شخص إن خروج المرأة باللباس الذي تريده من حقوقها الشخصية : فنقول إنه رغم ضعف هذا القول للأسباب التي تقدم ذكرها : فإن قانون الأحوال الشخصية لليهود والنصارى مستمد من التوراة والإنجيل رغم تحريفهما ، وليس فيهما ما يبيح هذا العري الفاضح والتبرج الجاهلي ، وفي المجتمع المسلم يعامل أهل الذمة في قانون الأحوال الشخصية بما يبيحه لهم دينهم ، أما ما ثبت تحريمه عليهم وعلى المسلمين : فيمنع عنه الجميع على حد سواء ، والنصوص الموجودة في الإنجيل بهذا الخصوص تأمر المرأة بارتداء البرقع وتذكر قياسات مختلفة له ، كما أن التوراة قد ذكر فيها أن " ربيكار " قد ارتدت ذات البرقع لأنها كانت محترمة .
" الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية " ( 2 / 684 – 691 ) وهو فصل طويل وقد نقلنا جزءً يسيراً منه .
والله أعلم



كيان انسان 02-04-2013 09:43 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الشبهة الأولى:
يدعي المستشرقون أنه لم يدخل في الإسلام مسلم طواعية وإنما بالغلبة والسيف.
ويرد على ذلك بأن من أصول الإسلام ومبادئه أن يترك حرية الاختيار، فمن أراد أن يدخل في الإسلام دخل فيه ، ومن أراد أن يبقى على دينه بقي عليه، فعن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى: http://www.elc.edu.sa/auto/IslamicSt...lCaracter2.jpg لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ http://www.elc.edu.sa/auto/IslamicSt...lCaracter3.jpg البقرة:٢٥٦ قال:كانت العرب لا دين لها فأكرهوا على الدين بالسيف قال ولا يكره اليهودي ولا النصراني ولا المجوسي إذا أعطوا الجزية. وقد نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو مسلماً فقال للنبي http://www.elc.edu.sa/auto/IslamicSt...lCaracter1.jpg: ألا استكرههما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية، فأنزل الله الآية ١٥.

كيان انسان 02-04-2013 09:48 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهات المستشرقين حول المراة والرد عليها

ويشتمل على عدة مباحث :

المبحث الأول:مقدمة عن معنى الاستشراق والفرق بينه وبين التبشير.
المبحث الثاني:شبهات المستشرقين حول تعدد الزوجات والرد عليها.
المبحث الثالث.شبهات المستشرقين حول عمل المرأة والرد عليها.
المبحث الرابع:شبهات المستشرقين حول ارث المرأة والرد عليها.
المبحث الخامس.:شبهات المستشرقين حول شهادة المرأة والرد عليها.
المبحث السادس:شبهات المستشرقين حول دية المرأة والرد عليها

الأول:معنى الاستشراق والفرق بينه وبين التبشير
الاستشراق: تعبير يدل على الاتجاه نحو الشرق ,ويدل على كل ما يبحث في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل فى إجراء الدراسات المختلفة نحو الشرق الإسلامي والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته .
التبشير عند المسيحيين هو هجوم النصرانية على الديانة المستوطنة في البلاد خصوصا على الإسلام وقد فكر فيه لويس التاسع قائد الحروب الصليبية فبعد فشل الحروب الصليبية في القضاء على الإسلام والتي كان أخرها في المنصورة في مصر وكان لويس أسيرا في ذلك الوقت فكر في سياسة التبشير
وبعد أن انكشفت الإبعاد الحقيقة للتبشير فكر أعداء الإسلام في أسلوب جديد أكثر مكرا وخداعا وكان هذا السلاح الجديد هو الاستشراف
وهدفهم الرئيسي تشكيك المسلمين في دينهم واعتبار الإسلام مستمدا من مصادر يهودية ونصرانيه.
المبحث الثانى
الشبهات الواردة حول تعدد الزوجات فى الاسلام
الشبهة الاولى:
أن تعدد الزوجات من ابتداع المسلمين وهو مجرد استجابة للشهوة.
الرد عليها:
قبل الرد لابد من التأكيد على بعض الحقائق:
الأول:الإسلام جعل تعدد الزوجات امرأ مشروعا لمن رغب فيه لقوله تعالى(قال الله تعإلى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ
وعلى ذلك فلا يجوز منعه ولا التشكيك ولا التنفير منه
الثاني:يجب على من يعدد بين الزوجات العدل في كل شيء عدا الميل القلبي لقوله تعالى(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ).

قد يكون للتعدد ضرورة مثل:
1-زيادة عدد النساء على الرجال لكثرة المواليد منهن أو لكثرة القتلى من الرجال فى الحروب.
2-حاجة الأمة المستمرة إلى التناسل وبخاصة حاجتها إلى الرجال الذين يفقدهم المجتمع بسبب كثرة وفياتهم في الحوادث.
3-قد تكون الزوجة مريضه أو عقيما.
4-قد يكون الزوج كثير الأسفار ولا تستطيع الزوجة أن تسافر معه أو هي لا ترغب في ذلك وهو يخشى على نفسه الفتنه واضعف أمام الإغراءات فمن المناسب له ان يتزوج فى هذه الحالة .
5-قد يكون الزوج عنده رغبة جنسيه زائدة لا يستطيع الصبر على زوجته في أيام الحيض أو النفاس.


وبعد هذه الحقائق أبين ألان الرد على هذه ألشبهه

قولهم إن الإسلام هو أول من جاء بالتعدد :ليس صحيحا التعدد كان موجودا قبل الإسلام وقد عرفته شعوبا كثيرة كاليهود والنصارى وعمل به بعض الأنبياء كالبني إبراهيم عليه السلام والنبي يعقوب والنبي سليمان كما كان موجودا فى الجاهلية قبل الإسلام
بل إن التعدد موجود في عصرنا الحالي في بعض بلدان أمريكا اللاتينية وبعض بلدان إفريقيا.
وفى الهند واليابان وغيرها مما يؤكد بطلان هذا الزعم.


الشبهة الثانية
ان التعدد فيه امتهان للمرأة
الرد عليه
ليس صحيحا بل ان فى التعدد فيه إكرام للمرأة وحفظ مصالحها فالمرأة الأولى من مصلحتها البقاء مع زوجها والثانية هي إلى اختارت الزواج ولم تجبر عليه
بل من مصلحتها إن يكون لها زوج ولو مع ثانيه وثالثه وتنجب الأطفال خيرا لها من إن من إن تتعرض للفتنه والحرمان وتكون بلا زوج وتشكو من الوحدة والانفراد وما ينشا عنها من اكتئاب وأمراض نفسيه وأخطار.

الشبهه الثالثه
إن تعدد الزوجات ينشأ عنها المشاكل والأحقاد بين أفراد الأسرة .
الرد عليه
هذا غير مسلم به على الإطلاق لأنه قد يوجد مثل هذا في الأسرة التي ليس فيها تعدد ووجود مثل هذا لا يمنع التعدد ولا يعطله لان الله تعالى شرع التعدد مع علمه بنفوس النساء وطبائعهن مقارنة بمقاصد التعدد التي تسمو بكثير عما يقع في إثنائه من كيد وتشاحن نتيجة هذه الغيرة الطبيعية الموجودة فى نفوس النساء.
مع العلم إن هذا الخلاف قد يتلاشى تماما بحسب حكمة الزوج وحسن تصرفه وإحسانه وعدله بين زوجاته.
وكلما كان مقصرا فى الحقوق تزعزعت الأسرة وتعرضت للانهيار.

الشبهة الخامسة
قولهم ان التعدد يؤدى الى كثرة النسل مما يصعب معه التربيه والتعليم.
الرد على هذه الشبهة
كثرة النسل الناشئ عن التعدد مصدر سعادة للأسرة والمجتمع واكبر دليل على ذلك أبناء العلماء والمشايخ ممن لهن أكثر من زوجه.
المبحث الثالث
شبهات المستشرقين حول عمل المراة والرد عليها
إن المرأة في الإسلام لا تمارس ما يمارسه الرجل من الوظائف وهذا يسبب البطالة في المجتمع
الرد على هذه الشبه:
أولا
-إن الإسلام لا يعارض عمل المرأة في المجالات التي تناسبها كالتدريس والطب بشروط:
1-التزامها بالحجاب.
2-موافقة الزوج او ولى الامر.
3-تجنب الاختلاط والخلوة.
الا يستغرق العمل كل وقتها مما يؤثر على بيتها واولادها.
ثانيا
إن الواقع يثبت إن المرأة تعمل في بيتها فتربى أطفالها وتهتم بزوجها وهذه مسؤولية كبيره.
ثالثا
إن المطالبة بعمل المرأة في الإعمال التي لا تناسبها كتولي الوزارة والقضاء وتنظيف الشوارع والعمل في المقاهي وغير ذلك شرعا لضعفها ومشقتها ومزاحمة الرجال وانتشار بطالتهم وتفكك الاسره وكثرة الطلاق .
رابعا
ان كيان المرأة وتكوينها النفسي والجسدي يخالف الرجل وذلك لأنه يعتريها حيض وحمل ونفاس ورضاع مما يتسبب في إعاقتها عن العمل الجاد.

المبحث الرابع:شبهات المستشرقين حول ارث المراة والرد عليها
إن الإسلام ظلمها حينما جعل ارثها نصف ارث الرجل
الرد على هذه الشبهة
أولا :ان الإسلام حصر الإرث فى قريب المتوفى الذي يرتبط به نسب أو زواج وجعل نسبة الأولاد بنين وبنات لا تنقص عن نصف التركة وهى نسبة كبيره.
ثانيا: آن الإسلام يراعى مقدار حاجة الوارث فكلما كانت حاجة الوارث اشد كان نصيبه اكبر فنصيب الابن أكثر من نصيب الأب لأنه اشد حاجة من الأب.
ولذلك كان نصيب الذكر ضعف الأنثى لان تكاليفه ونفقاته أكثر فهو المكلف بالمهر والسكن وعليه نفقة زوجته وأولاده وعلى ذلك فكون المرأة نصف الرجل هذا لا نها اقل حاجة للمال من الذكر ولا علاقة لها بكونها أنثى.
المبحث الخامس
:شبهات المستشرقين حول شهادة المرأة فى الإسلام والرد عليها
قالوا إن الإسلام انتقص المرأة وعاملها دون الرجل فجعل شهادتها على النصف من الرجل وفى هذا هدر لإنسانيتها وكرامتها مستشهدا بقوله تعالى :{ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى.. } . (البقرة :282
الرد على هذه الشبهة
1-موضوع الشهادة لا علاقة له بالإنسانية والكرامة فالإسلام سوى بين الرجل والمرأة في (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ (سورة النساء ايه 1.
2-ان موضوع الشهادة يتصل بالأمور المادية واثبات الحقوق وهذا ليس محل اهتمام المرأة.
3ان المرأة عاطفيه بطبيعتها فقد تتأثر بالموقف فينعكس هذا على أداء شهادتها.4- ان الإسلام قبل شهادتها وحدها فيما يخص النساء غالبا وفيما يطلعن عليه فتقبل شهادتها وحدها في إثبات الولادة والثيوبه والبكارة والرضاع.

المبحث السادس
شبهات المستشرقين حول دية المرأة فى الإسلام والرد عليها
إن الإسلام سوى بين الرجل والمرأة في حين نرى دية المرأة على النصف من دية الرجل.
الرد على هذه ألشبهه:
إن الإسلام سوى بين الرجل والمرأة في المكانة ومن ذلك انه في حالة الاعتداء على أى نفس بشريه بالقتل العمد فانه يقتل القاتل سواء كان القاتل رجلا او امرأة وذلك مصداقا لقوله تعالى (
( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص سورة المائدة الآية رقم 45
إما في حالة القتل الخطأ ونحوها و تنازل ولى المقتول عن القصاص وقبول الدية فتكون دية المرأة على النصف من الرجل وذلك تعويضا عن الضرر الذي لحق بأسرة المقتول فخسارة الأولاد والزوجة بفقد الأب المكلف بالإنفاق عليهم تكون أكثر من خسارة الزوج والأبناء بفقد الأم التي لم تكلف بالإنفاق على نفسها .
وأخيرا فقد اكتفيت بهذه الشبه وكما رأينا كلها شبه واهية يريدون بها إن يضعفوا صلتنا بالإسلام ولكن الحمد لله كل محاولتهم دائما تفشل وما زالت الحرب مستمرة على الإسلام والمسلمين ولابد للمسلمين ان يقفوا وينتبهوا الى مخططات الغرب وان يتعاملوا بحذر مع الفكر الاستشراقى ففى كل عصر يبحثون عن لون جديد وقناع جديد يتخفون به .

د:زينب احمد السعيد
الأستاذ المساعد بجامعة سلمان بن عبد العزيز
بالمملكة العربية السعودية

كيان انسان 02-04-2013 10:08 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
اهل السنه ابو اسحاق الحويني حفضه الله وكلمه عن (( صدام والرافضه ))
اللهم العن الشيعه ومن شايعهم والنصارى ومن ناصره واليهود ومن هاودهم
نترككم مع كلام رائع لفضيلة الشيخ

__________________
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في (فتاواه) (1/274) :
"وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ، كما قال الله سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة / 51

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/i...dVQKxereChOfDb
العلامه الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس جماعة انصار السنه المحمديه : يقول : من اتّخذ من كلام الفرنجة قوانين يتحاكم إليها ... فهو بلا شكّ كافر مرتدّ ... ولا ينفعه أي اسم تسمّى به، ولا أي عمل من ظواهر أعمال الصلاة والصيام والحج ونحوها.

