اللي يبينا عيت النفس تابيه......

قـائـمـة الأوسـمـة · #1

اللي يبينا عيت النفس تبيه***واللي نبي عيا البخت لايجيبه

بيت شعر جميل... اليس كذلك؟؟؟بلى وخالقي...ومشهور ايضا ثم انه متكامل المعنى دون توضيح من بيت اخر يسبقه او يليه انها الفصاحه الشعريه والقدره الكلاميه والتحكم بالوزن والقافيه ثم اللحن دون حشو لكلام اوحروف زائده.

يمثل هذا البيت قصيده كامله ...معنى جم وكلمات مترابطه وفق لمسه شاعريه صادقه لاكمال لوحه جميله وتحفه نادره وفلسفه لمخزون النفس البشريه من امال واماني وتطلعات ....

الكثير منا ان لم يكن الجميع يعيش معنى هذا البيت بداخله شعورياً او لا شعورياً ولكن يبقى هذا الاحساس احساسا او مجرد حلم او شعور مكبوت في عالم النسيان رغم وجوده والتعايش معه..

الشاعره القديره نوره بنت حوشان بن علي دخيل الله الرشيدي ....
وقيل انها من فخذ الشلاوين من قبيلة العوازم عاشت قي الفتره من 1800 ميلادي الى اول عام 1900 ميلادي وتوفيت رحمها الله عام 1355 هجري .

كانت تسكن في قرية عين قنور احدى قرى القصيم بين القصيم والدوادمي .لها من الاولاد حوشان على اسم ابيها ومن البنات ساره..هذا لحد علمنا..

كانت شاعرتنا متزوجه من عبود بن علي بن سويلم الشلواني العازمي الذي كانت تحبه كثيرا....تقاسما افراحهما وهمومهما معا وكانت المزرعه تعتبر العامل المشترك وركيزة اهم الذكريات لانها كانت تساعده على العنايه بها حيث للمزرعه ذكريات خاصه ...والمعروف ان عائلة الحوشان عائله معروفه بالكويت ....

...واصل العائله هو من حاضرة القصيم وبالتحديد من قرية عين قنور...وقد دارت الايام تحمل المجهول وتبدلت الظروف وتغيرت الاحوال ولا نعلم عن سر هذه التغيرات الا شيء واحد وهو طلاقها الذي لارجعه فيه......

ومع مرور الايام بعد الطلاق تقدم الكثير من الرجال لخطبة شاعرتنا ولكنها رفضتهم جميعا؟؟؟ كانت تتمتع بخلق راقي توج الجمال الشكلي التي تتحلى به...وهذه الصفه توافق ماقاله الشاعر:

ليس الجمال باثواب تزيننا**********ان الجمال جمال العلم والادب

وذات يوم كانت مع صغارها وقيل معها اخيها ايضا ذاهبين للسوق وكانت مزرعة زوجها بالطريق ...فشاهدته يعمل بين العوادي والقليب(بير الماء) فتوقفت وارسلت الاولاد ليسلمو على ابيهم ووقفت تنتظر صغارها حتى يعودو...(وهذه لمسه جماليه وصلة رحم تحسب لشاعرتنا) وبينما هي تنتظر عودة صغارها ....سرحت بعالم ماقبل الطلاق ...عالم الامس عندما كان الطليق زوجا...تتذكر حبيب الامس وهي تساعده في امور مزرعته ووقوفها بجانبه...انها واقفه امام مكان هذه الذكرى وكأ ن لسان حالها يقول: ماذا حدث؟؟؟؟؟ ومرت ذكرى الناس الذين تقدمو لخطبتها ورفضتهم .....وبكت بلا دموع؟؟؟ بل تنهدات وانشدت تقول:

ياعين هلي صافي الدمع هليه********والى انتهى ياعين هاتي سريبه
ياعين شوفي زرع خلك وراعيه********شوفي معاويده وشوفي قليبه
من اول..دايم لرايه نمليه***********واليوم جيتهم علينا معيبه
وان مرني بالدرب مااقدر احاكيه***** مصيبه ياكبرها من مصيبه
اللي يبينا عيت النفس تبيه******** واللي نبي عيا البخت لايجيبه

وبعد ان انهت هذه الابيات ...بكت ولكن هذه المره بالدموع...نعم البكاء الصادق لمشاعر صادقه لمعاناه تسمى الحب...ذلك الحب الذي قد يختفي... ولكنه لايموت...وتلك المشاعر التي قد تذوي ولكن قد تتجدد غصونها وتعود للحياه من جديد ولو من باب التصور. ولكن مثل حالة شاعرتنا هذه والتي مضى على وفاتها سنين عديده وتعليقا على البيت الذي هو عنوان هذه المقوله نقول:

دائما النفس تريد مواصفات معينه تحكم وتسهب الاحلام بتصورها وتكون بحكم المستحيل......وترضخ النفس احيانا لما لاتريده ...وتقبله لانه واقع قد فرض عليها...لهذا تتدخل الاحكام الالهيه و القدريه.....(انا اريد....وانت تريد......ويفعل الله مايريد)

القصيده ومناسبتها منقوله
والوصف والتعليق بقلمي
عواد الهران

المصدر: منتدى الخليج