الأمطار تزيد الحكومة الكويتية.. بلَّة

 

الأمطار تزيد الحكومة الكويتية.. بلَّة

:كثيرا ما كان المطر ملهما للشعراء، كاشفا عن شخصياتهم ومكنونات أنفسهم ونظرتهم للحياة.
ومن هؤلاء الشعراء الشاعر خلف بن هذال الذي كانت له رؤية مختلفة للمطر، فهو يدعو الله ان يغسل القلوب من الحسد، مثلما يغسل سبحانه الأرض بالأمطار والسيول، كما يطلب من الله ان يبارك للبشر ويمنحهم القناعة التي تعتبر كنزا حقيقيا لا يفنى.. يقول الشاعر خلف بن هذال:
يالله يا اللي تغسل الأرض بالسيل
اغسل قلوب أهل الحسد من حسدها
وترد كيد أهل القلوب المغاليل
بنحورها وعن الوجود اتحصدها
واجعل لنا من باب يسرك تساهيل
مدات جودك تستمد بمددها
بارك لنا بالمد والصاع والكيل
ونفوسنا عطها القناعة وزدها

أمطار أمس الأول حذرت منها البحرية الأمريكية قبل أربعة أيام، مؤكدة أنها ستكون الأغزر منذ 30 عاما، بينما قللت ادارة الأرصاد الجوية من خطورتها، قائلة انها لا تستوجب التحذير لكونها ستكون أمطارا خفيفة ومتفرقة، فجاءت شديدة وفي كل مناطق وأراضي البلاد، وتحولت سيولا جرفت ما جرفت، وحاصرت من حاصرت، ودمرت ما دمرت.
المواطنون الذين عايشوا أمطار أمس الأول بين متخوف ومستبشر، اتفقوا على القاء اللوم على الحكومة التي لم تكن مستعدة لهذا الحدث، فطفحت المياه في كل مكان لعدم تأهيل مجاري الصرف الصحي، كما أنها لم تمنحهم اجازة يوم الاثنين الماضي الذي تزامن فيه هطل الأمطار مع وصول الوفود المشاركة في القمة العربية – الأفريقية، حيث كان متوقعا ازدحام الطرق، وانما منحتهم الاجازة يوم أمس الثلاثاء بعد وصول الوفود الى البلاد واستقرارها في مقار اقامتها دون ان يؤثر وجودها في الطرق أو يتسبب بازدحامات فيها.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

وهناك من طالب بمحاسبة الحكومة، لعدم تحذيرها المواطنين مسبقا، وكذلك لعدم قدرتها على التعامل مع الأمطار بصورة مرضية، ما يزيد من العبء على الحكومة خاصة في ظل استجوابات عديدة مقدمة لها، وكأنما جاءت الأمطار «لتزيد الحكومة بلَّة».. وآخرون انتقدوا الحكومة لعدم استعدادها وتجاهلها التحذيرات المسبقة، وكذلك صمتها، قائلين ان لسان حال الحكومة كأنما يقول: «أنا الغرقان وما خوفي من البلل».
ونيابيا، فقد بدأ نواب تحركات لتحميل الحكومة الخسائر التي تعرض لها المواطنون من جراء الامطار والسيول التي تدهم البلاد، وذلك بعد انكشاف ما اطلقوا عليه فساد التخطيط وضعف البنية التحتية وصيانة المجاري ورداءة شبكة الصرف الصحي في البلاد.
وطالب النواب بتعويض المواطنين المتضررين بسبب الكوارث الطبيعية وفقا لنصوص الدستور والتي تتحملها الدولة، داعين من تضرر من المواطنين لاثبات حالة يمكن اللجوء لها عند فتح تحقيق في مسؤولية الحكومة عما حصل، ملوحين باستجواب ومساءلة وزير الاشغال.
ومن جانبه دعا النائب عادل الخرافي وزير الاشغال عبدالعزيز الابراهيم الى تحمل مسؤوليته السياسية بعد انكشاف ضعفه في ادارة مواجهة ازمة الامطار، والاستقالة من منصبه.