كيان انسان 02-04-2013 10:12 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الفَرق بينَ الدّعوة السّلفيّةِ والتَّكفيريِّين

لما كانَ (خروجُ) هؤلاء القومِ دائمًا ومستمرًّا حتّى خروجِ الدَّجالِ, وكانَ أمرُهم في كلِّ عصرٍ ومِصرٍ قدْ يَشْتبهُ عَلى بعضِ المسلِمين؛ فَيُظنّ أنّهم على الحقِّ كما اشتَبه أمرُهم عَلى بعضِ مَنْ كانَ في عهْد السّلف الأوَّلين
كانَ لابدَّ مِنْ ضَرورةِ الحرْصِ علَى التَّمييز بين هؤُلاء (الخارجيّين) وبينَ أتْباعِ السّلف الأوَّلِين
لاسيّما مَع شُيوع قَنوات التّوجيه الإعلاميِّ المختلفة في توجُّهاتها ومقاصدِها وثقافةِ القَائمين على تحريرِ الأخبارِ فيها ؛ حيث لاحظْنا خلطًا كبيرًا ، وتشويهًا خِطيرًا للدَّعْوةِ السَّلفيّة المباركةِ وَذلك بِنسبةِ الخارجين عَنها -مِنَ (التَّكفيريّين الخوارج)- إليْها , وإلصاقِ شَنيعِ أفْكارِهم وأعْمالهم بِهذِه الدَّعوةِ المباركةِ؛ لِذَا! اقتضَى المقامُ التَّنبيهَ عَلى أهمِّ الفَوارقِ بينَ (الدَّعوة السَّلفيّة الأثريّة) وبينَ (الدَّعوةِ التكفيريَّة الخارجيّة)؛ فَنقول مُستعينِين بِالله:
الفرقُ الأوّل: المرجعيّةُ العلميّةُ المعاصرةُ للسّلفيّينَ تختلفُ تمامًا عن المرجعيّةِ المعاصرةِ للتَّكفيريّين.
إنَّ السَّلفيّين مَرْجِعُهم في فَهْمِ كِتابِ اللهِ تعالى وسُنّةِ نبيِّه -بالإضافةِ إلى آثارِ سلفِ الأمّةِ وما فَهِمه علماؤُها المتقدِّمون- مَا صدَر عن الأئمة الأعْلام كَأمْثالِ: ابن بازٍ, والألبانيِّ، وابنِ عُثيمين, واللّجنةِ الدَّائمة للبُحوثِ العِلميّة والإفْتاءِ, والشّيخِ عبدِ المحسن العبّاد وغيرِهم ممّن سارَ على مَنْهَجِهم.
أمَّا التَّكفيريّون فَمرجعيّتُهم المعاصِرة إلى:أبي محمّد المقدسيّ , وأبي قتادة الفلسطينيّ , وأبي بصير الطرطوسيّ، وغيرهم ممّن سار على منهجِهم وطريقَتِهم.
الفرقُ الثّاني : سندُ الدّعوة السّلفيّةِ متّصلٌ بالسّلفِ الأوّلين عِلْمًـا وفَهمًـا .
إنَّ السَّلفيينَ– بمُخْتَلَفِ مَدَارِسِهِم- مَا زَالوا يتلَقّون معتقداتِهم ومناهجَهم خَلَفًا عنْ سَلفٍ حتّى ينتهِيَ إسْنادُهُم إلى السّلفِ الأوّلينَ؛ فلا تجدُ أصْلًا عِلْمِيَّا سَلَفِيًّا إلّا وِلِلسَّلفيّينَ أدِلّةٌ عَليْه مِنْ نُصوصِ الكِتابِ والسّنّة وَآثارِ سَلَفِ الأمّة نَقَلها عَنْهم أهْلُ العِلْمِ جِيلًا إِثْرَ جِيلٍ حتّى وَصلَتْ إِلَيْنا .
أمَّا التَّكفيريّون المعاصِرون–على مختلَفِ توجُّهاتهم- فَسنَدُهم مُنقَطِع يَرْجِع إلى جماعات: (التّكفير والهِجْرة) وغيرها
الفَرق الثَّالِث: الدَّعوةُ السَّلفيّة محافظةٌ على أصالةِ مَنهجِها ونَقائِه مِنْ أن يمتزجَ بغَيْره مِنَ الأفكارِ الوَافدة.
إنَّ الدَّعوةَ السّلفيّةَ شِعارُها في الجانبِ الدِّينيِّ قولُه– صلى الله عليه وسلم-:«إيّاكم ومحدثاتِ الأمُور؛ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بِدْعةٌ , وكلَّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ , وكلَّ ضلالةٍ في النّارِ»؛ فهيَ لا تَرى إمكانيةَ وُقوعِ الصّلاح الكاملِ إلّا بواسطِة الشَّرع مِصداقَ قولِ الإمامِ مَالكٍ –رحمه الله-:«لا يصلح آخر هذِه الأمّة إلا بِما صَلُح بِه أوّلها» .
وظهورُ هذَا الحرْصِ مِنَ الدّعوة السّلفيّةِ على التّمسّكِ بتُراثِها العلميِّ الإصْلاحيِّ هو الذِي دَفعَ البَعضُ إلى وَصْفِهابـ(السَّلفيّة التَّقليديّة) أو (المحافِظَةِ) وهي أوصافٌ حقّة وإنْ أُريدَ بها (الباطِل)؛فَلَمْ يرتضِ السّلفيّون (مزجًا) أو (تلقيحًا) لمعتقداتهم ومَناهجهم التي تلقَّوْها عنْ سلفِ الأمّةِ بغيْرها مِنَ الطّروحات والأفْكار الوافدة عليْها؛ فحَافَظُوا على نَقَاءِ دَعْوتِهم وأَصَالَتِها, ورَفضوا كلَّ حادِثٍ فِيهَا .
وأمّا (التّكفيريّون) فإنَّ أبرزَ قياداتِهم المعاصرةِ قدْ نَشأتْ وتَربّتْ على غيرِ منهجِ (السَّلف)
الفرقُ الرّابع : منهجُ السّلفيين في التّغيير قائمٌ على مبدأ التّصفية والتّربية.
يقوم منهجُ السّلف في التّغيير وَفْق قولِه تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) , فأوّل مقدّمات التّغيير هو: تغيّير ما بِالنفس مِنْ عقائدَ فَاسدَةٍ وإحلالُ محلِّها المعتقدات الصَحيحة السّليمة, بالعدولِ عن العبادَات والأقْوال والأحوال المبتدَعةِ إلى لُزوم السُّنّة في القَوْل والعَمل الباطنِ والظاهرِ، والتّخلّي عن السّلوكيات المنحرفة, والقِيام بواجبِ الوَقْتِ بِحسَب حالِ كلّ واحدٍ؛ فإذَا بدأ المسْلِمُ بتحقيقِ هذَا الأمرِ في نَفْسه عدّاه إلى غَيره بالتِي هِيَ أحسن؛ فيشيعُ -بذلك- الأمْنُ والإيمانُ، ويتأتّى وَعدُ الله سبحانه بالاسْتخلاف, كَما قالَ –سبحانه-:( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ).
وأمّا (التّكفْيريّونَ) فَيروْنَ أنَّ سلوكَ طريقِ التّصفيّةِ والتّربيةِ في التّغييرِ انهزاميّة؛ بَلْ ضلالةٌ وانْحرافُ, وأنَّ الطّريقَ الواجبَ لِتغييرما بالمجْتمعاتِ مِنْ مخالفاتٍ, يَكونُ بتغييرِ رَأسِ الهرَمِ فِيهَا وَهُم الحكّام, ولا يتحقّقُ ذلك إلّا بِالخروجِ عليْهِم وقِتالهم تحتَ شِعارِ (الجهاد) .
الفرقُ الخامِسُ: احترامُ السّلفيِّين لِعلمائِهم وتوقيرِهم لهم .
إنَّ السّلفيِّين معروفٌ عنْهم سَيرُهم عَلى طرِيقَةِ سِلَفِهم في تَوقِيرِعُلمائهم وأئمَّتِهم إذ إنّ الكَلامَ فِيهم والطّعنَ عليْهم لا يكونُ إلا بِقَصدِ الطّعنِ في المنهج النَّبويِّ الذِي تَبنَّوه!
وعلى النّقيضِ مِنْ ذَلك فإنَّ التّكفيريِّين ممثَّلين بِرُمُوزِهِم قَد اشتُهر عَنهم الطّعنُ والسبُّ والانتقاصُ لِعلماءِ الدَّعوةِ السَّلفيّة؛ فَهذَا أبُو محمَّدٍ المقدسيِّ يصِف في مَقاله (زلّ حمار العِلْم في الطِّين!!) أهْلَ العِلم أعضاءِ هَيئة كبارِ العُلماء وعَلَى رأسْهم سماحةُ الشّيخِ عبدِ العزيزِ بنِ بازٍ , وسماحةُ الشّيخ محمّد بنِ صالح العثيمين, وسَماحةُ الشّيخ عبدِ العزيز بنِ عبد الله آل الشيخ وغيرِهم من أصحابِ الفضيلةِ بأنّهم : (حمير العلم), (علماء الضلالة), (ازدَادُوا عماية وطغياناً.. وانحرافاً عن الحق وانسلاخاً عن التَّوْحيد، وانحيازاً إلى الطّواغيت وإلى الشِّرك والتَّنْديد.. ) ... إلخ .
ويصِفُ الظّواهري المشايخَ السَّلفيِّين: (ابن باز , وأبو بكر الجزائري , وغيرهما) بأنّهم (أسماءٌ رنّانةٌ جَوفاءُ تمادَتْ في نِفاقِ الطَّواغيتِ...), وأنّهم (مخرِّبون ومدمّرون لِعقائدِ الشّبابِ(!) ومبرِّرون لكُفرالطّاغوت، ومعادونَ للأمْر بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكر...) و (أنَّ ابنَ بازٍ وطائفتَه هُمْ علماءُ السّلطان الذين يَبيعونَنا لأعْدائنا في مقابل راتبٍ أو مَنْصِبٍ، وإن غضِبَ مَنْ غَضِبَ،ورَضيَ مَنْ رَضِي).
فهذَا الطّعنُ مِنَ التَّكفيريّين في العُلماء السلفيِّين لا يَكونُ سبُبه شخصِيًّا, وإنّما دافعُه الخلافُ العقديّ المنهجيّ بينَ السَّلفيَّينَ والتَّكفيريِّين الخوارجِ المعاصرِينِ .
الفرقُ السّادس : السّلفيةُ دَعوة الإسلام الحقّ، والعِبرة بالموَافقَةِ له وَالتَّطبيق لأحكامه, لا بِمُجرّد الانتسابِ الظَّاهر.
يرى السَّلفيُّونَ أنّه لا فرقَ بينَ الإسْلام الحقِّ الذي جاءَ به النَّبيُّ–صلّى اللهُ عليْه وسلّم- وامتثَله الصّحابةُ الكِرام في مختلف مجالات الدِّين : عِلْماً وعَمَلًا , دعوةً وبلاغًا , إصلاحًا وجِهَادًا, وبين الدَّعوةِ السَّلفيّة البيضاءِ النَّقيةِ؛ فَعلَى قَدْر قِيامِ السَّلَفِيِّ بِما شَرعَه الله– في مختلفِ المجالات- , يكونُ كمالُ التزِامه بالمنْهَجِ السّلفيِّ،وَعلى قَدْر تَفْريطِه يَكونُ ابْتعاده عن السّلفيّة الحقّة؛ فالمسلِمُ الحقّ هو السّلفيّ الحقّ،والعَكس كذلك ؛ فلِهذا لا يميّزُ السّلفيون أنفسَهم عنْ غَيرهِم بِقَيدٍ مِنْ (عِلمٍ , أوْ دَعوةٍ , أوْإصلاحٍ , أو جِهادٍ) لأنّ كلَّ هذِه الأمورَ مطلوبةٌ شرعًا, وكلٌّ مِنها بحسبه وشرْطه وضَوابِطه .
وأمّا التكفِيريّون فَقد أدْركوا مفارقتَهم للدَّعوةِ السَّلفيّةِ البيضاءِ النّقيّةِ في أمورٍ عِدّةٍ سَيأتي بيانُ أهمِّها.
وأدْرَكُوا -أيْضًا- أنَّ هذه النّسبةَ المطْلَقةَ قدْ تمثّلتْ في أذْهانِ العامّة والخاصّة مِنَ المسلمين بأهْل العِلْمِ السَّلفيِّين الأكابر كأمثالِ: (الألبانيّ وابن باز وابن عثيمين) وغيرِهم ممّن يضللونهم ويذمّونهم .


