آخر 10 مشاركات
|
الإهداءات |
|
![]() |
| #1 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
حقا انه امر يحتاج منا إلى الانتباه، عندما يأمرنا الله سبحانه وتعالى بذكره، وليس الذكر فقط ولكن الذكر يجب ان يكون كثيرا، وهل الله في حاجة إلى ذلك، وهو خالق الناس ورازقهم، ولا يريد منهم جزاء ولا شكورا، بل نحن في أشد الحاجة إلى عونه لنا؟ اذًا الحق بذلك يقدم لنا فضلا من فضله علينا، وحرصا منه على ان نعمر دنيانا بالخير والحق، فهو يذكرنا بأن نذكره، فهل هناك كرم اكبر من ذلك؟ فهو الكريم الذي لا يدانيه احد، فالحق يقول «يَا أَيهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا (٤٢) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظلُمَاتِ إلى النورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (٤٣) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (٤٤)» (سورة الاحزاب). والسؤال الآن: لماذا يأمرنا الحق سبحانه بذلك؟ اذا نظرنا إلى كتاب الله لوجدنا الاجابة، كما يقول العلماء، فان القرآن يفسر بعضه بعضا، فالحق سبحانه يقول: «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ» (الزخرف:٣٦). وهذا الأمر ربما يبدو من اول وهلة أنه دعوة للانقطاع إلى الذكر في مسجد العبادة، وكذلك ربما ينظر اليه البعض على أنه نوع من ترك العمل والسعي في الأرض لتحصيل العلم والرزق، كل ذلك يكون بعيدا عن الهدف الأساسي من دعوة الله الينا بذكره، فلو تعمقنا قليلا، وتفكرنا وتدبرنا كما أمرنا الله، لعرفنا ان الله لا يأمر الا بالخير، ويكون الأمر في مصلحة الناس وصلاحهم، فنحن عندما نذكر الله لا يلزم ذلك وجودنا في المسجد أو على سجادة الصلاة، فالذكر في المسجد أمر يفعله الناس لأنهم في صلاة أو عبادة، ولكن عندما نكون في العمل أو في السوق أو في الشارع أو في التريض أو في أي عمل نقوم به، ربما نظن أنه لا يمكننا ان نذكر الله، ولكن الذكر هنا يكون امرا مهما، ويكون فرصة لمن يقوم بالعمل لكي يتقن عمله عندما يتذكر الله، والذكر هنا ليس معناه ان تترك العمل، حتى لا يختلط الأمر على الناس، بل استمر في عملك وانت في ذكر الله، حتى لو لم تحرك لسانك بكلمتي سبحان الله، فحرصك على اتقان العمل ذكر، وأداء مصالح الناس ذكر، ومعاملة الناس بالحسنى ذكر، وكل شيء فيه منفعة للناس ذكر. ثم نرجع إلى الحكمة من أمر الله لنا بذكره ذكرا كثيرا، كما اشرنا سالفا، فالآية التي ذكرها الحق سبحانه وتعالى في سورة (الزخرف) تبين الحكمة من ذلك، «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ»، أي ان الشيطان سيكون قرينا لمن يغفل عن ذكر الله في أي مكان يكون فيه، ويعمي بصره وبصيرته عن ذكر الله، وقد ورد في سبب نزول هذه الآية، أخرج ابن ابي حاتم عن محمد بن عثمان المخزومي أن قريشاً قالت: قيّضوا لكل رجل من اصحاب محمد رجلاً يأخذه، فقيضوا (لأبي بكر رضي الله عنهُ) طلحة، فأتاه وهوَ في القوم، فقالَ أبوبكر إلامَ تدعوني؟ قالَ طلحة: أدعوكَ إلى عبادة اللات والعزّى، قال أبوبكر: وما اللات؟ قال طلحة: ربَنا قالَ ابوبكر: وما العزّى؟ قالَ طلحة: بنات الله. قالَ ابوبكر: فمَن أُمهم؟ فسكتَ طلحة فلم يجبهُ فقالَ طلحة لأصحابهِ: أجيبوا الرجل، فسكتَ القوم، فقالَ طلحة: قم يا أبابكر، اشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وأنَّ محمدا رسول الله، فأنزلَ الله: «وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ». وقد طلب الشيطان إلى الله ان يبقيه إلى يوم الدين، حتى يقعد لنا صراط الله المستقيم، فكما ذكر الحق: «قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين» (الأعراف ١٦ـ ١٧)، أي أن الشيطان سوف يأتينا من كل مكان، مثل أن يأتينا في أماكن اللهو، لأن شياطين الانس تقوم بالعمل بدلا منه، وهذا ما يلاحظ في سبب نزول الآية الكريمة، فقد سعت قريش إلى تقييض من يجادل ويسعى لاغواء الصحابة، فلنحذر من شياطين الانس أيضا، لأنهم في كثير من الأحيان يكونون أشد خطرا من شياطين الجن، لأن شيطان الجن يأتي إليك وأنت تصلي مثلا، ثم يوسوس لك، ويجعلك تتذكر اشياء وأعمالا تريد أن تعملها اليوم أو غدا، أو مشكلة كنت فيها وتريد حلها، وما إلى ذلك من الأمور الكثيرة، وكلنا يمر بذلك، ما ان ندخل في الصلاة، حتى يتراكم كل شيء في رأسنا، وكم من مرات يضع الواحد منا شيئا بيده في مكان، ثم يتركه فترة من الزمن، ثم يريده وقد نسي مكانه، فيبحث عنه ولم يجده، ثم يأتي الشيطان يوسوس له في الصلاة ويجعله يحاول ان يتذكره، وبالفعل ربما يتذكر مكانه! وقد قال الشيخ الشعراوي رحمه الله في خواطره حول هذه الآية أي تعامى عن ذكر الله، وأورد أيضا حكاية عن الامام أبي حنيفة رحمه الله، فقد كان الامام أبوحنيفة مشهورا بحل الأمور الصعبة والفتوى، فجاءه رجل يريد منه حلا لشيء قد نسي مكانه، فقد دفن كنزا عند شجرة ووضع عليه علامة، فجاء السيل فحرك العلامة، ونسي الرجل مكان الكنز، فقال له أبوحنيفة ان هذا ليس فيه علم، وليس عندي ما أقوله لك الا أن تهم بالصلاة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أهمه أمر قام فتوضأ وصلى، ففعل الرجل ذلك وكان في الليل، وهو في الصلاة جاءه الشيطان وذكره بأنه كان على بعد خطوتين من الشجرة في جهة الشرق، فتذكر الرجل وذهب فوجد الكنز، ثم جاء لأبي حنيفة في الفجر، فقال له ما صنع الله بك؟ فقال الرجل، عندما دخلت في الصلاة، وسوست لي نفسي بالمكان فتذكرته، فقال له الامام والله لقد علمت أن الشيطان لن يجعلك تتم ليلتك مع ربك، هلا أتممتها شكرا؟ فقال الرجل ان شاء الله سأفعل. وبالرغم من كل ذلك فان دواء ذلك سهل يسير، ومنه يتجرع الشيطان، فيهرب وعليه الخزي والندامة، فكما قال الحق«وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ٢٠١» (الأعراف). هذا حال شيطان الجن، أما شيطان الانس، فهو ملتصق بك، ويا حبذا لو كان صديقا حميما، ساعتها يكون الهروب صعبا، وهكذا فان الله حريص علينا، ويأمرنا بذكره، حتى لا نترك فرصة لشياطين الجن او الانس لكي يفسدوا علينا حياتنا، فلا يسعنا الا ان نشكر الله لنعمة الذكر، وندعوه منيبين اليه أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
| #2 | ||||||||||||
![]()
|
وجزاك الله خير الجزاء ويعطيك ألف عافية
|
|||||||||||
| #3 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
|
|||||||||||
| #4 | |||||||||||||
![]() ![]()
|
|
||||||||||||
| #5 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
شكراً حبيبتي عالطرح الله يجزاج خير ويكتب لج الأجر والمثوبه
|
|||||||||||
| #6 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
يسعدك ربي
|
|||||||||||
| #7 | ||||||||||||
![]() ![]() ![]() ![]()
|
جزاك الله خير عالطرح تقبلي مروري المتواضع
|
|||||||||||
![]() |
|
|