منذ /05-10-2012, 01:37 AM
#1
|
رقم العضوية :
10814
|
تاريخ التسجيل :
Aug 2011
|
الجنس
:
أنثى
|
الدولة :
none
|
مجموع المشاركات :
12,063
|
النقاط :
|
تقييم المستوى :
10
|
قوة التقييم :
2414
|
|
|
 |
|
 |
|
أتمنى قراءة القصه بإمعان، والانتباه لما وراء السطور ...

قصه للشاعر سلطان الرواد
كتبها عام 2001
وحازت على جائزة أفضل قصه قصيره
على مستوى جامعات الخليج العربي

( هكذا بدأت قصة الحب )

في قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر بعد، كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معاً، وتشعر بالملل الشديد.
ذات يوم وكحلٍّ لمشكلة الملل المستعصيه، اقترح الإبداع لعبه وأسماها الاستغمايه، أو الغميمه، أحب الجميع الفكره، و الكل بدأ يصرخ :
أريد أنا أن أبدأ ، أريد أنا أن أبدأ .
الجنون قال : أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد، و أنتم عليكم مباشرة الاختفاء .
ثم إنه اتكأ بمرفقيه على شجره وبدأ واحد, اثنان, ثلاثه...
و بدأت الفضائل و الرذائل بالاختباء، وجدت الرقه مكاناً لنفسها فوق القمر
و أخفت الخيانه نفسها في كومة قمامه، وذهب الولع بين الغيوم، ومضى الشوق إلى باطن الأرض.
الكذب قال بصوت عالٍ : سأخفي نفسي تحت الحجاره، ثم توجه لقعر البحيره.
و استمر الجنون : تسعه وسبعون, ثمانون, واحد وثمانون...
خلال ذلك أتمّت كل الفضائل والرذائل تخفّيها، ما عدا الحب كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي.
وهذا غير مفاجيء لأحد؛ فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب.
تابع الجنون : خمسه وتسعون, سته وتسعون, سبعه وتسعون..
و عندما وصل الجنون في تعداده إلى المئه قفز الحب وسط أجمه من الورد واختفى بداخلها.
فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحاً : أنا آتٍ إليكم, أنا آتٍ إليكم.
كان الكسل أول من كُشِف؛ لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه، ثم ظهرت الرقّه المختفيه في القمر، وبعدها خرج الكذب من قاع البحيره مقطوع النفس، وأشار الجنون على الشوق أن يرجع من باطن الأرض.
الجنون وجدهم جميعاً واحداً بعد الآخر ما عدا الحب، كاد يصاب بالإحباط و اليأس في بحثه عن الحب، و اقترب الحسد من الجنون, حين اقترب منه الحسد همس في أذن الجنون
قال : الحب مختفياً بين شجيرة الورد .
التقط الجنون شوكه خشبيه أشبه بالرمح، و بدأ في طعن شجيرة الورد بشكلٍ طائش، و لم يتوقف إلاّ عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب، ظهر الحب من تحت شجيرة الورد وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه .
صاح الجنون نادماً : يا إلهي ماذا فعلت بك ؟
لقد أفقدتك بصرك، ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه الحب : لن تستطيع إعادة النظر لي, لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي ( كن دليلي ).
و هذا ماحصل من يومها يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون ولهذا عندما نحب أحداً نقول له
( أحبك بجنون )
|
|
 |
|
 |

|
|
|