فلِهذا هُمْ يعدِلون عن الانْتساب إلى السَّلفيّة -بإطْلاقٍ- لإدْراكهم مآلَ هذه النِّسبةِ؛ فلهذا يُقيِّدُونَ نِسبتَهم إلى السَّلفيّة بقيْدٍ بَعيدٍ عن حَالهم وهُو (الجِهاد)؛ فيصِفُون أنفُسَهم بـ(السَّلفيّة الجهاديّة), وهم عندَ التَّحقيقِ لَيسُوا على طريقَةِ السَّلفِ المتقدِّمِين, ولا علماءِ السَّلفيّةِ المتأخِّرين, ..........................
(منقول من مقال بتصرف )



__________________
«ولو أنّا كلّما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورًا له، قمنا عليه، وبدّعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابنُ نصر، ولا ابنُ منده، ولا من هو أكبرُ منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقّ، وهو أرحمُ الراحمين، فنعوذُ بالله من الهوى والفظاظة»
[ الذهبي «سير أعلام النبلاء»: (14/ 40)]

كيان انسان 02-04-2013 10:17 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهة(ولوأنهم إذ ظلموا أنفسهم)ومالك الدار والعتبي(مجموعة ردود)

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جمع متواضع جمعته لنفسي من ردود طلاب العلم في هذا المنتدى المبارك ومن ملتقى أهل الحديث ومن غيره وأحببت بعد إتمامه طرحه هنا لعل الله أن ينفع به ويكتب الثواب لنا ولكم وللقائمين على المنتدى وأعتذر عن سوء التنسيق أوالتكرار إن وجد ونحوه من القصور والتقصير
والله المستعان ..
المجموع هو حول شبهة القبوريين حول قوله تعالى(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم)
قالوا يستحب لمن ظلم نفسه أن يأتي إلى قبر النبي بعد موته فيقول يارسول الله استغفر لي

الجواب:عن الاستدلال بهذه الآية وعن ماحاولوا أن يعضدوا به شبهتهم من حديث العتبي ومالك الدار
1-المجيء إلى القبر لايتناوله المجيء إلى الشخص لاشرعا ولالغة فالمجيء إليه يكون في حياته
2-المتوسل به بعد موته لابد أن يناديه من وراء الحجرات وقد ذم الله ذلك الفعل(إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون)
3-لوجاز هذا الاستدلال بهذه الآية على المجيء إلى قبره بعد موته ليستغفر لنا لجاز الاستدلال على بيعته بعد موته(إذا جاءك المؤمنات يبايعنك)
4-(إذ) ظرف لمامضى لاللمستقبل فلم يقل (إذا ظلموا) فالآية تتكلم عن واقعة عين
5-النبي لم يرشد الأمة ولا الأعمى الذي طلب منه الدعاء ولامن طلب منه الدعاء أن يتوسلوا من بعيد
6-ذم الله في هذه الآية المتخلفين عن المجيء إلى النبي واعتبرهم منافقين مستكبرين(وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون)
7-لم يثبت أن أحدا من الصحابة حين أذنب فعل ذلك بل ثبت ترك التوسل بالنبي في حديث عمر حين توسل بالعباس وترك التوسل بالنبي بعد موته وهو صريح
8-الآية حسب فهمكم توجب المجيء إلى القبر لكل مسلم يظلم نفسه وكلما ظلم نفسه فهو تكليف بمالايطاق
9-هذا الفهم إلغاء لدور الحج والعمرة التي تكفر الذنوب وفيه حج إلى القبر ويكون القبر عيدا عظيما للمذنبين وقد نهى النبي عن اتخاذ قبره عيدا
10-الآية نزلت فيمن ترك التحاكم إلى الرسول واختار التحاكم إلى الطاغوت وهم المنافقون فهي في قوم معينين
11-(إذ)متعلقة ب(جاؤوك) وليس ب(ظلموا)
وللآية معنيان :
أ-ولو أنهم عندما يظلمون أنفسهم يأتون إليك فيستغفرون الله ويسألونك أن تستغفر لهم لوجدوا الله توابا رحيما
ب-لوثبت مجيئهم إليك عندماظلموا أنفسهم…وهو المراد(راجع كتب الإعراب)
12-شرح الآية(ولوأنهم إذ ظلموا أنفسهم)بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك (جاؤوك)متوسلين إليك متنصلين…وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم واستغفرت لهم.(الشوكاني)
13-أن الاستغفار من النبي عمل من أعماله انقطع بموته والنبي لم يستثن نفسه من قوله(إذا مات ابن آدم انقطع عمله)
14-النبي في قبره وقبره في بيته فيجب انتظاره حتى يخرج(ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم)هذا بمنطق القبوريين حين استدلوا بتلك الآية لزمتهم هذه الآيةوردهم على هذه هو ردنا على تلك
15-افتراض أن النبي يسمع الأصوت كلها في وقت واحد ولاتشتبه عليه الأصوات واللغات هو إعطاء صفة من صفات الله له.
16-لم يفعل هذا أحد من الصحابة رغم مرورهم بفتن عظيمة(هذا رد على قصة الأعمى
17-قال الطبري إمام المفسرين(لو أن هؤلاء المنافقين الذين وصفهم الله في هاتين الآيتين الذين إذا دعوا إلى حكم الله ورسوله يصدون عنك صدودا إذ ظلموا أنفسهم باكتسابهم الاثم العظيم في التحاكم
إلى الطاغوت جاؤوك راضين بحكمك وسألوا الله أن يصفح عنهم تحاكمهم أليه وسأل لهم الرسول ذلك …بتصرف(157/4)
18-السياق يدل على أن المجيء للرسول في حياته لأن الاستغفار منه لايكون إلا في حياته
19-قالوا إن العبرة بعموم اللفظ لابعموم السبب فجعلوا المجيء إلى النبي شاملا في حياته وبعد مماته عند قبره ولم يعلموا أن اللفظ العام لايتناول إلا ماكان من أفراده والمجيء إلى القبر ليس من أفراد المجيء
إلى الرجل ومن فهم منه أمرا زائدا ففسره بالمجيء إلى القبر قابلناه بمعاني أخرى زائدة فهل كل أمر زائد على المجيء إلى الرجل تصح إضافته إلى الرجل
فإذا كان يمكن أن يفهم من اللفظ العام أمر زائد عليه ليس من أفراده فيلزم أن يطلق المجيء إلى الرجل المجيء إلى بيت الرجل وإلى أزواجه وأولاده وأصحابه وعشيرته وقومه وأممته ومجالسه وآثاره ولايلتزم ذلك عاقل
فإن خصص القبر من بينها طالبناه بالدليل من اللغة والعرف والشرع ؟إذا زرت قبر أي رجل من الناس هل تسمى زائرا للرجل نفسه وتقول جئت فلانا؟فالاستغفار عند قبره ليس من أفراد الاستغفار عنده ورؤية المقبور وسماع كلامه ليست بالطريق العادي
20-إن قالوا إن المجيء إليه لاينقطع بموته قلنا ماالدليل فإن أعمال النبي الأخرى انقطعت كالإمامة الصغرى والكبرى والجهاد وتحريض المؤمنين والصلاة والصيام وغيرها
21-إن قالوا هو حي في قبره قلنا مامعنى انقطاعه بعد الموت وهل الحياة البرزخية مساوية للحياة الدنيوية في كل الأحكام أم لا؟الأول بديهي البطلان لانقطاع الأحكام المذكورة وعلى الثاني لايستبعد انقطاع حكم المجيء إليه
22-لو كان استغفاره بعد موته ممكنا شرعا لدلنا عليه لكمال شفقته ولفعله أصحابه بعده ولما احتجتم إلى القياس في مسألة في العقيدة وأنتم تمنعون القياس في العقيدة
23-إن قالوا بعموم العلة وهي الوقوع في الذنب فنقول نطبق عموم العلة التي وردت في الآية فمن أذنب نفس الذنب بالتحاكم إلى الطاغوت يذهب للرسول في حياته ويستغفر لهوليس كل عاص
أما المؤمن الذي عصى فجاء القبر فليس مثله في شي
24-قالوا الفعل في سياق الشرط يفيد العموم بل هو أعلى صيغة للعموم لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدرا منكرا والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تفيد العموم فقوله(جاؤوك)وقع في حيز الشرط
الجواب:نقول هذه القاعدة لاتنطبق على الآية الكريمة فإن عموم الفعل في سياق الشرط لا يكون إلا في موضع يحصل فيه نكرة في سياق النفي، وهذا لا يحصل إلا في مثل شرطٍ يكون لليمين التي للمنع، ولذا قال السعد في حاشيته على العضدي: قوله "أو في معناه" يعني النكرة الواقعة في الشرط المستعمل موضع اليمين التي للمنع، مثل "إن أكلت فأنت طالق" وفي الآية الكريمة ة كون الشرط لليمين التي للمنع غير مسلم،



25-قالوا إن المفسرين هكذا فهموا من الآية ولذلك يوردون في كتبهم حديث العتبي وقصة الأعرابي الذي جاء يستغفر عند قبر النبي ويسأله أن يستغفر له
الجواب:
أولا حديث العتبي وهو بروايتين

الرواية الأولى لحديث العتبي أو الأعرابي
روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن الكرخي عن علي بن محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام ، فرمى نفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه وقال: يا رسول الله: قلت فسمعنا قولك ، ووعيت من الله عز وجل ما وعينا عنك وكان فيما أنزل الله تبارك وتعالى عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد ظلمت نفسي ، وجيتك لتستغفر لي فنودي من القبر: إنه غفر لك)


الكلام على سند هذا الحديث
قال في "الصارم المنكي":
والجواب: أن هذا الخبر منكر موضوع ، والهيثم جد أحمد بن محمد ابن الهيثم أظنه ابن عدي الطائي فإن يكنه فهو متروك كذاب ، وإلا فهو مجهول ،
، قال عباس الدوري:سمعت يحيى بن معين يقول:الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة ، كان يكذب ،
وقال العجلي وأبو داود: كذاب ،
وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والدولابي والأزدي: متروك الحديث ،
وقال السعدي:ساقط قد كشف قناعه.
وقال أبو زرعة:ليس بشيء.
وقال ابن حبان:؛ روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعات وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث. وقال الحاكم أبو عبدالله: حدث عن جماعة من الثقات أحاديث منكرة..أهـ

قال الذهبي في ترجمته (قال البخاري:ليس بثقة، كان يكذب،. وروى عباس عن يحيى:ليس بثقة،كان يكذب.وقال أبو داود:كذاب.وقال النسائي وغيره:متروك الحديث.
.وقال ابن عدي:لا أرضاه في شيء..انتهى ملخصاً.
وفي الإسناد راوي آخر:
وفي الميزان:الهيثم الطائي الآخر هو أيضاً كذاب،ولفظه هكذا:الهيثم عبدالغفار الطائي بصري مقل تالف.قال أحمد:عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبدالغفار عن همام بن يحيى وغيره فقال:هذا يضع الحديث. وقال أحمد:،:فخرقت حديثه وتركناه بعد.أهـ ) .




الرواية الثانية
الرواية الثانية كما وردت في كتاب (الشامل) لأبي منصور الصباغ بلا إسناد!!!!إذ لو كان إسنادها جيد لذكره كما سنبين.

نص رواية حديث العتبي

( كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجـاء أعرابي فقال:السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد جئتك مستغفراً لذنبي ، مستشفعاً بك إلى ربي



الكـلام على سند هذا الحديث

ليس لرواية حديث العتبي أي سند يستأنس به للحكم بصحة الرواية ، أو اعتلالها ؛ ولكن رأينا بصيصاً من الضوء على ذلك ، وهو:
علة الانقطاع فيه ، أن العتبي الذي يروي هذه الرواية عن الأعرابي كشاهد عيان!!! أن بينه وبين الأعرابي انقطاعاً يربو على مائتي سنة تقريباً وإليك البيان:

1- قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر أبو الفخر المراغي المتوفي سنة 816 هجرية في كتابه "تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" ص 111 في /ترجمة العتبي/ قال: "أسمه محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين" .

2- وقال ابن الأثير نحوه
3- وقال ابن خلكان نحوه

4- ولعل أحداً من القوم يقول: وما يدريك أن هذا هو العتبي ، المعنى بالرواية عن الأعرابي فأقول:
اعتراف الشيخ السبكي مؤلف كتاب "شفاء السقام" ا قال في ص 136 منه:
" قال السبكي في كتابه /شفاء السقام في زيارة خير الأنام/ العتبي ، وأسمه محمد بن عبدالله …..-بنفس تعريفنا له- توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين يكنّى أبا عبدالرحمن"أهـ .كلام السبكي. وذلك طبعاً بعد أن ذكر حكاية العتبي .