وقال الخرافي ان الوزير اثبت ضعفه في ادارة الوزارة، رغم ان الفرصة اتيحت له للاستعداد والاستنفار لمواجهة هذه الازمة، الا ان ما شاهدناه يؤكد ضعف الوزارة فيما ادعته من استعداد لمواجهة الامطار.
واستغرب الخرافي عدم استفادة وزير الاشغال من الكفاءات الموجودة في وزارته والتي قام بتجميدها او نقلها أخيرا، في توقيت خاطئ مما يدل على ضعف اداري فني، كما استغرب غياب وكيل الوزارة عن الساحة، والذي نعرفه انه الوزير غير المباشر عن القضايا التنفيذية، حيث ان غيابه ادى الى تفرد الوزير بالقرارات، ما اوقع هذه الاخطاء الكبيرة والتي نتجت ايضا عن قرارات الوزير الفنية الخاطئة.
ومن جهته، قال النائب رياض العدساني ان الكويت صرفت 7.5 مليارات دينار من ميزانية التنمية بينما صرفت دبي 6 مليارات، وهنا يتضح الفرق بين الانجاز والفساد

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

واضاف العدساني ان الكويت غرقت بالامطار نتيجة غرق الحكومة بالفساد، وسيرها دون رؤية ولا تخطيط وعدم جاهزية لادارة الازمات، لقد اصبح البلد مشلولا منذ سنوات وبغير انجازات.
وذكر ان اضرار الامطار تتحملها الحكومة، بعد ان احتلت الكويت الترتيب الاخير خليجيا بالنسبة للتنمية.
وطالب من جانبه النائب د.عبدالكريم الكندري لجنة المرافق العامة البرلمانية بالدعوة لعقد اجتماع عاجل يستدعى إليه الوزراء والمسؤولون عن عدم تطبيق خطط الطوارئ.

وقد اكد رئيس لجنة المرافق العامة النائب د.علي العمير، عدم لائحية عقد أي اجتماع للجنة المرافق أو غيرها من لجان المجلس من دون صدور قرار يفوض اللجان مناقشة أي من المواضيع التي تدخل ضمن اختصاصاتها، مشيرا الى ان اللائحة الداخلية تنظم هذه المسألة.
وقال العمير انه بالامكان ان يتقدم العضو بطلب لعقد جلسة خاصة أو تخصيص جزء من جلسة عامة لبحث خطة الطوارئ، ومدى جاهزية الجهات المعنية، لتكلف لجنة المرافق العامة بعد ذلك بمتابعة القرارات أو التوصيات الصادرة عن المجلس.
ومن جانبها، قالت النائب د.معصومة المبارك «30 دقيقة مطر فضحت المسؤولين عن الفساد وانعدام الضمير في تنفيذ المشاريع وخاصة الاشغال والبلدية، واماطت اللثام عن هشاشة الاستعدادات الحكومية بل وغياب أي خطة حقيقية للطوارئ».
واضافت «فعلا غرقنا في شبر مية.. فضيحة تستوجب مساءلة سياسية».

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

وبعد الأمطار والسيول، قال وزير الكهرباء والماء وزير الأشغال العامة عبدالعزيز الابراهيم ان أمطار أمس الأول بلغت معدلات مرتفعة لم تشهدها الكويت منذ 30 عاما.وأضاف في مؤتمر عقده ظهر أمس ان نسبة الأمطار بلغت 40 ملم، بينما نسبتها فقط 3 ملم خلال الأشهر السبعة الماضية.وأكد ان وزارة الأشغال نجحت في تنظيف المناهيل وشبكات الصرف الصحي، واستطاعت صرف ما نسبته %95 من المياه المتراكمة، مشيرا الى ان الوزارة غير مسؤولة عن تجمعات المياه في الساحات الترابية، أو شبكات الصرف بالمنازل الخاصة، وذلك ان مسؤوليتها تنحصر فقط بالطرق وشبكات الطرق الرئيسية.وعن ضاحية على صباح السالم «أم الهيمان» قال الابراهيم ان نسبة المياه فيها وصلت الى 57 ملم، ما أدى الى تحرك كميات كبيرة من الرمال الى الطرق المؤدية للمنطقة، والطرق الرئيسية مثل طريق الفحيحيل السريع وطريق الملك فهد السريع، مشيرا الى ان انقطاع التيار الكهربائي انحصر فقط في منطقتي الوفرة والعبدلي.
وقالت مصادر في وزارة الكهرباء والماء ان الوزارة تمكنت من اعادة التيار لنحو %70 من شبكة الوفرة، و%85 من شبكة العبدلي، و%80 من شبكة الخيران والنويصيب.

