صلاح الدين القمة في العلم والتواضع والمهنية

 

صلاح الدين القمة في العلم والتواضع والمهنية

د. هاشم عبده هاشم
** قبل (45) عاماً.. عرفت هذا الرجل .. لأول مرة..
** وكان يومئذ ثاني ثلاثة.. تعاملت معهم.. وأنا أخطو أولى خطواتي في مجال الصحافة..
** أول هؤلاء الرجال.. كان الاستاذ ( محمد علي حافظ) الذي أخذ يضع بصماته القوية على صحيفة المدينة المنورة بعد عودته من القاهرة وحصوله على درجة البكالوريوس في الصحافة.. وكانت لديه تصورات (جريئة) لصحافة غير مسبوقة..
** وثاني هؤلاء الرجال.. هو الاستاذ ( محمد صلاح الدين الدندراوي) وكان يقوم – في تلك الفترة – بهمام مدير التحرير.. بل كان يمثل في الحقيقة عقل الصحيفة بقدر ما كان الاستاذ الحافظ يمثل روحها النابضة.. بما توفر له من علم وتخصص وحماس منقطع النظير..
** و ثالث هؤلاء الرجال هو الاستاذ ( نعمان طاشكندي ) يرحمه الله رحمة الأبرار.. وكان يقوم بدور (الدينمو) لحركة الصحيفة الداخلية وصلة الاتصال بين مهنية الاستاذ (الحافظ) وفكر الاستاذ (صلاح الدين) وبين المطابع بجميع اقسامها ومراحل عملها..
** وفي تلك الفترة كان هناك إلى جانب هؤلاء الرجال الثلاثة الافذاذ أخي وصديقي الاستاذ ( أحمد محمد محمود) الذي سبقني للعمل بالصحيفة وكان يقوم بمهام المحرر المسؤول – في تلك الفترة – عن الشؤون الدينية ويتأهب لدخول عالم السياسة والاحاطة بفنونها والاهتمام بشؤونها داخل الصحيفة..
** وكنتُ قد التحقت بالصحيفة لتوى إلى جانب زميلين جديدين هما الزميل (علي القرعاوي) (يرحمه الله) والزميل (عبدالله القنيعير)..
** وكان الاستاذ (صلاح الدين) القادم لتوه من صحيفة الندوة.. مدرسة بكل المقاييس .. مدرسة في الاخلاق .. ومدرسة في الصحافة.. ومدرسة في الانضباط .. ومدرسة في أدب التعامل مع الصغار قبل الكبار.. ودعمهم وتشجيعهم وتعليمهم قواعد وأسس المهنة خطوة إثر خطوة.. وبصبر وجلد وتحمل نادر في زمن مستعجل.. ومع شباب لا يملكون من الخبرة في الحياة.. إلا شغفهم بها.. ولا بالمهنية الا تطلعهم إلى اجادة فنونها..
** ويشهد الله .. أن كل يوم كان يمر علينا في تلك الفترة.. وما تلتها من فترات العمل مع (صلاح الدين).. كان يضيف لي ولزملائي الصغار جديداً في المهنة.. وفي التعامل مع الحياة.. وفي التمسك بأدبيات ترقى إلى مستوى المثالية في كل شيء..
** وعندما أصبح الشيخ عثمان حافظ .. رئيساً للتحرير بعد ذلك .. والتحق بنا زملاء آخرون أذكر منهم أخي الاستاذ المرحوم (سباعي عثمان) .. فإن مدرسة (صلاح الدين) أصبحت القمة في فن الادارة وصنع صحافة قوية.. تقوم على منهجية واضحة.. وتتعاطى مع الشارع بصورة أكثر تفاعلية.. وقد أسعدني الحظ بأن أكون في هذه المرحلة مسؤولاً عن الشؤون المحلية.. فيما كان أخي الاستاذ احمد محمود مسؤولاً عن الشؤون السياسية.. وكان أخي الاستاذ (سباعي) مسؤولاً عن الشؤون الثقافية.. لتمضي المدينة وفق خطط وتوجيهات ومتابعة (صلاح الدين) إلى الصدارة بكل قوة..
** وعندما يعمل الانسان مع شخص من هذا النوع.. له كل هذه الخصائص والمزايا والقدرات.. فإنه لابد وان يتعلم منه الكثير سواء على مستوى المهنة.. أو على مستوى الادارة.. أو التعامل..
** ولاشك أن قامة بهذا الشموخ.. لابد وأن تأخذ مكانها ومكانتها من نفوسنا وعقولنا. ومن تاريخ المهنة.. بل ومن تاريخ الوطن الذي يعتز بما قدم وما زال يقدم له من فكر نير.. وعلم غزير .. وخلق نادر ورفيع.. تتوفر فيه مواصفات العباقرة الرواد.. والنبلاء الأفذاذ.. والنادرين..
** أقول هذا الكلام.. وأستاذي الجليل محمد صلاح الدين.. يعيش ظروفاً صحية.. تدعونا جميعاً لأن نرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى بأن يرفع عنه وأن يُطيل في عمره.. ليواصل مسيرته المتصفة بالمثالية في كل شيء.. وأن يجزيه عنا ألف خير.. لما قدم ويقدم وسوف يقدم إن شاء الله لهذا الوطن الذي يعتز به وبأمثاله ممن أعطوه الكثير وأخذوا القليل.. لأنهم عملوا بكل إخلاص.. لكي يظل وطن الرسالة.. والعزة.. والشموخ.. والعطاء الذي لا يتوقف..
***
ضمير مستتر:
**(من الوفاء.. أن نقف إجلالاً لكل الرموز العظماء.. وأن نقول لهم. نحن مدينون لكم بالكثير.. والوطن يثمن جهودكم وجهادكم.. ويباركهما.. ويضعكم فوق الأعناق).

المصدر: منتدى الخليج