قال ابن عبدالهادي رحمه الله في الصارم المنكي:
( هذه الحكاية التي ذكرها السبكي ، بعضهم يرويها عن العتبي بلا إسناد!!!
وبعضهم يرويها عن محمد حرب الهلالي عن الأعرابي.
وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن الحسن الزعفراني عن الأعرابي.والزعفراني توفي 249 فكيف ادرك الاعرابي الذي كان بعد دفن النبي بثلاثة ايام
وقد ذكرها البيهقي في كتاب "شعب الإيمان" بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي
وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


26-قالوا يؤيد مذهبنا أن الأعمال تعرض على رسول الله وأنه يستغفر للمذنبين في قبره بدليل حديث:

( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ومماتي خير لكم تعرض علي أعمال لكم فإن وجدت خيراً حمدت الله وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم ) 
( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي اعمالكم فما رايت من خير حمدت الله عليه وما رايت من شر استغفرت لكم )

رواه البزار في مسنده كما في كشف الأستار عن زوائد البزار ( 1 / 397 ) بإسناد رجاله رجال الصحيح ، كما قال الحافظ نور الدين الهيثمي في المجمع ( 9 / 24 ) (العبارة لاتعني التصحيح عند أهل الحديث)
وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى ( 2 / 281 ) سنده صحيح ، السيوطي يصحح الواهيات والموضوعات
وقال الحافظان العراقيان - الزين وابنه ولي الدين - في طرح التثريب ( 3 / 297 ) : إسناد جيد ، وطرح الثريب من آخر مؤلفات الحافظ الزين العراقي .قد نقل الحافظ العراقي انتقاده وسيأتي فقوله اختلف
وروى الحديث ابن سعد باسناد حسن ، مرسل كما في فيض القدير ( 3 / 401 ) (المرسل ضعيف )
فمما قدمناه بان أن الذين صححوا الحديث من أهل الحديث : 
الحافظ النووي والحافظ ابن التين . والحافظ القرطبي . والحافظ القاضي عياض . 
والحافظ ابن حجر العسقلاني كما نقل ذلك عمن تقدم ذكرهم في الجمع بينه وبين حديث الشفاعة كما في 
الفتح ( 11 / 385 ) .
الرد على تصحيحه:

********
الرواية الأولى لحديث(حياتي خير لكم)
البداية والنهاية - ابن كثير ج 5 ص 296 :
. وقد قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يوسف بن موسى ، ثنا عبد الحميد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن سفيان ، عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله - هو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم " . ثم قال البزار لم نعرف آخره يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه . . وهو في المطبوع المسمى بـ البحر الزخار (5/307)
و فيه : وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبدالله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
قلت ( ابن كثير ) : وأما أوله وهو قوله عليه السلام : " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " فقد رواه النسائي من طرق متعددة عن سفيان الثوري وعن الاعمش كلاهما عن عبد الله بن السائب عن أبيه به.

علل الإسناد:
1- الحديث مرسل والمرسل من أنواع الضعيف قال الإمام مسلم في مقدمة كتابه الصحيحوالمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة))
2- لم يسنده إلا ابن أبي رواد في هذه الرواية والبقية أرسلوه
3-هذه الجملة (حياتي خير لكم..) جاءت زيادة على الحديث الصحيح الذي في مسلم « إن لله ملائكة سياحين». وهي غير صحيحة. ولهذا قال البزار « وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» (مسند البزار5/308).
4-والمتفرد بهذه الرواية هو عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد المرجئي أدخله على حديث مسلم « إن لله ملائكة سياحين». وتفرد بها عن بقية من رواه عن سفيان
.5-اتفاق الأعمش وجماعة من الثقات فيما (أخرج ابن عساكر والطبراني وأبونعيم)على روايته عن سفيان دون هذه الزيادة المنكرة الشاذة
6-أماقول الهيثمي في المجمع 9/24 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ،(وهذه الجملة لاتعني تصحيح الحديث)، وأما تصحيح السيوطي فهو يصحح الموضوعات
7-قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بعد أن ساق جميع طرق الرواية قي الضعيفة ( 2/ 404 _ 406 )
(( وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ، وخيرها حديث بكر بن عبدالله المزني وهو مرسل ، وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين ، ثم حديث ابن مسعود ، وهو خطأ ، وشرها حديث أنس بطريقيه )) اهـ
8-ابن أبي رواد متكلم في حفظه قال الخليلي : " ثقة ، لكنه أخطأ في أحاديث ، و قال
النسائي : " ليس بالقوي ، يكتب حديثه " . و قال ابن عبد البر : " روى عن مالك
أحاديث أخطأ فيها " .وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي يكتب حديثه". وقال الدارقطني: "لا يحتج به، يعتبر به"، وضعَّفه أبو زرعة، وابنُ سعدٍ، وابن أبي عمر، وغلا فيه ابن حيان فتركه.
و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 152 ) : " منكر
الحديث جدا ، يقلب الأخبار ، و يروي المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك " ولم يرو له مسلمٌ إلا حديثًا واحدًا في "كتاب الحج" (1299-179) مقرونًا ب "هشام بن سليمان المخزومي"، ولو سلمنا أن مسلمًا روى له محتجًا به فلا بأس بصنيعه، لأنه روى هذا الحديث عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، وكان عبد المجيد من أثبت الناس في ابن جريجٍ كما قال ابن معين، والدارقطني، وابنُ عدي وغيرهم، وحديثه هذا ليس عن ابن جريجٍ، مع مخالفته لنجوم أصحاب الثوري،
.لذلك قال ابن حجر(صدوق يخطيء)
9- وهذا الحديث من مناكيره حيث أسنده وبقية الرواة يرسلونه
10-ونقل الزبيدي حكم الحافظ العراقي على الحديث بأنه « ضعيف لأن فيه عبد المجيد بن عبد العزيز، فهو وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون. ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف» (المغني عن حمل الأسفار2/1051 على هامش الإحياء).


،


خلاصة أسانيد الحديث:
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بعد أن ساق جميع طرق الرواية قي الضعيفة ( 2/ 404 _ 406 )
(( وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ، وخيرها حديث بكر بن عبدالله المزني وهو مرسل ، وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين ، ثم حديث ابن مسعود ، وهو خطأ ، وشرها حديث أنس بطريقيه )) اهـ
فالحديث لايصح إلا مرسلا والطريق المرفوعة ليست ضعيفة فقط بل هي شاذة منكرة تفرد بها عبدالعزيز بن ابي رواد وهي غلط


علل المتن الكبيرة الواضحة:
وهذا المرسل لايقبل لنكارة متنة ومخالفته للأحاديث الأقوى منه التي في الصحيحين :
1-دل حديث الحوض على عدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بما عمل الناس بعده .
رد على هذا القبوريون بأن الذين لايعرفهم هم من الكفار من أمة الدعوة لا أمة الإجابة ونقلوا كلام ابن حجر وبتروه حيث قال في آخره ردا عليهم (وهذا يرده قوله في حديث أنس (( حتى إذا عرفهم )) وكذا في حديث أبي هريرة . )والأعمال التي تعرض الخير والشر والشر يشمل الكفر
2-ولو استغفر لهم بأبي هو وأمي على ما يراه من ذنوبهم لما عذب أحد منهم وذيد عن حوضه ولما احتاجوا أن يأتوا إليه كما فعل الأعرابي في رواية العتبي المختلقة
3-أن موت النبي ليس خير لهم ولالنا بل هو أعظم مصيبة على كل مسلم
فالمتن منكر ومخالف للأحاديث المتصلة القوية
4-« إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب» (رواه ابن سعد والدارمي بإسناد صحيح وصححه الألباني بالشواهد كما في السلسة الصحيحة3/97).
قال الحافظ ابن عبد البر « وصدق صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة انقطع الوحي وماتت النبوة» (التمهيد19/322).
5-كيف تعرض الأعمال على النبي بينما كان يصوم بين الاثنين والخميس لأنهما يومان تعرض فيهما اعمال العباد إلى الله فيحب النبي أن يعرض عمله على الله وهو صائم؟
6-وكيف يقول النبي e لابنته فاطمة « أنقذي نفسك من النار لا أغنى عنك [لا أملك لك] من الله شيئا»ثم يطمئن الزناة ومرتكبي الكبائر من أمته ويعدهم بأنه سيستغفر لهم؟
7-ولماذا كان يأمر بإقامة الحد على المذنبين من أمته في حياته ولم يكتف بالاستغفار لهم وهم جزء من أمته؟
8-أنها تحث على الإرجاء وراويها عبد المجيد بن عبد العزيز مبتدع متهم بالدعاية للإرجاء حتى أدخل أباه فيه. وهو الذي روى الرواية الموضوعة عن ابن عباس « وما نعلم الحق إلا في المرجئة» (ميزان الاعتدال2/648 وانظر العلل لأحمد 2/113 الجرح والتعديل 6/46 تهذيب التهذيب6/381 الضعفاء الصغير للبخاري 2
9-وقد شهد عليه أحمد والبخاري بأنه من غلاة المرجئة. قال « كان فيه غلو في الإرجاء». وقال أبو داود: « كان داعية في الإرجاء» (تهذيب التهذيب 6/381).فهو داعية إلى بدعته وهذا وحده كاف لرد روايته


قالوا له شواهد تقويه والجواب:
وأما الشواهد المزعومة باطلة وهذا التفصيل فيها :


[ 1 ]
قلت : تفسير ابن كثير ج: 2 ص: 387
قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا عن رسول الله ...

فهذا الحديث ضعيف لا ينفع للآتي :
1- ابن لهيعة : وهو ضعيف مطلقا سواء روى عنه القدماء أم غيرهم
2- رواية دراج عن أبي الهيثم غير مقبولة
وهذا يعرفه من له معرفة بالحديث تصحيحا وتضعيفا وممارسة
ولكن القبورية وغيرهم من إخوانهم أهل التقية من الروافض قبحهم الله لا يفهمون هذا الكلام .

[ 2 ]
وقال الإمام أحمد أنبأنا عبد الرزاق عن سفيان عمن سمع أنسا يقول
فهذا ضعيف :
لأن الواسطة بين سفيان وأنس بن مالك مجهولة لا تعرف .


[ 3 ]
وفي الدر المنثور ج: 4 ص: 191 :
أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات والحاكم وصححه والبيهقي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه

هذا إسناد فيه مجهولان :
1- أبو إسماعيل السكوني : وهو مجهول .
2- مالك بن أدّي : وهو مجهول .

[ 4 ]
وقال ابن كثير في تفسيره ج: 1 ص: 500
حيث قال باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته قال ابن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ...


قال ابن كثير :
فإنه أثر وفيه إنقطاع فإن فيه رجلا مبهما لم يسم وهو من كلام سعيد بن المسيب لم يرفعه
وهذا لا ينفع لسببين :
1- أن فيه رجلا مبهما
2- أنه من قول سعيد ابن المسيب وقوله لا يقبل إلا إن وافق حديثا صحيحا أو آية محكمة وحاشاه من مثل هذا الزور أن يقوله .


[ 5 ]
وقال ابن كثير في تفسيره ج: 2 ص: 420
[ 1 ] وقد قال الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا داود بن الجارود عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها وآخرها فقال رجل يا رسول الله عرض عليك من خلق فكيف من لم يخلق فقال صوروا لي في الطين حتى أني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه

[ 2 ] ورواه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن عقبة بن مكرم عن يونس بن بكير عن زياد بن المنذر عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد به نحوه

الطريق رقم [ 1 ] :
فيه داود بن الجارود : وهو مجهول والعين

الطريق رقم [ 2 ] :
فيه زياد بن المنذر أبو الجارود وهو مجمع على ضعفه ، بل اتهمه ابن معين بالكذب .
وكأن الأول محرف من هذا والله أعلم .


[ 6 ]

تفسير القرطبي ج: 5 ص: 198
إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا أمعذبين أم منعمين وهذا إستفهام معناه التوبيخ وقيل الإشارة إلى جميع أمته ذكر إبن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن المنهال إبن عمرو حدثه أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ليس من يوم إلا تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوة وعشية فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم فلذلك يشهد عليهم

تقدم الرد عليه في رقم [ 4 ]





شبهة:
قالوا(هو حديث مرسل صحيح (وهذا بحد ذاته يحتج به منفردا كثير من القدماء) ، فإن جاء له شواهد متصلة ارتفع عن حد الاحتجاج عند بعض القدماء إلى معظم إن لم يكن كل العلماء. وكأن التقوية فيه أسهل من الأول )

يرد على هذا مانقلنا عن الإمام مسلم فهو أعلم بمذاهب القدماء

شبهة قالوا:ذكر ابن جرير أن العلماء أجمعوا على قبول المرسل الصحيح قبل الشافعي .
الجواب:
وأما ما زعمه ابن جرير من إجماعٍ على قبول المرسل قبل الشافعي، فباطلٌ أنكر ذلك عليه العلماء كثيراً.
ابن عباس  لم يقبل مراسيل بشير بن كعب وهو من ثقات التابعين الجلة الذين لم يتكلم فيهم أحد، واحتج به البخاري في صحيحه. فكيف بغيره؟! و كثيرٌ من التابعين لم يقبلوا المراسيل منهم: ابن سيرين وعروة وإبراهيم النخعي وطاووس والزهري وشعبة وسفيان وابن المبارك والليث بن سعد وعبد الرحمان بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم ممن قَبْلَ الشافعي. بل ما حكى ذلك ابن سيرين عن جمهورهم بعد الفتنة كما في مقدمة صحيح مسلم. و أقوال هؤلاء التابعين –في عدم قبول المرسل– كثيرةٌ، لولا الإطالة لذكرت بعضها. وقد نقل الشافعي عن الجمهور أنهم لا يقبلون الحديث إلا عن ثقة يعرف ما يروي ويحفظ. وقال: «وما رأيت أحداً من أهل الحديث يخالف هذا المذهب».


