![]() |
![]() |
|
#1 | ||||||||||||
![]() ![]()
|
كانت في السابعة عشر من عمرها، أرادت ان تلتحق بالعش الزوجي مبكرا، فلم يكن هدفها إلا الاقتران بزوج من غير ان يكون هناك تفكير عميق للأخذ بجميع الجوانب التي يجب ان تتوافق مع شخصيتها وأحلامها، تقدم لخطبتها ذلك الرجل الذي كان يدرس في سنواته الاولى ليصبح رجل دين، لهفتها للزواج وانبهارها لأول رجل تقدم لخطبتها، جعل منها عدم التردد بالقبول به. نصحها أهلها في عدم القبول به، فهو لم يكن بالشخص المقتدر الذي يستطيع ان يفتح بيتا ويعيله، ولم يؤيدوا فكرة دراسته لرجل الدين، فهم لا يحبون الاقتران برجال الدين لاعتقادهم بانهم يتزوجون أكثر من زوجة. الا انها اصرت على رأيها فبساطة شخصيتها لم تكن تعي ان هناك أمورا كثيرة لا بد ان تدقق عليها ولا بد ان تتأكد منها قبل الدخول في عالم ستكمل باقي حياتها تحت سقفه، فإصراراها على دخول النار بيدها جعل من أهلها عدم التدخل في رأيها فهذه حياتها وهي حرة فيها، ولها الحرية في اختيار شريك حياتها. تزوجت ومرت أشهر على زواجها، وبدأت مخالب هذا الرجل تظهر يوما بعد يوم، فقسوته غير المحدودة طالت جميع جسدها، واهماله لها وعدم تقديره لأي عمل تقوم به لا يُحتمل، وظلم اهله لها لم يكن بالحسبان، يسمعها كلاما جارحا ويعاملها معاملة الخدم، حرمها من كل شيء حتى من زيارة أهلها. ألزمها على الانجاب كل سنة من غير رحمة ولا شفقة، والغريب في الموضوع انه اجبرها على الالتحاق بالجامعة واكمال دراستها، يحاسبها على كل شيء، فرغم المسؤولية الكبيرة التي على عاتقها من تربية اطفال ودراسة جامعية، يطالبها بتوفير جميع متطلباته وتنظيف المنزل من غير اي زلة او اي اهمال، وكأنها آلة لا يحق لها الاسترخاء. اكملت دراستها الجامعية ووفقها الله للعمل مُدرسة في احدى المدارس، وما زال زوجها يعاملها اسوأ معاملة بتعاون من أهله، فالضغوطات التي اصبحت على عاتقها، ادخلها في حالة نفسية مدمرة، أُدخلت على أثرها لمستشفى الطب النفسي، وعليه طلب الدكتور مكوثها في المستشفى لكي تتعافى. إلا ان زوجها رفض معالجتها في مستشفى الطب النفسي خشية من كلام الناس، فلم يرد لأحد ان يتحدث عنه ويقول عنه بانه تزوج امرأة مجنونة حسب اعتقاده، ورجعت الى المنزل تحت رحمة الله من غير متابعة اي دكتور، واكتفت بشرب بعض الادوية فقط. بقيت اشهر عديدة على هذا الحال بين تحسن وبين زيادة، الى ان سافر زوجها بالخارج لإكمال دراسته الدينية هناك، وتركها مع عيالها من غير اي كفيل ولم يؤمن لهم اي شيء، ولكنها وجدت في سفره مخرج لحالتها النفسية، فهي موظفة وتستطيع ان تعيل نفسها وعيالها. ولم تفكر في الطلاق به، لخوفها على اولادها الثلاثة ان يتيهوا بين امهم وابوهم، وخوفها ان يأخذ منها عيالها في حال طلبت منه الطلاق. نعم هي هكذا امرأه غير مطلقة ولكنها في واقع الامر تعيش حياة اشد من حياة المطلقة، تعيش تحت ظل رجل لا يعرف الرحمة، ولا يعرف ان هناك امرأة لا بد ان تعامل احسن معاملة، فيا لها من امرأه تحملت الكثير من اجل عدم حرمانها من اطفالها. المصدر: منتدى الخليج
|
|||||||||||
|
|