الإسلام أعجوبة الدهر الباقية

 

الإسلام أعجوبة الدهر الباقية

الإسـلام أعجوبة الدهر الباقية

الإسـلام أعـجـوبـة الـدهـر الـبـاقـيـة . . . مـعـجـزة كـل عـصـر ، فـيـا أيـهـا الأغـبـيـاء الـذيـن يـجـرؤون عـلـى قـيـاس الإسـلام بـنـزوات هـتـلـر وخـيـالات لـيـنـيـن ، وحـمـاقـات كـل مـتـسـلـط عـلـى الـعـقـول أو الأبـدان ، يـحـسـب لـجـهــلـه أنـه يـشـرِّع ديـنـاً ويـضـع شـريــعـة ، إنـكـم لـفـي ضـلال مـبـيـن ، أيـن ديـن الـهـتـلـريـة ؟ لـقـد ذهـبـت بـه هـزيـمـة واحـدة ، وهـزيـمـة مـثـلـهـا تـذهـب بـبـاقـي الـحـمـاقـات الـتـي حـسـبـتـمـوهـا أديـانـاً !

أمـا الإسـلام : فـهـو فـي ذاتـه قـوة لا يحتـاج إلى قـوة أتـبـاعـه لـيـؤيـدوه بـهـا ، بل هو الذي يـؤيـدهـم بـقـوّتـه فيُنصرون ، ولقد تأخر الـمـسـلـمـون ورجـع بـهـم الزمان الـقـهـقـري ، ولـكـن الإسـلام نفذ من الحـجـب ولبث يتقدم ، إن الـمـبـشـريـن يـنـفـقـون كـل سنة القـنـاطـيـر المقنطرة من الذهب و الفضة ، ثم لا يأخذوا واحداً ، حتى يأخذ الإسـلام بغير مال ولا عمل تسعة وتسعين . . .

الإسـلام اليوم ينتشر بنفسه في أرقى ممالك أوروبا ، وفي أحطّ بقاع ( إفـريـقـيـا ) ، و الـمـبـشـرون لم يستطيعوا أن يُدخِلوا في النصرانية ( مسلماَ ) واحداً ، إنهم يجمعون الجهــلة من المغاربة الذين لا يعرفون ما الإسـلام ، فيطعمونهم و يطمّعونهم ، ثم يلقون عليهم عجائب المسيح ، فإذا وصلوا إلى موضع المعجزة ، صاحوا كلهم بلسان واحد متعجّبين : الله أكبر ، لا إله إلا الله ! !

وينزل المبشّر على القبيلة في أواسط إفـريـقـيـا فيعطي ويرغّب ، ويبقى سنة كاملة فلا يستجيب له منها إلا النفر المعدودون ، ثم يأتي التاجر الـمـسـلـم الجاهــل فينام عندهم ويأكل طعامهم ، فلا يأتي الشهر حتى تكون القبيلة كلها قائمة وراءه تصلي على دين ( مـحـمـد ) . . . و الـمـبـشـرون ينظرون ! !

أفـتـشـكّـون بعد هذا أن الإسـلام قـوة هـائـلـة للمسلمين ؟

هــل عرفتم الصواعق المنقضة ؟ هــل رأيتم الصخور المنحطة من أعالي الجبال ؟ والسيول الجارفة ، و البركان الهائج ؟ و . . . . وكل ما في الكون من قـوة ؟ إنها لن تصد غضبة الـمـسـلـم إذا كانت لله ولمحارمه ولدينه! هــل فيها أشدّ من الـمـوت ؟ فهــل يخيف الـمـوت رجلاً خرج يطلب الـمـوت ؟ ! .

هتاف المجد / ص 39- ص 40– علي الطنطاوي .

المصدر: منتدى الخليج