والزهري أنكر على من روى المراسيل. ولمّا صار ابن أبي فروة يرسل الحديث قال له: «قاتلك الله يا ابن أبي فروة. ما أجرأك على الله؟ ألا تُسْنِدُ حديثك؟ تحدّثنا بأحاديث ليست لها خطم ولا أزمة (يعني الأسانيد)؟». والزهري ممن كان يرسل الحديث. ولا تناقض بينهما لمن تأمَّل.


27-احتجوا برواية القاضي عياض عن مالك في جواز الاستشفاع بالنبي في قصة مالك وأبي جعفرالمنصور وفيها(يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عيه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله قال الله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) الآية.
الجواب:
قال ابن تيمية:وَهَذِهِ الْحِكَايَةُ لَمْ يَذْكُرْهَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ الْمَعْرُوفِينَ بِالْأَخْذِ عَنْهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حميد ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ إذَا أَسْنَدَ ، فَكَيْفَ إذَا أَرْسَلَ حِكَايَةً لَا تُعْرَفُ إلَّا مِنْ جِهَتِهِ ؟ هَذَا إنْ ثَبَتَ عَنْهُ ، وَأَصْحَابُ مَالِكٍ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ بِمِثْلِ هَذَا النَّقْلِ لَا يَثْبُتُ عَنْ مَالِكٍ قَوْلٌ لَهُ فِي مَسْأَلَةٍ فِي الْفِقْهِ ؛ بَلْ إذَا رَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ كَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطاطري ضَعَّفُوا رِوَايَةَ هَؤُلَاءِ ، وَإِنَّمَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى رِوَايَةِ الْمَدَنِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ فَكَيْفَ بِحِكَايَةِ تُنَاقِضُ مَذْهَبَهُ الْمَعْرُوفَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ رَوَاهَا وَاحِدٌ مِنْ الْخُراسانِيِّينَ لَمْ يُدْرِكْهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ؟ .ا.هـ.


28-لو كانت الأعمال تعرض عليه لماجهل مايحصل من أعمال الذين يذادون عن حوضه يوم القيامةحين تقول الملائكة(إنك لاتدري ماذا أحدثوا بعدك)
قالوا: الجواب على هذا الاشكال هو ما أجاب به الحافظ في فتح الباري ( 11 / 385 ) جامعا بين الحديثين ناقلا ذلك عن أربع من أكابر حفاظ الأمة وهم : النووي وابن التين والقرطبي والقاضي عياض وهو خامسهم حيث قال ما معناه ملخصا : هؤلاء الذين يذادون عن الحوض هم المنافقون والذين ارتدوا عن الإسلام ، فهؤلاء لا تعرض أعمالهم عليه في الدنيا لخروجهم من أمته حقيقة ، وان كانوا في الصورة يصلون ويتوضأون فيحشرون بالغرة والتحجيل ، فإذا أبعدتهم الملائكة وقال لهم سحقا سحقا أطفا الله تعالى غرتهم وتحجيلهم وأذهبه ساعتئذ . اه**** من الفتح .
الجواب:أنهم بتروا كلام ابن حجر وهنا تتمته
قال ابن حجر :
(( ويدل قوله"أصيحابى"بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتى أمة الدعوة لا أمة الإجابة. ويدل قوله"أصيحابى"بالتصغير على قلة عددهم.وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتى أمة الدعوة لا أمة الإجابة ورجح بقوله فى حديث أبى هريرة"فأقول بعدا لهم وسحقا"ويؤيده كونهم خفى عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه وهذا يرده قوله في حديث أنس (( حتى إذا عرفهم )) وكذا في حديث أبي هريرة .

==============
أيضا يستدلون بحديث مالك الدار على فهمهم السقيم لهذه الآية الكريمة وهو:
قال ابن أبي شيبة في مصنفه (12/31) : 
حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال : وكان خازن عمر على الطعام قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقيون وقل له : عليك الكَيس ! عليك الكَيس ! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه .
قالوا إن عمر أقر الرجل ولم ينكر عليه:
الجواب:
1-أثبتوا أن عمر على علم بنداء الرجل للنبي
2-الأثر ضعيف ففيه مالك الدار وعليه مدار الحديث وهو مجهول الحال ولو شهد له أنه ثقة لبقي الشهادة بالضبط سكت عن هالبخاري وابن أبي حاتم والقاعدة أن من سكتا عنه فهو مجهول قال ابن أبي حاتم(ومن سكت عنه فإني لاأعرفه)
3-جاء في رواية سيف بن عمر الضبي أن الرجل هو بلال بن الحارث المزني وسيف كذاب متروك رماه ابن حبان بالزندقة(تهذيب التهذيب259/4)
4-الرواية غير متواترة وهي في العقيدة والرافضة والأشاعرة يشترطون المتواتر في العقيدة لافي الأسماء والصفات وحدها.
5-البخاري روى الرواية واقتصر على قول عمر(يارب مالآلوا إلا معجزت عنه)ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر فتكون الزيادة معارضة لماهو أوثق منها في صحيح البخاري من التوسل بالعباس وترك التوسل بالنبي من جمهور الصحابة وهذا الرجل المجهول الحال ليس بأكثر تعظيما للنبي من الصحابة
6-المنامات لاتقوم بها حجة
7-الإسناد فيه عنعة الأعمش وهو مدلس لم يصرح بالسماع في كل طرق الحديث فإن قيل إن أبامعاوية أثبت الناس في الأعمش قلنا إنه قد روى عن الأعمش مادلس فيه
8-قول ابن حجر عن رواية ابن أبي شيبة ((وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان)ليس نصا في تصحيح الحديث بل ولا في تصحيح جميع الإسنادلكنه تصحيح إلى أبي صالح فقط ولولا ذاك لقال(بإسنادصحيح)ويفعل هذا العلماء أحيانا لعدم استحضار السند وليلفتوا النظر إلى موضع علة وتفرد أبي صالح وابن حجرنفسه لم يعرف مالك الدار ولاترجم له
9-لوقيل إن السند صحيح لطالبنا بمعرفة الرجل الذي أتى القبر لأنه قد يكون هو الذى أخبر مالك الدار فليس بالضرورة أن يكون مالك الدار حاضرا القصة فإن قيل إن مالك معاصر له قلنا رواية التلاميذ عن شيوخهم بواسطة أمر معروف متكرر
10-تحصح ابن كثير لهذه الرواية هو بناءا على طريقته في توثيق مجاهيل التابعينة
11-أبوصالح السمان الذي روى عن مالك الدار لايعرف سماعه من مالك الدار بل ولاإدراكه له وهي علة قوية وبينهما عنعنة فهي مظنة انقطاع لاتدليس
12-قبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيته وعائشة فيه فكيف أتى هذا الأعرابي ودخل بيت عائشة وصاح عند القبر وهي لاتجعل ذلك لكل أحد ثم لاتروى القصة إلا من مالك الدار
13-أبوصالح السمان الذي روى عن مالك الدار ثبت أنه أرسل عن أبي بكر وأبي ذر فلايؤمن إساله هنا
14-هل ذلك الرجل المجهول أفقه من عمر حيث أن عمر لم يفعل هذا
15-لم يرو عن مالك الدار إلا أبوصالح حسب ماذكر ابن أبي حاتم وهذا يشعر أنه مجهول
16-ماينقل عن بعض العلماء أنه قال إن مالك الدار معروف فهذا يدل على توثيق ولايفيد شيئا
17-ذكر الذهبي أن السمان ولد في خلافة عمر وإدراكه لخلافة عثمان تبين بالرواية وتبقى علة الإرسال لأننا لانعلم هل مالك الدار مات قبل أن يبدأ السمان بالرواية أم بعده وأهل الحديث لم ينصوا على أنه سمع من مالك رغم أنهم نصوا على سماعه من أبي هريرة وغيره
18-قال الخليلي في الإشاد معلقا على أثر مالك(يقال بأن السمان سمع من مالك هذا الحديث والباقون أرسوله)ولذا نحكم على الأثر بالإرسال بناءا على مابين أيدينا من الروايات لاحتمال تفرد أحد الوضاعين أوالضعفاء برواية التصريح بالسماع ورواية السماع غير معلومة فلايوجد إلا الإرسال في الرواية التي أثبتها الخليلي
19-ممايعل به الأثر تفرد مالك بهذه الحادثة العظيمة
2-قول الخليلي عن مالك في الإرشاد(مالك الدار متفق عليه)نقول قد قال هذه العبارة في ضعفاء لاشك في ضعفهم وكيف يعرفه الخليلي ولايعرفه ابن أبي حاتم والبخاري
21-ابن حجر ذكر مالك في القسم الثالث من الإصابة وهو قسم المخضرمين الذين لم يرد خبر قط في اجتماعهم بالنبي ولارأوه سواء أسلموا في حياته أم بعد وفاته وهؤلاء ليسوا صحابة باتفاق
22-ماقيل إنه خازن عمر لم يسلم به بعض الباحثين وضبط المخازن لايستوجب ضبط الذاكرة
23-أن الأعمش ممن يُجمع حديثه وتفرد أبي معاوية عنه دون بقية أصحابه الثقات الكثر غير مقبول خاصة فيأصل من أصول الشرع
24-أعلم أهل عصره بالعلل علي بن المديني روى الأثر مختصرا ليس فيه المجيء إلى القبر وكأنه رأى بالمطول علة
25-ذكر ابن كثير وفاة مالك الدار بين61-80 ولم ينقل ذلك عن أحد من المتقدمين ممايدل على أنه اجتهاد منه
26- ليس في هذه الرواية أن للرسول سمعا مثل سمع رب العالمين وإلا لاكتفى هذا الرجل بالدعاء ن بعيد




حديث من صحيح البخاري يدل أن استغفار النبي في حياته فقط

صحيح البخاري ج 5 ص 2145

[5342] حدثنا يحيى بن يحيى أبو زكريا أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله النبي ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك فقالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ... الحديث

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir5092/#ixzz1xoXiuUGD

عائشة اشتكت رأسها فكأن النبي قال لو مت وأنا حي لاستغفرت لك


أنا جامع الموضوع وناشره في أكثر من منتدى

كيان انسان 02-04-2013 10:18 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شبهة(ولوأنهم إذ ظلموا أنفسهم)ومالك الدار والعتبي(مجموعة ردود)

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا جمع متواضع جمعته لنفسي من ردود طلاب العلم في هذا المنتدى المبارك ومن ملتقى أهل الحديث ومن غيره وأحببت بعد إتمامه طرحه هنا لعل الله أن ينفع به ويكتب الثواب لنا ولكم وللقائمين على المنتدى وأعتذر عن سوء التنسيق أوالتكرار إن وجد ونحوه من القصور والتقصير
والله المستعان ..
المجموع هو حول شبهة القبوريين حول قوله تعالى(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم)
قالوا يستحب لمن ظلم نفسه أن يأتي إلى قبر النبي بعد موته فيقول يارسول الله استغفر لي