من جانبها، قالت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ان هناك أشجارا تساقطت بفعل الأمطار، الا أنها لم تتسبب باعاقة حركة المرور، وتمت ازاحتها عن الطرق لتجنب وقوع حوادث مرورية، بينما أكدت بلدية الكويت أنها سخرت جرافاتها لفتح الطرق المغلقة خاصة في منطقة النويصيب التي امتلأت بالطين، كما عملت على سحب المياه من بعض الطرق ومنها نفقا منطقة القيروان على الدائرين الخامس والسادس، مشيرة الى ان المياه دخلت الى بعض المنازل السكنية وأتلفت محتوياتها، وأن هناك منازل تضررت تم سحب المياه منها بواسطة «التناكر» وأعلنت ادارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة أنها تلقت 521 بلاغا عاجلا و170 بلاغا غير عاجل، وتمت الاستجابة لها ونقل 204 حالات الى المستشفيات أمس الأول، و84 حالة يوم أمس.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

الباحث الفلكي د.صالح العجيري أكد ان أمطار أمس الأول كفيلة بأن تجعل سنة 2013 سنة «هدامة» اذا لا تقل نسبتها عن سنوات «الهدامة» السابقة وهي: 1934 و1954 و1997، مشيرا الى ان نسبة الأمطار المسجلة أمس الأول بلغت 90 ملم، متوقعا استمرار عدم استقرار الطقس مع فرص أمطار قليلة.أما مدير الأرصاد الجوية في الادارة العامة للطيران المدني محمد كرم فقد قال ان أعلى كمية أمطار كانت في منطقة العبدلي بنسبة 93.8 ملم، مضيفا ان الطقس المتوقع بعد غد الجمعة سيكون مشمسا مائلا للبرودة.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

وفي شأن اخر متعلق بمجلس الامة، فقد ارتفعت وتيرة المطالبات النيابية باستقالة الحكومة، حيث اعتبر نواب استمرارها وسط تواصل «هجمة» الاستجوابات على وزرائها «مكابرة» وعدم شعور بالمسؤولية او احترام رغبات ممثلي الامة والمؤسسة التشريعية، وعدم قدرتها على قياس الاجواء السياسية وحاجة البلاد في هذه المرحلة للاستقرار والتفرغ للتنمية والانجاز.
وقد توقعت اطراف نيابية اجراء تعديل وزاري محدود قبل نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل وذلك في ضوء النتائج التي ستسفر عنها الاستجوابات المقدمة والتي ستقدم لوزراء آخرين.
وفي هذا قال النائب صالح عاشور ان الاجواء السياسية الساخنة في البلاد هي بمنزلة رسالة واضحة الى سمو رئيس الوزراء بضرورة اجراء تعديل وتغيير في حكومته، لانها لا يمكن ان تستمر في وجود ستة استجوابات وربما اكثر.
ورجح عاشور في تصريح خاص لـ«الوطن» انه وبعد الخمسة استجوابات المقدمة، هناك ايضا استجوابات قادمة لوزير الشؤون ولوزير الاشغال والكهرباء والماء ولوزير التربية والتعليم العالي، ولذلك فان هذه الحكومة لا يمكن ان تنسجم مع مجلس، حيث ان اكثر من نصف الوزراء مهددون ولذلك عليها ان تستقيل او ان تجري تغييرا فيها.

ولفت الى ان الجو العام يشير الى ان هناك عدم رضا وسخطا واضحا على اداء الحكومة وهي مهما عملت لن تستطيع اعادة هذه الثقة، مشيرا الى ان موضوع حل المجلس لم يعد قضية مهمة بقدر معالجة قضايا وهموم الناس والدفع نحو التنمية والانجاز، مؤكدا ان المجلس حل وابطل عدة مرات في 3 سنوات ولم يعد ذلك هاجسا.
وكشف النائب عاشور انه اعد استجوابا لوزير التربية والتعليم العالي يمكن ان يقدم في اي لحظة، مشيرا الى ان عدم الاجابة على الاسئلة وكثرة الشكاوى وتراجع الوضع التعليمي قضايا لا يمكن السكوت عليها، واذا استمر هذا الوضع سندخل في مشاكل اكبر يصعب معالجتها بعد استفحالها.
وعن استجواب النائبين عبدالله التميمي وفيصل الدويسان لوزير البلدية حول ازالة خيام واكشاك عاشوراء، اكد عاشور ان الاستجواب مستحق، وهو اقل ما يمكن لأن ما حصل ضرب لمكونات المجتمع والوحدة الوطنية واستقرار الدولة، وتشجيع على المساس بعقائد الآخرين، وهذا يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء ولابد من ايقافه.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