الجواب:عن الاستدلال بهذه الآية وعن ماحاولوا أن يعضدوا به شبهتهم من حديث العتبي ومالك الدار
1-المجيء إلى القبر لايتناوله المجيء إلى الشخص لاشرعا ولالغة فالمجيء إليه يكون في حياته
2-المتوسل به بعد موته لابد أن يناديه من وراء الحجرات وقد ذم الله ذلك الفعل(إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون)
3-لوجاز هذا الاستدلال بهذه الآية على المجيء إلى قبره بعد موته ليستغفر لنا لجاز الاستدلال على بيعته بعد موته(إذا جاءك المؤمنات يبايعنك)
4-(إذ) ظرف لمامضى لاللمستقبل فلم يقل (إذا ظلموا) فالآية تتكلم عن واقعة عين
5-النبي لم يرشد الأمة ولا الأعمى الذي طلب منه الدعاء ولامن طلب منه الدعاء أن يتوسلوا من بعيد
6-ذم الله في هذه الآية المتخلفين عن المجيء إلى النبي واعتبرهم منافقين مستكبرين(وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون)
7-لم يثبت أن أحدا من الصحابة حين أذنب فعل ذلك بل ثبت ترك التوسل بالنبي في حديث عمر حين توسل بالعباس وترك التوسل بالنبي بعد موته وهو صريح
8-الآية حسب فهمكم توجب المجيء إلى القبر لكل مسلم يظلم نفسه وكلما ظلم نفسه فهو تكليف بمالايطاق
9-هذا الفهم إلغاء لدور الحج والعمرة التي تكفر الذنوب وفيه حج إلى القبر ويكون القبر عيدا عظيما للمذنبين وقد نهى النبي عن اتخاذ قبره عيدا
10-الآية نزلت فيمن ترك التحاكم إلى الرسول واختار التحاكم إلى الطاغوت وهم المنافقون فهي في قوم معينين
11-(إذ)متعلقة ب(جاؤوك) وليس ب(ظلموا)
وللآية معنيان :
أ-ولو أنهم عندما يظلمون أنفسهم يأتون إليك فيستغفرون الله ويسألونك أن تستغفر لهم لوجدوا الله توابا رحيما
ب-لوثبت مجيئهم إليك عندماظلموا أنفسهم…وهو المراد(راجع كتب الإعراب)
12-شرح الآية(ولوأنهم إذ ظلموا أنفسهم)بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك (جاؤوك)متوسلين إليك متنصلين…وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم واستغفرت لهم.(الشوكاني)
13-أن الاستغفار من النبي عمل من أعماله انقطع بموته والنبي لم يستثن نفسه من قوله(إذا مات ابن آدم انقطع عمله)
14-النبي في قبره وقبره في بيته فيجب انتظاره حتى يخرج(ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم)هذا بمنطق القبوريين حين استدلوا بتلك الآية لزمتهم هذه الآيةوردهم على هذه هو ردنا على تلك
15-افتراض أن النبي يسمع الأصوت كلها في وقت واحد ولاتشتبه عليه الأصوات واللغات هو إعطاء صفة من صفات الله له.
16-لم يفعل هذا أحد من الصحابة رغم مرورهم بفتن عظيمة(هذا رد على قصة الأعمى
17-قال الطبري إمام المفسرين(لو أن هؤلاء المنافقين الذين وصفهم الله في هاتين الآيتين الذين إذا دعوا إلى حكم الله ورسوله يصدون عنك صدودا إذ ظلموا أنفسهم باكتسابهم الاثم العظيم في التحاكم
إلى الطاغوت جاؤوك راضين بحكمك وسألوا الله أن يصفح عنهم تحاكمهم أليه وسأل لهم الرسول ذلك …بتصرف(157/4)
18-السياق يدل على أن المجيء للرسول في حياته لأن الاستغفار منه لايكون إلا في حياته
19-قالوا إن العبرة بعموم اللفظ لابعموم السبب فجعلوا المجيء إلى النبي شاملا في حياته وبعد مماته عند قبره ولم يعلموا أن اللفظ العام لايتناول إلا ماكان من أفراده والمجيء إلى القبر ليس من أفراد المجيء
إلى الرجل ومن فهم منه أمرا زائدا ففسره بالمجيء إلى القبر قابلناه بمعاني أخرى زائدة فهل كل أمر زائد على المجيء إلى الرجل تصح إضافته إلى الرجل
فإذا كان يمكن أن يفهم من اللفظ العام أمر زائد عليه ليس من أفراده فيلزم أن يطلق المجيء إلى الرجل المجيء إلى بيت الرجل وإلى أزواجه وأولاده وأصحابه وعشيرته وقومه وأممته ومجالسه وآثاره ولايلتزم ذلك عاقل
فإن خصص القبر من بينها طالبناه بالدليل من اللغة والعرف والشرع ؟إذا زرت قبر أي رجل من الناس هل تسمى زائرا للرجل نفسه وتقول جئت فلانا؟فالاستغفار عند قبره ليس من أفراد الاستغفار عنده ورؤية المقبور وسماع كلامه ليست بالطريق العادي
20-إن قالوا إن المجيء إليه لاينقطع بموته قلنا ماالدليل فإن أعمال النبي الأخرى انقطعت كالإمامة الصغرى والكبرى والجهاد وتحريض المؤمنين والصلاة والصيام وغيرها
21-إن قالوا هو حي في قبره قلنا مامعنى انقطاعه بعد الموت وهل الحياة البرزخية مساوية للحياة الدنيوية في كل الأحكام أم لا؟الأول بديهي البطلان لانقطاع الأحكام المذكورة وعلى الثاني لايستبعد انقطاع حكم المجيء إليه
22-لو كان استغفاره بعد موته ممكنا شرعا لدلنا عليه لكمال شفقته ولفعله أصحابه بعده ولما احتجتم إلى القياس في مسألة في العقيدة وأنتم تمنعون القياس في العقيدة
23-إن قالوا بعموم العلة وهي الوقوع في الذنب فنقول نطبق عموم العلة التي وردت في الآية فمن أذنب نفس الذنب بالتحاكم إلى الطاغوت يذهب للرسول في حياته ويستغفر لهوليس كل عاص
أما المؤمن الذي عصى فجاء القبر فليس مثله في شي
24-قالوا الفعل في سياق الشرط يفيد العموم بل هو أعلى صيغة للعموم لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدرا منكرا والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تفيد العموم فقوله(جاؤوك)وقع في حيز الشرط
الجواب:نقول هذه القاعدة لاتنطبق على الآية الكريمة فإن عموم الفعل في سياق الشرط لا يكون إلا في موضع يحصل فيه نكرة في سياق النفي، وهذا لا يحصل إلا في مثل شرطٍ يكون لليمين التي للمنع، ولذا قال السعد في حاشيته على العضدي: قوله "أو في معناه" يعني النكرة الواقعة في الشرط المستعمل موضع اليمين التي للمنع، مثل "إن أكلت فأنت طالق" وفي الآية الكريمة ة كون الشرط لليمين التي للمنع غير مسلم،



25-قالوا إن المفسرين هكذا فهموا من الآية ولذلك يوردون في كتبهم حديث العتبي وقصة الأعرابي الذي جاء يستغفر عند قبر النبي ويسأله أن يستغفر له
الجواب:
أولا حديث العتبي وهو بروايتين

الرواية الأولى لحديث العتبي أو الأعرابي
روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن الكرخي عن علي بن محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام ، فرمى نفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه وقال: يا رسول الله: قلت فسمعنا قولك ، ووعيت من الله عز وجل ما وعينا عنك وكان فيما أنزل الله تبارك وتعالى عليك: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد ظلمت نفسي ، وجيتك لتستغفر لي فنودي من القبر: إنه غفر لك)


الكلام على سند هذا الحديث
قال في "الصارم المنكي":
والجواب: أن هذا الخبر منكر موضوع ، والهيثم جد أحمد بن محمد ابن الهيثم أظنه ابن عدي الطائي فإن يكنه فهو متروك كذاب ، وإلا فهو مجهول ،
، قال عباس الدوري:سمعت يحيى بن معين يقول:الهيثم بن عدي كوفي ليس بثقة ، كان يكذب ،
وقال العجلي وأبو داود: كذاب ،
وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والدولابي والأزدي: متروك الحديث ،
وقال السعدي:ساقط قد كشف قناعه.
وقال أبو زرعة:ليس بشيء.
وقال ابن حبان:؛ روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعات وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث. وقال الحاكم أبو عبدالله: حدث عن جماعة من الثقات أحاديث منكرة..أهـ

قال الذهبي في ترجمته (قال البخاري:ليس بثقة، كان يكذب،. وروى عباس عن يحيى:ليس بثقة،كان يكذب.وقال أبو داود:كذاب.وقال النسائي وغيره:متروك الحديث.
.وقال ابن عدي:لا أرضاه في شيء..انتهى ملخصاً.
وفي الإسناد راوي آخر:
وفي الميزان:الهيثم الطائي الآخر هو أيضاً كذاب،ولفظه هكذا:الهيثم عبدالغفار الطائي بصري مقل تالف.قال أحمد:عرضت على ابن مهدي أحاديث الهيثم بن عبدالغفار عن همام بن يحيى وغيره فقال:هذا يضع الحديث. وقال أحمد:،:فخرقت حديثه وتركناه بعد.أهـ ) .




الرواية الثانية
الرواية الثانية كما وردت في كتاب (الشامل) لأبي منصور الصباغ بلا إسناد!!!!إذ لو كان إسنادها جيد لذكره كما سنبين.

نص رواية حديث العتبي

( كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجـاء أعرابي فقال:السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً} وقد جئتك مستغفراً لذنبي ، مستشفعاً بك إلى ربي



الكـلام على سند هذا الحديث

ليس لرواية حديث العتبي أي سند يستأنس به للحكم بصحة الرواية ، أو اعتلالها ؛ ولكن رأينا بصيصاً من الضوء على ذلك ، وهو:
علة الانقطاع فيه ، أن العتبي الذي يروي هذه الرواية عن الأعرابي كشاهد عيان!!! أن بينه وبين الأعرابي انقطاعاً يربو على مائتي سنة تقريباً وإليك البيان:

1- قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر أبو الفخر المراغي المتوفي سنة 816 هجرية في كتابه "تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" ص 111 في /ترجمة العتبي/ قال: "أسمه محمد بن عبدالله بن عمر بن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين" .

2- وقال ابن الأثير نحوه
3- وقال ابن خلكان نحوه

4- ولعل أحداً من القوم يقول: وما يدريك أن هذا هو العتبي ، المعنى بالرواية عن الأعرابي فأقول:
اعتراف الشيخ السبكي مؤلف كتاب "شفاء السقام" ا قال في ص 136 منه:
" قال السبكي في كتابه /شفاء السقام في زيارة خير الأنام/ العتبي ، وأسمه محمد بن عبدالله …..-بنفس تعريفنا له- توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين يكنّى أبا عبدالرحمن"أهـ .كلام السبكي. وذلك طبعاً بعد أن ذكر حكاية العتبي .


قال ابن عبدالهادي رحمه الله في الصارم المنكي:
( هذه الحكاية التي ذكرها السبكي ، بعضهم يرويها عن العتبي بلا إسناد!!!
وبعضهم يرويها عن محمد حرب الهلالي عن الأعرابي.
وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن الحسن الزعفراني عن الأعرابي.والزعفراني توفي 249 فكيف ادرك الاعرابي الذي كان بعد دفن النبي بثلاثة ايام
وقد ذكرها البيهقي في كتاب "شعب الإيمان" بإسناد مظلم عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي
وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


26-قالوا يؤيد مذهبنا أن الأعمال تعرض على رسول الله وأنه يستغفر للمذنبين في قبره بدليل حديث:

( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ومماتي خير لكم تعرض علي أعمال لكم فإن وجدت خيراً حمدت الله وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم ) 
( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي اعمالكم فما رايت من خير حمدت الله عليه وما رايت من شر استغفرت لكم )

رواه البزار في مسنده كما في كشف الأستار عن زوائد البزار ( 1 / 397 ) بإسناد رجاله رجال الصحيح ، كما قال الحافظ نور الدين الهيثمي في المجمع ( 9 / 24 ) (العبارة لاتعني التصحيح عند أهل الحديث)
وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى ( 2 / 281 ) سنده صحيح ، السيوطي يصحح الواهيات والموضوعات
وقال الحافظان العراقيان - الزين وابنه ولي الدين - في طرح التثريب ( 3 / 297 ) : إسناد جيد ، وطرح الثريب من آخر مؤلفات الحافظ الزين العراقي .قد نقل الحافظ العراقي انتقاده وسيأتي فقوله اختلف
وروى الحديث ابن سعد باسناد حسن ، مرسل كما في فيض القدير ( 3 / 401 ) (المرسل ضعيف )
فمما قدمناه بان أن الذين صححوا الحديث من أهل الحديث : 
الحافظ النووي والحافظ ابن التين . والحافظ القرطبي . والحافظ القاضي عياض . 
والحافظ ابن حجر العسقلاني كما نقل ذلك عمن تقدم ذكرهم في الجمع بينه وبين حديث الشفاعة كما في 
الفتح ( 11 / 385 ) .
الرد على تصحيحه:

********
الرواية الأولى لحديث(حياتي خير لكم)
البداية والنهاية - ابن كثير ج 5 ص 296 :
. وقد قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا يوسف بن موسى ، ثنا عبد الحميد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن سفيان ، عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله - هو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال : " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم " . ثم قال البزار لم نعرف آخره يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه . . وهو في المطبوع المسمى بـ البحر الزخار (5/307)
و فيه : وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبدالله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
قلت ( ابن كثير ) : وأما أوله وهو قوله عليه السلام : " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " فقد رواه النسائي من طرق متعددة عن سفيان الثوري وعن الاعمش كلاهما عن عبد الله بن السائب عن أبيه به.

علل الإسناد:
1- الحديث مرسل والمرسل من أنواع الضعيف قال الإمام مسلم في مقدمة كتابه الصحيحوالمرسل من الروايات في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة))
2- لم يسنده إلا ابن أبي رواد في هذه الرواية والبقية أرسلوه
3-هذه الجملة (حياتي خير لكم..) جاءت زيادة على الحديث الصحيح الذي في مسلم « إن لله ملائكة سياحين». وهي غير صحيحة. ولهذا قال البزار « وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» (مسند البزار5/308).
4-والمتفرد بهذه الرواية هو عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد المرجئي أدخله على حديث مسلم « إن لله ملائكة سياحين». وتفرد بها عن بقية من رواه عن سفيان
.5-اتفاق الأعمش وجماعة من الثقات فيما (أخرج ابن عساكر والطبراني وأبونعيم)على روايته عن سفيان دون هذه الزيادة المنكرة الشاذة
6-أماقول الهيثمي في المجمع 9/24 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ،(وهذه الجملة لاتعني تصحيح الحديث)، وأما تصحيح السيوطي فهو يصحح الموضوعات
7-قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بعد أن ساق جميع طرق الرواية قي الضعيفة ( 2/ 404 _ 406 )
(( وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ، وخيرها حديث بكر بن عبدالله المزني وهو مرسل ، وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين ، ثم حديث ابن مسعود ، وهو خطأ ، وشرها حديث أنس بطريقيه )) اهـ
8-ابن أبي رواد متكلم في حفظه قال الخليلي : " ثقة ، لكنه أخطأ في أحاديث ، و قال
النسائي : " ليس بالقوي ، يكتب حديثه " . و قال ابن عبد البر : " روى عن مالك
أحاديث أخطأ فيها " .وقال أبو حاتم: "ليس بالقوي يكتب حديثه". وقال الدارقطني: "لا يحتج به، يعتبر به"، وضعَّفه أبو زرعة، وابنُ سعدٍ، وابن أبي عمر، وغلا فيه ابن حيان فتركه.
و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 152 ) : " منكر
الحديث جدا ، يقلب الأخبار ، و يروي المناكير عن المشاهير ، فاستحق الترك " ولم يرو له مسلمٌ إلا حديثًا واحدًا في "كتاب الحج" (1299-179) مقرونًا ب "هشام بن سليمان المخزومي"، ولو سلمنا أن مسلمًا روى له محتجًا به فلا بأس بصنيعه، لأنه روى هذا الحديث عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، وكان عبد المجيد من أثبت الناس في ابن جريجٍ كما قال ابن معين، والدارقطني، وابنُ عدي وغيرهم، وحديثه هذا ليس عن ابن جريجٍ، مع مخالفته لنجوم أصحاب الثوري،
.لذلك قال ابن حجر(صدوق يخطيء)
9- وهذا الحديث من مناكيره حيث أسنده وبقية الرواة يرسلونه
10-ونقل الزبيدي حكم الحافظ العراقي على الحديث بأنه « ضعيف لأن فيه عبد المجيد بن عبد العزيز، فهو وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه كثيرون. ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده من حديث أنس بنحوه بإسناد ضعيف» (المغني عن حمل الأسفار2/1051 على هامش الإحياء).


،


خلاصة أسانيد الحديث:
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بعد أن ساق جميع طرق الرواية قي الضعيفة ( 2/ 404 _ 406 )
(( وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ، وخيرها حديث بكر بن عبدالله المزني وهو مرسل ، وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين ، ثم حديث ابن مسعود ، وهو خطأ ، وشرها حديث أنس بطريقيه )) اهـ
فالحديث لايصح إلا مرسلا والطريق المرفوعة ليست ضعيفة فقط بل هي شاذة منكرة تفرد بها عبدالعزيز بن ابي رواد وهي غلط


علل المتن الكبيرة الواضحة:
وهذا المرسل لايقبل لنكارة متنة ومخالفته للأحاديث الأقوى منه التي في الصحيحين :
1-دل حديث الحوض على عدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بما عمل الناس بعده .
رد على هذا القبوريون بأن الذين لايعرفهم هم من الكفار من أمة الدعوة لا أمة الإجابة ونقلوا كلام ابن حجر وبتروه حيث قال في آخره ردا عليهم (وهذا يرده قوله في حديث أنس (( حتى إذا عرفهم )) وكذا في حديث أبي هريرة . )والأعمال التي تعرض الخير والشر والشر يشمل الكفر
2-ولو استغفر لهم بأبي هو وأمي على ما يراه من ذنوبهم لما عذب أحد منهم وذيد عن حوضه ولما احتاجوا أن يأتوا إليه كما فعل الأعرابي في رواية العتبي المختلقة
3-أن موت النبي ليس خير لهم ولالنا بل هو أعظم مصيبة على كل مسلم
فالمتن منكر ومخالف للأحاديث المتصلة القوية
4-« إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب» (رواه ابن سعد والدارمي بإسناد صحيح وصححه الألباني بالشواهد كما في السلسة الصحيحة3/97).
قال الحافظ ابن عبد البر « وصدق صلى الله عليه وسلم لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة انقطع الوحي وماتت النبوة» (التمهيد19/322).
5-كيف تعرض الأعمال على النبي بينما كان يصوم بين الاثنين والخميس لأنهما يومان تعرض فيهما اعمال العباد إلى الله فيحب النبي أن يعرض عمله على الله وهو صائم؟
6-وكيف يقول النبي e لابنته فاطمة « أنقذي نفسك من النار لا أغنى عنك [لا أملك لك] من الله شيئا»ثم يطمئن الزناة ومرتكبي الكبائر من أمته ويعدهم بأنه سيستغفر لهم؟
7-ولماذا كان يأمر بإقامة الحد على المذنبين من أمته في حياته ولم يكتف بالاستغفار لهم وهم جزء من أمته؟
8-أنها تحث على الإرجاء وراويها عبد المجيد بن عبد العزيز مبتدع متهم بالدعاية للإرجاء حتى أدخل أباه فيه. وهو الذي روى الرواية الموضوعة عن ابن عباس « وما نعلم الحق إلا في المرجئة» (ميزان الاعتدال2/648 وانظر العلل لأحمد 2/113 الجرح والتعديل 6/46 تهذيب التهذيب6/381 الضعفاء الصغير للبخاري 2
9-وقد شهد عليه أحمد والبخاري بأنه من غلاة المرجئة. قال « كان فيه غلو في الإرجاء». وقال أبو داود: « كان داعية في الإرجاء» (تهذيب التهذيب 6/381).فهو داعية إلى بدعته وهذا وحده كاف لرد روايته


قالوا له شواهد تقويه والجواب:
وأما الشواهد المزعومة باطلة وهذا التفصيل فيها :


[ 1 ]
قلت : تفسير ابن كثير ج: 2 ص: 387
قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا عن رسول الله ...

فهذا الحديث ضعيف لا ينفع للآتي :
1- ابن لهيعة : وهو ضعيف مطلقا سواء روى عنه القدماء أم غيرهم
2- رواية دراج عن أبي الهيثم غير مقبولة
وهذا يعرفه من له معرفة بالحديث تصحيحا وتضعيفا وممارسة
ولكن القبورية وغيرهم من إخوانهم أهل التقية من الروافض قبحهم الله لا يفهمون هذا الكلام .

[ 2 ]
وقال الإمام أحمد أنبأنا عبد الرزاق عن سفيان عمن سمع أنسا يقول
فهذا ضعيف :
لأن الواسطة بين سفيان وأنس بن مالك مجهولة لا تعرف .


[ 3 ]
وفي الدر المنثور ج: 4 ص: 191 :
أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات والحاكم وصححه والبيهقي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه

هذا إسناد فيه مجهولان :
1- أبو إسماعيل السكوني : وهو مجهول .
2- مالك بن أدّي : وهو مجهول .

[ 4 ]
وقال ابن كثير في تفسيره ج: 1 ص: 500
حيث قال باب ما جاء في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته قال ابن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ...


قال ابن كثير :
فإنه أثر وفيه إنقطاع فإن فيه رجلا مبهما لم يسم وهو من كلام سعيد بن المسيب لم يرفعه
وهذا لا ينفع لسببين :
1- أن فيه رجلا مبهما
2- أنه من قول سعيد ابن المسيب وقوله لا يقبل إلا إن وافق حديثا صحيحا أو آية محكمة وحاشاه من مثل هذا الزور أن يقوله .


[ 5 ]
وقال ابن كثير في تفسيره ج: 2 ص: 420
[ 1 ] وقد قال الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا داود بن الجارود عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة أولها وآخرها فقال رجل يا رسول الله عرض عليك من خلق فكيف من لم يخلق فقال صوروا لي في الطين حتى أني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه

[ 2 ] ورواه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن عقبة بن مكرم عن يونس بن بكير عن زياد بن المنذر عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد به نحوه

الطريق رقم [ 1 ] :
فيه داود بن الجارود : وهو مجهول والعين

الطريق رقم [ 2 ] :
فيه زياد بن المنذر أبو الجارود وهو مجمع على ضعفه ، بل اتهمه ابن معين بالكذب .
وكأن الأول محرف من هذا والله أعلم .


[ 6 ]

تفسير القرطبي ج: 5 ص: 198
إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا أمعذبين أم منعمين وهذا إستفهام معناه التوبيخ وقيل الإشارة إلى جميع أمته ذكر إبن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن المنهال إبن عمرو حدثه أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ليس من يوم إلا تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوة وعشية فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم فلذلك يشهد عليهم

تقدم الرد عليه في رقم [ 4 ]





شبهة:
قالوا(هو حديث مرسل صحيح (وهذا بحد ذاته يحتج به منفردا كثير من القدماء) ، فإن جاء له شواهد متصلة ارتفع عن حد الاحتجاج عند بعض القدماء إلى معظم إن لم يكن كل العلماء. وكأن التقوية فيه أسهل من الأول )

يرد على هذا مانقلنا عن الإمام مسلم فهو أعلم بمذاهب القدماء

شبهة قالوا:ذكر ابن جرير أن العلماء أجمعوا على قبول المرسل الصحيح قبل الشافعي .
الجواب:
وأما ما زعمه ابن جرير من إجماعٍ على قبول المرسل قبل الشافعي، فباطلٌ أنكر ذلك عليه العلماء كثيراً.
ابن عباس  لم يقبل مراسيل بشير بن كعب وهو من ثقات التابعين الجلة الذين لم يتكلم فيهم أحد، واحتج به البخاري في صحيحه. فكيف بغيره؟! و كثيرٌ من التابعين لم يقبلوا المراسيل منهم: ابن سيرين وعروة وإبراهيم النخعي وطاووس والزهري وشعبة وسفيان وابن المبارك والليث بن سعد وعبد الرحمان بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم ممن قَبْلَ الشافعي. بل ما حكى ذلك ابن سيرين عن جمهورهم بعد الفتنة كما في مقدمة صحيح مسلم. و أقوال هؤلاء التابعين –في عدم قبول المرسل– كثيرةٌ، لولا الإطالة لذكرت بعضها. وقد نقل الشافعي عن الجمهور أنهم لا يقبلون الحديث إلا عن ثقة يعرف ما يروي ويحفظ. وقال: «وما رأيت أحداً من أهل الحديث يخالف هذا المذهب».


والزهري أنكر على من روى المراسيل. ولمّا صار ابن أبي فروة يرسل الحديث قال له: «قاتلك الله يا ابن أبي فروة. ما أجرأك على الله؟ ألا تُسْنِدُ حديثك؟ تحدّثنا بأحاديث ليست لها خطم ولا أزمة (يعني الأسانيد)؟». والزهري ممن كان يرسل الحديث. ولا تناقض بينهما لمن تأمَّل.


27-احتجوا برواية القاضي عياض عن مالك في جواز الاستشفاع بالنبي في قصة مالك وأبي جعفرالمنصور وفيها(يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عيه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله قال الله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) الآية.
الجواب:
قال ابن تيمية:وَهَذِهِ الْحِكَايَةُ لَمْ يَذْكُرْهَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ الْمَعْرُوفِينَ بِالْأَخْذِ عَنْهُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حميد ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ إذَا أَسْنَدَ ، فَكَيْفَ إذَا أَرْسَلَ حِكَايَةً لَا تُعْرَفُ إلَّا مِنْ جِهَتِهِ ؟ هَذَا إنْ ثَبَتَ عَنْهُ ، وَأَصْحَابُ مَالِكٍ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ بِمِثْلِ هَذَا النَّقْلِ لَا يَثْبُتُ عَنْ مَالِكٍ قَوْلٌ لَهُ فِي مَسْأَلَةٍ فِي الْفِقْهِ ؛ بَلْ إذَا رَوَى عَنْهُ الشَّامِيُّونَ كَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطاطري ضَعَّفُوا رِوَايَةَ هَؤُلَاءِ ، وَإِنَّمَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى رِوَايَةِ الْمَدَنِيِّينَ وَالْمِصْرِيِّينَ فَكَيْفَ بِحِكَايَةِ تُنَاقِضُ مَذْهَبَهُ الْمَعْرُوفَ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ رَوَاهَا وَاحِدٌ مِنْ الْخُراسانِيِّينَ لَمْ يُدْرِكْهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ؟ .ا.هـ.