وطالب عاشور بسرعة استعجال نتائج لجنة التحقيق المشكلة للقضية قبل الاستجواب لامتصاص السخط تجاه ما حصل.
ومن جانبه ايد النائب حمدان العازمي اجراء تعديل وزاري وليس تدويرا على الحكومة وبما لا يقل عن 6 الى 8 وزراء يتم استبدال آخرين جادين في تحقيق الاصلاح بهم.
واكد العازمي لـ «الوطن» انه لا يهمنا التعديل الوزاري او الاستقالة الحكومية بقدر ما تهمنا ضرورة تحقيق الاصلاح الشامل في الاجهزة الحكومية.
كما رحب النائب محمد طنا باجراء تعديل وزاري محدود بين الوزراء والمجيء بوزراء جدد يكونون على قدر المسؤولية ومنسجمين مع رؤى مجلس الوزراء من اجل انجاز تطلعات المواطنين، وتنفيذ ما جاء في النطق السامي، اما استقالة الحكومة، فلست معها بل مع تعديل وزاري محدود وهذا هو المطلوب.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

ومن جهته قال النائب عبدالله العدواني انه لا يتمنى ان تقدم الحكومة استقالتها، لأنه لا يوجد مبرر مقنع وسبب قوي لذلك.
واشار العدواني في تصريح لـ «الوطن» الى ان الاستجوابات المقدمة من النواب حالياً، بعيدة عن الشخصانية وقائمة على تصحيح الاخطاء الموجودة، لافتا الى ان الاستجوابات متعلقة بأداء الوزراء وليس لها اية علاقة بالشخصانية او الاستهداف.
وفيما يتعلق باستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك فان قرار مواجهة الاستجواب في جلسة علنية او سرية، يعود الى سمو رئيس الوزراء.
في الشأن ذاته قال مصدر حكومي مطلع ان اجتماعاً سيعقد للقيادة السياسية لتدارس الاوضاع والعلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بعد انتهاء اعمال القمة العربية الافريقية، لافتا الى انه وعلى ضوء هذا الاجتماع سيتحدد موقف الحكومة في آلية معالجة الاستجوابات واختيار الحل الانسب بالنسبة لها.
واشار المصدر الى انه ولحد الآن لم يتضح وجود شخصية برلمانية قيادية يمكن ان تسهم في استقرار الاوضاع ووقف سيل الاستجوابات التي يتحمل مسؤوليتها الجميع.

حول ما تعرضت له كافة مناطق الكويت من سقوط امطار رعادية بلغت حدتها لتتحول الى سيول في بعض مناطق جنوب البلاد، رأى مرشح مجلس الامة السابق عن الدائرة الثانية عبدالرحمن النصار أن المشهد حمل صورتين، احداهما غياب الحكومة بشكل لافت، حيث لم نر حتى مجرد تصريح حكومي يحمل دلائل الطمأنينة للمواطنين والمقيمين، ويوقف الناس على حقيقة المشهد وتوابعه، ومدى استعدادات الحكومة او جاهزيتها لما اسفرت او ستسفر عنه الاحداث مستقبلاً، كما لم تقم الحكومة بتشكيل غرفة عمليات لمواجهة هذه الازمة الحقيقية التي تكشفت مظاهرها في هذا الازدحام الشديد الذي عم كافة مناطق الكويت، وحوادث الطرق التي زادت بشكل ملحوظ، كما اسفرت عن مقتل شخصين وفق ما اعلنت الادارة العامة للاطفاء.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

واضاف: اما الصورة الثانية، فتتمثل في هذا الجهد الوطني الكبير الذي قامت به الادارة العامة للاطفاء فقد كانت خير سند ومعين للجميع في هذه الازمة منذ اللحظات الاولى، فقد حشدت رجالها، وقامت بعملها خير قيام بشكل اظهر الصورة الرائعة للوطنية وحب الكويت وشعبها وكل من يقيم على ارضها، إيماناً من رجالات الاطفاء بدورهم الوطني ورغبتهم في اظهار صورة الكويت في شكلها اللائق بها.
ولفت النصار الى ان هذا المشهد الوطني الكامل الذي رسمه رجالات الاطفاء جاء رغم ما يعانيه الاطفائيون من تهميش لحقوقهم وعدم مكافأة جهودهم الوطنية ومنحهم حقوقهم، وهذا ما يستدعي ضرورة النظر في تمكين الاطفائيين من حقوقهم وردّ الجميل لهم فجهودهم الوطنية وتضحياتهم في سبيل خدمة الوطن تزداد يوما بعد يوم.

إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل


إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل

واهاب النصار بالحكومة إلى ضرورة النظر في التقصير الواضح في استعداداتها وسوء التخطيط الذي يلقي بنتائجه السلبية على المواطينن والمقيمين، داعياً جميع المسؤولين الى تحمُّل مسؤولياتهم والعمل معا بروح الفريق لمواجهة الازمات على اختلاف مظاهرها، فمن العجيب ان تظل الحكومة في سباتها ونحن نرى مجاميع شبابية وطنية تقوم بتشكيل فرق انقاذ تطوعية من تلقاء نفسها، لانقاذ المتضررين والعالقين من جراء سقوط الامطار الغزيرة، فهل جاءت الحكومة ليخدمها المواطن ويقوم باعبائها لتخلد هي الى الراحة والدعة؟!



أعلن ان نسبة الأمطار المتساقطة خلال 75 دقيقة بلغت 40 ملم

الإبراهيم: الكويت لم تشهد مثل أمطار الاثنين منذ 30 عاماً

صرفنا %95 من المياه والطرقات جفت بعد أقل من ساعة على توقف المطر

السيول الصحراوية والرمال سبب مشكلة أم الهيمان وجار فتح الطرق

لسنا مسؤولين عن تجمع المياه في الساحات الترابية أو شبكات صرف البيوت الخاصة

كتب علي السعود:
أكد وزير الكهرباء والماء ووزير الاشغال العامة المهندس عبدالعزيز الابراهيم ان الامطار التي شهدتها البلاد مساء امس الاول بلغت معدلات مرتفعة لم تشهدها الكويت منذ 30 عاماً.
واضاف الابراهيم خلال المؤتمر المفاجئ الذي عقده في مبنى وزارة الاشغال ظهر امس ان نسبة الامطار بلغت 40 مل منذ الساعة الثانية والنصف بعد الظهر حتى الساعة الثالثة وخمس واربعين دقيقة، موضحا ان معدلات الامطار في الظروف العادية بلغت 120 سم خلال سبعة شهور خلال الفترة من اكتوبر وحتى مايو، وبمعدل 3 مل يوميا في حال تقسيم اجمالي الكمية على الايام خلال الفترة المذكورة.
واكد الابراهيم ان وزارة الاشغال استعدت منذ الخميس الفائت، اي قبل سقوط الامطار بخمسة ايام من خلال استنفار الفرق المشكلة مسبقا في جميع انحاء الكويت، اضافة الى توفير المكائن الخاصة للضخ والسحب في الاماكن المتوقع تضررها جراء السيول، مبينا ان عمليات الصيانة الدورية نجحت في تسليك فتحات المناهيل وشبكات الصرف الصحي الى جانب تهيئة شبكات مياه الامطار لهذا الغرض، الامر الذي انعكس ايجابيا على حالة الشوارع بعد انتهاء تساقط الامطار، مشددا على ان الوزارة استطاعت ان تصرف بما نسبته%95 من المياه التي تراكمت في مختلف الاماكن، وأكبر دليل على ان الأشغال كانت على أتم الجهوزية، ان الطرقات قد جفت بعد مرور أقل من ساعة على توقف المطر.
وبين الابراهيم ان الوزارة غير مسؤولة عن تجمع المياه بالساحات الترابية او شبكات الصرف بالبيوت الخاصة، ذلك ان مسؤوليتها تنحصر بالطرق وشبكات الطرق الرئيسية ومياه الامطار، وقد تمت معالجة جميع الشكاوى التي وردت او ابلغت عنها الفرق الخاصة لهذا الغرض.

مشكلة أم الهيمان

واكد الوزير ان هناك مشكلة في ام الهيمان جنوب الكويت جراء السيول التي وردت من المناطق الصحراوية المحيطة فيها، الامر الذي اوصل نسبة الامطار الكمية فيها الى 57 مل، مما ادى الى تحرك كميات كبيرة من الرمال للطرق المؤدية الى المنطقة، او الطرق الرئيسية مثل طريق الفحيحيل السريع وطريق الملك فهد السريع، الامر الذي ادى الى اغلاق حارات كبيرة منها وجار العمل على انهاء المشكلة حيث فتحت اكثر من حارة في هذه الطرق وتبقى البعض الاخر حيث من المتوقع ان يتم فتح الطرق بشكل كامل خلال ساعات قليلة من خلال فرق الصيانة التي تعمل بالموقع والمؤلفة من وزارات الاشغال والبلدية والكهرباء.
وفيما يخص موضوع انقطاع التيار الكهربائي افاد الابراهيم ان الشبكة الكهربائية الداخلية لم تشهد اي انقطاعات تذكر فيما عدا بعض الحالات في المنازل والشوارع في منطقة الوفرة والعبدلي، لافتا الى ان لدى وزارة الكهرباء والماء 545 الف مستهلك وحينما يتم انقطاع التيار عن 100 مستهلك فهي نسبة قليلة جدا.
وشدد الابراهيم على ان استعدادات وزارة الكهرباء بدأت منذ 4 ايام قبل وصول الامطار من خلال اقامة غرفة عمليات داخل الوزارة، وتوزيع مولدات الطوارئ، وايقاف عمليات الصيانة، واستنفار جميع العاملين في محطات توليد القوى الكهربائية والمياه استعداداً للحدث، مشيرا الى ان الوزارتين ستظلان في حال استنفار حتى يوم غد الخميس.


=====

الامطار كشفت سوء التخطيط

الحويلة: لجنة تحقيق لمحاسبة المقصرين

طالب النائب د.محمد الحويلة بتشكيل لجنة تحقيق عند أول جلسة لمجلس الأمة للوقوف على ضعف البنية التحتية للبلاد وسوء التخطيط الذي أدى الى فواجع وخسائر متفرقة في البلاد ولمحاسبة المقصرين والمتقاعسين، ومعرفة الخلل والعمل الفوري على اصلاحه وتطوير هذه البنية لتلافي هكذا أزمات في المستقبل.
وقال الحويلة في تصريح صحافي لأيام والمراصد والراصدين يحذرون من أمطار غزيرة قادمة ولم يخرج علينا أحد بخطة مفصلة تبين كيف ستتعامل الحكومة مع ما هو قادم فالامطار كشفت ضعف البنية التحتية للبلاد وسوء التخطيط لمثل هذه الازمات.

«هدّامات» الكويت الثلاث

إعداد هشام البدري:
يبدأ فصل المطر في الكويت في شهر نوفمبر وينتهي في ابريل وتعد الكويت من المناطق الجافة عموما فأمطارها قليلة وتؤدي المنخفضات الجوية دورا مهما في سقوط الأمطار وأحيانا تسقط أمطار قوية وخصوصا في موسم السرايات ولكن قمة الأمطار تكون في شهر يناير.
ويعزى سقوط الأمطار في الكويت الى المنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط شتاء وهي أمطار اعصارية كما ان العواصف الرعدية التي تظهر في الربيع والخريف مسؤولة هي الأخرى عن سقوط بعض الأمطار نتيجة لتسخين سطح الأرض وحدوث اضطراب في الهواء المجاور له.
وتتميز أمطار الكويت بانهمارها على هيئة وابل وفي وقت قصير نسبيا سواء كان ذلك بالنسبة لأمطار الجبهات خاصة أمطار الجبهات الباردة للأعاصير الشتوية العنيفة أو أمطار العواصف الرعدية، وبالطبع فإن لهذه الأمطار فوائدها حيث يفيض منها بعد التبخر والتسرب كميات تسيل في الوديان وتستقر في بحيرات صغيرة يطلق عليها محليا اسم «الخبرات» ومفردها خبرة والى الأحواض الصحراوية فتفيد الرعاة وأغنامهم ومواشيهم كما تسهم في ترطيب التربة ونمو الأعشاب والحشائش.
والملاحظ التباين في كمية المطر من سنة لأخرى ومن شهر لشهر ويرجع ذلك في الأساس لطبيعة أمطار الكويت الاعصارية المفاجئة التي تسببها المنخفضات الجوية وكذلك العواصف الرعدية.
كما تجدر الاشارة أيضا الى التفاوت الشهري في كمية المطر فقد يأتي شهر من الشهور الممطرة غزير المطر بشكل لافت للأنظار في سنة من السنوات وقد يكون نفس الشهر عديم المطر في سنة أخرى، كذلك قد تنهمر الأمطار في شهر من الشهور بغزارة على منطقة ولا تحظى منطقة أخرى بأي قطرة من المطر

أمطار الرجيب

في شهر رجب عام 1872 الموافق عام 1289هـ تعرضت الكويت لمطر عظيم مصاحب بريح عاصفة قوية نتج منه اضرار كبيرة حيث تهدم الكثير من المنازل وارتطمت السفن ببعضها بعضاً.

الهدامة الأولى ديسمبر 1934

في 7 ديسمبر 1934 تعرضت الكويت الى امطار غزيرة بلغت كميتها حوالي 300 ميليمتر وهي ثلاثة أضعاف ما يهطل خلال عام واحد في الكويت ادت الى هدم العديد من المنازل التي كانت معظمها من الطين، وغرقت الطرق التي لم تكن مجهزة بمجاري الصرف، وكانت المنطقة الأكثر تضرراً هي الواقعة بين دروازة عبدالرزاق وقصر نايف، وبلغ عدد المنكوبين حوالي 18.000 نسمة اضطروا الى ترك منزلهم واللجوء للمدارس والمساجد والمباني الحكومية، كما بلغ عدد المصابين الذين سجلوا رسمياً في دائرة الصحة 11 مصاباً توفي منهم 2 وقام الأهالي بمساعدة المنكوبين وكذلك الحكومة فاتخذت من المدارس ملاجئ للمتضررين ووزعت عليهم ما يحتاجون إليه من مأكل وملبس.

الهدامة الثانية 1954

وحدثت في عام 1954 وكان من نتائج المطر الغزير (تشرد نحو الف نسمة) من منازلهم وتهدم العديد من البيوت، والمنازل التي تهدمت تقارب 500 بيت، وقد تشكلت لجنة برئاسة الشيخ صباح الأحمد لتقدير الأضرار التي لحقت بالأهالي.

أمطار 11 نوفمبر1997

هطلت على الكويت امطار غزيرة في 11 نوفمبر من عام 1997 والتي عرفت بالهدامة الثالثة فقد هطلت الامطار الغزيرة على دولة الكويت وبلغت في بعض مناطق العاصمة 100 ملليمتر في حين سجلت محطة المطار الدولي نحو 60 ملليمترا وهي نصف كمية المعدل السنوي العام للامطار في الكويت وتم ذلك خلال فترة زمنية تقارب الساعتين فقط عصر ذلك اليوم قبيل المغرب.
وأدت الى حدوث بعض الوفيات وانهارت بعض البيوت في الجهراء والصليبية وفيضان في الشوارع بسبب عدم استيعاب مناهيل مجاري الامطار لها كما تسببت في مئات الحوادث المرورية وتوقف الملاحة الجوية وتضرر الكثير من الممتلكات الشخصية في المنازل اضافة الى السيارات وعمت الفوضى في بعض الشوارع.

المصدر: منتدى الخليج

 يعطيك العافيه ع نقل الخبر

 يعافيك ربي على الخبر والصور

 الفساد ومايعمل
وحسبي الله ونعم الوكيل على كل مسؤل لا يؤدي أمانته على أكمل وجه
ويسلمو بحرالرواسى
على هذه الخبرية ويعطيك ألف عافية

 شكراً لطرحك الخبر
يعطيك ربي العافية

 الدكتور
شكرآ ع المرور الكريم

 القلب
شكرآ ع المرور الكريم