28-لو كانت الأعمال تعرض عليه لماجهل مايحصل من أعمال الذين يذادون عن حوضه يوم القيامةحين تقول الملائكة(إنك لاتدري ماذا أحدثوا بعدك)
قالوا: الجواب على هذا الاشكال هو ما أجاب به الحافظ في فتح الباري ( 11 / 385 ) جامعا بين الحديثين ناقلا ذلك عن أربع من أكابر حفاظ الأمة وهم : النووي وابن التين والقرطبي والقاضي عياض وهو خامسهم حيث قال ما معناه ملخصا : هؤلاء الذين يذادون عن الحوض هم المنافقون والذين ارتدوا عن الإسلام ، فهؤلاء لا تعرض أعمالهم عليه في الدنيا لخروجهم من أمته حقيقة ، وان كانوا في الصورة يصلون ويتوضأون فيحشرون بالغرة والتحجيل ، فإذا أبعدتهم الملائكة وقال لهم سحقا سحقا أطفا الله تعالى غرتهم وتحجيلهم وأذهبه ساعتئذ . اه**** من الفتح .
الجواب:أنهم بتروا كلام ابن حجر وهنا تتمته
قال ابن حجر :
(( ويدل قوله"أصيحابى"بالتصغير على قلة عددهم. وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتى أمة الدعوة لا أمة الإجابة. ويدل قوله"أصيحابى"بالتصغير على قلة عددهم.وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر والمراد بأمتى أمة الدعوة لا أمة الإجابة ورجح بقوله فى حديث أبى هريرة"فأقول بعدا لهم وسحقا"ويؤيده كونهم خفى عليه حالهم ولو كانوا من أمة الإجابة لعرف حالهم بكون أعمالهم تعرض عليه وهذا يرده قوله في حديث أنس (( حتى إذا عرفهم )) وكذا في حديث أبي هريرة .

==============
أيضا يستدلون بحديث مالك الدار على فهمهم السقيم لهذه الآية الكريمة وهو:
قال ابن أبي شيبة في مصنفه (12/31) : 
حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال : وكان خازن عمر على الطعام قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر ، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأُتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنكم مسقيون وقل له : عليك الكَيس ! عليك الكَيس ! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه .
قالوا إن عمر أقر الرجل ولم ينكر عليه:
الجواب:
1-أثبتوا أن عمر على علم بنداء الرجل للنبي
2-الأثر ضعيف ففيه مالك الدار وعليه مدار الحديث وهو مجهول الحال ولو شهد له أنه ثقة لبقي الشهادة بالضبط سكت عن هالبخاري وابن أبي حاتم والقاعدة أن من سكتا عنه فهو مجهول قال ابن أبي حاتم(ومن سكت عنه فإني لاأعرفه)
3-جاء في رواية سيف بن عمر الضبي أن الرجل هو بلال بن الحارث المزني وسيف كذاب متروك رماه ابن حبان بالزندقة(تهذيب التهذيب259/4)
4-الرواية غير متواترة وهي في العقيدة والرافضة والأشاعرة يشترطون المتواتر في العقيدة لافي الأسماء والصفات وحدها.
5-البخاري روى الرواية واقتصر على قول عمر(يارب مالآلوا إلا معجزت عنه)ولم يذكر مجيء الرجل إلى القبر فتكون الزيادة معارضة لماهو أوثق منها في صحيح البخاري من التوسل بالعباس وترك التوسل بالنبي من جمهور الصحابة وهذا الرجل المجهول الحال ليس بأكثر تعظيما للنبي من الصحابة
6-المنامات لاتقوم بها حجة
7-الإسناد فيه عنعة الأعمش وهو مدلس لم يصرح بالسماع في كل طرق الحديث فإن قيل إن أبامعاوية أثبت الناس في الأعمش قلنا إنه قد روى عن الأعمش مادلس فيه
8-قول ابن حجر عن رواية ابن أبي شيبة ((وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان)ليس نصا في تصحيح الحديث بل ولا في تصحيح جميع الإسنادلكنه تصحيح إلى أبي صالح فقط ولولا ذاك لقال(بإسنادصحيح)ويفعل هذا العلماء أحيانا لعدم استحضار السند وليلفتوا النظر إلى موضع علة وتفرد أبي صالح وابن حجرنفسه لم يعرف مالك الدار ولاترجم له
9-لوقيل إن السند صحيح لطالبنا بمعرفة الرجل الذي أتى القبر لأنه قد يكون هو الذى أخبر مالك الدار فليس بالضرورة أن يكون مالك الدار حاضرا القصة فإن قيل إن مالك معاصر له قلنا رواية التلاميذ عن شيوخهم بواسطة أمر معروف متكرر
10-تحصح ابن كثير لهذه الرواية هو بناءا على طريقته في توثيق مجاهيل التابعينة
11-أبوصالح السمان الذي روى عن مالك الدار لايعرف سماعه من مالك الدار بل ولاإدراكه له وهي علة قوية وبينهما عنعنة فهي مظنة انقطاع لاتدليس
12-قبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيته وعائشة فيه فكيف أتى هذا الأعرابي ودخل بيت عائشة وصاح عند القبر وهي لاتجعل ذلك لكل أحد ثم لاتروى القصة إلا من مالك الدار
13-أبوصالح السمان الذي روى عن مالك الدار ثبت أنه أرسل عن أبي بكر وأبي ذر فلايؤمن إساله هنا
14-هل ذلك الرجل المجهول أفقه من عمر حيث أن عمر لم يفعل هذا
15-لم يرو عن مالك الدار إلا أبوصالح حسب ماذكر ابن أبي حاتم وهذا يشعر أنه مجهول
16-ماينقل عن بعض العلماء أنه قال إن مالك الدار معروف فهذا يدل على توثيق ولايفيد شيئا
17-ذكر الذهبي أن السمان ولد في خلافة عمر وإدراكه لخلافة عثمان تبين بالرواية وتبقى علة الإرسال لأننا لانعلم هل مالك الدار مات قبل أن يبدأ السمان بالرواية أم بعده وأهل الحديث لم ينصوا على أنه سمع من مالك رغم أنهم نصوا على سماعه من أبي هريرة وغيره
18-قال الخليلي في الإشاد معلقا على أثر مالك(يقال بأن السمان سمع من مالك هذا الحديث والباقون أرسوله)ولذا نحكم على الأثر بالإرسال بناءا على مابين أيدينا من الروايات لاحتمال تفرد أحد الوضاعين أوالضعفاء برواية التصريح بالسماع ورواية السماع غير معلومة فلايوجد إلا الإرسال في الرواية التي أثبتها الخليلي
19-ممايعل به الأثر تفرد مالك بهذه الحادثة العظيمة
2-قول الخليلي عن مالك في الإرشاد(مالك الدار متفق عليه)نقول قد قال هذه العبارة في ضعفاء لاشك في ضعفهم وكيف يعرفه الخليلي ولايعرفه ابن أبي حاتم والبخاري
21-ابن حجر ذكر مالك في القسم الثالث من الإصابة وهو قسم المخضرمين الذين لم يرد خبر قط في اجتماعهم بالنبي ولارأوه سواء أسلموا في حياته أم بعد وفاته وهؤلاء ليسوا صحابة باتفاق
22-ماقيل إنه خازن عمر لم يسلم به بعض الباحثين وضبط المخازن لايستوجب ضبط الذاكرة
23-أن الأعمش ممن يُجمع حديثه وتفرد أبي معاوية عنه دون بقية أصحابه الثقات الكثر غير مقبول خاصة فيأصل من أصول الشرع
24-أعلم أهل عصره بالعلل علي بن المديني روى الأثر مختصرا ليس فيه المجيء إلى القبر وكأنه رأى بالمطول علة
25-ذكر ابن كثير وفاة مالك الدار بين61-80 ولم ينقل ذلك عن أحد من المتقدمين ممايدل على أنه اجتهاد منه
26- ليس في هذه الرواية أن للرسول سمعا مثل سمع رب العالمين وإلا لاكتفى هذا الرجل بالدعاء ن بعيد




حديث من صحيح البخاري يدل أن استغفار النبي في حياته فقط

صحيح البخاري ج 5 ص 2145

[5342] حدثنا يحيى بن يحيى أبو زكريا أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله النبي ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك فقالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ... الحديث

المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir5092/#ixzz1xoXiuUGD

عائشة اشتكت رأسها فكأن النبي قال لو مت وأنا حي لاستغفرت لك


أنا جامع الموضوع وناشره في أكثر من منتدى

كيان انسان 02-04-2013 10:39 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نعرض لكم الحلقة الثالثة لبرنامج فريد من نوعه وحصرياً على قناة البرهان الفضائية
برنامج كنت شيعياً يتكلم فيه المهتدين من الشيعة عن تجربتهم قبل وبعد التسنن
برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثالثة - الجزء الأول



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثالثة - الجزء الثاني



ولمن لم يشاهد الحلقة الأولى والثانية فهذه روابطها



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الأولى - الجزء الأول



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الأولى - الجزء الثاني



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثانية - الجزء الأول




برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثانية - الجزء الثاني

موعد البرنامج يومياً بإذن الله بعد صلاة المغرب في المدينة المنورة مباشرة
تردد القناة - نايل سات ١١٥٥٥ - عربسات ١١٩٧٧

كيان انسان 02-04-2013 10:40 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نعرض لكم الحلقة الثالثة لبرنامج فريد من نوعه وحصرياً على قناة البرهان الفضائية
برنامج كنت شيعياً يتكلم فيه المهتدين من الشيعة عن تجربتهم قبل وبعد التسنن
برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثالثة - الجزء الأول



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثالثة - الجزء الثاني



ولمن لم يشاهد الحلقة الأولى والثانية فهذه روابطها



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الأولى - الجزء الأول



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الأولى - الجزء الثاني



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثانية - الجزء الأول




برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثانية - الجزء الثاني

موعد البرنامج يومياً بإذن الله بعد صلاة المغرب في المدينة المنورة مباشرة
تردد القناة - نايل سات ١١٥٥٥ - عربسات ١١٩٧٧

كيان انسان 02-04-2013 10:40 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نعرض لكم الحلقة الثالثة لبرنامج فريد من نوعه وحصرياً على قناة البرهان الفضائية
برنامج كنت شيعياً يتكلم فيه المهتدين من الشيعة عن تجربتهم قبل وبعد التسنن
برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثالثة - الجزء الأول



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثالثة - الجزء الثاني



ولمن لم يشاهد الحلقة الأولى والثانية فهذه روابطها



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الأولى - الجزء الأول



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الأولى - الجزء الثاني



برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثانية - الجزء الأول




برنامج " كنت شيعياً " الحلقة الثانية - الجزء الثاني

موعد البرنامج يومياً بإذن الله بعد صلاة المغرب في المدينة المنورة مباشرة
تردد القناة - نايل سات ١١٥٥٥ - عربسات ١١٩٧٧

آطـيـآف 02-11-2013 02:24 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
أسْع‘ـدَالله قَلِبِكْ .. وَشَرَحَ صَدِرِكْ ..
وأنَــــآرَدَرِبــكْ .. وَفَرَجَ هَمِكْ ..
يَع‘ـطِيِكْ رِبي العَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْ المُفِيدْ ..~
جَعَ‘ـلَهْالله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
وشَفِيعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~
شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~
دُمت بَحِفْظْ الرَحَمَــــن ـآ..
http://www.m1-nt.com/vb/images/smili...0%28104%29.gifhttp://www.m1-nt.com/vb/images/smili...0%28143%29.gif

مجازف 02-11-2013 05:08 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الله يعطيك العافية


تحيتي

كيان انسان 02-14-2013 10:25 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شكراً لكم على المرور الجميل الذي يعبر عن ذوقكم الجميل
دمــــــــتم بود يا غالين

كيان انسان 02-14-2013 10:25 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
شكراً لكم على المرور الجميل الذي يعبر عن ذوقكم الجميل
دمــــــــتم بود يا غالين

كيان انسان 02-19-2013 10:37 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
تعريف الرافضة

http://www.dhr12.com/img/line.png
الرفض في اللغة هـو: الترك، يقال رفضت الشيء : أي تركته.(1)
والرافضة في الاصطلاح: هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت، مع البراءة من أبي بكر وعمر، وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل منهم، وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم.
قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: «والرافضة: هم الذين يتبرؤن من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم».(2)
وقال عبدالله بن أحمد -رحمهما الله تعالى-: «سألت أبي من الرافضة؟ فقال: الذين يشتمون -أو يسبون- أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-».(3)
وقال الإمام أبوالقاسم التيمي الملقب (بقوام السنة) في تعريفهم: «وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- ورضي عن محبهمـــــا»(4).
وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر، دون غيرها من الفرق الأخرى، وهذا من عظم خذلانهم .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «فأبوبكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما، دون غيرهم من الطوائف».(5)
وقد جاء في كتب الرافضة ما يشهد لهذا: وهو جعلهم محبة الشيخين وتوليهما من عدمها هي الفارق بينهم وبين غيرهم ممن يطلقون عليهم (النواصب) فقد روى الدرازي عن محمد بن علي بن موسى قال: «كتبت إلى علي بن محمد عليه السلام(6) عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت(7) واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصـــب».(8)

كيان انسان 02-19-2013 10:39 AM

رد: شبهات وردود: موضوع متجدد لكم إخواني ..
 
الشبهة:
هل يمكن التقريب بين السنة والشيعة؟






الجواب:
الشيخ ابن باز رحمه الله




"التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة ، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله ، وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ، وأنه لا يدعى معه أحد ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب ، ومن عقيدة أهل السنة محبة الصحابة رضي الله عنهم جميعا ، والترضي عنهم ، والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء ، وأن أفضلهم أبو بكر الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله عن الجميع ، والرافضة خلاف ذلك ، فلا يمكن الجمع بينهما ، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة ، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (27/325) .


 

جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الخليج - © Kleej.com

( 2007 - 2025 )


جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر العضو نفسه ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى